من أكثر القطاعات المستهدفة بالتهويد.. كل ما تحتاج معرفته عن واقع التعليم في القدس
أسيل الجندي
القدس المحتلة – الجزيرة نت
تكفل المادة 50 من اتفاقية جنيف الرابعة والمادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق الشعوب تحت الاحتلال في الحصول على التعليم الذي يتماشى مع معتقداتهم وحماية ثقافتهم وتراثهم من التغيير أو التشويه.
لكن الأمر لا يبدو كذلك في مدينة القدس، إذ لم تتوقف محاولات استهداف التعليم منذ احتلال المدينة عام 1967 عبر إجراءات مختلفة، منها: العمل على تغيير المناهج التعليمية، والحد من بناء المدارس، وإغراء طلبة المرحلة الثانوية باستيعابهم في سوق العمل لتشجيعهم على التسرب من المدارس.
ومما يزيد الأمور تعقيدا في القطاع التعليمي بالقدس أن المدارس لا تتبع لمرجعية إدارية واحدة بل لمرجعيتين فلسطينية وإسرائيلية، وبالتالي تتعدد المظلات التي تندرج تحتها المدارس وكذلك المناهج التعليمية.
ما المظلات التعليمية في القدس وما المناهج التي تُدرس في كل منها؟
المدارس الخاصة: تتبع من الناحية الإدارية للكنائس والجمعيات الخيرية والأفراد، وتُدرس المنهاج الفلسطيني الأصيل.
مدارس الأوقاف: تتبع للسلطة الفلسطينية إداريا وتعمل تحت مظلة الأوقاف الأردنية، ويُدرس المنهاج الفلسطيني الأصيل في 52 مدرسة تتبع لهذه المظلة داخل الجدار العازل وخارجه.
مدارس الوكالة: تتبع 6 مدارس في القدس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، ويدرس فيها نحو 1800 طالب المنهاج الفلسطيني الأصيل.
مدارس البلدية: وهي مدارس المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، وتتبع إداريا لوزارة المعارف الإسرائيلية، ويدرس الطلبة في بعضها المنهاج الفلسطيني المُحرف، فيما تختص أخرى بتعليم المنهاج الإسرائيلي من الصف الأول حتى الـ12.
مدارس المقاولات: يديرها أفراد بالنيابة عن إدارة المعارف الإسرائيلية، وتفتح أبوابها للطلبة بعد تعاقد بين الأفراد ووزارة المعارف لفتح مدارس في مستويات بيئية مدرسية متدنية لسد العجز في الغرف الصفية.
ويدرس بعض طلبة هذه المدارس المنهاج الفلسطيني الأصيل وبعضها الآخر -وبالتحديد في المدارس التي يطلق عليها اسم "سخنين"- يدرس الطلبة المنهاج الإسرائيلي.
ما عدد الطلبة الفلسطينيين في مدارس القدس؟
يبلغ عدد الطلبة في كل من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية نحو 98428 طالبا وطالبة وفقا لبيانات مؤسسة فيصل الحسيني التي نشرتها مطلع شهر يوليو/تموز الجاري.
ويتوجه قرابة 45500 طالب وطالبة منهم إلى 146 مدرسة تتبع لمظلة التعليم الفلسطينية (الأوقاف، المدارس الخاصة، مدارس الوكالة)، فيما يتوجه البقية إلى المدارس التابعة لإدارة وزارة المعارف الإسرائيلية.
متى بدأت الهجمة الإسرائيلية على المناهج المدرسية في القدس وكيف تطورت؟
استولى الاحتلال على المباني المدرسية العامة بمجرد احتلال المدينة عام 1967 ثم استهل محاولاته لتغيير المنهاج الأردني المعتمد في مدارس القدس حينها.
