مرابطو الأقصى والاستهداف الإسرائيلي المركز.. لماذا؟

  • الخميس 28, يوليو 2022 11:17 ص
  • مرابطو الأقصى والاستهداف الإسرائيلي المركز.. لماذا؟
ليس عبثاً تركيز الاحتلال في القدس على استهداف المرابطين والمرابطات في ساحات المسجد الأقصى المبارك ومرافقه؛ فهم الجوزة المنيعة الصلبة، أمام مخطط متصاعد لتهويد واحد من أقدس مساجد المسلمين.
مرابطو الأقصى والاستهداف الإسرائيلي المركز.. لماذا؟
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
ليس عبثاً تركيز الاحتلال في القدس على استهداف المرابطين والمرابطات في ساحات المسجد الأقصى المبارك ومرافقه؛ فهم الجوزة المنيعة الصلبة، أمام مخطط متصاعد لتهويد واحد من أقدس مساجد المسلمين.
سلسلة طويلة من الأسماء والشخصيات الفلسطينية، باتوا يشكلون أيقونة صمود في الصراع المحتدم داخل القدس والمسجد الأقصى المبارك، ويتعرضون للاعتقال المتكرر والإبعاد والاعتداء الجسدي والمعنوي.
ويكثّف الاحتلال في السنوات القليلة الماضية من عدوانه على المسجد الأقصى، مع هيمنة اليمين المتطرف على المشهد السياسي الإسرائيلي، حتى باتت الحكومات أسيرة لخطب ودّ الجمعيات اليهودية المتطرفة.
بؤرة الاستهداف
ثمة سؤال يطرق الرأس: لماذا يركز الاحتلال على استهداف المرابطين والمرابطات في مصاطب الأقصى وباحاته؟ هل لمجرد الاستنزاف، أم خشية ميلاد رموز وشخصيات فلسطينية في القدس؟
تفريغ ساحات الأقصى، الذي يتعرض بكثافة لاقتحام المستوطنين والمتطرفين الصهاينة، يفسح المجال بلا شك نحو تهويد المقدسات والأقصى لإنفاذ مخطط إقامة الهيكل المزعوم.
غسان وشاح، أستاذ التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية بغزة، يرى أن الصراع بين الفلسطينيين والصهاينة يتكون من جزأين؛ الأول هو صراع على الأرض وما عليها من مقدسات، والثاني صراع الإنسان.
وقال في تصريحات خاصة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": إن الحركة الصهيونية جمعت شتات مهاجرين يهود من 91 دولة، وجلبتهم إلى فلسطين؛ من أجل السيطرة على مقدساتها، وتنفيذ مخطط إقامة الهيكل المزعوم.
ويقاوم المرابطون، في ساحات القدس والأقصى ومصاطبه ومصلياته ومساجده، مخطط الحركة الصهيونية لهدم الأقصى وإقامة الهيكل وفق رواية يهودية توراتية هي الذريعة الأولى لوجود الكيان في فلسطين المحتلة.
ويشير "وشاح" إلى أن صمود المرابطين بالأقصى يبطل جوهر مشروع الصهاينة في السيطرة على المقدسات الإسلامية، التي يحميها الرباط الفلسطيني، ويمنع الاستفراد بها.
ويتصدى الفلسطينيون بزعامة شخصيات فلسطينية إسلامية بارزة في الأقصى في السنوات الماضية لحملات الاقتحام والتهويد؛ الأمر الذي أشعل مواجهات شديدة، أهمها مؤخراً معركة سيف القدس عام 2021م، ومن قبلُ معركة بوابات الأقصى.
ويقول الخبير في شؤون القدس والاستيطان جمال عمرو: إن الاحتلال يريد المسجد الأقصى خالياً من المرابطين، بمعنى أن يزور المسلم المسجد ويمضي.
ويتابع لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "يريدون الأقصى منطقة سياسية لا رباط فيها، وليست مقدسة، ومن يحيي سنة الرباط فيه فهو مستهدف، وساحات الأقصى هي 90% من مساحة الأقصى، يريدون إلحاقها ببلدية القدس أو سلطة آثار الاحتلال".
لا يريد الاحتلال بروز شخصيات قيادية في الأقصى تشكل نموذج صمود للعالم العربي والإسلامي في زمن الهرولة العربية نحو التطبيع، ولعل كل ما ينقص الأمة الإسلامية -حسب رؤية الخبير "عمرو"- الآن هو وجود شخصيات قيادية اعتبارية تلتف حولها الجماهير.
ويقول الخبير "عمرو": "الشيخ صلاح مثلاً له مصداقية في العالم العربي والإسلامي، ويسبب القلق للاحتلال، والاحتلال يلاحقه مع رموز مقدسية أخرى، ويرهقهم بالسجن والإبعاد".
أولويات الصراع
ويبقى الإنسان الفلسطيني هو الركن الأساس في الصراع بين المشروع الصهيوني وأهل الأرض على مقدسات فلسطين التاريخية، الإسلامية منها والمسيحية.
ويرى "وشاح" أن أولويات المخطط الصهيوني الآن تركز على استهداف الرموز والقيادات، خاصة الشخصيات البارزة في القدس والأقصى، وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح.
ويرى الاحتلال في الشيخ رائد صلاح شخصية تحريضية وثورية في العالم الإسلامي.
ويؤكد وشاح أن كل من يرتبط اسمه وعمله بالرباط في ساحات الأقصى ومصلياته ومصاطب العمل فيه؛ يتعرض للسجن الإداري والإبعاد والاعتداء الجسدي والمعنوي والتشويه، داعياً الأمة الإسلامية إلى تعزيز صمودهم بالدعم المادي والمعنوي.
ويلفت الخبير "عمرو" إلى حرص حكومات الاحتلال وأحزابه السياسية على إرضاء الجمعيات اليهودية المتطرفة التي تتولى تهويد الأقصى في المرحلة الحالية؛ لما لها من دور سياسي وانتخابي مؤثر.
ويتابع: "الجمعيات اليهودية المتطرفة هي من تحسم الآن أصوات الأغلبية في انتخابات الكنيست والائتلاف الحكومي؛ لذا الأحزاب الدينية والعلمانية تحاول إرضاءها، والمجتمع الصهيوني معظمه يميني متطرف؛ لذا يؤمِّنون لهم اقتحام الأقصى وممارسة طقوس دينيه في ساحاته".
وخلافاً للمرحلة الماضية، كانت فتوى الحاخامات والمراجع الدينية اليهودية لا تدعو لاقتحام الأقصى وإقامة الهيكل إلا بعد ما يسمونه "نزول المخلص" لكنهم الآن بدّلوا الفتوى، ويركزون على إقامة الهيكل قبل نزول مخلص من السماء، حسب اعتقادهم.
ويبقى المسجد الأقصى برموزه ومرابطيه فتيل الاشتعال لأي مواجهة قادمة، في إطار تطرف الاحتلال وتلاعبه بأكثر قضايا الفلسطينيين والمسلمين حساسية وأهمية، ويصر على ممارسة عدوان صريح على قيم الإسلام في فلسطين المحتلة وقضاياه.