على بعد خطوات.. جيران للأقصى يحرمهم الإبعاد من الارتماء في أحضانه

  • الخميس 07, أبريل 2022 12:34 م
  • على بعد خطوات.. جيران للأقصى يحرمهم الإبعاد من الارتماء في أحضانه
ما إن يفرغ ناصر الهدمي من صلاة الظهر، يسير نحو باحات "المسجد الأقصى" ليستمتع بسماع أصوات المقرئين الندية، التي تدخله في جو روحاني عالٍ مع نفحات شهر رمضان الفضيل حيث لا ينقطع عن التواجد فيه ليلًا، ونهارًا.
على بعد خطوات.. جيران للأقصى يحرمهم الإبعاد من الارتماء في أحضانه
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:
ما إن يفرغ ناصر الهدمي من صلاة الظهر، يسير نحو باحات "المسجد الأقصى" ليستمتع بسماع أصوات المقرئين الندية، التي تدخله في جو روحاني عالٍ مع نفحات شهر رمضان الفضيل حيث لا ينقطع عن التواجد فيه ليلًا، ونهارًا.
اعتاد أن يؤدي صلاة العصر وفي طريقه إلى بيته حيث حي الصوانة بالقرب من سور القدس التاريخي، يبتاع الهدمي الحاجيات الضرورية من خبز، ومشروبات تزين مائدته الرمضانية، مع بعض الألعاب، والحلويات التي تدخل السعادة على قلوب أطفاله مكافأة لهم على صيامهم، كل تلك الطقوس سيفقدها هذا العام بسبب إبعاده عن الأقصى.
تقييد الحركة يقول رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد الذي أبعد عن الأقصى ستة أشهر انتهت في مطلع فبراير/ شباط الماضي، وفي 25 منه مدد الاحتلال له قرار الإبعاد ستة أشهر أخرى: "بيتي يبعد عن سور القدس خمس دقائق، وعن محراب الأقصى 10 دقائق سيرًا على الأقدام، أراه من بعيد ولكن لا أستطيع الوصول إليه".
يضيف الهدمي لـ"فلسطين": "ولم يكتفوا بذلك بل تم تقييد حركتي في القسم الشرقي للقدس، ويمنع تواجدي فيها، لدي محل تجاري في وسط البلدة القديمة وممنوع من الوصول إليه، وهذا فيه تعدٍ على حريتي في الحركة، واضطراري إلى تغيير روتين حياتي حتى أستطيع خدمة أهل بيتي".
ومرافقته لزوجته وأبنائه لأداء صلاة التراويح، هي الطقس الرمضاني الأهم الذي سيفتقده الهدمي هذا العام، وسيضطرون إلى الذهاب بدونه، وسيكتفي هو بسماع أصوات الآذان، والأئمة من داخل جدران بيته حبيس حسرته.
الإفطار والعيد
وما ينكأ جراحه كل يوم، قرب بيته من موقف الباصات المحملة بفلسطيني الأراضي المحتلة عام 48م، حيث يمرون سيرًا على الأقدام متجهين نحو المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه، على حد وصفه.
وسيفتقد الأجواء الرمضانية التي تعود على فعلها يوميا، حيث كان يقصد أسواق البلدة القديمة ويبتاع المواد الغذائية لإعداد وجبة الإفطار، والخبز الطازج، والمشروبات أيضا. وللإفطار في باحات الأقصى مذاق من نوع آخر، لن يناله الهدمي هذا العام، حيث كانت زوجته تعده ويحملونه معهم إلى المسجد لتناوله في باحاته، "وبجوارنا الكثير من العائلات المقدسية التي تجعل الإفطار في الأقصى روتينًا يوميًا".
ويتابع: "بخلاف الأجواء العائلية في المسجد، اعتدت أن أقيم مع أصدقائي إفطارًا جماعيًا في أيام رمضان أيضًا، ومن ثم نصلي صلاتي العشاء والتراويح وننصرف إلى بيوتنا".
سيفتقد الهدمي أيضًا صلاة عيد الفطر التي لن يحضرها برفقة أسرته، ولن يلتقي بالأصدقاء والأقارب ليتبادل التهاني معهم أيضًا، لأنه إن فعل ذلك سيكون مصيره السجن.
هذا الحرمان الذي يعيشه الهدمي يشاركه فيه 495 فلسطينيًا، وفق بيانات وثقتها مؤسسات فلسطينية أوضحت فيها أن معظم أوامر الأبعاد عن المسجد الأقصى.