"الحدائق الوطنية".. مخطط تهويدي جديد للسيطرة على محيط القدس القديمة
القدس المحتلة - خـــاص صفا
كشف الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة "صفا"، النقاب عن بدء بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع جمعيات استيطانية العمل رسميًا على مخطط جديد للسيطرة على محيط البلدة القديمة من القدس المحتلة، ضمن ما يسمى مشروع "الحوض التاريخي المقدس" التهويدي.
ويطلق الاحتلال على المخطط اسم "الحدائق الوطنية" في مدينة القدس، والتي ستقام على حساب المقدسيين وحقهم في ممتلكاتهم التاريخية وأراضيهم الوقفة.
ويشرف على المخطط الذي يستمر العمل بتنفيذه حتى عام 2030، بتكلفة 32 مليار شيكل، عدة مؤسسات احتلالية تضم (بلدية الاحتلال، جمعيات استيطانية، جماعات الهيكل المزعوم، سلطة الطبيعة، دائرة الآثار الإسرائيلية، وما يسمى "صندوق إرث المبكى").
مخطط متكامل
وعن تفاصيل المخطط، يوضح أبو دياب أن العمل في المشروع يجري على عدة مراحل، ضمن مخطط تهويدي متكامل معتمد للسيطرة على محيط البلدة القديمة وعزل الأحياء العربية المقدسية عنها.
ويبين أن بلدية الاحتلال بدأت العمل في المرحلة الأولى من المشروع، بعدما انتهت من المصادقة واللجان الإسرائيلية المختصة عليه، وأعدت الخرائط والمخططات الهيكلية والتنظيمية اللازمة للمنطقة، وعملت على تهيئتها، إيذانًا ببدء تنفيذ المشروع.
وتتضمن المرحلة الأولى إقامة حزام من "الحدائق الوطنية التوراتية" في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، وعزل الأحياء العربية عنهما، وإحداث تغييرات نهائية في المعالم التاريخية والجغرافية، وحتى السكانية في المنطقة.
ووفق المخطط، سيتم توسعة مساحته من 17 ألف و500 دونم إلى 26 ألف و650 دونمًا، وسيتم إضافة منطقة جبل المشارف، وأجزاء من بلدة جبل الزيتون، والمنطقة المحيطة بالبلدة القديمة، وخاصة بلدة سلوان، التي سيكون لها نصيبًا من مشاريع الطرد والتهويد.
ويشير أبو دياب إلى أن بلدية الاحتلال بدأت العمل في أجزاء من منطقة القصور الأموية، وبعض المناطق التي تم تسوية أراضيها ونقل ملكيتها لليهود، وكأنها "أراضي دولة".
وأيضًا يشمل المشروع تفعيل توسعة مخطط "الحوض المقدس" ليشمل حي الشيخ جراح شمالًا، وزيادة مساحات كبيرة من سلوان جنوبًا، وجبل المشارف شمالًا، وجبل الزيتون شرقًا، بحيث ستكون الحصة الأكبر لسلوان، وتحديدًا أحياء البستان بالكامل، ووادي حلوة، ووادي الربابة، وأجزاء من أحياء بطن الهوى والثوري وجبل المكبر.
ويضيف أن المشروع يتضمن في مراحله الأخرى، العمل على هدم الآثار في القصور الاموية وتحويلها لمسارات تلمودية، وتوسعة منطقة حائط البراق وتطويرها لتناسب الروايات اليهودية، وتطوير مركز الزوار قرب باب المغاربة، وزيادة العاملين والميزانيات في هذه المراكز الملاصقة للمسجد الأقصى.
كما يشمل-وفق أبو دياب- العمل على زيادة عدد الأدلاء والمرشدين اليهود، والانتهاء السريع من مشروع "المدرج الكهربائي"، الذي يصل بين حارة الشرف وساحة البراق، وإنهاء العمل في مبنى "بيت شتراوس" التهويدي، واستبدال جسر المغاربة وتوسعة باب المغاربة، وكنيس يُسمى "خيمة إسحاق" قرب الأقصى.
