الشيخ بكيرات.. 55 عامًا بخدمة الأقصى وملاحقة الاحتلال لم تُكسر إرادته
القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا
55 عامًا في خدمة المسجد الأقصى لم تفت من عضد الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، رُغم الاستهداف والملاحقة الإسرائيلية المستمرة بحقه، بل زادته ثباتًا وصمودًا وصلابة في الدفاع عن مدينته ومسجدها المبارك.
ومنذ سنوات طويلة، والشيخ بكيرات محط استهداف إسرائيلي لا يتوقف، وقرارات عنصرية جائرة، كان آخرها إبعاده عن المدينة المقدسة وعن بلدته صور باهر لمدة ستة أشهر، باعتبار أن "وجوده في القدس يشكل خطرًا على أمن الاحتلال".
وهذه المرة الأولى التي يصدر فيها قائد الجبهة الداخلية بجيش الاحتلال مثل هذا القرار بحق الشيخ بكيرات، الذي سبق وأن أُبعد عن المسجد الأقصى 33 مرة، ولا يزال مبعدًا.
والشيخ بكيرات البالغ من العمر (64 عامًا)، يعد من أبرز الشخصيات الوطنية والدينية، والقيادات المجتمعية في مدينة القدس، وأحد أهم الشخصيات المقدسية المؤثرة، ويُعرف بنشاطاته المتعددة في الدفاع عن المسجد الأقصى، وتثبيت الوجود الفلسطيني بالمدينة المحتلة.
وشغل بكيرات العديد من المناصب، حيث عمل ما بين عامي 1981– 1990 مرشدًا في المسجد الأقصى وإمامًا في مسجد الخانقاه ومسجد عمر بن الخطاب، فيما تولى بين عامي 1990– 2000 رئاسة لجنة التراث الإسلامي، وما بين 2003– 2012 شغل رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى.
وفي عام 2006 شغل بكيرات منصب رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، وبين عامي 2012 – 2014 شغل مدير المسجد الأقصى، أما بين 2014 - 2015 شغل مدير إدارة الأملاك الوقفية في القدس.
وأما في عام 2015، فقد شغل بكيرات منصب مدير إدارة التعليم الشرعي بالقدس، ومنذ عام 2020 وهو يشغل منصب نائب مدير أوقاف القدس.
ملاحقة مستمرة
ولا تكف سلطات الاحتلال عن ملاحقتها للشيخ بكيرات من خلال الاستدعاء للتحقيق والاعتقال 32 مرة منذ العام 1981، والإبعاد عن الأقصى 33 مرة منذ العام 2003 حتى اليوم، ناهيك عن منعه من السفر أكثر من خمس سنوات، كان آخرها قبل عدة أيام، وذلك على خلفية نشاطاته وتصريحاته المتعلقة بالقدس والأقصى.
ويقول في حديث لوكالة "صفا"، إن سلطات الاحتلال تتعمد استهدافي شخصيًا منذ سنوات طويلة، ولم تتواني يومًا عن ملاحقتي وإبعادي عن المسجد الأقصى، وحتى عن مدينتي التي وُلدت وعشت فيها، بهدف تغييب صوتي المدافع عن القدس والأقصى، وكسر إرادتي.
ويوضح أن سلطات الاحتلال تريد باستهدافها للشخصيات المقدسية المؤثرة والفاعلة، تفريغ القدس، وتهجير أهلها قسريًا، لذلك بدأت بالمرجعيات الدينية، لأن إبعادي عن المدينة ليس كأي إبعاد، بل يشكل مقدمة لإبعاد المزيد من الشخصيات.
ويضيف أن "الاحتلال يُحاول أيضًا، ضرب رمزية المدينة وهويتها، وخلق فراغ كبير داخلها، وكذلك إرضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف، باعتبار أن وجودنا يشكل خطرًا على أمنهم".
ويتابع "كل الاتهامات التي وُجهت لي باطلة، تهدف إلى محاكمتي، وكل قرارات الاحتلال تستند إلى قوانين عنصرية قديمة، فأنا إنسان أكاديمي اجتماعي سياسي، لا أملك إلا الكلمة والفكر والهوية".
