ذبح القرابين .. طقس إسرائيلي لتهويد الأقصى
موطني 48
في كل مرة يحل ما يسمى عيد الفصح اليهودي، تتزايد محاولات المستوطنين تنفيذ طقس ذبح القربان، غير أن ذلك سرعان ما ينتهي إلى الفشل بفعل التيقظ المقدسي بإسناد من المقاومة.
وخلال هذا العام، تصاعدت دعوات المستوطنين لتنفيذ ذبح القربان وخصصت مكافآت من جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة لمن ينجح في الأمر، بل أعدت منصات للتدريب على الطقس الذي يرمي لإطفاء طابع يهودي في قبلة المسلمين الأولى، ونظمت احتفالات تجسد تنفيذ مزاعمهم داخل باحات المسجد.
غير أن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر، فرباط المقدسيين وثباتهم بإسناد من مقاومة عابرة للساحات، لم يجد المحتل أمامه إلاّ الرضوخ والتراجع عن الطقس لتجنب مواجهة غير محمودة النتائج.
وجسّد المقدسيون خط الدفاع الأول عن القبلة الأولى، مؤكدين أن المسجد الأقصى المبارك أرض إسلامية لا تفريط فيها ولا تقسيم، وهو ما يؤكد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري.
وقال صبري: “المقدسيون والمرابطون والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك، أفشلوا محاولات الاحتلال ومستوطنيه ذبح القرابين في المسجد الأقصى المبارك للعام الثالث توالياً”.
وأضاف: “محاولات ذبح القرابين في المسجد الأقصى المبارك فيها اعتداء صارخ على حرية المسجد الإسلامي”، مشيرًا إلى أن الاحتلال حوّل المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية لقمع المصلين والمرابطين.
ما القرابين وما هدف ذبحها؟
وأمام هذا المسلسل، نقدّم تفصيلاً متخصصاً حول مزاعم الاحتلال الإسرائيلي في ذبح القرابين، وتفنيدها وأسباب اهتمام المستوطنين فيها، ومقاومة الفلسطينيين بكل قوة لتلك المزاعم.
وبيّن الباحث في شؤون القدس والمسؤول السابق في أوقافها، د. عبدالله معروف، أن القربان يشير إلى مصطلح “العهد بين الله والشعب”، وهو ما يُذكّر بمسألة الذبح التي يؤمن بها اليهود.
وذكر معروف، أن التسلسل التاريخ لتلك المزاعم يعود به المستوطنون إلى ادعائهم ذبح النبي إسحاق -عليه السلام- على صخرة بيت المقدس أو ما يسمونها قدس الأقداس، الواقعة داخل مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك.
وأشار إلى أن غالبية المستوطنين يعتقدون أن المذبح موجود شرق قبة الصخرة وتحديدا تحت قبة السلسلة، منبهًا إلى أنه “لا يمكن فهم عقلية الصهاينة وربطهم القربان بالمسجد الأقصى إلا بفهم هدفهم المعلن الذي يسعى لإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك وإزالة جميع المباني الإسلامية الموجودة فيه”.
وأوضح معروف، أن جماعات الهيكل الصهيونية نفذت فعلياً معظم الشعائر التي تتعلق بالهيكل المزعوم داخل المسجد الأقصى جهرًا أو سرًّا، مؤكداً أن بعضها نفذها المستوطنون بتواطؤ من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واستعرض معروف أن أبرز تلك المشاهد، تمثلت في النفخ بالبوق في رأس السنة العبرية، وتقديم القرابين النباتية في عيد العرش، مبينًا أنه تبقى ذبح القربان وإحراقه في المسجد الأقصى المبارك.
وذكر أن الخطوة التي تلي ذبح القربان، بدء المستوطنين في محاولة إدخال الأدوات وتحقيق التقسيم المكاني داخل المسجد الأقصى المبارك.