أهداف المشروع
وحول أهداف المشروع، يوضح أنه يهدف إلى إبقاء المنطقة المصنفة حسب مخطط "الحدائق التوراتية"، خالية تمامًا من الوجود العربي في محيط المسجد الأقصى، وكذلك زيادة العمل في الحفريات والانفاق باتجاه البلدة القديمة والأقصى، وتقليل مساحات القبور الإسلامية بشكل كبير وزيادة القبور اليهودية.
ولا تتوقف أهداف الاحتلال عند ذلك، بل تشمل إيجاد حزام من المستوطنات بالمنطقة، وتهيئتها لإقامة مستوطنات جديدة واستيعاب مزيد من المستوطنين، ليصل عددهم حتى عام 2030م، 25 ألف مستوطن بعدما كان يسكنها 7 آلاف، وصولًا لربط هذه المستوطنات مع مستوطنات "نوف تسيون، كدمات تسيون، وهار هزيتيم"، وبعدة جسور وطرق.
وبحسب الباحث المقدسي، فإن الخطة تعتمد على عدة حلقات تستهدف عزل البلدة القديمة والأقصى نهائيًا عن التجمعات السكانية بإقامة الحدائق الوطنية والدينية، وضخ ميزانيات ضخمة لزيادة وسرعة تنفيذ المخططات التهويدية والاستيطانية التي جرى المصادقة عليها.
والمخططات هي "القطار الهوائي"، مجمع "كيدم"، توسعة المقبرة اليهودية ومراكز الزوار في جبل الزيتون والبلدة القديمة ومحيطها، والمتاحف التوراتية والتلمودية.
ويضيف أن الاحتلال سيعمل، وفقًا لمخطط "الحدائق الوطنية"، على زيادة هدم المنازل التي تدعي أنها غير قانونية في المنطقة المستهدفة، وتهجير السكان منها، وإغلاق المحال التجارية ونقل المنشآت الصناعية الواقعة ضمن تصنيف المخطط، وأيضًا تكثيف التواجد الأمني الإسرائيلي وإقامة المزيد من المراكز الأمنية بالمنطقة.
ويواصل أبو دياب حديثه لوكالة "صفا"، قائلًا إن المخطط يستهدف كذلك، تشديد الرقابة بشكل صارم على الفلسطينيين في أعمال البناء، وتسهيل البناء في مناطق شمال بيت حنينا أو تلك البعيدة عن مركز مدينة القدس، تمهيدًا لمضاعفة أعداد المستوطنين، وإقامة مزيد من المسارات التلمودية والمراكز السياحية لتنشيط وتعزيز تواجد اليهود والسياح بالمنطقة.
وسيعمل الاحتلال- بحسب المخطط- على وصل المستوطنات في محيط القدس الجنوبية والشرقية والشمالية بممرات وطرق، وتسهيل وصول الإسرائيليين من غربي القدس ومدن فلسطين التاريخية للمنطقة المستهدفة.
مخاطر كبيرة
ولهذا المخطط التهويدي مخاطر كبيرة على القدس والمقدسيين، كونه سيؤدي إلى تفتيت التجمعات العربية ومحاصرتها بشكل يمنع تطورها وتواصلها الجغرافي، ويُقطع أوصالها، وسيُطلق يد الاحتلال وجمعياته الاستيطانية للعمل وقطع الطريق على عمل المؤسسات الأهلية الفلسطينية والعربية وإعاقتها والتدخل في عملها.
كما سيؤدي لنزع الوقفية عن الأراضي الوقفية، والملكية الخاصة عن الممتلكات الفلسطينية، وإتمام الطوق والحصار على البلدة القديمة والأقصى والمقدسات. وفق أبو دياب
ويتابع "بالإضافة إلى ذلك، سيتم إلغاء كامل للرواية الفلسطينية والآثار التاريخية في المنطقة المستهدفة، التي تحوي أماكن عبادة للمسلمين والمسيحيين، تشكل 35% من المعالم والمقدسات في القدس، وبذلك سيتم تغيير المشهد بشكل كامل في المدينة المحتلة بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع".
ويحذر الناشط المقدسي من مخاطر بسط الاحتلال سيطرته الكاملة على محيط البلدة القديمة، وتسجيلها كـ"أراضي دولة" تسري عليها "السيادة الإسرائيلية".
