"عبرنة" أسماء الشوارع.. حرب مسعورة على هوية القدس
بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء
في إطار الإعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة على القدس والمسجد الأقصى المبارك، تعمل إسرائيل منذ منذ احتلال القسم الغربي من المدينة المقدسة عام 1948، على تهويد وأسرلة معالمها، بما فيها أسماء الشوارع التاريخية، حيث غيرتها ضمن مخططات تُعرف بـ "عبرنة الشوارع".
وتشير الاحصائيات الفلسطينية إلى أن إسرائيل غيرت نحو 22 ألف اسم من المعالم التاريخية والجغرافية في القدس منذ عام 1948.
فعملت إسرائيل على تغيير اسم المدينة من القدس الى "أورشليم"، والمسجد الأقصى إلى "هار هبيت" كما بدلت أسماء البلدات كسلوان التي تطلق عليها اسم "عير دافيد"، واستبدلت جبل المكبر بـ "أرمون هنتسيف" حتى وصل بها الأمر إلى تغيير أسماء الشوارع والأزقة.
وتشمل مخططات "عبرنة الشوارع" شوارع المناطق الشرقية من المدينة، التي تُصنف وفق القانون الدولي بأنها مناطق محتلة، وتسكنها أغلبية فلسطينية.
يؤكد الناشط المقدسي رضوان عمرو لـ "وكالة سند للأنباء" "أن الحركة الصهيونية عملت على عبرنة الأسماء وتهويدها في فلسطين حتى قبل احتلالها عام 1948، من خلال المؤتمرات والمراسلات التي كانت تقوم بها".
ويستدل على حديثه بالقول: "المرسلات ورد فيها أسماء "إيرتس يِسرائيل" بدلًا من فلسطين، كما أطلقت على القدس اسم "اورشليم"، كما ورد استخدام "هار هبيت" عن المسجد الأقصى، و"كوتل معراڤي" عن حائط البراق، وبهذا بدأت الحركة الصهيونية بتغيير المسميات الكبرى".
وعند وقوع الاحتلال عاميّ 1948 و 1967 أكملت سلطات الاحتلال ما بدأت به الحركة الصهيونية فعملت على تحويل أسماء المدن والقرى العربية، إلى أسماء توراتية.
وفي سنة 2009 قرر وزير المواصلات، آنذاك يسرائيل كاتس تغيير اسم 2000 قرية ومدينة محتلة على كامل الأراضي الفلسطينية لأسماء "عبرية" توضع على اليافطات الإرشادية الموجودة على الشوارع الرئيسية، بحيث يكتب اللفظ العبري ولكن بأحرف عربية، بحسب "عمرو".
وفي ذات الفترة أصدرت بلدية الاحتلال في القدس قرار بتغيير أسماء شوارع رئيسية في المدينة إلى أسماء لها علاقة بالمستوطنين، واستمر مشروع تهويد الأسماء العربية حتى اليوم لكنه يتخذ منحنى بطيء لتقليل ردة الفعل عليه.
ويُشير "عمرو" إلى أن أكثر بلديات الاحتلال تطرفاً في قضية "عبرنة" الأسماء هي بلدية الاحتلال في القدس، حيث يُسخر عضو مجلسها البلدي، المتطرف "أريه كينج" ميزانيات ضخمة لمصلحة البلدية لتنفيذ مخططاتها.
وأخد "كينج" على عاتقه تهويد أصغر التفاصيل في المدينة، فسعى لتغير أزقة حيّ بطن الهوى في بلدة سلوان، بعد أن عمل على تغيير أسماء الأودية والتلال في محيط البلدة القديمة.
ومن جهته يُبيّن المختص المقدسي فخري أبو دياب لـ "وكالة سند للأنباء"، أن "عبرنة" الشوارع تأتي ضمن مخطط كامل يرمي لاستهداف الذاكرة والعقلية المستقبلية للأجيال القادمة في مدينة القدس، فالأسماء العربية هي شواهد على هوية القدس العربية الإسلامية.
ويركز الاحتلال على تهويد المناطق القريبة من المسجد الأقصى المبارك، ويربطها بأسماء حاخانات يهود أو شخصيات عسكريةٍ إسرائيلية ساهمت في احتلال فلسطين، ويحاول ربط التسميات بقصص توراتية.
على سبيل المثال استبدل الاحتلال اسم شارع باب الأسباط إلى شارع "موطه"، نسبةً إلى اسم الشهرة لمردخاي غور، وهو الذي اقتحم البلدة القديمة من باب الأسباط بالدبابات، وكان ضابطًا في الجيش الإسرائيلي حنيها.
وتحول اسم طريق راس العامود إلى "معاليه هزيتيم"، كما تحول الشارع الممتد من باب الخليل إلى باب العامود (أهم شوارع القدس)، إلى "طريق المظليين"، نسبة إلى المظليين الذين شاركوا في احتلال القدس عام 1967، واقتحموا المسجد الأقصى بعد احتلال المدينة مباشرة.