وفي تسلسل للأحداث، يشار إلى أنه منذ العام ٢٠١٤م، والجماعات والمنظمات الاستيطانية تضع نصب أعينها قضية تقديم “قربان الفصح” داخل الأقصى، وتعمل على الإحياء العملي لتلك الطقوس، وتجري تدريبات عملية لتحقيق ذلك، ويروّجون لها.
ووفقاً للتعاليم التوراتية؛ فإن “القربان يجب أن يُذبح عشية عيد الفصح، وأن يُنثر دمه عند قبة السلسلة التي يزعم المتطرفون أنها بُنيت داخل ساحات الأقصى لإخفاء آثار المذبح التوراتي”، حيث توضح مزاعمهم، أن “القربان هو الطقس اليهودي المركزي الأهم، الذي اندثر باندثار الهيكل”.
وفي منظور جماعات الهيكل؛ فإن إحياء طقس ذبح القرابين يعد إحياءً معنوياً للهيكل المزعوم، حيث إنهم يزعمون أن المسجد الأقصى بشكله الحالي هيكلاً حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه لا تزال إسلامية، وبالتالي، فإنه لو ذبحت القرابين داخل الأقصى، فإنهم سيسعون بعد ذلك لممارسة شعائرهم بانتظام وقد يحاولون اقتسام الأقصى زمانياً ومكانياً مثلما فعلوا في الحرم الإبراهيمي بل قد يحاولون طرد المسلمين منه.
ويوضح الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص في تصريحات صحفية أن تنفيذ ذبح القربان، يعني بالنسبة للمستوطنين أن المسجد هيكلا من الناحية المعنوية، وهو ما يسمح لهم بالانتقال من التأسيس المعنوي إلى المادي، عن طريق اقتطاع أجزاء من الأقصى، وهنا تكمن الخطورة، وفق تقديره.
وأشار إلى أن ذبح القربان في الأقصى يعقّد المهمة الإسلامية في الحفاظ على هوية المسجد، لأن هذه الجماعات ستكون قد حققت مكسبا معنويا يمكن أن تجند من خلاله مزيدا من الصهاينة والمسيحيين الإنجيليين في مشروعها، على زعم أنها قد أتمت دورة العبادات التوراتية، وفق ما نقلته الجزيرة.
نظرة الصهاينة إلى ذبح القربان
يقسّم ابحيص المجتمع الصهيوني من حيث العلاقة بالدين اليهودي وذبح القربان إلى 3 فئات:
القومية العلمانية: تنظر إلى اليهود كشعب يهدف لإنشاء وطن قومي وكيان سياسي، ومن ثم حمايته وتأمين التفوق له وتوسيع إمكانياته وقدراته، ويعتبرون أنهم قد حققوا هدفهم، بمنأى عن فكرة الهيكل أو ذبح القربان.
الصهيونية التقليدية: يعتبرون أنهم ما زالوا في الشتات من الناحية التشريعية التوراتية، ولا يعترفون بالكيان الصهيوني بوصفه “مملكة للرب”، ومن ثم لا يحتاجون لتعديل اجتهاداتهم الدينية، ولا يعترفون بالعلم الإسرائيلي ولا يخدمون بالجيش. فهؤلاء لا مكان للقربان أو الهيكل بالنسبة لهم، ما دام أن وجودهم في “مملكة الرب” ليس بأمر إلهي.
الصهيونية الدينية: تعد جماعات الهيكل واجهتها في العدوان على المسجد الأقصى، وبالنسبة لها فالكيان الصهيوني هو كيان قومي للشعب اليهودي وديني للديانة اليهودية، ولا بد من تحقيق تلك المقولتين عن طريق إكمال الجزء الناقص، وجوهر الصهيونية الدينية وهو بناء الهيكل. لأنهم يرون أن الشعب اليهودي سكن الأرض الموعودة، لكن “روح الرب” لم تحل عليه، ولم يتقدس الثالوث ويكتمل. ولا يتحقق ذلك إلا ببناء الهيكل. ويعتبر أنصار الصهيونية الدينية أكثر الداعين والعاملين لذبح القربان في الأقصى.