القدس المحتلة - خـــاص صفا
كشف الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة "صفا"، النقاب عن بدء بلدية الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع جمعيات استيطانية العمل رسميًا على مخطط جديد للسيطرة على محيط البلدة القديمة من القدس المحتلة، ضمن ما يسمى مشروع "الحوض التاريخي المقدس" التهويدي.
ويطلق الاحتلال على المخطط اسم "الحدائق الوطنية" في مدينة القدس، والتي ستقام على حساب المقدسيين وحقهم في ممتلكاتهم التاريخية وأراضيهم الوقفة.
ويشرف على المخطط الذي يستمر العمل بتنفيذه حتى عام 2030، بتكلفة 32 مليار شيكل، عدة مؤسسات احتلالية تضم (بلدية الاحتلال، جمعيات استيطانية، جماعات الهيكل المزعوم، سلطة الطبيعة، دائرة الآثار الإسرائيلية، وما يسمى "صندوق إرث المبكى").
مخطط متكامل
وعن تفاصيل المخطط، يوضح أبو دياب أن العمل في المشروع يجري على عدة مراحل، ضمن مخطط تهويدي متكامل معتمد للسيطرة على محيط البلدة القديمة وعزل الأحياء العربية المقدسية عنها.
ويبين أن بلدية الاحتلال بدأت العمل في المرحلة الأولى من المشروع، بعدما انتهت من المصادقة واللجان الإسرائيلية المختصة عليه، وأعدت الخرائط والمخططات الهيكلية والتنظيمية اللازمة للمنطقة، وعملت على تهيئتها، إيذانًا ببدء تنفيذ المشروع.
وتتضمن المرحلة الأولى إقامة حزام من "الحدائق الوطنية التوراتية" في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، وعزل الأحياء العربية عنهما، وإحداث تغييرات نهائية في المعالم التاريخية والجغرافية، وحتى السكانية في المنطقة.
ووفق المخطط، سيتم توسعة مساحته من 17 ألف و500 دونم إلى 26 ألف و650 دونمًا، وسيتم إضافة منطقة جبل المشارف، وأجزاء من بلدة جبل الزيتون، والمنطقة المحيطة بالبلدة القديمة، وخاصة بلدة سلوان، التي سيكون لها نصيبًا من مشاريع الطرد والتهويد.
ويشير أبو دياب إلى أن بلدية الاحتلال بدأت العمل في أجزاء من منطقة القصور الأموية، وبعض المناطق التي تم تسوية أراضيها ونقل ملكيتها لليهود، وكأنها "أراضي دولة".
وأيضًا يشمل المشروع تفعيل توسعة مخطط "الحوض المقدس" ليشمل حي الشيخ جراح شمالًا، وزيادة مساحات كبيرة من سلوان جنوبًا، وجبل المشارف شمالًا، وجبل الزيتون شرقًا، بحيث ستكون الحصة الأكبر لسلوان، وتحديدًا أحياء البستان بالكامل، ووادي حلوة، ووادي الربابة، وأجزاء من أحياء بطن الهوى والثوري وجبل المكبر.
ويضيف أن المشروع يتضمن في مراحله الأخرى، العمل على هدم الآثار في القصور الاموية وتحويلها لمسارات تلمودية، وتوسعة منطقة حائط البراق وتطويرها لتناسب الروايات اليهودية، وتطوير مركز الزوار قرب باب المغاربة، وزيادة العاملين والميزانيات في هذه المراكز الملاصقة للمسجد الأقصى.
كما يشمل-وفق أبو دياب- العمل على زيادة عدد الأدلاء والمرشدين اليهود، والانتهاء السريع من مشروع "المدرج الكهربائي"، الذي يصل بين حارة الشرف وساحة البراق، وإنهاء العمل في مبنى "بيت شتراوس" التهويدي، واستبدال جسر المغاربة وتوسعة باب المغاربة، وكنيس يُسمى "خيمة إسحاق" قرب الأقصى.