لن أنفذ القرار
ويؤكد أن قرار إبعاده لن يثنيه عن الدفاع عن الأقصى، قائلًا: " لا أعترف بالاحتلال ولا محاكمه، ولن أُنفذ قرار الإبعاد، ولن أخرج من منزلي، وسأبقي في مسجدي ومدينتي التي وُلدت وعشت فيها كل سنوات عمره، وإذا خُيرت بين الموت والإبعاد، فإن الموت أهون من الإبعاد".
و"منذ سنوات طويلة ونحن في معركة ما بين من يملك الحق والإرادة وأصحاب الأرض، وبين محتل غاصب لأرضنا ومقدساتنا، ولا تزال هذه المعركة مستمرة". يقول بكيرات.
ويشدد على أن الاحتلال رغم امتلاكه كل القوة العسكرية والسياسية، إلا أنه لا يمتلك إرادتنا المستمدة من صخرة بيت المقدس.
ووفقًا لبكيرات، فإن الاحتلال بقراراته العنصرية الحاقدة يستهدف كل صغير وكبير بالمدينة المقدسة، بغية خلق حالة من الفوضى، ومحاولة دب الرعب والخوف في نفوس المقدسيين.
وقفة جادة
وتتطلب قرارات الإبعاد- كما يؤكد - وقفة جادة من قبل المنظمات الحقوقية العالمية، والعلماء والمفكرين والنخب، وكل الدول العربية والإسلامية لأجل التدخل العاجل لوقفها، "فاليوم يتم استهدافي، وغدًا كل شخصية مقدسية تقف في وجه الاحتلال".
ويضيف "ما جري معي ليس قضية شخصية وإن كانت تُؤلمني وأهل بيتي، بل هي ضربة لكل من أحب القدس والأقصى، لذلك يجب النظر لقضية الإبعاد والتهجير القسري على أنها قضية خطيرة، هدفها الاستفراد بالمدينة ومسجدها".
ويتابع "لا يمكن أن نترك الاحتلال يفعل ما يشاء داخل القدس، بل علينا أن نقف وقفة حقيقية جادة تجاه هذه القضية الخطيرة، وأن نعمل على محاصرة المحتل ووقف غطرسته".
القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا
55 عامًا في خدمة المسجد الأقصى لم تفت من عضد الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، رُغم الاستهداف والملاحقة الإسرائيلية المستمرة بحقه، بل زادته ثباتًا وصمودًا وصلابة في الدفاع عن مدينته ومسجدها المبارك.
ومنذ سنوات طويلة، والشيخ بكيرات محط استهداف إسرائيلي لا يتوقف، وقرارات عنصرية جائرة، كان آخرها إبعاده عن المدينة المقدسة وعن بلدته صور باهر لمدة ستة أشهر، باعتبار أن "وجوده في القدس يشكل خطرًا على أمن الاحتلال".
وهذه المرة الأولى التي يصدر فيها قائد الجبهة الداخلية بجيش الاحتلال مثل هذا القرار بحق الشيخ بكيرات، الذي سبق وأن أُبعد عن المسجد الأقصى 33 مرة، ولا يزال مبعدًا.
والشيخ بكيرات البالغ من العمر (64 عامًا)، يعد من أبرز الشخصيات الوطنية والدينية، والقيادات المجتمعية في مدينة القدس، وأحد أهم الشخصيات المقدسية المؤثرة، ويُعرف بنشاطاته المتعددة في الدفاع عن المسجد الأقصى، وتثبيت الوجود الفلسطيني بالمدينة المحتلة.
وشغل بكيرات العديد من المناصب، حيث عمل ما بين عامي 1981– 1990 مرشدًا في المسجد الأقصى وإمامًا في مسجد الخانقاه ومسجد عمر بن الخطاب، فيما تولى بين عامي 1990– 2000 رئاسة لجنة التراث الإسلامي، وما بين 2003– 2012 شغل رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى.
وفي عام 2006 شغل بكيرات منصب رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، وبين عامي 2012 – 2014 شغل مدير المسجد الأقصى، أما بين 2014 - 2015 شغل مدير إدارة الأملاك الوقفية في القدس.
