يعقوب: الخطة الخمسية محاولة لتهويد القدس ومصيرها الفشل
مدينة القدس
أكد رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية، هشام يعقوب، أن الخطط الخمسية التي يقرها الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 2018 لم ولن تخضع أهالي القدس المحتلة بشقيها الشرقي والغربي لإدارته، مشدداً على على أن تلك الخطط المعلنة لن تغير من صمود المقدسيين وتمسكهم بثوابتهم.
وقال يعقوب في حديث صحفي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: الخطة الخمسية السابقة التي أقرها الاحتلال عام 2018 والخطة الخمسية الجديدة تأتيان لتكريس مزيد من الهيمنة الاسرائيلية على مدينة القدس وفرض السيطرة الكاملة على كل مفاصل الحياة في هذه المدينة”.
وأوضح أن الهدف الأساسي لتلك الخطط هو إخضاع الفلسطينيين سكان الشطر الشرقي من القدس المحتلة، وتحويلهم إلى أدوات تابعة لمنظومة الاحتلال الإسرائيلي الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتجارية وتغيير الوجه الإسلامي والعربي للقدس.
والخطة الخمسية الجديدة، صدّقت عليها حكومة الاحتلال، للسنوات 2024 – 2028 في القدس المحتلة، وترمي في مجملها لتغيير هوية القدس الفلسطينية، وفي تفاصيلها مكامن تهويد خطيرة للمدينة برمتها.
هيمنة إسرائيلية
وأشار يعقوب إلى أن الخطة الخمسية الجديدة تعقب خطة سابقة أطلقتها حكومة الاحتلال في الثامن عشر من أيار/مايو عام 2018، وكانت تحمل العنوان نفسه “الخطة الخمسية”، وهدفها المعلن تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية لسكان الشطر الشرقي من القدس المحتلة.
وقال: الاحتلال سعى لتحقيق هذا الهدف عبر التركيز على مجالات أساسية منها التعليم والصحة والرفاه والبنى التحتية والمواصلات والثقافة والتراث والمجتمع وغيرها من العناوين المتعددة؛ والتي جاءت حقيقة لتكريس الهيمنة الإسرائيلية وفرض السيطرة الكاملة على كل مفاصل الحياة في المدينة”.
وبيّن الباحث في شؤون القدس أن الأمر الواقعي الذي ينفذه الاحتلال هو تغيير وجه القدس عبر المشاريع التهويدية المختلفة بحجة تعزيز البنى التحتية والمواصلات ولتسهيل الحياة في القدس، مؤكداً أن هذه الخطة تمثل تهويداً جغرافياً وديموغرافياً لمدينة القدس.
وحول مآلات الخطة السابقة التي أقرت عام 2018م وانتهت في العام الجاري 2023م، ذكر يعقوب أن الاحتلال الإسرائيلي مضى في مشاريعه التهويدية المختلفة في المجالات المذكورة سابقاً؛ إلا أن أثر تلك المشاريع لم ينعكس على المقدسيين إيجابيا نهائياً.
وقال يعقوب: أسهمت تلك الخطة في مزيد من السيطرة على فضاءات القدس وعلى أراضيها وعلى ممتلكات المقدسيين وعلى بيوتهم والمزيد بالمشاريع التهويدية والاستيطانية، وتعزيز محاولات السيطرة على قطاع التعليم.
وأكد في الوقت ذاته، ورغم السيطرة التي يحاول الاحتلال فرضها؛ فإن الحقيقة التي يعيشها المقدسيون بأن الاحتلال الإسرائيلي وحتى نهاية مدة الخطة الخمسية السابقة بقي عاجزاً على إخضاع المجتمع المقدسي كما كان يفكر.
وأرجع الباحث في شؤون القدس فشل الاحتلال إلى عدة أسباب، أهمها صمود المقدسيين طوال المدة الزمنية الطويلة التي تمتد فيها المشاريع الاستيطانية، مؤكداً أن الاحتلال لم يستطع إخضاع المجتمع المقدسي رغم تتابع الخطط الخمسية.
