عدوان عصيب ومرتقب على الأقصى بموسم الأعياد اليهودية

  • الخميس 19, سبتمبر 2024 10:09 ص
  • عدوان عصيب ومرتقب على الأقصى بموسم الأعياد اليهودية
يتخذ الاحتلال الإسرائيلي وجماعات "الهيكل" المتطرفة سنويًا من مواسم الأعياد اليهودية، فرصة ذهبية لتصعيد عدوانهم على المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات تغيير هويته، في وقتٍ ترتفع فيه وتيرة التحذيرات من مخاطر حدوث انتهاكات غير مسبوقة في المسجد الشهر المقبل.
عدوان عصيب ومرتقب على الأقصى بموسم الأعياد اليهودية.. الباحث زياد ابحيص يشرح تفاصيله
القدس/ عمّان _ وكالة سند للأنباء
يتخذ الاحتلال الإسرائيلي وجماعات "الهيكل" المتطرفة سنويًا من مواسم الأعياد اليهودية، فرصة ذهبية لتصعيد عدوانهم على المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات تغيير هويته، في وقتٍ ترتفع فيه وتيرة التحذيرات من مخاطر حدوث انتهاكات غير مسبوقة في المسجد الشهر المقبل.
وقال الباحث المتخصص في شؤون القدس والمسجد الأقصى زياد ابحيص في حوارٍ خاص مع "وكالة سند للأنباء" إنّ موسم الأعياد اليهودية هذا العام سيمتد ما بين 3 و25 أكتوبر/ تشرين أول القادم، مرجحًا أنّ يشهد خلاله أهل القدس عمومًا و"الأقصى" على وجه الخصوص، أطول وأشد عدوان منذ احتلاله.
وفسّر ابحيص تصعيد العدوان بشكلٍ غير مسبوق هذا العام على المسجد، في أنّ الاحتلال يبحث عن النصر الذي لم يُحققه في حربه ضد قطاع غزة والضفة الغربية طوال الأشهر الماضية، بعد الضربة التي وجهتها له المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى" بـ 7 أكتوبر من العام الماضي.
"مؤشر العافية والحسم"..
وأشار إلى أنّ حكومة الاحتلال تنظر إلى المسجد المبارك باعتباره "مؤشر العافية والحسم" في المعركة الحالية مع الفلسطينيين، والاعتداء عليه وارتكاب المزيد من الانتهاكات التي تمس قدسيته في موسم الأعياد يعني بالنسبة لهم "النصر"؛ فقضية القدس و"الأقصى" تُمثل محور الصراع.
وتعتبر "طوفان الأقصى" خامس محطّة فلسطينية تقف في وجه خطة الحسم الإسرائيلية منذ العام 2015 حيث بدأت بانتفاضة السكاكين، ثم هبّة البوابات الإلكترونية 2017، فهبّة باب الرحمة بـ 2019، ثم سيف القدس في العام 2021 وآخرها عملية 7 أكتوبر 2023، وفق ابحيص.
وأضاف أنّ "الانتفاضتين الأولى والثانية كانت القدس و"الأقصى" محورهما الأساسي، وكلها تُعبّر عن إرادة فلسطينية قوية وصلبة تقف كالسد المنيع أمام تهويد المسجد بشكلٍ نهائي.
لذا يدفع المتطرفون في حكومة الاحتلال وجماعات "الهيكل" بحسب الباحث زياد ابحيص، نحو تصعيد العدوان في "الأقصى"، على نحوٍ غير مسبوق، يتمثل في عدد وحجم الاقتحامات وطبيعة الطقوس التي سيتم تنفيذها داخل ساحات المسجد في موسم الأعياد.
وأوضح أنّ هذه الانتهاكات بمثابة إظهار المتطرفين التمسك بفكرة الحسم والمضي قدما بتنفيذها، وستكون في اتجاهين أولهما محاولة تصفية قيمة الحرب في غزة وأنها لم تتمكن من تغيير مسار العدوان على "الأقصى" وهذا عامل نفسي يعملون منذ اليوم الأول في الحرب على إنجازه.
أما الاتجاه الثاني الذي أشار إليه ابيحص في حديثه، هو إثبات امتلاكهم الإمكانية والقدرة والإرادة لحسم هوية المسجد وتصفيتها وتحويله لـ "هيكل"، عبر زيادة أعداد المقتحمين وزيادة الجرأة في ممارسة الطقوس التلمودية في باحاته.
