باحث مقدسي (للرسالة): القدس في حرب دينية حقيقية والأردن مقصرة
الرسالة نت- رشا فرحات
حذر مجلس أوقاف القدس في بيان له من خطورة تصعيد جديد لانتهاكات شرطة الاحتلال (الإسرائيلي) المستمرة واستهدافهم المتعمد للمسجد الأقصى المبارك ودائرة الأوقاف الإسلامية والعاملين فيها.
وفي سابقة خطيرة، أجبرت شرطة الاحتلال الشهر الماضي جميع العاملين المناوبين في المسجد الأقصى المبارك من حراس ورجال إطفاء وفنيي صيانة وغيرهم على الخروج من المسجد الأقصى المبارك بالقوة، وذلك بعد احتلال المسجد وتحويله إلى ثكنة عسكرية من قبل العشرات من أفراد الشرطة والقوات الخاصة وحرس الحدود المدججين بالسلاح.
وتبع ذلك اقتحام تعسفي للمسجد القبلي وإجبار مجموعة من النساء والرجال المعتكفين في العشر الأوائل من ذي الحجة على الخروج من المسجد بعد الاعتداء عليهم وإهانتهم واعتقال الشباب منهم.
هذا بالإضافة لعمليات الإبعاد والتي تعتبر سابقة من نوعها، فبالأمس أبعد الاحتلال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى بعد اقتحامات متتالية لمنزله دون مراعاة لرمزيته ومنصبه، وقبل أسبوع أبعد الباحث والمؤرخ والرجل الثاني في الأوقاف الشيخ ناجح بكيرات عن مدينة القدس في قرار هو الأول من نوعه.
كل هذه التطورات على الساحة المقدسية قد تؤدي إلى حرب دينية، وقد حذر علماء مقدسيون مرارا من الأخطار المترتبة على اعتداءات سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) على مصلى "باب الرحمة"، ومنع موظفي لجنة إعمار المسجد الأقصى من العمل، بالإضافة إلى سياسة الإبعاد والإقصاء عن المسجد والمدينة المقدسة.
موقف الأردن
(الرسالة) حاورت الدكتور الباحث المقدسي محمد الجلاد والمختص في تاريخ الأقصى للحديث عن التطورات الجارية في مدينة القدس والمسجد الأقصى والذي لفت إلى أن الاحتلال منذ 2015 لم يعد يحترم اتفاقية وادي عربة الموقعة مع الأردن، والتي تقضي بأن يستلم السيطرة الأمنية بينما يكون الأردن مسؤولا عن الناحية الإدارية للأقصى بما في ذلك كل شؤون العاملين، والتحكم بالداخلين والخارجين لباحات الأقصى.
ويشير إلى أن الاتفاقية كانت تشمل الترميم حيث سارت أعمال ترميم المصلى المرواني وقبة الصخرة على قدم وساق دون أي تدخل للاحتلال، ثم بدأت الجهات المتطرفة والعصابات الدينية تتغلغل في حكومة الاحتلال وتفرض رأيها وطريقتها في التعامل مع واقع الأقصى ومع الأوقاف.
ويقول الجلاد:" للأسف الحكومة الأردنية مقصرة جدا في الرد على هذا التدخل، فهذه الاتفاقية تمت برعاية دولية، ويمكن للأردن أن تستخدمها كورقة ضغط لتفرض على الاحتلال احترامها ومنع تغيير الوضع القائم وهي تملك الحق الشرعي والقانوني لتطبيق ذلك"، متسائلا: "لماذا تسكت الأردن، لماذا لا تستدعي السفير (الإسرائيلي) وتحاسبه؟!".
حرب دينية
وفي الآونة الأخيرة تكررت التحذيرات من حرب دينية في القدس، إذا لم تتوقف الاعتداءات (الإسرائيلية) على المسجد الأقصى، وبخصوص ذلك يرى الجلاد أن الحرب الدينية قائمة فعلا وإذا تطورت أكثر فإن نتائجها ستكون سلبية على الاحتلال على حد تعبيره، لأنه يستخدم متطرفيه لدق المسمار الأخير في نعش حكومة الاحتلال.
ويبين الجلاد أن الشعوب الإسلامية تلتزم الصمت لأنها لا زالت ترى أن الأقصى بخير، لكن في حال زاد تطرف الجماعات الدينية اليهودية التي باتت تتحكم في الحكومة ستنفجر الحرب الدينية وتأخذ كل ما في طريقها.
ويذكر الجلاد بأن كل المواجهات مع الاحتلال في السنوات الأخيرة كانت لأسباب دينية، هبة باب الرحمة، ومعركة سيف القدس، وهبة باب الأسباط، والمواجهات التي حدثت في حوارة بسبب الاعتداء على الماجدات المرابطات في الأقصى، كل تلك المواجهات الكبيرة كانت لأجل الأقصى، هذا يعني أن المساس بالأقصى ثمنه كبير جدا إذا لزم الأمر.
ويقول الجلاد: "يستخدم الاحتلال سياسة الإبعاد عن الأقصى لأنه يعرف تمام المعرفة أنه يجب أن يحاربنا عن طريق هجمتين، الأولى تستهدف البنيان، وهذه يعززها بالتهجير والهدم ومصادرة الأراضي والبيوت".