وقارن يعقوب بين الخطتين اللتين أقرهما الاحتلال عام 2018 و2023، مشيراً أن ميزانية خطة عام 2018م السابقة بلغت 2.3 مليار شيكل في حين ارتفعت في الخطة الجديدة إلى 3.2 مليار شيكل.
وشدد على أن النتيجة الحقيقية والواقعية رغم تلك الخطتين، أن القدس وأهلها في العام 2018م هي نفسها في العام 2023م.
وقال: لم يستطع الاحتلال الإسرائيلي أن يصل إلى لحظة إخضاع المجتمع المقدسي أو فرض تبعية المجتمع المقدسي بالكامل على مستوى التعليم والصحة والاقتصاد والتجارة وما إلى ذلك من مشاريع تهويدية تقودها الحكومة اليمينية المتطرفة.
وذكر يعقوب، أن الخطة التهويدية يتعاون على تنفيذها مؤسسات ووزارات وبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، بما في ذلك مؤسسات بحثية وعديد الجهات المعنية بتنفيذ هذه الخطة الجديدة.
تركيز على التعليم!
وحول تركيز خطة الاحتلال الخمسية التركيز على قطاع التعليم، رأى يعقوب أن الاحتلال الإسرائيلي فقد الأمل بإمكانية إلحاق المجتمع المقدسي بالمنظومة الاقتصادية والاجتماعية الإسرائيلية.
وقال يعقوب: الاحتلال يرى أن الحل الوحيد عنده هو تغيير وتدجين وترويض العقل الفلسطيني وإحداث تبعية جديدة، موضحاً أن الاحتلال إذا وصل إلى هذه اللحظة فستزيد عليه الكلفة الأمنية بشكل كبير جداً جداً.
وأشار إلى أن الجزء الأكبر من الميزانية مخصص في هذه الخمسية لقطاع التعليم، بهدف تغيير مستوى الوعي والفكر والذاكرة الفلسطينية وعلى مستوى الخيارات السياسية والحياتية.
مآلات الخطة!
وأوضح الباحث في شؤون القدس، أن هذه الخطة سيكون مآلها مثل الخطة السابقة وأن الاحتلال الإسرائيلي سيحقق بعض المكاسب وبعض الإنجازات التي سنراها ملموسة على الأرض.
وقال: أعتقد من الصعوبة بمكان أن تحقق هذه الخطة هدفها التام والكامل وفشل تهويد كل القدس وإلحاق المجتمع المقدسي بالكامل لمنظومة الاحتلال الإسرائيلي.
مواجهة وتحدي
وفيما يتعلق بقدرة المقدسيين على مواجهة الخطة وسط الحصار المطبق عليهم، أكد يعقوب أن المقدسيين لديهم الإرادة القوية لمواجهة مشاريع الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته بما فيه هذه الخطة الخمسية الخطيرة.
ورغم قدرة المقدسيون على الصمود؛ إلا أن إمكانيات المقدسيين تتآكل يوماً بعد يوم، “وهذا أمر نقر به ولكن مع كل ذلك ما زال المقدسيون يمتلكون الإرادة والإمكانية لإفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي”؛ وفق ما أكده يعقوب.
وقال: ما زالت حركة الاحتلال الإسرائيلي التهويدية في القدس المحتلة مستمرة منذ أكثر من 55 عاماً، ومع كل ذلك ما زال وجه
وأضاف: هذا يعني أنه الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلاً كبيراً في تحقيق الكثير من أهدافه ولم يستطع أن يُهوّد كل مدينة القدس، وأعتقد أن الأمور قد تكون أصعب بالنسبة إليه في هذه المرحلة.
التهديد الحقيقي
وحول ما أبرز ما يهدد المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، اختصر الباحث في شؤون القدس أن التهديد يتمثل بعنوان أساسي، هو محاولة الاحتلال الإسرائيلي حسم المعركة في مدينة القدس المحتلة وفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على كل مفاصل هذه المدينة وعلى كل مكوناتها وفضاءات المدينة.
وقال في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: الاحتلال الإسرائيلي اليوم يريد أن يحول القدس إلى عاصمة يهودية على مستوى السكان وعلى مستوى المعالم وعلى مستوى الهوية، مضيفاً أن هذا هو التحدي الأساسي اليوم.