ويبين ابحيص أن غالبية المجتمع الصهيوني لا تؤيد ذبح القربان في الأقصى، وترى في سعي الأقلية المؤيدة خوضا لحرب عبثية، ولا يستعدون لدفع الثمن والتغيير الاجتماعي في حياتهم الناجم عن نجاح الذبح.
محاولات حثيثة!
ومنذ سنوات عديدة، تواصل “جماعات الهيكل” المزعوم حشد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، في محاولة لتنفيذ مخططها لإدخال وذبح “قرابين الفصح” العبري داخل المسجد الأقصى المبارك؛ إذ رصدت حركة “عائدون لجبل الهيكل” المتطرفة مكافأة مالية بقيمة 20 ألف شيكل أي نحو 5 آلاف دولار، لكل مستوطن ينجح بذبحها في المسجد؛ الدولار يساوي 3.75 شيكل.
كما رصدت الحركة مبلغ 5 آلاف شيكل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي، فيما قدمت “جماعات الهيكل” طلباً عبر محاكم الاحتلال لإحياء “طقوس القربان” في المسجد الأقصى، إلا أنها تتلقى رفضاً، خشية انفجار الأوضاع.
مزاعم مرفوضة لن تتحقق
المحرر المقدسي والناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، يشير إلى أنه طالما الاحتلال موجود فإن آثار وجوده مستمرة، وفي مقدمتها محاولات تدنيس ساحات المسجد الأقصى المبارك بذبح القرابين، وهو ما يقومه المقدسيون ويفشلون تنفيذه.
وأضاف: “ذبح القرابين تبرز خطورتها في سعي الاحتلال إلى تثبيت وترسيم واقع جديد، يتمثل في تثبيت الحق المزعوم للمستوطنين في أن يمارسوا ما يسمى تلك الطقوس في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وهذا خطير جداً وتنفيذه سيكون حدث صارخ صاخب”.
وذكر أن تنفيذ ذلك أو استمرار المحاولات الساعية لتحقيق ذبح القرابين، يبين السعي الحثيث من الجماعات الاستيطانية والاحتلال للوصول إلى ما يسمى “الهيكل المزعوم”، ولهاثهم اتجاه هدم المسجد الأقصى المبارك.
وأكد حمادة، أن المرابطون في المسجد الأقصى المبارك يثبتون كل يوم أن خط الدفاع الأول عن قبلة المسلمين الأولى، رغم ما يتعرضون له من قمع واعتداء من قوات الاحتلال.
وقال حمادة: إن عودة المراطبين الذين تعرضوا للقمع والضرب من قوات الاحتلال، وشج للرؤوس وسيل للدماء على وجوههم، يؤكد حجم التضحية التي يقدمونها من أجل القدس والمسجد الأقصى”.
وأشار إلى أن تلك المشاهد البطولية للمرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك، هي التي تمنع الاحتلال من الحصول على “صورة المنتصر وصاحب السيادة المزعومة في القدس”.
مزاعم تبطلها الوقائع
ويدلل خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة على أكذوبة الاحتلال بشأن تقديس موقع المسجد الأقصى، بتحويله إلى ثكنة عسكرية، قائلاً: “لأن من يقدّس مكاناً لا ينتهكه ويحوله إلى ثكنة عسكرية”.
وأوضح أن محاولات الاحتلال ربط المسجد الأقصى المبارك بذبح القرابين المزعومة عندهم، تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد والمدينة المقدسة، واستغلال تلك المناسبات المزعومة لتحقيق مظاهر سيادتهم الفاشلة.
وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستغلال تلك المناسبات وربطها بأعيادهم المتعددة، محاولاً إيهام العالم في الخارج أن المسجد الأقصى تحت إدارتهم، لافتاً إلى أن المصلين الذين يزحفون إلى المسجد الأقصى يُفشلون تلك المحاولات دوماً.
وقال: “زحف عشرات ومئات الآلاف من المسلمين إلى الأقصى يقلق ويغيظ الاحتلال؛ لأن الاحتلال والمستوطنين ينقلون الرواية الخاطئة عن الأقصى الذي يحميه المسلمون ويدافعون برباطهم عن قبلتهم الأولى”.
