ما هي نتائج وتداعيات عدوان الحانوكاه العبري على الأقصى؟

  • الجمعة 03, يناير 2025 09:01 ص
  • ما هي نتائج وتداعيات عدوان الحانوكاه العبري على الأقصى؟
اقتحم أكثر من 2567 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك خلال أيام عيد الأنوار “الحانوكاة” الذي امتدّ من 26 ديسمبر حتى 2 يناير وقد سجّل اليوم السابع من أيام العيد أعلى عدد اقتحامات يليه اليوم الثامن، حيث مارس المستوطنون خلاله انتهاكات عديدة كان أبرزها اقتحام “بن غفير” للأقصى وأداء صلاة بركة الكهنة والانبطاح وإشعال الشموع والرقص والغناء وارتداء لفائف “التيفلين”.
ما هي نتائج وتداعيات عدوان الحانوكاه العبري على الأقصى؟
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
اقتحم أكثر من 2567 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك خلال أيام عيد الأنوار “الحانوكاة” الذي امتدّ من 26 ديسمبر حتى 2 يناير وقد سجّل اليوم السابع من أيام العيد أعلى عدد اقتحامات يليه اليوم الثامن، حيث مارس المستوطنون خلاله انتهاكات عديدة كان أبرزها اقتحام “بن غفير” للأقصى وأداء صلاة بركة الكهنة والانبطاح وإشعال الشموع والرقص والغناء وارتداء لفائف “التيفلين”.
فما الذي يسعى له هؤلاء المستوطنون المتطرفون من خلال إقامة كل هذه الطقوس وترسيخ هذه المحطة من العدوان على المسجد الأقصى المبارك.
في هذا السياق، قدم الباحث المختص بشؤون القدس زياد ابحيص قراءة مفصلة لعدوان “الأنوار، الحانوكاه” العبري وتداعياته على المسجد الأقصى المبارك، والذي يهدف في نهايته لعملية “تأسيس معنوي للهيكل المزعوم” تمهيدًا لتحقيق أحلامهم المزعومة وخرافاتهم بتأسيسه المادي على أنقاض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وقال زياد ابحيص في تقديره للموقف، الذي وصل المركز الفلسطيني للإعلام، إنّ عدوان الأنوار العبري هذا العام كان يستهدف تكريس هذه المناسبة كمحطة أساسية خامسة للعدوان على المسجد الأقصى لمعالجة الانقطاع الطويل في الأعياد التوراتية ما بين شهر 10 من العام الميلادي وشهر 3 من العام الميلادي الذي يليه.
تكريس موسم عدوان مركزي
ولفت إلى أنّ الهدف الأساسي خلاله كان تصعيد الاقتحامات كمّاً بزيادة أعداد المقتحمين ونوعاً بتصعيد فرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك باعتبارها تأسيساً معنوياً للهيكل المزعوم يمهد لتأسيسه المادي، وقد شهد العدوان هذا العام عددا من المجريات.
ووفقا للباحث بشؤون القدس فإن المسألة الأولى المهمة تتعلق بتكريس الأنوار العبري كموسم عدوان مركزي، حيث امتد “عيد الأنوار” العبري على مدى ثمانية أيام ما بين الخميس 26-12-2024 وحتى مساء الخميس 2-1-2025، تخللتها ستة أيام من الاقتحامات نظراً لإغلاق باب الاقتحامات يومي الجمعة والسبت، شهدت في المجموع اقتحام 2,567 متطرفاً صهيونياً، أي بمتوسط يومي 428 مقتحماً تقريباً مع تذبذب الأعداد بين أيامه.
ولفت إلى أنّ هذا يعني من الناحية العددية أن جماعات الهيكل المتطرفة قد تمكنت من رفع أعداد المقتحمين بواقع 53% خلال “عيد الأنوار (الحانوكاه)” مقارنة بعام 2022 حيث بلغ حينها 1,681 مقتحماً بمتوسط يومي 280، أي أنها تمكنت من نقله من خانة الأعياد الهامشية إلى المرتبة الثانية من الأعياد التوراتية من حيث توظيفها لاقتحام الأقصى، فمتوسط الاقتحام اليومي فيه بات يقترب من عدد المقتحمين في رأس السنة العبرية مثلاً.
