السادة العلماء المحترمون

الدكتور صالح نصيرات

  • الجمعة 05, أغسطس 2022 04:53 م
  • السادة العلماء المحترمون
رسالة إلى العلماء وطلبة العلم الشرعي الرسميين وغير الرسميين
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى العلماء وطلبة العلم الشرعي الرسميين وغير الرسميين
السادة العلماء  المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾ [آل عمران: 187]؛ يقول ابن تيمية: "فوصف المغضوب عليهم بأنهم يكتمون العلم؛ تارة بخلًا به، وتارة اعتياضًا عن إظهاره بالدنيا، وتارة خوفًا في أن يحتج عليهم بما أظهروه منه. فهل هناك نازلة أعظم من أن يبتلى المجتمع المسلم بدين وعقيدته وأخلاقه من خلال التقدم بقوانين تتيح لمن شاء تبديل دينه وجنسه، وتمنح أطفالكم وأحفادكم من الجنسين  حرية كلمة في شؤون حياتهم؟ هل سمعتم أن القانون يتيح للأطفال الانتماء إلى جمعيات وأندية حسب رغبتهم دون موافقة ولي الأمر؟ هل تعلمون أن الأبوين يمنعان من الاطلاع على مراسلات الأطفال مع  الآخرين؟ ماذا يعني هذا؟
غرف الدردشة ترحب بهم ليل نهار، يسمعون ويقرأون ويشاهدون ما يدعوهم للفرار من بيوت آبائهم وأمهاتهم والإلتحاق بالشاذين والشاذات والمنظمات الإرهابية. وهل سمعتم عن الأطفال الذين يتم المتاجرة بهم في التوكتوك والأفلام وغيرها دون حسيب أو رقيب؟
ماذا نتوقع بعد ذلك؟ هل ننتظر حتى يصبح أباؤنا أعداء للدين يرفعون رايات الشاذين والشاذات ويطلبون يوما بالفطر في شهر رمضان علنا في الشوارع كما يفعلون في بلاد عربية إسلامية في كل عام؟ هل ننتظر دعوات العلمانيين وصويحباتهم لمنع الأذان وإعلاق مراكز التوجيه والتربيه؟ هل ننتظر حتى يخرج علينا العلمانيون ويطالبوا بتغيير الدستور وحذف المادة الثانية منه وهي "دين الدولة الإسلام".
هل تعلمون أيها العلماء الأفاضل أن العلمانيين يقولون عن مشروع القانون المقدم لمجلس النواب أنه لا يلبي طلباتهم؟
هل تعلمون أنهم تقدموا لتغيير الدستور ونجحوا في تغيير الفقرة أ من المادة 6 بإضافة كلمة جنس لأن الدستور في رأي منظمات النساء يقدم تمييزا عنصريا؟  هل تعلمون أنهم يطالبون بإلغاء دفتر العائلة؟ وتعديل قانون الأحوال الشخصية لإلغاء ولاية الأب على ابنته؟ هل تعلمون أنهم يطالبون بحذف البند (10) من قانون الأحول الشخصية وقاموا بحملات منظمة ومتسقة ومدعومة من قبل ومنظمات دولية ضد ماسموه الزواج المبكر؟ هل تعلمون أنهم يطالبون بعدم قوامة الرجل على زوجته وولايته على ابنته في العمل؟ هل تعلمون أنهم وراء تعديل المناهج وتضمين الكتب مفاهيم الجندرة وتدريب المعلمين والمعلمات على تدريسها.هل تعلمون أن عدد المنظمات النسائية في الأردن (103) جمعيات ووصل الدعم الأمريكي كما في تقرير منظمة العون الأمريكية خمسين مليون دولار خلال اربعة أعوام؟  هذا غير دعم السفارات والاتحاد الأوروبي واليابان؟
هل سمعتم ماذا قالت زليخة وذوقان وزيد النابلسي وغيرهم عن الشريعة وتحفيظ القرآن الكريم وجمعياته؟
هذا غيض من فيض، وما نراه اليوم من انهيار شبه تام للقيم يفرك له العلمانيون أيديهم فرحا وينتشون لوصولهم غلى تحقيق بعض مرادهم.
فأين صرختكم؟ وأين مواقفكم؟ أين التوعية والتدريب و التأهيل؟ أين تأثيركم على النواب من الأصدقاء والأقارب والزملاء؟ 
إن فئة قليلة منكم نفرت ووقفت وتحدثت بكل رجولة وشموخ واعتزار بدين الله. فهل هذا فرض كفاية يجزىء ويبرر للأغلبية القعود والسكوت؟
كيف يمكن لمئات من حاملي درجة الدكتوراه والآلاف من حاملي الدرجات الأخرى أن يسكتوا؟
إن الأمة لازالت تحترمكم وتقدّر دوركم وتسمع لكم مادمتم تعلنون رفضكم لكل محاولات تدمير الاسرة و القيم والمجتمع.
إن الله سائلكم عن العلم الذي تعلمتموه ماذا فعلتم به، فماذا سيكون جوابكم لربكم؟
أليس واجب الوقت كما تعلمنا مقدم ضمن أولويات العلماء؟  فهل الخلاص الفردي بالتركيز على العبادات الفر
الأمة تنتظر منكم ومن روابطكم ومؤسساتكم وشخصياتكم الكريمة الكثير فلا تخذلوها.
"والله معكم ولن يتركم أعمالكم".
 
أخوكم أبو مجاهد