مشاركة المقدسيين بانتخابات بلدية الاحتلال.. المخاطر وآليات المواجهة
القدس المحتلة - خــــاص صفا
ظهرت مؤخرًا، أصوات وأحاديث عن مبادرات إسرائيلية مع شخصيات فلسطينية في مدينة القدس المحتلة تُطالب المقدسيين بالمشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال، المقرر إجراؤها بعد بضعة أشهر، الأمر الذي اعتبره مختصون بأنه يشكل خرقًا للإجماع الوطني، ويُشرعن جرائم الاحتلال ووجوده في المدينة.
وحذر مقدسيون ونشطاء من خطورة المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال، مطالبين الجميع بمقاطعتها وعدم المشاركة في اختيار من يُمعن أكثر في محو الهوية العربية الفلسطينية للقدس.
ومنذ احتلال القدس عام 1967، والمقدسيون يرفضون المشاركة في هذه الانتخابات، رُغم أنهم يشكلون ما نسبته 40٪ من سكانها، مؤكدين أن "التصويت سيشكل اعترافًا بالسيطرة الإسرائيلية على القدس".
محو الهوية
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي يرى في مشاركة المقدسيين بانتخابات بلدية الاحتلال خطورة كبيرة، كونها ستؤدي بالدرجة الأولى، إلى فقدانهم الهوية الوطنية الفلسطينية في المدينة المقدسة.
ويوضح الهدمي في حديثه لوكالة "صفا" أن المقدسيين طيلة سنوات الاحتلال حافظوا على الواقع القانوني في المدينة، والذي كفله القانون الدولي، ويعتبرهم شعب يعيش تحت الاحتلال ومن حقه مقاومته، وليس تهجيرهم أو جلب أي شعب آخر للعيش مكانهم.
و"هذا ما مكن أهل القدس من الحفاظ على هويتها الوطنية وطابعها الحضري، وخاصة أن الاحتلال سعى وما يزال لطمس الهوية ومحوها، وجعلهم ينخرطون في المجتمع الإسرائيلي حتى يصبحوا أقلية هامشية في الصورة الحضرية". وفق الهدمي.
ويبين أن عدم مشاركة المقدسيين في انتخابات بلدية الاحتلال يُعتبر من أهم العناصر الأساسية التي ساهمت في الحفاظ على الهوية الوطنية.
ويشير الهدمي إلى أن "سلطات الاحتلال تعرض على أهل القدس منحهم الجنسية الإسرائيلية وفق سياسة معينة، وتُطالبهم في رسم سياسات بلديتها، لكن هناك إجماع وطني مقدسي على رفض المشاركة في هذه الانتخابات رغم ظهور بعض الأصوات المطالبة بالمشاركة".
وبنظر الناشط المقدسي، فإن" اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل أعطاها هامش أوسع من المناورة والتعدي على القانون الدولي وتخطيه".
ويقول الهدمي "في كل عام يتم طرح فكرة مشاركة المقدسيين بانتخابات البلدية، بهدف إفقادهم هويتهم، وصفة أنهم يعيشون تحت الاحتلال، ولكي يثبت الاحتلال أمام العالم بأنهم أصبحوا جزءًا من المنظومة الاجتماعية والسياسية والخدماتية له في المدينة المقدسة".
في المقابل، فإن" الاحتلال غير معني بخدمة هؤلاء المقدسيين، وفي رسم مستقبل المدينة وسياسات الدولة، بل يريد التخلص منهم، باعتبار أنهم يُشكلون عقبة رئيسة أمام تنفيذ مخططاته".
بغاية الخطورة
ويحذر الهدمي من مشاركة المقدسيين في الانتخابات، قائلًا: "في حال حدث ذلك، فإنهم سيصبحون شاهدي زور على جرائم الاحتلال، سيساهمون في تبريرها وشرعنتها بحق السكان، وهذا أمر في غاية الخطورة، يجب التحرك لمواجهته".
وحول كيفية مواجهة عملية المشاركة بالانتخابات، يؤكد الناشط المقدسي أن هذا الأمر مهم، يتطلب توعية القيادات الشعبية والوطنية في القدس للسكان، وقيام وسائل الإعلام بدورها في هذه التوعية عبر بث برامج توعوية تُبين مخاطر المشاركة فيها، والآثار المترتبة عليها.
ويضيف "يجب على الحراكات والمجموعات الشبابية في المدينة أن تقوم أيضًا بدورها في التوعية وتحذير الأهالي من خطورة المشاركة وحثهم على المقاطعة".
موقف وطني
أما الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات فيرى أن" بعض الشخصيات بالقدس والداخل المحتل، وأعضاء كنيست، وبعض القيادات النافذة في السلطة الفلسطينية أثارت موضوع المشاركة بالانتخابات، وهذا مشروع موجه من قبل أطراف إقليمية عربية لتطبيع العلاقة ما بين المقدسيين والاحتلال".
