"مسير الأقصى2".. حافلات شدّ الرحالِ من الضفة إلى المسجد الأقصى

  • السبت 08, أبريل 2023 10:09 ص
  • "مسير الأقصى2".. حافلات شدّ الرحالِ من الضفة إلى المسجد الأقصى
تواصل حملة "مسير الأقصى" للعام الثاني على التوالي نقل الفلسطينيين من مدن وبلدات الضفة الغربية إلى مدينة القدس للصلاة والرباط في المسجد الأقصى المبارك؛ سعيًا لإعماره وصدّ أي محاولات تهويدية تستهدفه خاصة خلال شهر رمضان الفضيل.
"مسير الأقصى2".. حافلات شدّ الرحالِ من الضفة إلى المسجد الأقصى
رام الله - وكالة سند للأنباء
تواصل حملة "مسير الأقصى" للعام الثاني على التوالي نقل الفلسطينيين من مدن وبلدات الضفة الغربية إلى مدينة القدس للصلاة والرباط في المسجد الأقصى المبارك؛ سعيًا لإعماره وصدّ أي محاولات تهويدية تستهدفه خاصة خلال شهر رمضان الفضيل.
وتعد "مسير الأقصى2" واحدة من الحملات الشبابية التي تعمل من أجل حثّ الفلسطينيين في الضفة على شدّ الرحال إلى "الأقصى" وتكثيف التواجد فيه وذلك من خلال المساهمة في نقل المصلين إليه مجانًا.
هذه الحملات وبشكلٍ سنوي تلقى إعجابًا وتشجيعًا واهتمامًا واسعًا من المواطنين، والنشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ما يدفعهم للحديث عنها وتسليط الضوء عليها؛ لما لها من أهمية كبيرة في تعزيز تواجد الفلسطينيين في "الأقصى"، وفق وجهة نظرهم.
الناشط الإعلامي عبد الله شتات، واحد من هؤلاء الذين راقت لهم فكرة الحملة وأعجبوا بأهدافها، قال لـ "وكالة سند للأنباء" إن العمل بهذه الحملة بدأ قبل أسبوع من شهر رمضان العام الماضي.
ويلخص الناشط "شتات" أهداف الحملة وفق متابعته لأنشطتها عبر السوشيال ميديا، بعدة نقاط أبرزها "إحياء سنّة الاعتكاف والرباط في نفوسهم، وتشجيع الناس وإيصالهم للصلاة في باحات المسجد وإعمار أسواق القدس".
وأشار إلى أن التفاعل مع الحملة في البداية كان محدودًا، بحكم محدودية الإمكانيات؛ لكنها سرعان ما حظيت بتفاعل شعبي من مختلف فئات الشعب الفلسطيني، وانتهى المطاف بتعزيز تفاعل المشتركين في الحملة خلال الأيام العشرة الأخيرة.
وتحدث "شتات" عن تفاعل خاص وكبير من النساء اللواتي؛ للصلاة في الأقصى إلى جانب كبار السن والأطفال.
وبيّن أن التفاعل الذي أخذ بالاتساع يومًا بعد آخر، دفع القائمون عليها إلى اتخاذ قرار باستئناف التجربة مجددًا في شهر رمضان بموسمه الحالي (2023م – 1444ه) والعمل على تسيير رحلات جديدة ضمن حملة "مسير الأقصى2".
وقدّر "شتات" عدد الباصات التي تنطلق يوميًا من 20- 30 باصا تقريبا، وتشمل مختلف محافظات الضفة الغربية على امتدادها من القرى والمدن.
ويجري التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالحملة، ويتم عبرها المساهمة في تعزيزها ودعمها.
وأكد ضيفنا أن الحملة مثّلت إنذارًا ساخنًا لدى الاحتلال الإسرائيلي، فبدأ باعتقال أشخاص بتهمة تسيير حافلات لـ "الأقصى"، وجرى محاكمتهم.
كما أن بعضهم تعرض لمحاولة اغتيال _تبعًا لشتات_ على غرار إطلاق النار قبل أيام الذي تعرض له الأسير المحرر ماهر برقان، المعروف بعلاقته الطيبة مع المجتمع وشعبيته الكبيرة في الضفة؛ مستطردًا: "لكن جرى محاولة اغتياله في سياق محدد ومعروف، إذ يتهمه الاحتلال بالوقوف خلف تسيير الحافلات".
ويأمل أن تستمر الحملة على مدار العام؛ لكن يحول دون ذلك إجراءات الاحتلال التي تقيّد وصول فلسطينيي الضفة لـ "الأقصى" في الأيام العادية، فيما يسمح فقط بشهر رمضان لفئات عمرية محددة للصلاة هناك.
ورأى أنّ "التعقيدات الأمنية" ومحدودية الدعم المالي، تحدّ من قدرة تسيير حافلات بشكل أكبر، "فهناك من يضطرون للخروج بأنفسهم للصلاة في الأقصى، وهناك شركات تسيّر رحلات إلى المسجد".
وأعرب عن أمله أن تتبنى الوزارات تحديدا التربية التعليم والأوقاف حملة تسيير الرحل لطلبة الجامعات والمدارس؛ بغرض التعرف على المسج ومعرفة واقعه الجغرافي والديني.
من جهته، أوضح الإعلامي والأسير المحرر ثامر سباعنة، أن الحملة هي شبابية، وتهدف في المحصلة إلى إعمار "الأقصى" وحمايته والوقوف إلى جانب المقدسيين في الدفاع عنه وصدّ أي محاولات تهويدية بحقه.
ولفت "سباعنة" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" لوجود مئات من الشباب والشابات المتطوعين في الحملة التي يدعمها مجموعة من محبي المسجد الأقصى من أبناء شعبنا الفلسطيني بالضفة الغربية.
وتحدث عن عمل دؤوب وجهد متواصل على مدار الساعة؛ من أجل تشجيع الشبّان من كل مدن الضفة لشدّ الرحال إلى "الأقصى" طيلة أيام الأسبوع.
وذكر ضيفنا أن الحملة خلال العام الماضي انطلقت في 30 منطقة بالضفة، فيما ارتفعت عدد المحافظات المشاركة هذا العام إلى 40 محافظة.
ولفت النظر إلى أنه خلال العام الماضي سيّرت 54 حافلة، فيما جرى تسيير 74 حافلة في هذا العام، معربًا عن أمله بأن يصل عدد الحافلات المسيرة لـ 100 حافلة حتى بداية العشر الأواخر من الشهر الفضيل.
يُذكر أن سلطات الاحتلال تفرض شروطًا على الفلسطينيين خلال شهر رمضان، تتضمن تصاريح على فئات محددة فيما يتعلق بالصلاة في المسجد الأقصى، و"الموافقة الأمنية" لزائري عدد من المدن الفلسطينية.
وعلى ضوء هذه التشديدات، يستغل عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية (الذين تحرمهم سلطات الاحتلال من دخول القدس) ثغرات في جدار الفصل والأسيجة المحيطة بهم لاختراقها للوصول إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى ولا سيما في شهر رمضان.