وتابع: نحن أمام حكومة متطرفة يمينية لم يشهد الكيان لها مثيلاً، وهذه الحكومة تقتات على مثل هذه المشاريع؛
وأردف: هذه المشاريع التهويدية المختلفة التي تشمل الإنسان الفلسطيني والمقدسات والأرض؛ تساعد الكتل السياسية الإسرائيلية لخطب ود المنظمات المتطرفة التي تدعم هذه الحكومة والتي تشكل نواتها، مذكراً أن نصف حقائب الحكومة الصهيونية مسندة إلى وزراء يتبعون منظمات المعبد أو يتبنون أفكار منظمات المعبد المتطرفة.
وأشار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يريد حسم المعركة في مدينة القدس بما في ذلك المسجد الأقصى، والسير في اتجاهات مختلفة تجاه المشاريع التهويدية والاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم البيوت والاعتقال والاستيلاء على بيوت المقدسيين والإبعاد، وما إلى ذلك.
أجندة صهيونية
وأوضح المختص في شؤون القدس أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تفعيل ثلاثة أجندة على مستوى المسجد الأقصى المبارك، الأول التقسيم الزماني والثاني التقسيم المكاني والثالث التأسيس المعنوي للمعبد.
وقال يعقوب: المقصود من كل ذلك إيجاد موطئ قدم لليهود داخل المسجد الأقصى المبارك؛ ليكون حضورهم دائماً وكثيفا؟ وبلا قيود داخل المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن ذلك يعني إتاحة المجال لهؤلاء المتطرفين لإقامة كل شعائرهم الدينية داخل المسجد الأقصى من دون حسيب ولا رقيب ومن دون قيود.
وذكر أن المسجد الأقصى يعيش اليوم تهديداً إضافياً يهدد بنيانه من خلال الحفريات التي تمتد في محيط المسجد الأقصى، ما يؤدي إلى تصدعات وتشققات وتساقط في حجارة المسجد الأقصى ومصليات الأقصى القديم وقبة الصخرة والمصلى المرواني.
وأشار إلى أن تهديد بنيان المسجد الأقصى سيؤدي إلى انهيارات متوقعة في أجزاء من المسجد الأقصى.
سبل المواجهة
وحول سبل مواجهة الخطة الخمسية، أكد يعقوب أنها تعد مسؤولية المقدسيين والفلسطينيين عموماً، ومسؤولية الأمة العربية والإسلامية.
وعلى صعيد المستوى الفلسطيني خاصة المقدسي منه، رأى أن المقدسيين بحاجة الى تصليب جبهتهم ورباطهم وصمودهم وبقائهم وتمسكهم بحقهم وثباتهم في أرضهم والعمل على إشعال المواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي والتصدي له وتكريس أو تعزيز الوعي المجتمعي المقدسي ضد هذه المشاريع والخطط التهويدية.
وأكد أهمية حماية قطاع التعليم، ومنع اختطافه من الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز دور أولياء الأمور المقدسيين لمواجهة مخططات اغتيال الذاكرة الفلسطينية والعقل الفلسطيني.
وعلى المستوى الفلسطيني عامةً، رأى يعقوب أن المجتمع الفلسطيني بحاجة إلى تعزيز مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: لا شيء يردع الاحتلال الإسرائيلي سوى المقاومة وهي تشغله وتستنزفه.
وأضاف: المقاومة تنتشر في القدس والضفة الغربية وغزة وفي كل مكان متاح داخل فلسطين وخارجها، ويجب أن يكون هناك دور للمقاومة الفلسطينية في إشغال الاحتلال الإسرائيلي واستنزافه.
وعلى المستوى العربي والإسلامي، أكد يعقوب أنه لابد من تعزيز دعم المقدسيين وتكثيف حملات الإسناد لهم على المستويات المالية والإعلامية والثقافية والقانونية والسياسية والحقوقية والدينية والمشخية العلمائية وعلى كل المستويات.
وختم حديثه بالقول: يجب أن يكون هناك إسناد للمقدسيين ويجب أن يكون هناك تفاعل أقوى من الشارع العربي والإسلامي مع التطورات في مدينة القدس.