موطني 48
في كل مرة يحل ما يسمى عيد الفصح اليهودي، تتزايد محاولات المستوطنين تنفيذ طقس ذبح القربان، غير أن ذلك سرعان ما ينتهي إلى الفشل بفعل التيقظ المقدسي بإسناد من المقاومة.
وخلال هذا العام، تصاعدت دعوات المستوطنين لتنفيذ ذبح القربان وخصصت مكافآت من جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة لمن ينجح في الأمر، بل أعدت منصات للتدريب على الطقس الذي يرمي لإطفاء طابع يهودي في قبلة المسلمين الأولى، ونظمت احتفالات تجسد تنفيذ مزاعمهم داخل باحات المسجد.
غير أن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر، فرباط المقدسيين وثباتهم بإسناد من مقاومة عابرة للساحات، لم يجد المحتل أمامه إلاّ الرضوخ والتراجع عن الطقس لتجنب مواجهة غير محمودة النتائج.
وجسّد المقدسيون خط الدفاع الأول عن القبلة الأولى، مؤكدين أن المسجد الأقصى المبارك أرض إسلامية لا تفريط فيها ولا تقسيم، وهو ما يؤكد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري.
وقال صبري: “المقدسيون والمرابطون والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك، أفشلوا محاولات الاحتلال ومستوطنيه ذبح القرابين في المسجد الأقصى المبارك للعام الثالث توالياً”.
وأضاف: “محاولات ذبح القرابين في المسجد الأقصى المبارك فيها اعتداء صارخ على حرية المسجد الإسلامي”، مشيرًا إلى أن الاحتلال حوّل المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية لقمع المصلين والمرابطين.
ما القرابين وما هدف ذبحها؟
وأمام هذا المسلسل، نقدّم تفصيلاً متخصصاً حول مزاعم الاحتلال الإسرائيلي في ذبح القرابين، وتفنيدها وأسباب اهتمام المستوطنين فيها، ومقاومة الفلسطينيين بكل قوة لتلك المزاعم.
وبيّن الباحث في شؤون القدس والمسؤول السابق في أوقافها، د. عبدالله معروف، أن القربان يشير إلى مصطلح “العهد بين الله والشعب”، وهو ما يُذكّر بمسألة الذبح التي يؤمن بها اليهود.
وذكر معروف، أن التسلسل التاريخ لتلك المزاعم يعود به المستوطنون إلى ادعائهم ذبح النبي إسحاق -عليه السلام- على صخرة بيت المقدس أو ما يسمونها قدس الأقداس، الواقعة داخل مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك.
وأشار إلى أن غالبية المستوطنين يعتقدون أن المذبح موجود شرق قبة الصخرة وتحديدا تحت قبة السلسلة، منبهًا إلى أنه “لا يمكن فهم عقلية الصهاينة وربطهم القربان بالمسجد الأقصى إلا بفهم هدفهم المعلن الذي يسعى لإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك وإزالة جميع المباني الإسلامية الموجودة فيه”.
وأوضح معروف، أن جماعات الهيكل الصهيونية نفذت فعلياً معظم الشعائر التي تتعلق بالهيكل المزعوم داخل المسجد الأقصى جهرًا أو سرًّا، مؤكداً أن بعضها نفذها المستوطنون بتواطؤ من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واستعرض معروف أن أبرز تلك المشاهد، تمثلت في النفخ بالبوق في رأس السنة العبرية، وتقديم القرابين النباتية في عيد العرش، مبينًا أنه تبقى ذبح القربان وإحراقه في المسجد الأقصى المبارك.
وذكر أن الخطوة التي تلي ذبح القربان، بدء المستوطنين في محاولة إدخال الأدوات وتحقيق التقسيم المكاني داخل المسجد الأقصى المبارك.
وفي تسلسل للأحداث، يشار إلى أنه منذ العام ٢٠١٤م، والجماعات والمنظمات الاستيطانية تضع نصب أعينها قضية تقديم “قربان الفصح” داخل الأقصى، وتعمل على الإحياء العملي لتلك الطقوس، وتجري تدريبات عملية لتحقيق ذلك، ويروّجون لها.