ويؤكد لوكالة "صفا" أن الموقف الوطني يتمثل في رفض المشاركة بشكل قاطع بهذه الانتخابات، وتغليب المطلب الاجتماعي والمدني والاقتصادي على السياسي، لأن "القدس وفق القانون الدولي محتلة، وبالتالي فإن المشاركة تعني الاعتراف بضم المدينة وبشرعية سيادة الاحتلال عليها".
ويضيف عبيدات أن المشاركة تُعني أيضًا تساوق مع القرار الأمريكي بالاعتراف بـ"القدس عاصمة موحدة للاحتلال"، ونقل السفارة الأمريكية إليها، محذرًا من خطورة المشاركة في الانتخابات.
ويتابع "يجب أن يكون هناك موقف واضح من القوى والفصائل ومنظمة التحرير حيال ذلك، ودعوة المقدسيين لعدم المشاركة بالانتخابات، وأيضًا تنظيم أنشطة وفعاليات للتصدي والتحذير من مخاطر الترويج لمثل هذه التوجهات، والتأثير على وعي المقدسيين".
بدورها، أكدت الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس أن التعاطي مع أية قوائم بدأت جهات تتعاون مع بلدية الاحتلال في إعدادها، يعتبر خرقًا للموقف المبدئي الفلسطيني التاريخي الثابت المقاطع لهذه الانتخابات، كتعبير مكثف عن عدم الاعتراف بشرعية وجود الاحتلال في القدس.
وقالت "في ضوء صدور أصوات منتفعة بالدعوة لمشاركة المقدسيين في انتخابات البلدية لضمان تقديم خدماتها، فإنه بات لزامًا علينا التحذير الجدي من الانجرار خلف هذه الدعوات التي تشرع التهويد والاستيطان، وتعطي المبررات المسبقة للحصار المفروض على المقدسيين، وتُشرعن عمليات السطو على التراث والتاريخ العربي والإسلامي في المدينة ومقدساتها".
وأوضحت أن بلدية الاحتلال التي تدعو تلك الأصوات للمشاركة في انتخاباتها هي ذات المؤسسة التي ترصد مليارات الشواقل لإقامة المستوطنات وتوسيع القائم منها، وهي التي تغير معالم أسوار القدس العتيقة وباب العامود وتدعم الجمعيات الاستيطانية في السيطرة على الأملاك والعقارات الفلسطينية ومنها الوقفية والدينية.
القدس المحتلة - خــــاص صفا
ظهرت مؤخرًا، أصوات وأحاديث عن مبادرات إسرائيلية مع شخصيات فلسطينية في مدينة القدس المحتلة تُطالب المقدسيين بالمشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال، المقرر إجراؤها بعد بضعة أشهر، الأمر الذي اعتبره مختصون بأنه يشكل خرقًا للإجماع الوطني، ويُشرعن جرائم الاحتلال ووجوده في المدينة.
وحذر مقدسيون ونشطاء من خطورة المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال، مطالبين الجميع بمقاطعتها وعدم المشاركة في اختيار من يُمعن أكثر في محو الهوية العربية الفلسطينية للقدس.
ومنذ احتلال القدس عام 1967، والمقدسيون يرفضون المشاركة في هذه الانتخابات، رُغم أنهم يشكلون ما نسبته 40٪ من سكانها، مؤكدين أن "التصويت سيشكل اعترافًا بالسيطرة الإسرائيلية على القدس".
محو الهوية
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي يرى في مشاركة المقدسيين بانتخابات بلدية الاحتلال خطورة كبيرة، كونها ستؤدي بالدرجة الأولى، إلى فقدانهم الهوية الوطنية الفلسطينية في المدينة المقدسة.
ويوضح الهدمي في حديثه لوكالة "صفا" أن المقدسيين طيلة سنوات الاحتلال حافظوا على الواقع القانوني في المدينة، والذي كفله القانون الدولي، ويعتبرهم شعب يعيش تحت الاحتلال ومن حقه مقاومته، وليس تهجيرهم أو جلب أي شعب آخر للعيش مكانهم.
و"هذا ما مكن أهل القدس من الحفاظ على هويتها الوطنية وطابعها الحضري، وخاصة أن الاحتلال سعى وما يزال لطمس الهوية ومحوها، وجعلهم ينخرطون في المجتمع الإسرائيلي حتى يصبحوا أقلية هامشية في الصورة الحضرية". وفق الهدمي.
ويبين أن عدم مشاركة المقدسيين في انتخابات بلدية الاحتلال يُعتبر من أهم العناصر الأساسية التي ساهمت في الحفاظ على الهوية الوطنية.