وفي إطار تحضيرات الجماعات الاستيطانية لموسم الأعياد المرتقب، نشرت منظمة "أبناء جبل موريا" المتطرفة، قبل أيام مقطع فيديو مصمم بالذكاء الصناعي يوضح حرق المسجد الأقصى وعلقت عليه بأن "هذا يوم قريب".
ورأى زياد ابحيص أنّ هذه الخطوة مدروسة وليست جديدة، إذ أنّ ذات المنظمة المتطرفة ذاتها نشرت في 28 أغسطس/ آب الماضي في إطار تحضيراتها لموسم الأعياد نفسه، مقطعًا مصورًا لصاروخ حربي يقصف المسجد الأقصى ليقام الهيكل في مكانه.
ولفت أنّ أعضاء هذه المنظمة التي تنتمي للجيل الجديد من منظمات الهيكل، هم من أبرز الذين يؤدون طقس "السجود الملحمي" الجماعي في باحات المسجد، ومن أبرز المحرضين ضد المرابطين والمرابطات وعلى رأسهم خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري.
يأتي ذلك في وقت تعتزم حكومة الاحتلال من خلال ما تسمى "وزارة التراث" تمويل جولات منظمة لاقتحام "الأقصى"، من أجل تنظيم الاقتحامات وإرفاقها بمرشدين يسعون لربط المسجد وباحاته بالتاريخ اليهودي المزعوم، بما يؤدي إلى ترويج الرواية الصهيونية الزائفّة عن "الأقصى".
في حين لم تتوقف مساعي الوزير المتطرف إيتمار بن غفير للسماح بصلاة اليهود في المسجد الأقصى بكل حرية وبدون أي قيود، بالتزامن مع تصريحاته الأخيرة بفرض الصلوات التوراتية فيه، ومحاولته "إقامة كنيسٍ يهودي في الأقصى لتحويل هويته من مسجد إسلامي إلى "هيكل" يهودي"، فضلاً عن تزعمه قيادة الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى منذ شهور.
ذروة التهويد..
ويبدأ موسم الأعياد اليهودية بـ عيد رأس السنة العبرية ويتمدد يومي 3 و4 أكتوبر ويتحضر المستوطنون لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبير و"نفخ البوق" علنًا داخله وفي محيطه مرات متكررة.
بينما تبدأ أيام التوبة من 3 أكتوبر وتستمر حتى 12 من الشهر ذاته، ويقتحم المستوطنون خلالها الأقصى بـ "ثياب التوبة البيضاء"، ويؤدون صلوات "بركات الكهنة"، وتحقيق أرقام عالية من المقتحمين.
ويليها يوم الغفران، في 13 أكتوبر، يعمل المستوطنون خلاله على محاكاة قربان الغفران، وأداء الصلاة المضافة إلى القربان، ونفخ البوق عند غروب الشمس، والسجود الملحمي، ومحاولة إدخال القربان إلى المسجد.
فيما يبدأ عيد العرش 17 أكتوبر ويستمر حتى 23 من الشهر ذاته، ويعمل المستوطنون على مدى أسبوع، على تقديم القرابين النباتية في "الأقصى" علنًا ومحاولة إقامة عريشة ولو شكليًا داخل المسجد وتسجيل أعلى رقم للمقتحمين، وتهادي النبيذ داخله، واستعراض هيمنة شرطة الاحتلال وكأنها الإدارة الفعلية لـ "الأقصى".
وأوضح الباحث زياد ابحيص أنّه سيتم خلال فترة الأعياد رفع الأعلام الإسرائيلية في المسجد الأقصى واحتكار الساحة الشرقية منه والتي أصبح الاحتلال يتعامل معها كـ "كنيس يهودي" غير معلن، وسط محاولات لنقل طقوسهم إلى الساحة الغربية المقابلة لأبواب المسجد.
وفي المحصلة، فإنّ الاحتلال سيعمل إلى جانب المستوطنين والجماعات المتطرفة على تكريس هدف واحد متمثل في أنّ "طوفان الأقصى" لم يمنعهم من المضي نحو الهدف المنشود بتهويد المسجد وانتهاك حرمته، وفق ابحيص.
ونبّه إلى أنّ هذا العدوان سيشمل ملاحقة المرابطين والمرابطات وكل من يتواجد داخل المسجد، وسبق أنّ منعت شرطة الاحتلال "دائرة الأوقاف" من دخول "الأقصى" في موسم الأعياد وقد يتكرر هذا الأمر مرةً أخرى.
وعلى ضوء ذلك، انطلقت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الاحتشاد وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه وإعماره، من أجل حمايته والدفاع عنه.