"قوافل الأقصى".. فلسطينيو الداخل يناصرونه ويُعمّرون باحاته في رمضان
غزة/ القدس- فاتن عياد الحميدي- وكالة سند للأنباء
بحُب يملأ الجوارح، تطير أفئدة المشتاقين حباً فوق باحات المسجد الأقصى المبارك، تتهاوى الأرواح وتهيم القلوب شوقاً للصلاة فيه، فيسارع الكبار والصغار لكسب فضله، ونيل بركته، والفوز بأجر رباطه، فيعمروه في شهر رمضان الفضيل رغم كل المعيقات الإسرائيلية التي تقف في طريقهم.
وتلبية لدعوات شدّ الرحال للصلاة في "الأقصى" والاعتكاف فيه خلال شهر رمضان، يحمل فلسطينيو الداخل المحتل على عاتقهم المسئولية الأكبر في إعمار المسجد، في ظل التضييقات المفروضة على أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع وصولهم إليه.
ولا تقتصر رحلات إعمار المسجد الأقصى من الداخل المحتل على شهر رمضان المبارك، فالرحلات الأسبوعية واليومية لا تتوقف طيلة شهور السنة؛ لإعمار المسجد والرباط فيه والحفاظ على هويته الإسلامية.
ومنذ ما يزيد عن 20 عامًا، بدأ العمل بتسيير الحافلات للمسجد الأقصى ضمن مشروع "قوافل الأقصى"، تحت رعاية جمعية الأقصى وبرعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفق مسؤول مشاريع تسيير الحافلات من الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى أحمد أبو الهيجا.
ويصف "أبو الهيجا" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، مشروع القوافل بـ"المنظم لوجستياً ومادياً"، حيث يتم بالتنسيق اليومي مع جمعية "رعاية الأقصى"، ومندوبي الرحلات في أكثر من 150 مدينة وقرية بالداخل المحتل.
ويشير إلى أنّ ما يقارب الأربعة إلى خمسة آلاف حافلة تخرج سنوياً، بساعات سفر تُقدر بالأربعة ذهاباً وإياباً أو يزيد.
رحلات الحب في رمضان..
وتنشط أعداد الزائرين والمشاركين في هذه الرحلات خلال شهر رمضان، حيث وصلت أعداد الحافلات خلال الأربعة أيام الأولى من الشهر الفضيل لهذا العام ما يزيد عن 250 حافلة وفقاً لـ "أبو الهيجا"، متوقعاً أن يصل العدد إلى أكثر من 1500 حافلة في نهاية رمضان.
ولا يقتصر دور فلسطينيي الداخل على إعمار الأقصى، بل يشاركون في "معسكر القدس" القائم منذ 14 عاماً على التوالي، والذي يهدف لتهيئة وتنظيف المسجد الأقصى لاستقبال المصلين والمعتكفين خلال شهر رمضان، وفق ضيفنا.
ويوضح "أبو الهيجا" أن المعسكر انطلق هذا العام قبل بدء رمضان بأربعة أيام في 18 مارس/ أذار الجاري، وحظي بـ 200 حافلة وآلاف السيارات لترتيب "الأقصى" لاستقبال رواده ومرابطيه.
وتنطلق الحافلات التي تؤم الأقصى من الداخل المحتل منذ الساعة السابعة صباحًا في كل يوم؛ ليتسنى لركابها أداء صلاة الظهر، بينما تخرج حافلات أخرى عند الظهيرة لأداء صلاتي العصر والمغرب وكذلك العشاء، وأخرى تنطلق عند الواحدة ونصف بعد منتصف الليل، لحضور صلاة الفجر في المسجد المبارك.
ويستدرك: "في شهر رمضان ولأن السفر قطعة من العذاب، فإن المصلين يعودون إلى مدنهم وقراهم بعد أداء صلاة التراويح".
ويضرب "ضيف سند" مدينة طمرة في الجليل كمثال على الالتزام اليومي التام ببرنامج شد الرحال وأداء التراويح في "الأقصى"؛ تحقيقاً للهدف الأساسي وهو تكثيف الوجود في المسجد وتلبية نداء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبقائه عامراً بعشاقه ورواده.
انتعاش ديني واقتصادي..
رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب، يعتبر هذه الرحلات "سنداً" للمسجد الأقصى وملئه بالمصلين رجالاً ونساءً، خاصة في ظل منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إليه والصلاة فيه.
ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "من هذا المنطلق شعر أهل الداخل أن مسؤولية ملئ "الأقصى" بالمصلين تقع على عاتقهم وإحدى واجباتهم، وتعويض النقص عبر ملئ المسجد الأقصى بالمرابطين والمرابطات وتكثيف التواجد فيه".
