رأس السمكة ومزوله المسجد الاقصى
إيهاب جلاد / باحث في القدس والمسجد الاقصى
تحكي القصه ان امرأه كانت تطلب من بائع السمك ان يعطيها السمكة بلا رأس وعندما سألها زوجها لماذا؟ قالت: هكذا أخذت عن والدتي ، ذهب الزوج للام وسألها نفس السؤال فردت بأنها تعلمت من أمها أسرع الرجل الى الجده العجوز ليسألها والتي ردت بدورها انه ليس هنالك سر خاص لرأس السمكة وإنما لان مقلاها صغير ولا يسع السمكة برأسها.
وهذا القصه ضربناها مثلا لمن يأخذ عن غيره دون التحقق والفحص وإنما يكتفي بنقل المعلومة ثم نشرها كما هي ولا يتبع أسلوب البحث العلمي في البحث عن المعلومات .
في بعض كتب معالم المسجد الاقصى ومواقع الانترنت كثير من التشابه في المعلومات بل وفي طريقه العرض والأخطاء اللغوية مما يؤكد عمليه النسخ الحرفي .
على سبيل المثال نتناول المزولة / الساعه الشمسيه على البائكه الجنوبية حيث تذكر كتب المعالم ان المزولة رسمت من قبل مهندس المجلس الاسلامي الأعلى رشدي الامام عام ١٩٠٧ م وبما ان محرك البحث جوجل اصبح مصدر المعلومة الاول للشباب فإذا بحثت عن ( رشدي الامام مهندس المجلس الاسلامي الأعلى ) تجد العديد من المواقع الشاملة والمنتديات التي تعطيك نفس المعلومة السابقة، حيث يحفظ المرشدون في المسجد هذه المعلومة عن ظهر قلب ولكن ما الخطأ ..
اولا: المجلس الاسلامي الأعلى أنشئ بعد عام ١٩٢١ في زمن الانتداب البريطاني ليكون مسؤلا عن رعايه الأوقاف الاسلامية وكانت اول انتخابات له عام ١٩٢٢ حيث اختير الحاج أمين الحسيني كأول رئيس للهيئة .
ثانيا : ولد رشدي الامام عام ١٨٩٠ ( عمره عام ١٩٠٧ هو ١٧ عام فقط ) ثم أوفد لدراسه الهندسة في جامعه اسطنبول حيث شارك بعد تخرجه مع المهندس التركي كمال الدين في مشروع اعمار المسجد الاقصى في عامي ١٩٢٧ و١٩٢٨
اذا نخلص ان تاريخ انشاء المزولة هو في عام ١٩٢٧ ويبدو ان نقل تاريخ البناء تم بشكل خاطئ حيث تحول رقم اثنين الى صفر .
ختاما يجب على كل كاتب او مدرس او مرشد في تاريخ المسجد الاقصى ان يستقصي المعلومة قبل عرضها على الجمهور (الذي سيقبلها كما هي دونما بحث ولا فحص) لان الكتاب عندما يطبع والمعلومه عندما ترسخ يصعب تغييرها فالمسجد الاقصى يتطلب منا بذل الجهد والوسع حتى تكون معلوماتنا عنه صحيحه وموثقه .
ونصيحتي للشباب المهتميين بتاريخ وعماره المسجد الاقصى عدم الركون الى مواقع الانترنت التي تنقل عن بعضها دون بحث او فحص بل البحث عن مصدر المعلومة لدي المؤلفين المتخصصين المعتبرين.