مدينة القدس
أكد رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية، هشام يعقوب، أن الخطط الخمسية التي يقرها الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 2018 لم ولن تخضع أهالي القدس المحتلة بشقيها الشرقي والغربي لإدارته، مشدداً على على أن تلك الخطط المعلنة لن تغير من صمود المقدسيين وتمسكهم بثوابتهم.
وقال يعقوب في حديث صحفي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: الخطة الخمسية السابقة التي أقرها الاحتلال عام 2018 والخطة الخمسية الجديدة تأتيان لتكريس مزيد من الهيمنة الاسرائيلية على مدينة القدس وفرض السيطرة الكاملة على كل مفاصل الحياة في هذه المدينة”.
وأوضح أن الهدف الأساسي لتلك الخطط هو إخضاع الفلسطينيين سكان الشطر الشرقي من القدس المحتلة، وتحويلهم إلى أدوات تابعة لمنظومة الاحتلال الإسرائيلي الاقتصادية والصحية والاجتماعية والتجارية وتغيير الوجه الإسلامي والعربي للقدس.
والخطة الخمسية الجديدة، صدّقت عليها حكومة الاحتلال، للسنوات 2024 – 2028 في القدس المحتلة، وترمي في مجملها لتغيير هوية القدس الفلسطينية، وفي تفاصيلها مكامن تهويد خطيرة للمدينة برمتها.
هيمنة إسرائيلية
وأشار يعقوب إلى أن الخطة الخمسية الجديدة تعقب خطة سابقة أطلقتها حكومة الاحتلال في الثامن عشر من أيار/مايو عام 2018، وكانت تحمل العنوان نفسه “الخطة الخمسية”، وهدفها المعلن تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية لسكان الشطر الشرقي من القدس المحتلة.
وقال: الاحتلال سعى لتحقيق هذا الهدف عبر التركيز على مجالات أساسية منها التعليم والصحة والرفاه والبنى التحتية والمواصلات والثقافة والتراث والمجتمع وغيرها من العناوين المتعددة؛ والتي جاءت حقيقة لتكريس الهيمنة الإسرائيلية وفرض السيطرة الكاملة على كل مفاصل الحياة في المدينة”.
وبيّن الباحث في شؤون القدس أن الأمر الواقعي الذي ينفذه الاحتلال هو تغيير وجه القدس عبر المشاريع التهويدية المختلفة بحجة تعزيز البنى التحتية والمواصلات ولتسهيل الحياة في القدس، مؤكداً أن هذه الخطة تمثل تهويداً جغرافياً وديموغرافياً لمدينة القدس.
وحول مآلات الخطة السابقة التي أقرت عام 2018م وانتهت في العام الجاري 2023م، ذكر يعقوب أن الاحتلال الإسرائيلي مضى في مشاريعه التهويدية المختلفة في المجالات المذكورة سابقاً؛ إلا أن أثر تلك المشاريع لم ينعكس على المقدسيين إيجابيا نهائياً.
وقال يعقوب: أسهمت تلك الخطة في مزيد من السيطرة على فضاءات القدس وعلى أراضيها وعلى ممتلكات المقدسيين وعلى بيوتهم والمزيد بالمشاريع التهويدية والاستيطانية، وتعزيز محاولات السيطرة على قطاع التعليم.
وأكد في الوقت ذاته، ورغم السيطرة التي يحاول الاحتلال فرضها؛ فإن الحقيقة التي يعيشها المقدسيون بأن الاحتلال الإسرائيلي وحتى نهاية مدة الخطة الخمسية السابقة بقي عاجزاً على إخضاع المجتمع المقدسي كما كان يفكر.
وأرجع الباحث في شؤون القدس فشل الاحتلال إلى عدة أسباب، أهمها صمود المقدسيين طوال المدة الزمنية الطويلة التي تمتد فيها المشاريع الاستيطانية، مؤكداً أن الاحتلال لم يستطع إخضاع المجتمع المقدسي رغم تتابع الخطط الخمسية.