وتنتعش أسواق القدس عند وصول القوافل ومرورهم من أسواق البلدة القديمة، وعن ذلك يحدثنا "الخطيب": "حظيت مدينة القدس وأسواقها بانعكاس إيجابي لهذه الرحلات، والذي تمثل بوجود عشرات الحافلات اليومية وآلاف الزوار الذين يتسوقون في أسواق المدينة، ما سبب انتعاشاً اقتصادياً، وساهم في تحفيز المقدسيين أصحاب الحوانيت في ظل الحصار والتضييق".
ويلفت ضيفنا، إلى أن الرحلات اليومية أبقت الحالة التجارية وأسواق القدس عامرة، بعكس ما أراده الاحتلال من تفريغ مدينة القدس من الحوانيت أو السكان.
ولم ترق قوافل المحبين للأقصى من الداخل المحتل للاحتلال، فيسعى مع كل إعلان لـ "النفير في المسجد الأقصى" لإيقاف واحتجاز الحافلات على مداخل القرى في الداخل المحتل، ما يعيق وصولها إلى مدينة القدس، كذلك إصدار الاحتلال أوامر الإرجاع وعدم السماح لها بالمسير، وفق "الخطيب".
في حين، لم ينجُ مَن حالفهم الحظ بالوصول إلى القدس من تضييقات الاحتلال، ويوضح ضيفنا، أنه يتم منع الكثيرين منهم من الدخول، ويفرض ما يسمى نظام "الجيل"، وهو السماح للنساء بالدخول ومنع الرجال ممن هم دون الـ50 عاماً من الدخول أيضاَ.
وعلى الرغم من كل السياسات التي تفرضها سلطات الاحتلال في محاولة لتقليص أعداد المصلين في الأقصى، إلا أن مئات الآلاف القادمين من الداخل المحتل والضفة الغربية، ينجحون بالوصول إليه والصلاة فيه.
وتتواصل الدعوات المقدسية لتكثيف الحشد والرباط في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وتجاوز العراقيل التي يفرضها الاحتلال في محيط المسجد وفي البلدة القديمة.
ويأتي ذلك بعد تزايد انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس، وتوعد المستوطنين باقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى في "عيد الفصح" العبري الذي يُصادف السادس من شهر ابريل/ نيسان المقبل ويستمر أسبوعًا.
غزة/ القدس- فاتن عياد الحميدي- وكالة سند للأنباء
بحُب يملأ الجوارح، تطير أفئدة المشتاقين حباً فوق باحات المسجد الأقصى المبارك، تتهاوى الأرواح وتهيم القلوب شوقاً للصلاة فيه، فيسارع الكبار والصغار لكسب فضله، ونيل بركته، والفوز بأجر رباطه، فيعمروه في شهر رمضان الفضيل رغم كل المعيقات الإسرائيلية التي تقف في طريقهم.
وتلبية لدعوات شدّ الرحال للصلاة في "الأقصى" والاعتكاف فيه خلال شهر رمضان، يحمل فلسطينيو الداخل المحتل على عاتقهم المسئولية الأكبر في إعمار المسجد، في ظل التضييقات المفروضة على أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع وصولهم إليه.
ولا تقتصر رحلات إعمار المسجد الأقصى من الداخل المحتل على شهر رمضان المبارك، فالرحلات الأسبوعية واليومية لا تتوقف طيلة شهور السنة؛ لإعمار المسجد والرباط فيه والحفاظ على هويته الإسلامية.
ومنذ ما يزيد عن 20 عامًا، بدأ العمل بتسيير الحافلات للمسجد الأقصى ضمن مشروع "قوافل الأقصى"، تحت رعاية جمعية الأقصى وبرعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفق مسؤول مشاريع تسيير الحافلات من الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى أحمد أبو الهيجا.
ويصف "أبو الهيجا" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، مشروع القوافل بـ"المنظم لوجستياً ومادياً"، حيث يتم بالتنسيق اليومي مع جمعية "رعاية الأقصى"، ومندوبي الرحلات في أكثر من 150 مدينة وقرية بالداخل المحتل.
ويشير إلى أنّ ما يقارب الأربعة إلى خمسة آلاف حافلة تخرج سنوياً، بساعات سفر تُقدر بالأربعة ذهاباً وإياباً أو يزيد.
رحلات الحب في رمضان..
وتنشط أعداد الزائرين والمشاركين في هذه الرحلات خلال شهر رمضان، حيث وصلت أعداد الحافلات خلال الأربعة أيام الأولى من الشهر الفضيل لهذا العام ما يزيد عن 250 حافلة وفقاً لـ "أبو الهيجا"، متوقعاً أن يصل العدد إلى أكثر من 1500 حافلة في نهاية رمضان.
