المسجد الأقصى في ظل رئاسة ترامب.. ماذا ينتظر المقدسات الإسلامية؟
القدس – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء
لم تكن سياسة الإدارات الأمريكية المتعاقبة تختلف في جوهرها ومبادئها في دعم الاحتلال الإسرائيلي وتبني رؤيته ومشاريعه الاستيطانية لا سيما في مدينة القدس المحتلة.
إلا أن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مؤخرًا لسدة الحكم، يفتح شهية "إسرائيل" بشكل أكبر للمضي بشكل متسارع ومتصاعد في تهويد المدينة المقدسة، التي أعلنها في فترة رئاسته الأولى عاصمة للاحتلال، وتوّج ذلك بنقل السفارة الأمريكية إليها في 6 ديسمبر 2017.
وعلى الرغم من سياسة الهدم والمصادرة والطرد التي تتبعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي لأهالي القدس، للاستيلاء على منازلهم وتفريغ المدينة من سكانها الأصليين، إلا أن هناك قرب لما قد تحمله حقبة ترامب الجديدة اتجاه مدينة القدس ومقدساتها.
"الطقوس اليهودية العلنية"..
يقول عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والباحث المتخصص في شؤون القدس محمود الشجراوي إن إدارة ترامب تدعم بالكامل السياسات الإسرائيلية فيما يتعلق بالمسجد الأقصى والقدس، مشيرًا إلى أن ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وشجع دولًا أخرى على نقل سفاراتها أيضًا.
ويصف "الشجراوي" هذه الخطوات بأنها تخدم الصهيونية الدينية واليمين الإسرائيلي المتطرف، خاصة حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو.
ويشرح الشجراوي أن التغيير في الوضع الراهن داخل المسجد الأقصى بدأ تدريجيًا منذ عام 2000، مع زيادة الاقتحامات الأسبوعية التي أصبحت تتم برعاية الشرطة الإسرائيلية.
ويضيف أن الاحتلال سمح بأداء الطقوس اليهودية بشكل علني داخل المسجد، وصولًا إلى النفخ في البوق داخل الأقصى، مما يمثل انتهاكًا صارخًا لهويته الإسلامية.
ويؤكد "الشجراوي" أن السياسات الأمريكية تدعم هذه الإجراءات عبر توفير الغطاء الدولي لدولة الاحتلال، حيث تستغل الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من أي إدانة دولية.
ويرى أن المجتمع الدولي عاجز عن مواجهة هذه السياسات بسبب تجاهل إسرائيل المستمر للقرارات الدولية.
ويضيف "الشجراوي" أن الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى تشكل أهمية كبيرة للحفاظ على هويته الإسلامية، داعيًا الأردن إلى تفعيل هذه الوصاية واستعادة الدور الكامل للأوقاف الإسلامية قبل عام 2000.
ويوضح أن الأوقاف كانت مسؤولة عن تعيين الحراس وتنظيم دخول المصلين والمقتحمين، لكنها فقدت هذه الصلاحيات نتيجة الضغوط الإسرائيلية والاتفاقيات الثنائية.
ويُردف ضيفنا، أن تهويد القدس يتمثل في مصادرة الأراضي، هدم المنازل، فرض الضرائب الباهظة على المقدسيين، ومنعهم من الحصول على تراخيص بناء، بالإضافة إلى تشجيعهم على مغادرة المدينة.
ويشدد أن هذه الممارسات تهدف إلى إفراغ القدس من سكانها الفلسطينيين وتثبيت السيطرة الإسرائيلية عليها.
"الأقصى محور المواجهات"..
يقول الكاتب والباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص، إن ترشيحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لفريق الدفاع والسياسة الخارجية توحي وكأن تيار الصهيونية الدينية في الكيان الصهيوني هو من اختارها، مشيرا إلى أن الأخطر بينها كان اختيار بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع، وهو ينتمي للمسيحية الإنجيلية ويتبنى نبوءة تأسيس الهيكل المزعوم في موقع المسجد الأقصى، متوقعاً حدوث ذلك في زماننا.
ويضيف "ابحيص" أن القدس كانت البوابة لبرنامج التصفية الذي أطلقه ترامب حين أعلنها عاصمة للكيان الصهيوني، وتوج ذلك بنقل السفارة الأمريكية إليها في 6 ديسمبر 2017.
ويشرح زياد ابحيص أن برنامج التصفية الذي أطلقه دونالد ترامب زرع بذور الحرب الحالية وأشعل سلسلة مواجهات متعددة، كان الهدف منها التصدي لهذا البرنامج.
ويشير إلى أن المسجد الأقصى كان محور هذه المواجهات منذ البداية، مستشهداً بمعركة باب الأسباط عام 2017 التي جاءت مع انطلاق ولاية ترامب الأولى.
ويضيف أن الهبّات الشعبية استمرت، بدءاً بهبة باب الرحمة عام 2019، ثم معركة سيف القدس عام 2021، التي جاءت على خلفيات متعددة أبرزها محاولة تهجير سكان حي الشيخ جراح والسيطرة على باب العمود.