ووفقاً للتعاليم التوراتية؛ فإن “القربان يجب أن يُذبح عشية عيد الفصح، وأن يُنثر دمه عند قبة السلسلة التي يزعم المتطرفون أنها بُنيت داخل ساحات الأقصى لإخفاء آثار المذبح التوراتي”، حيث توضح مزاعمهم، أن “القربان هو الطقس اليهودي المركزي الأهم، الذي اندثر باندثار الهيكل”.
وفي منظور جماعات الهيكل؛ فإن إحياء طقس ذبح القرابين يعد إحياءً معنوياً للهيكل المزعوم، حيث إنهم يزعمون أن المسجد الأقصى بشكله الحالي هيكلاً حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه لا تزال إسلامية، وبالتالي، فإنه لو ذبحت القرابين داخل الأقصى، فإنهم سيسعون بعد ذلك لممارسة شعائرهم بانتظام وقد يحاولون اقتسام الأقصى زمانياً ومكانياً مثلما فعلوا في الحرم الإبراهيمي بل قد يحاولون طرد المسلمين منه.
ويوضح الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص في تصريحات صحفية أن تنفيذ ذبح القربان، يعني بالنسبة للمستوطنين أن المسجد هيكلا من الناحية المعنوية، وهو ما يسمح لهم بالانتقال من التأسيس المعنوي إلى المادي، عن طريق اقتطاع أجزاء من الأقصى، وهنا تكمن الخطورة، وفق تقديره.
وأشار إلى أن ذبح القربان في الأقصى يعقّد المهمة الإسلامية في الحفاظ على هوية المسجد، لأن هذه الجماعات ستكون قد حققت مكسبا معنويا يمكن أن تجند من خلاله مزيدا من الصهاينة والمسيحيين الإنجيليين في مشروعها، على زعم أنها قد أتمت دورة العبادات التوراتية، وفق ما نقلته الجزيرة.
نظرة الصهاينة إلى ذبح القربان
يقسّم ابحيص المجتمع الصهيوني من حيث العلاقة بالدين اليهودي وذبح القربان إلى 3 فئات:
القومية العلمانية: تنظر إلى اليهود كشعب يهدف لإنشاء وطن قومي وكيان سياسي، ومن ثم حمايته وتأمين التفوق له وتوسيع إمكانياته وقدراته، ويعتبرون أنهم قد حققوا هدفهم، بمنأى عن فكرة الهيكل أو ذبح القربان.
الصهيونية التقليدية: يعتبرون أنهم ما زالوا في الشتات من الناحية التشريعية التوراتية، ولا يعترفون بالكيان الصهيوني بوصفه “مملكة للرب”، ومن ثم لا يحتاجون لتعديل اجتهاداتهم الدينية، ولا يعترفون بالعلم الإسرائيلي ولا يخدمون بالجيش. فهؤلاء لا مكان للقربان أو الهيكل بالنسبة لهم، ما دام أن وجودهم في “مملكة الرب” ليس بأمر إلهي.
الصهيونية الدينية: تعد جماعات الهيكل واجهتها في العدوان على المسجد الأقصى، وبالنسبة لها فالكيان الصهيوني هو كيان قومي للشعب اليهودي وديني للديانة اليهودية، ولا بد من تحقيق تلك المقولتين عن طريق إكمال الجزء الناقص، وجوهر الصهيونية الدينية وهو بناء الهيكل. لأنهم يرون أن الشعب اليهودي سكن الأرض الموعودة، لكن “روح الرب” لم تحل عليه، ولم يتقدس الثالوث ويكتمل. ولا يتحقق ذلك إلا ببناء الهيكل. ويعتبر أنصار الصهيونية الدينية أكثر الداعين والعاملين لذبح القربان في الأقصى.