ويتابع: أما الثانية على البشر من خلال الإبعاد كما حدث مع الشيخ عكرمة صبري والشيخ ناجح بكيرات والمرابطة هنادي حلواني، لأنهم جميعا يشكلون رموزا قوية للدفاع عن الأقصى وحقوق المقدسيين
الرسالة نت- رشا فرحات
حذر مجلس أوقاف القدس في بيان له من خطورة تصعيد جديد لانتهاكات شرطة الاحتلال (الإسرائيلي) المستمرة واستهدافهم المتعمد للمسجد الأقصى المبارك ودائرة الأوقاف الإسلامية والعاملين فيها.
وفي سابقة خطيرة، أجبرت شرطة الاحتلال الشهر الماضي جميع العاملين المناوبين في المسجد الأقصى المبارك من حراس ورجال إطفاء وفنيي صيانة وغيرهم على الخروج من المسجد الأقصى المبارك بالقوة، وذلك بعد احتلال المسجد وتحويله إلى ثكنة عسكرية من قبل العشرات من أفراد الشرطة والقوات الخاصة وحرس الحدود المدججين بالسلاح.
وتبع ذلك اقتحام تعسفي للمسجد القبلي وإجبار مجموعة من النساء والرجال المعتكفين في العشر الأوائل من ذي الحجة على الخروج من المسجد بعد الاعتداء عليهم وإهانتهم واعتقال الشباب منهم.
هذا بالإضافة لعمليات الإبعاد والتي تعتبر سابقة من نوعها، فبالأمس أبعد الاحتلال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى بعد اقتحامات متتالية لمنزله دون مراعاة لرمزيته ومنصبه، وقبل أسبوع أبعد الباحث والمؤرخ والرجل الثاني في الأوقاف الشيخ ناجح بكيرات عن مدينة القدس في قرار هو الأول من نوعه.
كل هذه التطورات على الساحة المقدسية قد تؤدي إلى حرب دينية، وقد حذر علماء مقدسيون مرارا من الأخطار المترتبة على اعتداءات سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) على مصلى "باب الرحمة"، ومنع موظفي لجنة إعمار المسجد الأقصى من العمل، بالإضافة إلى سياسة الإبعاد والإقصاء عن المسجد والمدينة المقدسة.
موقف الأردن
(الرسالة) حاورت الدكتور الباحث المقدسي محمد الجلاد والمختص في تاريخ الأقصى للحديث عن التطورات الجارية في مدينة القدس والمسجد الأقصى والذي لفت إلى أن الاحتلال منذ 2015 لم يعد يحترم اتفاقية وادي عربة الموقعة مع الأردن، والتي تقضي بأن يستلم السيطرة الأمنية بينما يكون الأردن مسؤولا عن الناحية الإدارية للأقصى بما في ذلك كل شؤون العاملين، والتحكم بالداخلين والخارجين لباحات الأقصى.
ويشير إلى أن الاتفاقية كانت تشمل الترميم حيث سارت أعمال ترميم المصلى المرواني وقبة الصخرة على قدم وساق دون أي تدخل للاحتلال، ثم بدأت الجهات المتطرفة والعصابات الدينية تتغلغل في حكومة الاحتلال وتفرض رأيها وطريقتها في التعامل مع واقع الأقصى ومع الأوقاف.
ويقول الجلاد:" للأسف الحكومة الأردنية مقصرة جدا في الرد على هذا التدخل، فهذه الاتفاقية تمت برعاية دولية، ويمكن للأردن أن تستخدمها كورقة ضغط لتفرض على الاحتلال احترامها ومنع تغيير الوضع القائم وهي تملك الحق الشرعي والقانوني لتطبيق ذلك"، متسائلا: "لماذا تسكت الأردن، لماذا لا تستدعي السفير (الإسرائيلي) وتحاسبه؟!".
حرب دينية
وفي الآونة الأخيرة تكررت التحذيرات من حرب دينية في القدس، إذا لم تتوقف الاعتداءات (الإسرائيلية) على المسجد الأقصى، وبخصوص ذلك يرى الجلاد أن الحرب الدينية قائمة فعلا وإذا تطورت أكثر فإن نتائجها ستكون سلبية على الاحتلال على حد تعبيره، لأنه يستخدم متطرفيه لدق المسمار الأخير في نعش حكومة الاحتلال.
ويبين الجلاد أن الشعوب الإسلامية تلتزم الصمت لأنها لا زالت ترى أن الأقصى بخير، لكن في حال زاد تطرف الجماعات الدينية اليهودية التي باتت تتحكم في الحكومة ستنفجر الحرب الدينية وتأخذ كل ما في طريقها.
ويذكر الجلاد بأن كل المواجهات مع الاحتلال في السنوات الأخيرة كانت لأسباب دينية، هبة باب الرحمة، ومعركة سيف القدس، وهبة باب الأسباط، والمواجهات التي حدثت في حوارة بسبب الاعتداء على الماجدات المرابطات في الأقصى، كل تلك المواجهات الكبيرة كانت لأجل الأقصى، هذا يعني أن المساس بالأقصى ثمنه كبير جدا إذا لزم الأمر.
ويقول الجلاد: "يستخدم الاحتلال سياسة الإبعاد عن الأقصى لأنه يعرف تمام المعرفة أنه يجب أن يحاربنا عن طريق هجمتين، الأولى تستهدف البنيان، وهذه يعززها بالتهجير والهدم ومصادرة الأراضي والبيوت".
ويتابع: أما الثانية على البشر من خلال الإبعاد كما حدث مع الشيخ عكرمة صبري والشيخ ناجح بكيرات والمرابطة هنادي حلواني، لأنهم جميعا يشكلون رموزا قوية للدفاع عن الأقصى وحقوق المقدسيين