مساعٍ صهيونيةٌ متواصلةٌ لتغيير هوية الأقصى ودعواتٌ لهبةٍ إسلاميةٍ

  • الأربعاء 23, أكتوبر 2024 10:21 ص
  • مساعٍ صهيونيةٌ متواصلةٌ لتغيير هوية الأقصى ودعواتٌ لهبةٍ إسلاميةٍ
4668 مستوطنا وعلى مدى ثلاثة أيامٍ من بداية “عيد العرش” المزعوم ووسط تعزيزات عسكرية في المسجد الأقصى والقدس القديمة، أقدموا على كسر كل الأرقام القياسية في عدوانهم على تدنيس الأقصى وانتهاك حرمته؛ سعيًا منهم لتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني في المدينة المقدسة وفرض واقعٍ جديد وفق أحلامهم التوراتية الإجرامية، في ظل صمت عربيٍ وإسلاميٍ ودوليٍ على الجريمة.
مساعٍ صهيونيةٌ متواصلةٌ لتغيير هوية الأقصى ودعواتٌ لهبةٍ إسلاميةٍ لنصرته
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
4668 مستوطنا وعلى مدى ثلاثة أيامٍ من بداية “عيد العرش” المزعوم ووسط تعزيزات عسكرية في المسجد الأقصى والقدس القديمة، أقدموا على كسر كل الأرقام القياسية في عدوانهم على تدنيس الأقصى وانتهاك حرمته؛ سعيًا منهم لتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني في المدينة المقدسة وفرض واقعٍ جديد وفق أحلامهم التوراتية الإجرامية، في ظل صمت عربيٍ وإسلاميٍ ودوليٍ على الجريمة.
تثبيت معادلة التأسيس المعنوي للهيكل
الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص حذر من أنّ جماعات الهيكل المتطرفة تعمل على تغيير هوية المسجد الأقصى المبارك من خلال التعامل معه وكأنه قد بات هيكلاً حتى وإن كانت أبنيته ما تزال إسلامية، وذلك من خلال فرض الطقوس التوراتية فيه باعتبارها “تؤسس الهيكل معنوياً” على طريق تأسيسه المادي.
ونشر ابحيص وفق رصد المركز الفلسطيني للإعلام “إنفوغراف” يوضح مسارات التأسيس المعنوي للهيكل.
وشدد على أنّ التمسك بهوية المسجد ورفض كل أشكال العدوان بوابة إفشال هذه المساعي، ففرض هذه الطقوس ليس حقيقة ثابتة على الأرض، وما تمكنوا من فرضه اليوم يمكن منعه وإنهاؤه غداً إذا وُجدت الإرادة.
رصد الانتهاكات وتقييم مخاطرها
ورصد الباحث زياد ابحيص في منشوراتٍ رصدها المركز الفلسطيني للإعلام، انتهاكات المستوطنين المتواصلة في المسجد الأقصى المبارك، تحت ذريعة إقامة شعائر أعيادهم المزعومة “أيام العُرش التوراتية”.
وقال ابحيص، اليوم الثلاثاء، إنّ مئات المستوطنين الصهاينة أدوا اليوم طقوس تقديم “القرابين النباتية” على باب القطانين في أحد أكبر حشود الصلاة على أبواب المسجد الأقصى منذ احتلاله.
ولفت إلى أنّ مئات من المستوطنين المتطرفين، احتشدوا في سوق القطانين صباح اليوم الثلاثاء، سادس أيام “عيد العُرُش” التوراتي، وأدوا طقوس تقديم “القرابين النباتية” متوجهين في صلاتهم إلى قبة الصخرة المشرفة.
أهداف الصلاة على أبواب الأقصى
وبحسب ابحيص، بدأت هذه الصلوات على أبواب الأقصى في عام 2017 بعد أن قضت محاكم الاحتلال بـ “حق اليهود” بالصلاة على أبواب الأقصى، وتسعى جماعات الهيكل من خلالها إلى تحقيق هدفين.
وأوضح أنّ الهدف الأول، تمثل بإشراك أكبر عدد ممكن من المستوطنين في الطقوس التوراتية التي تقصد تغيير هوية المسجد الأقصى، إذ أن الكثير من المتطرفين الصهاينة ما زالوا يتمسكون بالمنع التوراتي الذي تفرضه الحاخامية الرسمية على اقتحام اليهود للمسجد الأقصى المبارك لعدم تمتعهم بشرط “الطهارة من نجاسة الموتى”، وبهذه الطريقة فإن جماعات الهيكل تتكيف مع هذا المنع وتوسع نطاق المتطرفين المشاركين في جهدها لتغيير هوية المسجد الأقصى بالتعامل معه وكأنه هيكل دون الدخول إليه، ومن خلال التوجه إليه بالصلاة وتقديم القرابين على أبوابه.