ويتابع أن الاقتحامات لم تتوقف، خاصة اقتحام الأقصى في رمضان، ما أدى إلى اندلاع معركة الاعتكاف في رمضان 2023.
ويؤكد أن كل تلك المواجهات كانت مقدمة لمرحلة جديدة، تجلت في طوفان الأقصى، الذي شكل محطة مفصلية.
ويخلص إلى أن القدس كانت ولا تزال عنواناً لخمس مواجهات كبرى، نجحت في التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية خلال ولاية ترامب الأولى.
ويلفت "ابحيص" إلى أن عودة ترامب بهذه الترشيحات تعكس محاولته استكمال ما بدأه، مع اختيار فريق يدعم هذا الاتجاه.
ويضيف أن الحكومة الصهيونية بدأت تتعامل مع هذه الترشيحات كنافذة فرص، وهو ما انعكس فوراً في القدس من خلال تنفيذ عمليات هدم واسعة في حي البستان، شملت خيمته المركزية، وتهجير جزئي في حي الشيخ جراح، ومحاولة تهجير شامل لمنطقة الخان الأحمر، وهي ملفات كانت محور مواجهات خلال ولاية ترامب السابقة.
ويتابع زياد ابحيص أن نوايا ترامب وفريقه تتقاطع مع نوايا الحكومة الصهيونية في محاولة حسم مصير القدس والأقصى، سواء عبر تحويلهما إلى "أورشليم" و"الهيكل المزعوم" أو عبر فرض واقع "المقدس المشترك".
ويوضح أن ما يُفرض على الأرض يعتمد بشكل رئيسي على موازين القوى، وليس على توافق النوايا وحده، مما يجعل النتائج غير مضمونة للطرفين.
ويشير إلى أن ترامب يواجه تحديين كبيرين: الأول داخلي يتعلق بأجندة تغيير عميقة قد تثير معارضة واسعة داخل الولايات المتحدة، والثاني خارجي يتعلق بالصراع مع قوتين صاعدتين هما الصين وروسيا.
ويضيف أن تورط ترامب في حرب طويلة بغزة قد يؤدي إلى تسريع وتيرة التراجع الأمريكي على الساحة العالمية.
ويختتم "ابحيص" بالقول إن محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستزيد من أهمية القدس والأقصى كمحور للصراع، مشيراً إلى أن تلك المحاولات قد تشعل فتيل مواجهات جديدة لكنها قد تأتي بنتائج عكسية، تعزز الصمود في وجه التصفية بدلاً من تحقيقها.
القدس – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء
لم تكن سياسة الإدارات الأمريكية المتعاقبة تختلف في جوهرها ومبادئها في دعم الاحتلال الإسرائيلي وتبني رؤيته ومشاريعه الاستيطانية لا سيما في مدينة القدس المحتلة.
إلا أن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مؤخرًا لسدة الحكم، يفتح شهية "إسرائيل" بشكل أكبر للمضي بشكل متسارع ومتصاعد في تهويد المدينة المقدسة، التي أعلنها في فترة رئاسته الأولى عاصمة للاحتلال، وتوّج ذلك بنقل السفارة الأمريكية إليها في 6 ديسمبر 2017.
وعلى الرغم من سياسة الهدم والمصادرة والطرد التي تتبعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي لأهالي القدس، للاستيلاء على منازلهم وتفريغ المدينة من سكانها الأصليين، إلا أن هناك قرب لما قد تحمله حقبة ترامب الجديدة اتجاه مدينة القدس ومقدساتها.
"الطقوس اليهودية العلنية"..
يقول عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والباحث المتخصص في شؤون القدس محمود الشجراوي إن إدارة ترامب تدعم بالكامل السياسات الإسرائيلية فيما يتعلق بالمسجد الأقصى والقدس، مشيرًا إلى أن ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وشجع دولًا أخرى على نقل سفاراتها أيضًا.
ويصف "الشجراوي" هذه الخطوات بأنها تخدم الصهيونية الدينية واليمين الإسرائيلي المتطرف، خاصة حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو.
ويشرح الشجراوي أن التغيير في الوضع الراهن داخل المسجد الأقصى بدأ تدريجيًا منذ عام 2000، مع زيادة الاقتحامات الأسبوعية التي أصبحت تتم برعاية الشرطة الإسرائيلية.
ويضيف أن الاحتلال سمح بأداء الطقوس اليهودية بشكل علني داخل المسجد، وصولًا إلى النفخ في البوق داخل الأقصى، مما يمثل انتهاكًا صارخًا لهويته الإسلامية.
ويؤكد "الشجراوي" أن السياسات الأمريكية تدعم هذه الإجراءات عبر توفير الغطاء الدولي لدولة الاحتلال، حيث تستغل الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من أي إدانة دولية.
ويرى أن المجتمع الدولي عاجز عن مواجهة هذه السياسات بسبب تجاهل إسرائيل المستمر للقرارات الدولية.