وفي عام 1971، قرر الاحتلال فرض المنهاج الإسرائيلي في المدارس التي سيطر عليها، فاحتج المعلمون والمديرون وأضربوا عن العمل فتوقف التعليم في أبنية المدارس العامة واستؤنف في مبان سكنية، وتمسكت المدارس الخاصة العريقة في القدس بالمنهاج الأردني، مما اضطر الاحتلال إلى التراجع عن قراره وعاد تعليم المنهاج الأردني في حينه.
ومع ولادة المنهاج الفلسطيني عام 2000 بدأت المدارس الواقعة شرقي القدس بتعليمه، حتى تلك التابعة لبلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية، لكن ذلك لم يدم طويلا بعد إقدام سلطة التعليم الإسرائيلية عام 2011 على إعادة طباعة الكتب المدرسية بعد إخضاعها للحذف والتشويه.
ويُحذف من الكتب شعار السلطة الفلسطينية والعَلم الفلسطيني وكافة الدروس التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والتمسك بالأرض وحق العودة والأسرى، والمستعمرات وهجرة المستوطنين لفلسطين والحواجز العسكرية والانتفاضة والقرى المهجرة واعتبار الصهيونية حركة سياسية عنصرية.
ولم تتوقف الهجمة عند هذا الحد بل ازدادت حدتها مع الإعلان عن تنفيذ الخطة الخمسية في مدينة القدس، والتي تمتد على مدار 5 أعوام من أكتوبر/تشرين الأول 2018 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ما الخطة الخمسية وما أثرها على قطاع التعليم في القدس؟
هي خطة حكومية إسرائيلية أُعلن عنها منتصف عام 2018 وحملت عنوان "الخطة الخمسية: تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية والتطوير الاقتصادي لشرقي القدس، 2018-2023″، بميزانية تُقدر بـ2.3 مليار شيكل نحو (657 مليون دولار أميركي).
حددّت الخطة 6 قطاعات ستعمل فيها هي: التعليم والتعليم العالي، الاقتصاد والتجارة، التشغيل والرفاه، المواصلات، تحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للسكان، وتخطيط وتسجيل الأراضي.
وتهدف الخطة لربط الفلسطينيين في القدس بالمنظومة الإسرائيلية بمختلف مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية والقانونية. وخصصت لقطاع التعليم والتعليم العالي الحصة الكبرى من ميزانية الخطة بواقع 445 مليون شيكل نحو (127 مليون دولار أميركي).
من بين هذا المبلغ فإن حوالي 200 مليون مخصصة لتشجيع الانخراط في التعليم الإسرائيلي عبر زيادة عدد الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في شرقي القدس.
وتظهر الأرقام التالية -التي عرضتها وزارة المعارف الإسرائيلية خلال جلسة لجنة التربية والثقافة والرياضة في الكنيست أواخر العام المنصرم- ارتفاعا في نسبة الطلبة المقدسيين الملتحقين بالمدارس التي تطبق المنهاج الإسرائيلي.
خلال العام الدراسي 2020-2021، بلغت نسبة الطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في المدارس التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال 15% من مجمل عدد الطلبة من الصف الأول حتى الـ12، بينما كانت نسبتهم 8% في العام الدراسي 2017-2018 الذي سبق تفعيل الخطة الخمسية.
وكانت نسبة الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في الصف الأول في العام الدراسي 2017-2018 ما يقارب 9%، وارتفعت إلى 16.5% في العام الدراسي 2020-2021.
وتشير هذه النسبة إلى الطلبة الذين بدؤوا مسيرتهم التعليمية منذ الصف الأول ضمن مسار المنهاج الإسرائيلي، وسيكملون كل سنوات تعليمهم حتى التخرج من المدرسة ضمن هذا المسار.
وقد كانت نسبة الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في الصف الـ12 في العام الدراسي 2017-2018 ما يقارب 15%، وارتفعت في العام الدراسي 2020-2021، إلى 24% من مجمل عدد الطلبة في الصف ذاته.