أما الهدف الثاني، وفقًا للباحث المختص بشؤون القدس فهو تحقيق “السيطرة الصوتية” على المسجد الأقصى خلال أوقات الاقتحامات، فهذا الصوت المرتفع من أمام باب القطانين غرب المسجد يحاكي نفس أصوات الصلوات التي تؤدى داخله، بحيث يصبح صوت الطقوس التوراتية هو الصوت المهيمن على الأقصى خلال ساعات الاقتحام.
أكبر اقتحام بتاريخ أعياد العُرش
ورصد ابحيص اقتحامات المستوطنين خلال اليومين الماضيين وما ترافق معهما من انتهاكات خطيرة ودلالات يسعى من خلال المستوطنون لترسيخ عدوانهم وتغيير هوية المسجد الأقصى.
ولخص اليوم الرابع من الاقتحامات الذي كان الاثنين الماضي بأنه شكّل عددياً أكبر اقتحام مسجل في تاريخ اقتحامات أعياد العرش العبرية، حيث بلغ عدد المقتحمين فيه 1,783 مقتحماً.
واشار إلى أنّ المقتحمين أدخلوا البوق إلى المسجد الأقصى المبارك ونفخوا فيه مرتين، ليصبح مجموع عدد مرات النفخ في البوق في موسم الأعياد الحالي 14 مرة وفق اعتراف جماعات الهيكل المتطرفة، مع تجرؤ جماعات الهيكل على توثيق ذلك ونشره علناً، في إطار مسعاها المتدرج لتطبيع الذهن الفلسطيني والعربي والإسلامي على تكرار الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى. وتأتي أهمية نفخ البوق بنظرها من كونه إعلاناً للسيادة الصهيونية المزعومة على الأقصى.
كما لفت ابحيص إلى أنّ جماعات الهيكل أدخلت القرابين النباتية “ثمار العُرُش” وقدمتها داخل #الأقصى، في طقس ديني تهدف منه إلى تغيير هوية المسجد والقول بأنه قد بات هيكلاً “تسكنه روح الرب” وفق الاعتقاد التوراتي، ولذلك يؤتى بالقرابين إليه.
وأشار إلى أنّ جماعات الهيكل قد دعت إلى أداء طقوس “الصلاة المضافة” الخاصة بعيد العرش بشكلٍ جماعي في الساعة 9:30 صباحاً في المسجد الأقصى باعتباره المركز الذي يجب أن تؤدى فيه هذه الصلوات وليس ساحة البراق.
استفراد بالساحة الشرقية
ونوه ابحيص إلى أنّ ذلك كله تزامن مع استفراد تام بالساحة الشرقية للمسجد الأقصى التي تمت فيها كل هذه الطقوس، والتي باتت جماعات الهيكل تتعامل معها وكأنها الكنيس غير المعلن في المسجد الأقصى، وتستفرد فيه بأداء الطقوس التوراتية.
وشدد على أنّ هذا الإصرار على هذا العدوان يأتي ليترجم رؤية الصهيونية الدينية بأن تغيير هوية المسجد الأقصى هو بوابة الحسم، وبوابة الهزيمة النفسية التي إن وقعت فإنها تفتح الطريق لكل ما بعدها، وهذا يفرض التعامل مع العدوان على المسجد الأقصى باعتباره عملاً من أعمال الحرب وأولوية من أولويات إدارة الجبهات فيها، كما أنها تعتبر الإصرار على فرض هذه الطقوس تفريغاً لـ طوفان الأقصى من معناه، إذ أنها تواصل تغيير هوية الأقصى رغم الحرب وكل التضحيات، وهو ما يمكن إفشاله بالرباط وطول النفّس في التمسك بالهوية الإسلامية الخالصة للأقصى.
وخلص إلى أنّه من المهم التذكير أن عيد العرش يمتد لسبعة أيام ما تزال مستمرة حتى الأربعاء 23-10 ويليها عيد ختمة التوراة الذي انطلق من بعده طوفان الأقصى في العام الماضي 2023.
الدعوة لإجراءات عاجلة لوقف الانتهاكات
ودعت العديد من المؤسسات الإسلامية المقدسية، اليوم الثلاثاء، الأمة الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي على وجه الخصوص إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.
جاء ذلك في بيان مشترك لمجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، والهيئة الإسلامية العليا ودار الإفتاء الفلسطينية ودائرة قاضي القضاة، ودائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك.
وناشدت الهيئات الإسلامية “الأمة الإسلامية ممثلة بمنظمة التعاون الإسلامي -بحكم واجبهم العقدي والسياسي- اتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لوقف الاعتداءات التهويدية الفظيعة والمتصاعدة، التي تهدد سلامة ووظيفة أولى القبلتين ومسرى ومعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”.
وحذرت الهيئات الإسلامية المقدسية المسلمين عامة ومسؤوليهم خاصة “من أن ينالهم غضب الله سبحانه وتعالى إن استمر الصمت والقعود عن حماية المسجد الأقصى المبارك”.
وتعرض المسجد الأقصى هذا الأسبوع، حيث يحل عيد العرش اليهودي، لاقتحامات واسعة من قبل المستوطنين أدوا خلالها طقوسا توراتية تمس الوضع القائم بالمسجد وهويته العربية والإسلامية.