ولا يقتصر دور فلسطينيي الداخل على إعمار الأقصى، بل يشاركون في "معسكر القدس" القائم منذ 14 عاماً على التوالي، والذي يهدف لتهيئة وتنظيف المسجد الأقصى لاستقبال المصلين والمعتكفين خلال شهر رمضان، وفق ضيفنا.
ويوضح "أبو الهيجا" أن المعسكر انطلق هذا العام قبل بدء رمضان بأربعة أيام في 18 مارس/ أذار الجاري، وحظي بـ 200 حافلة وآلاف السيارات لترتيب "الأقصى" لاستقبال رواده ومرابطيه.
وتنطلق الحافلات التي تؤم الأقصى من الداخل المحتل منذ الساعة السابعة صباحًا في كل يوم؛ ليتسنى لركابها أداء صلاة الظهر، بينما تخرج حافلات أخرى عند الظهيرة لأداء صلاتي العصر والمغرب وكذلك العشاء، وأخرى تنطلق عند الواحدة ونصف بعد منتصف الليل، لحضور صلاة الفجر في المسجد المبارك.
ويستدرك: "في شهر رمضان ولأن السفر قطعة من العذاب، فإن المصلين يعودون إلى مدنهم وقراهم بعد أداء صلاة التراويح".
ويضرب "ضيف سند" مدينة طمرة في الجليل كمثال على الالتزام اليومي التام ببرنامج شد الرحال وأداء التراويح في "الأقصى"؛ تحقيقاً للهدف الأساسي وهو تكثيف الوجود في المسجد وتلبية نداء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبقائه عامراً بعشاقه ورواده.
انتعاش ديني واقتصادي..
رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب، يعتبر هذه الرحلات "سنداً" للمسجد الأقصى وملئه بالمصلين رجالاً ونساءً، خاصة في ظل منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إليه والصلاة فيه.
ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "من هذا المنطلق شعر أهل الداخل أن مسؤولية ملئ "الأقصى" بالمصلين تقع على عاتقهم وإحدى واجباتهم، وتعويض النقص عبر ملئ المسجد الأقصى بالمرابطين والمرابطات وتكثيف التواجد فيه".
وتنتعش أسواق القدس عند وصول القوافل ومرورهم من أسواق البلدة القديمة، وعن ذلك يحدثنا "الخطيب": "حظيت مدينة القدس وأسواقها بانعكاس إيجابي لهذه الرحلات، والذي تمثل بوجود عشرات الحافلات اليومية وآلاف الزوار الذين يتسوقون في أسواق المدينة، ما سبب انتعاشاً اقتصادياً، وساهم في تحفيز المقدسيين أصحاب الحوانيت في ظل الحصار والتضييق".
ويلفت ضيفنا، إلى أن الرحلات اليومية أبقت الحالة التجارية وأسواق القدس عامرة، بعكس ما أراده الاحتلال من تفريغ مدينة القدس من الحوانيت أو السكان.
ولم ترق قوافل المحبين للأقصى من الداخل المحتل للاحتلال، فيسعى مع كل إعلان لـ "النفير في المسجد الأقصى" لإيقاف واحتجاز الحافلات على مداخل القرى في الداخل المحتل، ما يعيق وصولها إلى مدينة القدس، كذلك إصدار الاحتلال أوامر الإرجاع وعدم السماح لها بالمسير، وفق "الخطيب".
في حين، لم ينجُ مَن حالفهم الحظ بالوصول إلى القدس من تضييقات الاحتلال، ويوضح ضيفنا، أنه يتم منع الكثيرين منهم من الدخول، ويفرض ما يسمى نظام "الجيل"، وهو السماح للنساء بالدخول ومنع الرجال ممن هم دون الـ50 عاماً من الدخول أيضاَ.
وعلى الرغم من كل السياسات التي تفرضها سلطات الاحتلال في محاولة لتقليص أعداد المصلين في الأقصى، إلا أن مئات الآلاف القادمين من الداخل المحتل والضفة الغربية، ينجحون بالوصول إليه والصلاة فيه.
وتتواصل الدعوات المقدسية لتكثيف الحشد والرباط في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وتجاوز العراقيل التي يفرضها الاحتلال في محيط المسجد وفي البلدة القديمة.
ويأتي ذلك بعد تزايد انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس، وتوعد المستوطنين باقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى في "عيد الفصح" العبري الذي يُصادف السادس من شهر ابريل/ نيسان المقبل ويستمر أسبوعًا.