وفي السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة الإسرائيلية (البجروت)، إذ كان طلاب شرقي القدس الذين حصلوا عليها عام 2017-2018 يمثلون نسبة 19% فقط، وارتفعت في العام الدراسي 2020-2021 إلى 40%، وفق معطيات وزارة المعارف الإسرائيلية.
ما الهدف الرئيس لحكومة الاحتلال في ما يتعلق بالتعليم في القدس؟
تسعى وزارة المعارف الإسرائيلية لأن تكون المرجعية الرئيسية للنظام التعليمي في القدس، وإحدى آليات تحقيق ذلك هي زيادة عدد الغرف الصفية في المدارس الحالية وبناء مدارس جديدة لاستقطاب مزيد من الطلبة.
وفي هذا الإطار افتتحت حكومة الاحتلال 32 مدرسة جديدة تابعة لها بين عامي 2014 و2020 في شرقي القدس، وفقا لبيانات بلدية الاحتلال.
المسؤول عن تطبيق الخطة الخمسية في مجال التعليم بشرقي القدس تسيون ريجيف قال خلال مشاركته في ندوة نظمها "معهد القدس لأبحاث السياسات" الإسرائيلي إن هناك عملية انتقال واسعة من المدارس الخاصة -التي تتلقى تمويلا من وزارة المعارف ولكنها لا تتبع لها مباشرة- نحو المدارس الرسمية التابعة مباشرة للوزارة.
وتقدر نسبة الانتقال هذه بنحو 60%، أي أن نحو 60%من الطلبة الذين يلتحقون بهذه المدارس حديثة البناء يأتون من المدارس الخاصة، وهذا يتقاطع مع هدف الاحتلال في تحول مدارسه إلى صاحبة الحصة الكبرى من حيث عدد الطلاب.
ومن الأساليب التي اعتمدتها وزارة المعارف الإسرائيلية في السنوات الأخيرة لجذب مزيد من الطلبة المقدسيين هو التوجه نحو بناء مدارس تخصصية تختص بتعليم اللغات والموسيقى والفنون، وأخرى تختص بالتعليم التكنولوجي.
ورغم أن نسبة الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس ما زالت أقل من 20% من مجمل عدد الطلبة، فإن الارتفاع بالأعداد متسارع وملحوظ في ظل ضخ ميزانيات ضخمة لهذا القطاع.
كيف تواجه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية خطط أسرلة التعليم في القدس؟
تقول مديرة وحدة شؤون القدس في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ديما السمّان إن الوزارة تعمل على الصعيدين الإعلامي والاجتماعي مع أولياء أمور الطلبة المقدسيين لتوعيتهم بخطورة التحاق أبنائهم بالمدارس التي تطبق المنهاج الإسرائيلي، وتبعات ذلك على هويتهم الوطنية ومستقبلهم ووعيهم.
وتضيف السمّان للجزيرة نت، أن التناقضات التي يعيشها الطلبة في المدارس التابعة للاحتلال خطيرة جدا، فعلى سبيل المثال يعرف هؤلاء منذ نعومة أظفارهم أن القدس هي عاصمة فلسطين، لكنهم يضطرون لكتابة اسم المدينة ذاتها في خانة الإجابة عن سؤال ما عاصمة إسرائيل؟ لأن الطالب لن يحصل على العلامة في حال أجاب غير ذلك.
ورغم إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق مكتب مديرية التربية والتعليم الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس أواخر عام 2019، فإن الوزارة مصممة على القيام بمهامها مع المدارس التي تتبع لمظلتها والتي يبلغ عددها 52 مدرسة، وفقا للسمّان.
وقد أكدت السمان أن النقص في عدد الغرف الصفية بمدارس القدس بلغ حتى الآن 1500 غرفة، وهو ما يهدد بانتقال مزيد من الطلبة إلى المدارس التي تفتتحها وزارة المعارف الإسرائيلية مع تعثر الحصول على تراخيص لبناء مدارس فلسطينية في العاصمة المحتلة.