كذلك أصبح اسم جبل الزيتون الذي يطل على المسجد الأقصى، "هار همشحاة"، فيما أُطلق اسم "شير همعلوت" على أحد شوارع بلدة سلوان، وهو الاسم التوراتي الذي يشير إلى الطريق إلى الهيكل المزعوم.
ويتفق "أبو دياب" مع "عمرو" على أن الاحتلال يستهداف الذاكرة الفلسطينية عبر مخططاته؛ لأن العقليات المتطرفة لا تستطيع أن تتخيل أي وجود عربي بهذه المدينة.
ووفقًا لما يورده "ضيفا سند" فإن الاحتلال يجبر المقدسيين على استخدام الأسماء العبرية في جميع التعاملات والمراسلات في المؤسسات الرسمية ويستخدمها في تجسيل العناوين الشخصية إلا أن ذلك لا يعني استسلام المقدسي للأسماء العبرية والقبول بها.
ويذكر "عمرو" قرى عمواس، دير ياسين كأمثلة على رفض المقدسي تهويد الأسماء فعلى الرغم من أن هذه القرى هدمت وهجرت وزرعت غابات فوقها إلا أن أسماءها بقيت حاضرة وتطارد الاحتلال، معتبراً بذلك أن الاحتلال فشل وسيفشل دائمًا في تمرير مخططاته الرامية لتهويد المدينة.
إلى ذلك يحذر "أبو دياب" من الأساليب التي يستخدمها الاحتلال لتغليف مشاريعه التهويدية بكونها مشاريع تطويرية لمصلحة السكان، ولكنها في الحقيقة مشاريع تهدف لمزيد من السيطرة على المدينة ومحاولات لسلخها عن إرثها الإسلامي وحضارتها العربية.
ويرى "أبو دياب" أن مواجهة مخططات "عبرنة" الشوارع ليس بالأمر السهل، مستطردًا: "لكن يجب القيام بأنشطة تراعها جهات رسمية لترسيخ المسميات الفلسطينية، وابقاءها حاضرة خاصة في المناطق الحيوية منها كشارع صلاح الدين، وشارع السلطان سليمان، كأن تكون هناك يافطات تحمل الأسماء العربية لتثبيتها.
تجدر الإشارة إلى أن القانون الدولي يمنع القوة القائمة بالاحتلال، من إحداث أي تغييراتٍ في معالم المناطق التي تحتلها أو أسمائها.
بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء
في إطار الإعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة على القدس والمسجد الأقصى المبارك، تعمل إسرائيل منذ منذ احتلال القسم الغربي من المدينة المقدسة عام 1948، على تهويد وأسرلة معالمها، بما فيها أسماء الشوارع التاريخية، حيث غيرتها ضمن مخططات تُعرف بـ "عبرنة الشوارع".
وتشير الاحصائيات الفلسطينية إلى أن إسرائيل غيرت نحو 22 ألف اسم من المعالم التاريخية والجغرافية في القدس منذ عام 1948.
فعملت إسرائيل على تغيير اسم المدينة من القدس الى "أورشليم"، والمسجد الأقصى إلى "هار هبيت" كما بدلت أسماء البلدات كسلوان التي تطلق عليها اسم "عير دافيد"، واستبدلت جبل المكبر بـ "أرمون هنتسيف" حتى وصل بها الأمر إلى تغيير أسماء الشوارع والأزقة.
وتشمل مخططات "عبرنة الشوارع" شوارع المناطق الشرقية من المدينة، التي تُصنف وفق القانون الدولي بأنها مناطق محتلة، وتسكنها أغلبية فلسطينية.
يؤكد الناشط المقدسي رضوان عمرو لـ "وكالة سند للأنباء" "أن الحركة الصهيونية عملت على عبرنة الأسماء وتهويدها في فلسطين حتى قبل احتلالها عام 1948، من خلال المؤتمرات والمراسلات التي كانت تقوم بها".
ويستدل على حديثه بالقول: "المرسلات ورد فيها أسماء "إيرتس يِسرائيل" بدلًا من فلسطين، كما أطلقت على القدس اسم "اورشليم"، كما ورد استخدام "هار هبيت" عن المسجد الأقصى، و"كوتل معراڤي" عن حائط البراق، وبهذا بدأت الحركة الصهيونية بتغيير المسميات الكبرى".
وعند وقوع الاحتلال عاميّ 1948 و 1967 أكملت سلطات الاحتلال ما بدأت به الحركة الصهيونية فعملت على تحويل أسماء المدن والقرى العربية، إلى أسماء توراتية.
وفي سنة 2009 قرر وزير المواصلات، آنذاك يسرائيل كاتس تغيير اسم 2000 قرية ومدينة محتلة على كامل الأراضي الفلسطينية لأسماء "عبرية" توضع على اليافطات الإرشادية الموجودة على الشوارع الرئيسية، بحيث يكتب اللفظ العبري ولكن بأحرف عربية، بحسب "عمرو".