وقارن يعقوب بين الخطتين اللتين أقرهما الاحتلال عام 2018 و2023، مشيراً أن ميزانية خطة عام 2018م السابقة بلغت 2.3 مليار شيكل في حين ارتفعت في الخطة الجديدة إلى 3.2 مليار شيكل.
وشدد على أن النتيجة الحقيقية والواقعية رغم تلك الخطتين، أن القدس وأهلها في العام 2018م هي نفسها في العام 2023م.
وقال: لم يستطع الاحتلال الإسرائيلي أن يصل إلى لحظة إخضاع المجتمع المقدسي أو فرض تبعية المجتمع المقدسي بالكامل على مستوى التعليم والصحة والاقتصاد والتجارة وما إلى ذلك من مشاريع تهويدية تقودها الحكومة اليمينية المتطرفة.
وذكر يعقوب، أن الخطة التهويدية يتعاون على تنفيذها مؤسسات ووزارات وبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، بما في ذلك مؤسسات بحثية وعديد الجهات المعنية بتنفيذ هذه الخطة الجديدة.
تركيز على التعليم!
وحول تركيز خطة الاحتلال الخمسية التركيز على قطاع التعليم، رأى يعقوب أن الاحتلال الإسرائيلي فقد الأمل بإمكانية إلحاق المجتمع المقدسي بالمنظومة الاقتصادية والاجتماعية الإسرائيلية.
وقال يعقوب: الاحتلال يرى أن الحل الوحيد عنده هو تغيير وتدجين وترويض العقل الفلسطيني وإحداث تبعية جديدة، موضحاً أن الاحتلال إذا وصل إلى هذه اللحظة فستزيد عليه الكلفة الأمنية بشكل كبير جداً جداً.
وأشار إلى أن الجزء الأكبر من الميزانية مخصص في هذه الخمسية لقطاع التعليم، بهدف تغيير مستوى الوعي والفكر والذاكرة الفلسطينية وعلى مستوى الخيارات السياسية والحياتية.
مآلات الخطة!
وأوضح الباحث في شؤون القدس، أن هذه الخطة سيكون مآلها مثل الخطة السابقة وأن الاحتلال الإسرائيلي سيحقق بعض المكاسب وبعض الإنجازات التي سنراها ملموسة على الأرض.
وقال: أعتقد من الصعوبة بمكان أن تحقق هذه الخطة هدفها التام والكامل وفشل تهويد كل القدس وإلحاق المجتمع المقدسي بالكامل لمنظومة الاحتلال الإسرائيلي.
مواجهة وتحدي
وفيما يتعلق بقدرة المقدسيين على مواجهة الخطة وسط الحصار المطبق عليهم، أكد يعقوب أن المقدسيين لديهم الإرادة القوية لمواجهة مشاريع الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته بما فيه هذه الخطة الخمسية الخطيرة.
ورغم قدرة المقدسيون على الصمود؛ إلا أن إمكانيات المقدسيين تتآكل يوماً بعد يوم، “وهذا أمر نقر به ولكن مع كل ذلك ما زال المقدسيون يمتلكون الإرادة والإمكانية لإفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي”؛ وفق ما أكده يعقوب.
وقال: ما زالت حركة الاحتلال الإسرائيلي التهويدية في القدس المحتلة مستمرة منذ أكثر من 55 عاماً، ومع كل ذلك ما زال وجه
وأضاف: هذا يعني أنه الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلاً كبيراً في تحقيق الكثير من أهدافه ولم يستطع أن يُهوّد كل مدينة القدس، وأعتقد أن الأمور قد تكون أصعب بالنسبة إليه في هذه المرحلة.
التهديد الحقيقي
وحول ما أبرز ما يهدد المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، اختصر الباحث في شؤون القدس أن التهديد يتمثل بعنوان أساسي، هو محاولة الاحتلال الإسرائيلي حسم المعركة في مدينة القدس المحتلة وفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على كل مفاصل هذه المدينة وعلى كل مكوناتها وفضاءات المدينة.
وقال في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: الاحتلال الإسرائيلي اليوم يريد أن يحول القدس إلى عاصمة يهودية على مستوى السكان وعلى مستوى المعالم وعلى مستوى الهوية، مضيفاً أن هذا هو التحدي الأساسي اليوم.