أسيل الجندي
القدس المحتلة – الجزيرة نت
تكفل المادة 50 من اتفاقية جنيف الرابعة والمادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق الشعوب تحت الاحتلال في الحصول على التعليم الذي يتماشى مع معتقداتهم وحماية ثقافتهم وتراثهم من التغيير أو التشويه.
لكن الأمر لا يبدو كذلك في مدينة القدس، إذ لم تتوقف محاولات استهداف التعليم منذ احتلال المدينة عام 1967 عبر إجراءات مختلفة، منها: العمل على تغيير المناهج التعليمية، والحد من بناء المدارس، وإغراء طلبة المرحلة الثانوية باستيعابهم في سوق العمل لتشجيعهم على التسرب من المدارس.
ومما يزيد الأمور تعقيدا في القطاع التعليمي بالقدس أن المدارس لا تتبع لمرجعية إدارية واحدة بل لمرجعيتين فلسطينية وإسرائيلية، وبالتالي تتعدد المظلات التي تندرج تحتها المدارس وكذلك المناهج التعليمية.
ما المظلات التعليمية في القدس وما المناهج التي تُدرس في كل منها؟
المدارس الخاصة: تتبع من الناحية الإدارية للكنائس والجمعيات الخيرية والأفراد، وتُدرس المنهاج الفلسطيني الأصيل.
مدارس الأوقاف: تتبع للسلطة الفلسطينية إداريا وتعمل تحت مظلة الأوقاف الأردنية، ويُدرس المنهاج الفلسطيني الأصيل في 52 مدرسة تتبع لهذه المظلة داخل الجدار العازل وخارجه.
مدارس الوكالة: تتبع 6 مدارس في القدس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، ويدرس فيها نحو 1800 طالب المنهاج الفلسطيني الأصيل.
مدارس البلدية: وهي مدارس المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، وتتبع إداريا لوزارة المعارف الإسرائيلية، ويدرس الطلبة في بعضها المنهاج الفلسطيني المُحرف، فيما تختص أخرى بتعليم المنهاج الإسرائيلي من الصف الأول حتى الـ12.
مدارس المقاولات: يديرها أفراد بالنيابة عن إدارة المعارف الإسرائيلية، وتفتح أبوابها للطلبة بعد تعاقد بين الأفراد ووزارة المعارف لفتح مدارس في مستويات بيئية مدرسية متدنية لسد العجز في الغرف الصفية.
ويدرس بعض طلبة هذه المدارس المنهاج الفلسطيني الأصيل وبعضها الآخر -وبالتحديد في المدارس التي يطلق عليها اسم "سخنين"- يدرس الطلبة المنهاج الإسرائيلي.
ما عدد الطلبة الفلسطينيين في مدارس القدس؟
يبلغ عدد الطلبة في كل من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية نحو 98428 طالبا وطالبة وفقا لبيانات مؤسسة فيصل الحسيني التي نشرتها مطلع شهر يوليو/تموز الجاري.
ويتوجه قرابة 45500 طالب وطالبة منهم إلى 146 مدرسة تتبع لمظلة التعليم الفلسطينية (الأوقاف، المدارس الخاصة، مدارس الوكالة)، فيما يتوجه البقية إلى المدارس التابعة لإدارة وزارة المعارف الإسرائيلية.
متى بدأت الهجمة الإسرائيلية على المناهج المدرسية في القدس وكيف تطورت؟
استولى الاحتلال على المباني المدرسية العامة بمجرد احتلال المدينة عام 1967 ثم استهل محاولاته لتغيير المنهاج الأردني المعتمد في مدارس القدس حينها.
وفي عام 1971، قرر الاحتلال فرض المنهاج الإسرائيلي في المدارس التي سيطر عليها، فاحتج المعلمون والمديرون وأضربوا عن العمل فتوقف التعليم في أبنية المدارس العامة واستؤنف في مبان سكنية، وتمسكت المدارس الخاصة العريقة في القدس بالمنهاج الأردني، مما اضطر الاحتلال إلى التراجع عن قراره وعاد تعليم المنهاج الأردني في حينه.
