أ. نردين أبو نبعة

حسب غزة أنها أذاقتنا طعم النصر وجعلتنا نمُجُّ الذلة والمهانة.. فرادة معركة (سيف القدس) تكمن في توقد معاني الكرامة والإرادة .. جعلتنا هذه المعركة نترنم بصوت أبي عبيدة .. ونختبر شعور العزة .. وهذا بحد ذاته يشكل رعبًا للاحتلال ومن سار في ركابه؛ فهذا يعني أن تلتهب هذه المعاني في النفوس .. وأنّى لها أن تُطفأ بعد ذلك!

لا خريطة تدلهم على الطريق.. لا أثر يقتفونه.. لكن قبضة من حلم!! لا مصباح يضيء النفق.. لا قفة يحملون بها التراب!! لكنها الحرية التي أقاموها كما يقيمون فرض الصلاة.. فيا لبهاء أرواحهم.. ويا لصلابة أظافرهم التي نحتوا بها الصخر.. فإن سلم منا اليقين.. ورمش الإرادة لم يرف فنحن الوارثون لعرش الوطن..

كيان عارٍ .. حافٍ والثائر جيش .. ولو كان واحدًا ! وإن كان ثمة قول آخر.. فالقول: هيا أقيموا القيامة

يا سيدة الدمع المحبوس يا ملكة متوجة بلا عرش!

إن لم يخن إخوة الدم الشريان! إنه بمقدار نزع سيف من غمده.. وفتح مزلاج باب! فقط.. اجعلها وجهة سيفك.. وخط استواء قلبك.. حينها تُختصر المسافات.. ويُحثى على الخيانات التراب!

‏وحدهم من يحملون وجع ⁦‪القدس‬⁩ ينبتون في كل حين وفي كل أرض مهما بعدت عليهم الشُّقة.. فالقدس للثوار أم الكتاب .. بدونها لاتصح الصلاة!

ولن تتم الغربلة إلا باختبار .. فليس كل من الصف جند.. وإن بدا لك أنهم يحملون السيوف ويتدرعون بالدروع ؛ فالله يختبر قدرتك على اشهار سيفك في وجه شهوتك قبل وجه عدوك!! واعلم أن توالي الابتلاءات وتتابعها يعني اقتراب المعركة الكبرى .. وتوالي سقوط الكثيرين يعني أن الله لايريد أن يحمل راية النصر إلا الأطهار .. ولايمتطي خيل التحرير إلا الأنقياء المخلصين! نردين أبو نبعة

لذلك كانت تصر على إعادة بعض الحكايا، تعيد وتزيد.. ونحن نستغرب ولكننا نستمتع! في كل صباح أطل من شرفة القلب على القدس، القدس أذان بلال، القدس حبل الله الممدود إلى السماء. القدس المرآة التي تعكس منسوب الغفلة والنسيان ولون الخطايا !! من رواية باب العمود

"قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم: "وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الأَرْضِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وما فيها"

لم يكن الاشتباك الميداني يوماّ هو الوسيلة الوحيدة للمقاومة.. وإنما الاشتباك يأخذ أشكالاً عدة لا متناهية .. وإبداع في توليد الفكرة النضالية..