في ظلال آية

الأستاذ نجم رضوان

  • الأربعاء 15, ديسمبر 2021 05:50 ص
  • في ظلال آية
دقة الإستعمال بين كلمتي : يفعل، يخلق في بشرى زكريا بالغلام قال تعالى : (( قال رب أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر، قال كذلك الله يفعل ما يشاء )) وفي بشرى مريم قال تعالى : (( قالت رب أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر (( قال كذلكِ الله يخلق ما يشاء ))
مع زكريا قال: يفعل
مع مريم قال : يخلق

الفعل أيسر من الخلق ( من حيث مفهوم البشر، ولكنه يستوي عند الله، فليس عند الله سهل وأسهل، فليس يعجزه شيء )
نقول : لم فعلت، ولمَ لمْ تفعل 
ولا نقول: لمَ خلقت 
وتقول: أفعل الشيء الفلاني 
ولا نقول: أخلق الشيء الفلاني 

فالفعل: لشيء أسبابه متوفرة
والخلق: لشيء فوق الأسباب 

فإيجاد الذرية من أبوين كما في خلق يحيى  هو أيسر من إيجادها من أم بلا أب كما في خلق عيسى
في الأول: الأسباب متوفرة 
 أب وأم // ذكر وأنثى 

في الثاني: الأسباب غير متوفرة
  أم بلا أب // أنثى بلا ذكر 

فالإيجاد في الأولى ( يحيى ) أيسر 
فناسب استعمال / يفعل 
والإيجاد في الثانية ( عيسى ) خارق للمألوف عند البشر، وإن كان على الله يسيرا ( كن فيكون )
فناسب استعمال / يخلق

والله تعالى أعلم وأجل.