وفي ذات الفترة أصدرت بلدية الاحتلال في القدس قرار بتغيير أسماء شوارع رئيسية في المدينة إلى أسماء لها علاقة بالمستوطنين، واستمر مشروع تهويد الأسماء العربية حتى اليوم لكنه يتخذ منحنى بطيء لتقليل ردة الفعل عليه.
ويُشير "عمرو" إلى أن أكثر بلديات الاحتلال تطرفاً في قضية "عبرنة" الأسماء هي بلدية الاحتلال في القدس، حيث يُسخر عضو مجلسها البلدي، المتطرف "أريه كينج" ميزانيات ضخمة لمصلحة البلدية لتنفيذ مخططاتها.
وأخد "كينج" على عاتقه تهويد أصغر التفاصيل في المدينة، فسعى لتغير أزقة حيّ بطن الهوى في بلدة سلوان، بعد أن عمل على تغيير أسماء الأودية والتلال في محيط البلدة القديمة.
ومن جهته يُبيّن المختص المقدسي فخري أبو دياب لـ "وكالة سند للأنباء"، أن "عبرنة" الشوارع تأتي ضمن مخطط كامل يرمي لاستهداف الذاكرة والعقلية المستقبلية للأجيال القادمة في مدينة القدس، فالأسماء العربية هي شواهد على هوية القدس العربية الإسلامية.
ويركز الاحتلال على تهويد المناطق القريبة من المسجد الأقصى المبارك، ويربطها بأسماء حاخانات يهود أو شخصيات عسكريةٍ إسرائيلية ساهمت في احتلال فلسطين، ويحاول ربط التسميات بقصص توراتية.
على سبيل المثال استبدل الاحتلال اسم شارع باب الأسباط إلى شارع "موطه"، نسبةً إلى اسم الشهرة لمردخاي غور، وهو الذي اقتحم البلدة القديمة من باب الأسباط بالدبابات، وكان ضابطًا في الجيش الإسرائيلي حنيها.
وتحول اسم طريق راس العامود إلى "معاليه هزيتيم"، كما تحول الشارع الممتد من باب الخليل إلى باب العامود (أهم شوارع القدس)، إلى "طريق المظليين"، نسبة إلى المظليين الذين شاركوا في احتلال القدس عام 1967، واقتحموا المسجد الأقصى بعد احتلال المدينة مباشرة.
كذلك أصبح اسم جبل الزيتون الذي يطل على المسجد الأقصى، "هار همشحاة"، فيما أُطلق اسم "شير همعلوت" على أحد شوارع بلدة سلوان، وهو الاسم التوراتي الذي يشير إلى الطريق إلى الهيكل المزعوم.
ويتفق "أبو دياب" مع "عمرو" على أن الاحتلال يستهداف الذاكرة الفلسطينية عبر مخططاته؛ لأن العقليات المتطرفة لا تستطيع أن تتخيل أي وجود عربي بهذه المدينة.
ووفقًا لما يورده "ضيفا سند" فإن الاحتلال يجبر المقدسيين على استخدام الأسماء العبرية في جميع التعاملات والمراسلات في المؤسسات الرسمية ويستخدمها في تجسيل العناوين الشخصية إلا أن ذلك لا يعني استسلام المقدسي للأسماء العبرية والقبول بها.
ويذكر "عمرو" قرى عمواس، دير ياسين كأمثلة على رفض المقدسي تهويد الأسماء فعلى الرغم من أن هذه القرى هدمت وهجرت وزرعت غابات فوقها إلا أن أسماءها بقيت حاضرة وتطارد الاحتلال، معتبراً بذلك أن الاحتلال فشل وسيفشل دائمًا في تمرير مخططاته الرامية لتهويد المدينة.
إلى ذلك يحذر "أبو دياب" من الأساليب التي يستخدمها الاحتلال لتغليف مشاريعه التهويدية بكونها مشاريع تطويرية لمصلحة السكان، ولكنها في الحقيقة مشاريع تهدف لمزيد من السيطرة على المدينة ومحاولات لسلخها عن إرثها الإسلامي وحضارتها العربية.
ويرى "أبو دياب" أن مواجهة مخططات "عبرنة" الشوارع ليس بالأمر السهل، مستطردًا: "لكن يجب القيام بأنشطة تراعها جهات رسمية لترسيخ المسميات الفلسطينية، وابقاءها حاضرة خاصة في المناطق الحيوية منها كشارع صلاح الدين، وشارع السلطان سليمان، كأن تكون هناك يافطات تحمل الأسماء العربية لتثبيتها.
تجدر الإشارة إلى أن القانون الدولي يمنع القوة القائمة بالاحتلال، من إحداث أي تغييراتٍ في معالم المناطق التي تحتلها أو أسمائها.