ومع ولادة المنهاج الفلسطيني عام 2000 بدأت المدارس الواقعة شرقي القدس بتعليمه، حتى تلك التابعة لبلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية، لكن ذلك لم يدم طويلا بعد إقدام سلطة التعليم الإسرائيلية عام 2011 على إعادة طباعة الكتب المدرسية بعد إخضاعها للحذف والتشويه.
ويُحذف من الكتب شعار السلطة الفلسطينية والعَلم الفلسطيني وكافة الدروس التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والتمسك بالأرض وحق العودة والأسرى، والمستعمرات وهجرة المستوطنين لفلسطين والحواجز العسكرية والانتفاضة والقرى المهجرة واعتبار الصهيونية حركة سياسية عنصرية.
ولم تتوقف الهجمة عند هذا الحد بل ازدادت حدتها مع الإعلان عن تنفيذ الخطة الخمسية في مدينة القدس، والتي تمتد على مدار 5 أعوام من أكتوبر/تشرين الأول 2018 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ما الخطة الخمسية وما أثرها على قطاع التعليم في القدس؟
هي خطة حكومية إسرائيلية أُعلن عنها منتصف عام 2018 وحملت عنوان "الخطة الخمسية: تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية والتطوير الاقتصادي لشرقي القدس، 2018-2023″، بميزانية تُقدر بـ2.3 مليار شيكل نحو (657 مليون دولار أميركي).
حددّت الخطة 6 قطاعات ستعمل فيها هي: التعليم والتعليم العالي، الاقتصاد والتجارة، التشغيل والرفاه، المواصلات، تحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للسكان، وتخطيط وتسجيل الأراضي.
وتهدف الخطة لربط الفلسطينيين في القدس بالمنظومة الإسرائيلية بمختلف مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية والقانونية. وخصصت لقطاع التعليم والتعليم العالي الحصة الكبرى من ميزانية الخطة بواقع 445 مليون شيكل نحو (127 مليون دولار أميركي).
من بين هذا المبلغ فإن حوالي 200 مليون مخصصة لتشجيع الانخراط في التعليم الإسرائيلي عبر زيادة عدد الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في شرقي القدس.
وتظهر الأرقام التالية -التي عرضتها وزارة المعارف الإسرائيلية خلال جلسة لجنة التربية والثقافة والرياضة في الكنيست أواخر العام المنصرم- ارتفاعا في نسبة الطلبة المقدسيين الملتحقين بالمدارس التي تطبق المنهاج الإسرائيلي.
خلال العام الدراسي 2020-2021، بلغت نسبة الطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في المدارس التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال 15% من مجمل عدد الطلبة من الصف الأول حتى الـ12، بينما كانت نسبتهم 8% في العام الدراسي 2017-2018 الذي سبق تفعيل الخطة الخمسية.
وكانت نسبة الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في الصف الأول في العام الدراسي 2017-2018 ما يقارب 9%، وارتفعت إلى 16.5% في العام الدراسي 2020-2021.
وتشير هذه النسبة إلى الطلبة الذين بدؤوا مسيرتهم التعليمية منذ الصف الأول ضمن مسار المنهاج الإسرائيلي، وسيكملون كل سنوات تعليمهم حتى التخرج من المدرسة ضمن هذا المسار.
وقد كانت نسبة الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في الصف الـ12 في العام الدراسي 2017-2018 ما يقارب 15%، وارتفعت في العام الدراسي 2020-2021، إلى 24% من مجمل عدد الطلبة في الصف ذاته.