وتابع: نحن أمام حكومة متطرفة يمينية لم يشهد الكيان لها مثيلاً، وهذه الحكومة تقتات على مثل هذه المشاريع؛
وأردف: هذه المشاريع التهويدية المختلفة التي تشمل الإنسان الفلسطيني والمقدسات والأرض؛ تساعد الكتل السياسية الإسرائيلية لخطب ود المنظمات المتطرفة التي تدعم هذه الحكومة والتي تشكل نواتها، مذكراً أن نصف حقائب الحكومة الصهيونية مسندة إلى وزراء يتبعون منظمات المعبد أو يتبنون أفكار منظمات المعبد المتطرفة.
وأشار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يريد حسم المعركة في مدينة القدس بما في ذلك المسجد الأقصى، والسير في اتجاهات مختلفة تجاه المشاريع التهويدية والاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم البيوت والاعتقال والاستيلاء على بيوت المقدسيين والإبعاد، وما إلى ذلك.
أجندة صهيونية
وأوضح المختص في شؤون القدس أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تفعيل ثلاثة أجندة على مستوى المسجد الأقصى المبارك، الأول التقسيم الزماني والثاني التقسيم المكاني والثالث التأسيس المعنوي للمعبد.
وقال يعقوب: المقصود من كل ذلك إيجاد موطئ قدم لليهود داخل المسجد الأقصى المبارك؛ ليكون حضورهم دائماً وكثيفا؟ وبلا قيود داخل المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن ذلك يعني إتاحة المجال لهؤلاء المتطرفين لإقامة كل شعائرهم الدينية داخل المسجد الأقصى من دون حسيب ولا رقيب ومن دون قيود.
وذكر أن المسجد الأقصى يعيش اليوم تهديداً إضافياً يهدد بنيانه من خلال الحفريات التي تمتد في محيط المسجد الأقصى، ما يؤدي إلى تصدعات وتشققات وتساقط في حجارة المسجد الأقصى ومصليات الأقصى القديم وقبة الصخرة والمصلى المرواني.
وأشار إلى أن تهديد بنيان المسجد الأقصى سيؤدي إلى انهيارات متوقعة في أجزاء من المسجد الأقصى.
سبل المواجهة
وحول سبل مواجهة الخطة الخمسية، أكد يعقوب أنها تعد مسؤولية المقدسيين والفلسطينيين عموماً، ومسؤولية الأمة العربية والإسلامية.
وعلى صعيد المستوى الفلسطيني خاصة المقدسي منه، رأى أن المقدسيين بحاجة الى تصليب جبهتهم ورباطهم وصمودهم وبقائهم وتمسكهم بحقهم وثباتهم في أرضهم والعمل على إشعال المواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي والتصدي له وتكريس أو تعزيز الوعي المجتمعي المقدسي ضد هذه المشاريع والخطط التهويدية.
وأكد أهمية حماية قطاع التعليم، ومنع اختطافه من الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز دور أولياء الأمور المقدسيين لمواجهة مخططات اغتيال الذاكرة الفلسطينية والعقل الفلسطيني.
وعلى المستوى الفلسطيني عامةً، رأى يعقوب أن المجتمع الفلسطيني بحاجة إلى تعزيز مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: لا شيء يردع الاحتلال الإسرائيلي سوى المقاومة وهي تشغله وتستنزفه.
وأضاف: المقاومة تنتشر في القدس والضفة الغربية وغزة وفي كل مكان متاح داخل فلسطين وخارجها، ويجب أن يكون هناك دور للمقاومة الفلسطينية في إشغال الاحتلال الإسرائيلي واستنزافه.
وعلى المستوى العربي والإسلامي، أكد يعقوب أنه لابد من تعزيز دعم المقدسيين وتكثيف حملات الإسناد لهم على المستويات المالية والإعلامية والثقافية والقانونية والسياسية والحقوقية والدينية والمشخية العلمائية وعلى كل المستويات.
وختم حديثه بالقول: يجب أن يكون هناك إسناد للمقدسيين ويجب أن يكون هناك تفاعل أقوى من الشارع العربي والإسلامي مع التطورات في مدينة القدس.