وأما في عام 2015، فقد شغل بكيرات منصب مدير إدارة التعليم الشرعي بالقدس، ومنذ عام 2020 وهو يشغل منصب نائب مدير أوقاف القدس.
ملاحقة مستمرة
ولا تكف سلطات الاحتلال عن ملاحقتها للشيخ بكيرات من خلال الاستدعاء للتحقيق والاعتقال 32 مرة منذ العام 1981، والإبعاد عن الأقصى 33 مرة منذ العام 2003 حتى اليوم، ناهيك عن منعه من السفر أكثر من خمس سنوات، كان آخرها قبل عدة أيام، وذلك على خلفية نشاطاته وتصريحاته المتعلقة بالقدس والأقصى.
ويقول في حديث لوكالة "صفا"، إن سلطات الاحتلال تتعمد استهدافي شخصيًا منذ سنوات طويلة، ولم تتواني يومًا عن ملاحقتي وإبعادي عن المسجد الأقصى، وحتى عن مدينتي التي وُلدت وعشت فيها، بهدف تغييب صوتي المدافع عن القدس والأقصى، وكسر إرادتي.
ويوضح أن سلطات الاحتلال تريد باستهدافها للشخصيات المقدسية المؤثرة والفاعلة، تفريغ القدس، وتهجير أهلها قسريًا، لذلك بدأت بالمرجعيات الدينية، لأن إبعادي عن المدينة ليس كأي إبعاد، بل يشكل مقدمة لإبعاد المزيد من الشخصيات.
ويضيف أن "الاحتلال يُحاول أيضًا، ضرب رمزية المدينة وهويتها، وخلق فراغ كبير داخلها، وكذلك إرضاء اليمين الإسرائيلي المتطرف، باعتبار أن وجودنا يشكل خطرًا على أمنهم".
ويتابع "كل الاتهامات التي وُجهت لي باطلة، تهدف إلى محاكمتي، وكل قرارات الاحتلال تستند إلى قوانين عنصرية قديمة، فأنا إنسان أكاديمي اجتماعي سياسي، لا أملك إلا الكلمة والفكر والهوية".
لن أنفذ القرار
ويؤكد أن قرار إبعاده لن يثنيه عن الدفاع عن الأقصى، قائلًا: " لا أعترف بالاحتلال ولا محاكمه، ولن أُنفذ قرار الإبعاد، ولن أخرج من منزلي، وسأبقي في مسجدي ومدينتي التي وُلدت وعشت فيها كل سنوات عمره، وإذا خُيرت بين الموت والإبعاد، فإن الموت أهون من الإبعاد".
و"منذ سنوات طويلة ونحن في معركة ما بين من يملك الحق والإرادة وأصحاب الأرض، وبين محتل غاصب لأرضنا ومقدساتنا، ولا تزال هذه المعركة مستمرة". يقول بكيرات.
ويشدد على أن الاحتلال رغم امتلاكه كل القوة العسكرية والسياسية، إلا أنه لا يمتلك إرادتنا المستمدة من صخرة بيت المقدس.
ووفقًا لبكيرات، فإن الاحتلال بقراراته العنصرية الحاقدة يستهدف كل صغير وكبير بالمدينة المقدسة، بغية خلق حالة من الفوضى، ومحاولة دب الرعب والخوف في نفوس المقدسيين.
وقفة جادة
وتتطلب قرارات الإبعاد- كما يؤكد - وقفة جادة من قبل المنظمات الحقوقية العالمية، والعلماء والمفكرين والنخب، وكل الدول العربية والإسلامية لأجل التدخل العاجل لوقفها، "فاليوم يتم استهدافي، وغدًا كل شخصية مقدسية تقف في وجه الاحتلال".
ويضيف "ما جري معي ليس قضية شخصية وإن كانت تُؤلمني وأهل بيتي، بل هي ضربة لكل من أحب القدس والأقصى، لذلك يجب النظر لقضية الإبعاد والتهجير القسري على أنها قضية خطيرة، هدفها الاستفراد بالمدينة ومسجدها".
ويتابع "لا يمكن أن نترك الاحتلال يفعل ما يشاء داخل القدس، بل علينا أن نقف وقفة حقيقية جادة تجاه هذه القضية الخطيرة، وأن نعمل على محاصرة المحتل ووقف غطرسته".