وفي السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة الإسرائيلية (البجروت)، إذ كان طلاب شرقي القدس الذين حصلوا عليها عام 2017-2018 يمثلون نسبة 19% فقط، وارتفعت في العام الدراسي 2020-2021 إلى 40%، وفق معطيات وزارة المعارف الإسرائيلية.
ما الهدف الرئيس لحكومة الاحتلال في ما يتعلق بالتعليم في القدس؟
تسعى وزارة المعارف الإسرائيلية لأن تكون المرجعية الرئيسية للنظام التعليمي في القدس، وإحدى آليات تحقيق ذلك هي زيادة عدد الغرف الصفية في المدارس الحالية وبناء مدارس جديدة لاستقطاب مزيد من الطلبة.
وفي هذا الإطار افتتحت حكومة الاحتلال 32 مدرسة جديدة تابعة لها بين عامي 2014 و2020 في شرقي القدس، وفقا لبيانات بلدية الاحتلال.
المسؤول عن تطبيق الخطة الخمسية في مجال التعليم بشرقي القدس تسيون ريجيف قال خلال مشاركته في ندوة نظمها "معهد القدس لأبحاث السياسات" الإسرائيلي إن هناك عملية انتقال واسعة من المدارس الخاصة -التي تتلقى تمويلا من وزارة المعارف ولكنها لا تتبع لها مباشرة- نحو المدارس الرسمية التابعة مباشرة للوزارة.
وتقدر نسبة الانتقال هذه بنحو 60%، أي أن نحو 60%من الطلبة الذين يلتحقون بهذه المدارس حديثة البناء يأتون من المدارس الخاصة، وهذا يتقاطع مع هدف الاحتلال في تحول مدارسه إلى صاحبة الحصة الكبرى من حيث عدد الطلاب.
ومن الأساليب التي اعتمدتها وزارة المعارف الإسرائيلية في السنوات الأخيرة لجذب مزيد من الطلبة المقدسيين هو التوجه نحو بناء مدارس تخصصية تختص بتعليم اللغات والموسيقى والفنون، وأخرى تختص بالتعليم التكنولوجي.
ورغم أن نسبة الطلبة الذين يدرسون المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس ما زالت أقل من 20% من مجمل عدد الطلبة، فإن الارتفاع بالأعداد متسارع وملحوظ في ظل ضخ ميزانيات ضخمة لهذا القطاع.
كيف تواجه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية خطط أسرلة التعليم في القدس؟
تقول مديرة وحدة شؤون القدس في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ديما السمّان إن الوزارة تعمل على الصعيدين الإعلامي والاجتماعي مع أولياء أمور الطلبة المقدسيين لتوعيتهم بخطورة التحاق أبنائهم بالمدارس التي تطبق المنهاج الإسرائيلي، وتبعات ذلك على هويتهم الوطنية ومستقبلهم ووعيهم.
وتضيف السمّان للجزيرة نت، أن التناقضات التي يعيشها الطلبة في المدارس التابعة للاحتلال خطيرة جدا، فعلى سبيل المثال يعرف هؤلاء منذ نعومة أظفارهم أن القدس هي عاصمة فلسطين، لكنهم يضطرون لكتابة اسم المدينة ذاتها في خانة الإجابة عن سؤال ما عاصمة إسرائيل؟ لأن الطالب لن يحصل على العلامة في حال أجاب غير ذلك.
ورغم إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق مكتب مديرية التربية والتعليم الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس أواخر عام 2019، فإن الوزارة مصممة على القيام بمهامها مع المدارس التي تتبع لمظلتها والتي يبلغ عددها 52 مدرسة، وفقا للسمّان.
وقد أكدت السمان أن النقص في عدد الغرف الصفية بمدارس القدس بلغ حتى الآن 1500 غرفة، وهو ما يهدد بانتقال مزيد من الطلبة إلى المدارس التي تفتتحها وزارة المعارف الإسرائيلية مع تعثر الحصول على تراخيص لبناء مدارس فلسطينية في العاصمة المحتلة.