ويبين ابحيص أن غالبية المجتمع الصهيوني لا تؤيد ذبح القربان في الأقصى، وترى في سعي الأقلية المؤيدة خوضا لحرب عبثية، ولا يستعدون لدفع الثمن والتغيير الاجتماعي في حياتهم الناجم عن نجاح الذبح.
محاولات حثيثة!
ومنذ سنوات عديدة، تواصل “جماعات الهيكل” المزعوم حشد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، في محاولة لتنفيذ مخططها لإدخال وذبح “قرابين الفصح” العبري داخل المسجد الأقصى المبارك؛ إذ رصدت حركة “عائدون لجبل الهيكل” المتطرفة مكافأة مالية بقيمة 20 ألف شيكل أي نحو 5 آلاف دولار، لكل مستوطن ينجح بذبحها في المسجد؛ الدولار يساوي 3.75 شيكل.
كما رصدت الحركة مبلغ 5 آلاف شيكل لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي، فيما قدمت “جماعات الهيكل” طلباً عبر محاكم الاحتلال لإحياء “طقوس القربان” في المسجد الأقصى، إلا أنها تتلقى رفضاً، خشية انفجار الأوضاع.
مزاعم مرفوضة لن تتحقق
المحرر المقدسي والناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، يشير إلى أنه طالما الاحتلال موجود فإن آثار وجوده مستمرة، وفي مقدمتها محاولات تدنيس ساحات المسجد الأقصى المبارك بذبح القرابين، وهو ما يقومه المقدسيون ويفشلون تنفيذه.
وأضاف: “ذبح القرابين تبرز خطورتها في سعي الاحتلال إلى تثبيت وترسيم واقع جديد، يتمثل في تثبيت الحق المزعوم للمستوطنين في أن يمارسوا ما يسمى تلك الطقوس في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وهذا خطير جداً وتنفيذه سيكون حدث صارخ صاخب”.
وذكر أن تنفيذ ذلك أو استمرار المحاولات الساعية لتحقيق ذبح القرابين، يبين السعي الحثيث من الجماعات الاستيطانية والاحتلال للوصول إلى ما يسمى “الهيكل المزعوم”، ولهاثهم اتجاه هدم المسجد الأقصى المبارك.
وأكد حمادة، أن المرابطون في المسجد الأقصى المبارك يثبتون كل يوم أن خط الدفاع الأول عن قبلة المسلمين الأولى، رغم ما يتعرضون له من قمع واعتداء من قوات الاحتلال.
وقال حمادة: إن عودة المراطبين الذين تعرضوا للقمع والضرب من قوات الاحتلال، وشج للرؤوس وسيل للدماء على وجوههم، يؤكد حجم التضحية التي يقدمونها من أجل القدس والمسجد الأقصى”.
وأشار إلى أن تلك المشاهد البطولية للمرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك، هي التي تمنع الاحتلال من الحصول على “صورة المنتصر وصاحب السيادة المزعومة في القدس”.
مزاعم تبطلها الوقائع
ويدلل خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة على أكذوبة الاحتلال بشأن تقديس موقع المسجد الأقصى، بتحويله إلى ثكنة عسكرية، قائلاً: “لأن من يقدّس مكاناً لا ينتهكه ويحوله إلى ثكنة عسكرية”.
وأوضح أن محاولات الاحتلال ربط المسجد الأقصى المبارك بذبح القرابين المزعومة عندهم، تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد والمدينة المقدسة، واستغلال تلك المناسبات المزعومة لتحقيق مظاهر سيادتهم الفاشلة.
وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستغلال تلك المناسبات وربطها بأعيادهم المتعددة، محاولاً إيهام العالم في الخارج أن المسجد الأقصى تحت إدارتهم، لافتاً إلى أن المصلين الذين يزحفون إلى المسجد الأقصى يُفشلون تلك المحاولات دوماً.
وقال: “زحف عشرات ومئات الآلاف من المسلمين إلى الأقصى يقلق ويغيظ الاحتلال؛ لأن الاحتلال والمستوطنين ينقلون الرواية الخاطئة عن الأقصى الذي يحميه المسلمون ويدافعون برباطهم عن قبلتهم الأولى”.