فرض الطقوس التوراتية
أمّا المسألة الثانية وفقا لابحيص فهي تأتي من ناحية فرض الطقوس التوراتية، حيث شهد عدوان الأنوار العبري لهذا العام إشعال “شمعات الأنوار” في ساحته الشرقية للمرة الثالثة في تاريخه بعد محاولتين خجولتين في 2021 و2023، لكنها هذه المرة كانت في اليوم قبل الأخير وأُنيرت فيها الشمعات الثماني للعيد بشكلٍ خجول أيضاً، وهي المرة الأولى التي تنار فيها شمعات الأنوار مكتملة داخل المسجد الأقصى وإن كانت بغياب الشمعدان والأدوات الدينية، وهذا يجدد تكريس الساحة الشرقية للأقصى وكأنها الكنيس اليهودي غير المعلن داخل المسجد الأقصى.
واستدرك بالقول: إلى جانب ذلك، شهد اليوم الأول للعدوان، الخميس 26-12 نقل رقصة الحانوكاه التي كانت تُؤدّى لسنوات على أبواب المسجد إلى داخله، في سابقة نادرة ربما تكون الأولى أيضاً في تاريخ فرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك بحسب ما يتوفر من توثيق، علاوة على ذلك جرى أداء طقوس “بركات الكهنة” بشكل يومي طوال أيام هذا العيد التوراتي، ما يؤهلها أن تصبح طقساً توراتياً جديداً يجري تطبيع فرضه في الأقصى إلى جانب السجود الملحمي الذي يؤدى بشكل يومي منذ رعاية الوزير المتطرف إيتمار بن جفير له في 13-8-2024، وإلى جانب نفخ البوق وصلوات الصباح والمساء وطقوس البلوغ والصلوات المضافة في الأعياد والتي سبق تطبيع فرضها جميعاً داخل المسجد الأقصى بكل أسف على مدى السنوات الماضية.
أما على مستوى فرض الأدوات الدينية، فأكد ابحيص أنه للمرة الثالثة في تاريخ المسجد منذ احتلاله اقتحمه اليوم مستوطن يرتدي لفائف الصلاة السوداء (التيفلين)، وهي رابع أدوات الصلاة اليومية إلى جانب شال الصلاة (الطاليت) وزوائد الخيوط (تسيت تسيت) وكتاب الأذكار (السيدور)، وكلها جرت وتجري محاولات متكررة لفرضها داخل الأقصى، بعد أن قدمت جماعات الهيكل التماساً للسماح بإدخالها للأقصى أمام محكمة الاحتلال العليا في عام 2022.
ونوه ابحيص إلى أنّه تمّ الاستفراد بالبلدة القديمة ليلاً، وبالذات بطريق القطانين وبساحة الغزالي أمام باب الأسباط، وأُشعل الشمعدان بشكله شبه المكتمل أمام باب القطانين في طقس يتكرر منذ عام 2017، علاوة على إشعال الشمعدان في ساحة البراق بمشاركة وزراء وحاخامات وهو الطقس المتكرر منذ الاحتلال تقريباً.
تعزيز الناحية السياسية لأنصار الصهيونية الدينية
وأما المسألة الثالثة من وجهة نظر الباحث بشؤون القدس فهي متعلقة بالناحية السياسية، حيث شهد أول أيام “عيد الأنوار” التوراتي الاقتحام السابع للوزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن جفير منذ توليه منصبه في شهر 1-2023، والرابع له منذ عملية طوفان الأقصى وبدء حرب الإبادة على غزة، وهو ثالث اقتحام يتولى فيه بن جفير شخصياً قيادة العدوان على الأقصى في عيدٍ توراتي انطلاقاً من منصبه الرسمي، ما يعني أنه مستمر في التعامل مع تهويد المسجد الأقصى بوصفه المساحة الأساسية للوفاء بتعهداته الانتخابية وللمحافظة على شعبيته وسط أنصار الصهيونية الدينية، التي ما يزال أنصارها يتطلعون إلى استكمال قائمة المطالب الأحد عشر التي قدموها له عند تولي منصبه.
إعادة النور لجبل الهيكل!
وأضاء مستوطنون أمس الأربعاء شموع “عيد الحانوكاه/الانوار”، في المسجد الاقصى في القدس.
وقام المستوطنون بإضاءة شموع في الاقصى والصلاة الجماعية خلال ذلك، محتفلين باليوم السابع في العيد وإضاءة الشمعة الاخيرة فيه.
ونشر المستوطنون صورة الشموع في الأقصى وعليها مزاعمهم بأنّ: “هذا العيد لقد اعيد النور لجبل الهيكل”.