ويضيف "الشجراوي" أن الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى تشكل أهمية كبيرة للحفاظ على هويته الإسلامية، داعيًا الأردن إلى تفعيل هذه الوصاية واستعادة الدور الكامل للأوقاف الإسلامية قبل عام 2000.
ويوضح أن الأوقاف كانت مسؤولة عن تعيين الحراس وتنظيم دخول المصلين والمقتحمين، لكنها فقدت هذه الصلاحيات نتيجة الضغوط الإسرائيلية والاتفاقيات الثنائية.
ويُردف ضيفنا، أن تهويد القدس يتمثل في مصادرة الأراضي، هدم المنازل، فرض الضرائب الباهظة على المقدسيين، ومنعهم من الحصول على تراخيص بناء، بالإضافة إلى تشجيعهم على مغادرة المدينة.
ويشدد أن هذه الممارسات تهدف إلى إفراغ القدس من سكانها الفلسطينيين وتثبيت السيطرة الإسرائيلية عليها.
"الأقصى محور المواجهات"..
يقول الكاتب والباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص، إن ترشيحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لفريق الدفاع والسياسة الخارجية توحي وكأن تيار الصهيونية الدينية في الكيان الصهيوني هو من اختارها، مشيرا إلى أن الأخطر بينها كان اختيار بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع، وهو ينتمي للمسيحية الإنجيلية ويتبنى نبوءة تأسيس الهيكل المزعوم في موقع المسجد الأقصى، متوقعاً حدوث ذلك في زماننا.
ويضيف "ابحيص" أن القدس كانت البوابة لبرنامج التصفية الذي أطلقه ترامب حين أعلنها عاصمة للكيان الصهيوني، وتوج ذلك بنقل السفارة الأمريكية إليها في 6 ديسمبر 2017.
ويشرح زياد ابحيص أن برنامج التصفية الذي أطلقه دونالد ترامب زرع بذور الحرب الحالية وأشعل سلسلة مواجهات متعددة، كان الهدف منها التصدي لهذا البرنامج.
ويشير إلى أن المسجد الأقصى كان محور هذه المواجهات منذ البداية، مستشهداً بمعركة باب الأسباط عام 2017 التي جاءت مع انطلاق ولاية ترامب الأولى.
ويضيف أن الهبّات الشعبية استمرت، بدءاً بهبة باب الرحمة عام 2019، ثم معركة سيف القدس عام 2021، التي جاءت على خلفيات متعددة أبرزها محاولة تهجير سكان حي الشيخ جراح والسيطرة على باب العمود.
ويتابع أن الاقتحامات لم تتوقف، خاصة اقتحام الأقصى في رمضان، ما أدى إلى اندلاع معركة الاعتكاف في رمضان 2023.
ويؤكد أن كل تلك المواجهات كانت مقدمة لمرحلة جديدة، تجلت في طوفان الأقصى، الذي شكل محطة مفصلية.
ويخلص إلى أن القدس كانت ولا تزال عنواناً لخمس مواجهات كبرى، نجحت في التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية خلال ولاية ترامب الأولى.
ويلفت "ابحيص" إلى أن عودة ترامب بهذه الترشيحات تعكس محاولته استكمال ما بدأه، مع اختيار فريق يدعم هذا الاتجاه.
ويضيف أن الحكومة الصهيونية بدأت تتعامل مع هذه الترشيحات كنافذة فرص، وهو ما انعكس فوراً في القدس من خلال تنفيذ عمليات هدم واسعة في حي البستان، شملت خيمته المركزية، وتهجير جزئي في حي الشيخ جراح، ومحاولة تهجير شامل لمنطقة الخان الأحمر، وهي ملفات كانت محور مواجهات خلال ولاية ترامب السابقة.
ويتابع زياد ابحيص أن نوايا ترامب وفريقه تتقاطع مع نوايا الحكومة الصهيونية في محاولة حسم مصير القدس والأقصى، سواء عبر تحويلهما إلى "أورشليم" و"الهيكل المزعوم" أو عبر فرض واقع "المقدس المشترك".
ويوضح أن ما يُفرض على الأرض يعتمد بشكل رئيسي على موازين القوى، وليس على توافق النوايا وحده، مما يجعل النتائج غير مضمونة للطرفين.
ويشير إلى أن ترامب يواجه تحديين كبيرين: الأول داخلي يتعلق بأجندة تغيير عميقة قد تثير معارضة واسعة داخل الولايات المتحدة، والثاني خارجي يتعلق بالصراع مع قوتين صاعدتين هما الصين وروسيا.
ويضيف أن تورط ترامب في حرب طويلة بغزة قد يؤدي إلى تسريع وتيرة التراجع الأمريكي على الساحة العالمية.
ويختتم "ابحيص" بالقول إن محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستزيد من أهمية القدس والأقصى كمحور للصراع، مشيراً إلى أن تلك المحاولات قد تشعل فتيل مواجهات جديدة لكنها قد تأتي بنتائج عكسية، تعزز الصمود في وجه التصفية بدلاً من تحقيقها.