ويشير الهدمي إلى أن "سلطات الاحتلال تعرض على أهل القدس منحهم الجنسية الإسرائيلية وفق سياسة معينة، وتُطالبهم في رسم سياسات بلديتها، لكن هناك إجماع وطني مقدسي على رفض المشاركة في هذه الانتخابات رغم ظهور بعض الأصوات المطالبة بالمشاركة".
وبنظر الناشط المقدسي، فإن" اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل أعطاها هامش أوسع من المناورة والتعدي على القانون الدولي وتخطيه".
ويقول الهدمي "في كل عام يتم طرح فكرة مشاركة المقدسيين بانتخابات البلدية، بهدف إفقادهم هويتهم، وصفة أنهم يعيشون تحت الاحتلال، ولكي يثبت الاحتلال أمام العالم بأنهم أصبحوا جزءًا من المنظومة الاجتماعية والسياسية والخدماتية له في المدينة المقدسة".
في المقابل، فإن" الاحتلال غير معني بخدمة هؤلاء المقدسيين، وفي رسم مستقبل المدينة وسياسات الدولة، بل يريد التخلص منهم، باعتبار أنهم يُشكلون عقبة رئيسة أمام تنفيذ مخططاته".
بغاية الخطورة
ويحذر الهدمي من مشاركة المقدسيين في الانتخابات، قائلًا: "في حال حدث ذلك، فإنهم سيصبحون شاهدي زور على جرائم الاحتلال، سيساهمون في تبريرها وشرعنتها بحق السكان، وهذا أمر في غاية الخطورة، يجب التحرك لمواجهته".
وحول كيفية مواجهة عملية المشاركة بالانتخابات، يؤكد الناشط المقدسي أن هذا الأمر مهم، يتطلب توعية القيادات الشعبية والوطنية في القدس للسكان، وقيام وسائل الإعلام بدورها في هذه التوعية عبر بث برامج توعوية تُبين مخاطر المشاركة فيها، والآثار المترتبة عليها.
ويضيف "يجب على الحراكات والمجموعات الشبابية في المدينة أن تقوم أيضًا بدورها في التوعية وتحذير الأهالي من خطورة المشاركة وحثهم على المقاطعة".
موقف وطني
أما الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات فيرى أن" بعض الشخصيات بالقدس والداخل المحتل، وأعضاء كنيست، وبعض القيادات النافذة في السلطة الفلسطينية أثارت موضوع المشاركة بالانتخابات، وهذا مشروع موجه من قبل أطراف إقليمية عربية لتطبيع العلاقة ما بين المقدسيين والاحتلال".
ويؤكد لوكالة "صفا" أن الموقف الوطني يتمثل في رفض المشاركة بشكل قاطع بهذه الانتخابات، وتغليب المطلب الاجتماعي والمدني والاقتصادي على السياسي، لأن "القدس وفق القانون الدولي محتلة، وبالتالي فإن المشاركة تعني الاعتراف بضم المدينة وبشرعية سيادة الاحتلال عليها".
ويضيف عبيدات أن المشاركة تُعني أيضًا تساوق مع القرار الأمريكي بالاعتراف بـ"القدس عاصمة موحدة للاحتلال"، ونقل السفارة الأمريكية إليها، محذرًا من خطورة المشاركة في الانتخابات.
ويتابع "يجب أن يكون هناك موقف واضح من القوى والفصائل ومنظمة التحرير حيال ذلك، ودعوة المقدسيين لعدم المشاركة بالانتخابات، وأيضًا تنظيم أنشطة وفعاليات للتصدي والتحذير من مخاطر الترويج لمثل هذه التوجهات، والتأثير على وعي المقدسيين".
بدورها، أكدت الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس أن التعاطي مع أية قوائم بدأت جهات تتعاون مع بلدية الاحتلال في إعدادها، يعتبر خرقًا للموقف المبدئي الفلسطيني التاريخي الثابت المقاطع لهذه الانتخابات، كتعبير مكثف عن عدم الاعتراف بشرعية وجود الاحتلال في القدس.
وقالت "في ضوء صدور أصوات منتفعة بالدعوة لمشاركة المقدسيين في انتخابات البلدية لضمان تقديم خدماتها، فإنه بات لزامًا علينا التحذير الجدي من الانجرار خلف هذه الدعوات التي تشرع التهويد والاستيطان، وتعطي المبررات المسبقة للحصار المفروض على المقدسيين، وتُشرعن عمليات السطو على التراث والتاريخ العربي والإسلامي في المدينة ومقدساتها".
وأوضحت أن بلدية الاحتلال التي تدعو تلك الأصوات للمشاركة في انتخاباتها هي ذات المؤسسة التي ترصد مليارات الشواقل لإقامة المستوطنات وتوسيع القائم منها، وهي التي تغير معالم أسوار القدس العتيقة وباب العامود وتدعم الجمعيات الاستيطانية في السيطرة على الأملاك والعقارات الفلسطينية ومنها الوقفية والدينية.