أهداف المشروع
وحول أهداف المشروع، يوضح أنه يهدف إلى إبقاء المنطقة المصنفة حسب مخطط "الحدائق التوراتية"، خالية تمامًا من الوجود العربي في محيط المسجد الأقصى، وكذلك زيادة العمل في الحفريات والانفاق باتجاه البلدة القديمة والأقصى، وتقليل مساحات القبور الإسلامية بشكل كبير وزيادة القبور اليهودية.
ولا تتوقف أهداف الاحتلال عند ذلك، بل تشمل إيجاد حزام من المستوطنات بالمنطقة، وتهيئتها لإقامة مستوطنات جديدة واستيعاب مزيد من المستوطنين، ليصل عددهم حتى عام 2030م، 25 ألف مستوطن بعدما كان يسكنها 7 آلاف، وصولًا لربط هذه المستوطنات مع مستوطنات "نوف تسيون، كدمات تسيون، وهار هزيتيم"، وبعدة جسور وطرق.
وبحسب الباحث المقدسي، فإن الخطة تعتمد على عدة حلقات تستهدف عزل البلدة القديمة والأقصى نهائيًا عن التجمعات السكانية بإقامة الحدائق الوطنية والدينية، وضخ ميزانيات ضخمة لزيادة وسرعة تنفيذ المخططات التهويدية والاستيطانية التي جرى المصادقة عليها.
والمخططات هي "القطار الهوائي"، مجمع "كيدم"، توسعة المقبرة اليهودية ومراكز الزوار في جبل الزيتون والبلدة القديمة ومحيطها، والمتاحف التوراتية والتلمودية.
ويضيف أن الاحتلال سيعمل، وفقًا لمخطط "الحدائق الوطنية"، على زيادة هدم المنازل التي تدعي أنها غير قانونية في المنطقة المستهدفة، وتهجير السكان منها، وإغلاق المحال التجارية ونقل المنشآت الصناعية الواقعة ضمن تصنيف المخطط، وأيضًا تكثيف التواجد الأمني الإسرائيلي وإقامة المزيد من المراكز الأمنية بالمنطقة.
ويواصل أبو دياب حديثه لوكالة "صفا"، قائلًا إن المخطط يستهدف كذلك، تشديد الرقابة بشكل صارم على الفلسطينيين في أعمال البناء، وتسهيل البناء في مناطق شمال بيت حنينا أو تلك البعيدة عن مركز مدينة القدس، تمهيدًا لمضاعفة أعداد المستوطنين، وإقامة مزيد من المسارات التلمودية والمراكز السياحية لتنشيط وتعزيز تواجد اليهود والسياح بالمنطقة.
وسيعمل الاحتلال- بحسب المخطط- على وصل المستوطنات في محيط القدس الجنوبية والشرقية والشمالية بممرات وطرق، وتسهيل وصول الإسرائيليين من غربي القدس ومدن فلسطين التاريخية للمنطقة المستهدفة.
مخاطر كبيرة
ولهذا المخطط التهويدي مخاطر كبيرة على القدس والمقدسيين، كونه سيؤدي إلى تفتيت التجمعات العربية ومحاصرتها بشكل يمنع تطورها وتواصلها الجغرافي، ويُقطع أوصالها، وسيُطلق يد الاحتلال وجمعياته الاستيطانية للعمل وقطع الطريق على عمل المؤسسات الأهلية الفلسطينية والعربية وإعاقتها والتدخل في عملها.
كما سيؤدي لنزع الوقفية عن الأراضي الوقفية، والملكية الخاصة عن الممتلكات الفلسطينية، وإتمام الطوق والحصار على البلدة القديمة والأقصى والمقدسات. وفق أبو دياب
ويتابع "بالإضافة إلى ذلك، سيتم إلغاء كامل للرواية الفلسطينية والآثار التاريخية في المنطقة المستهدفة، التي تحوي أماكن عبادة للمسلمين والمسيحيين، تشكل 35% من المعالم والمقدسات في القدس، وبذلك سيتم تغيير المشهد بشكل كامل في المدينة المحتلة بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع".
ويحذر الناشط المقدسي من مخاطر بسط الاحتلال سيطرته الكاملة على محيط البلدة القديمة، وتسجيلها كـ"أراضي دولة" تسري عليها "السيادة الإسرائيلية".