الأحياء الغربية.. بيوت تذكر "لصوص القدس" بهويتها العربية
فلسطين أونلاين
في غربي مدينة القدس المحتلة لا تزال أحياء فلسطينية تقف بانتظار من بنَوها، وسكنوها لعقود من الزمن، تحافظ على هويتها التاريخية العربية بعد الاستيلاء عليها ضمن أكبر عملية سرقة جماعية نفذها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
استطاع الاحتلال أن يطرد السكان الفلسطينيين من منازلهم في غربي القدس ويستبدل بهم مستوطنين يهودًا جمعهم من مختلف دول العالم، لكنه لم يستطع أن يغير أسماءها العربية وعمارتها الدالة على هويتها، ومن تلك الأحياء: حي البقعة الفوقا، البقعة التحتا، الطالبية، القطمون، الحي الألماني، الحي اليوناني، الوعرية، الدجانية، نمامرة، مأمن الله، الراتسبون، الثوري (أبو طور).
ويروي إسحق البديري أن جده عاش في حي القطمون، أكثر أحياء غربي القدس جمالًا، حتى عام 1941، ثم أقام فيه والده وعمه وعماته حتى عام 1948، قبل أن يضطروا إلى مغادرته بسبب ظروف الحرب حينها التي حوّلت حي القطمون إلى ميدان معركة اندلعت بين قوات الجهاد المقدس، وعصابات "الهاغانا" التي حاولت نصب فخ للقائد عبد القادر الحسيني لاغتياله داخل فندق.
ويؤكد أن المنزل مسجل باسم جده في دائرة الطابو الإنكليزية التي أسسها العثمانيون، وأن العائلة ظلت تطالب باسترداده رغم تلقيها إجابات بأن كل شيء انتهى، وأنه بات في قبضة ما يسمى "حارس أملاك الغائبين الإسرائيلي".
ويمكّن القانون، الصادر عام 1950 والمؤلف من 39 فصلًا، سلطات الاحتلال من الاستيلاء على أملاك فلسطينية، وأوقاف مسيحية وإسلامية داخل فلسطين المحتلة غاب سكانها عنها عام 1948 بفعل الحرب، في حين ظل تطبيقه في شرقي القدس بين التفعيل والتجميد منذ احتلال المدينة عام 1967.
ويصنف هذا القانون من حيث المبدأ أملاك الفلسطينيين بأنهم "غائبون" حتى لو كانوا موجودين في البلاد أو يحملون الهوية الإسرائيلية.
تاريخ الأحياء الغربية وعن تاريخ الأحياء الفلسطينية في غربي القدس، يقول مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التكفجي لـ"فلسطين": "يعود تاريخ هذه الأحياء إلى أواخر عهد الدولة العثمانية، تحديدًا منذ عام 1908، عندما انتقل فلسطينيون من الطبقة المتوسطة والعليا من بيوتهم في البلدة القديمة واتجهوا لشراء الأراضي وبناء البيوت ذات الطابع المدني الحديث في غربي القدس".
ويُرجع التكفجي أسباب انتقال السكان إلى الجزء الغربي من مدينة القدس لعدة أسباب منها، السكة الحديدية العثمانية التي ساهم في نشر الأمن، وعززت حركة التجارة في المنطقة ما دفع أغنياء البلدة القديمة لاستثمار أموالهم وبناء العقارات فيها.
ومن تلك الأسباب أيضًا أن الكنيسة الأرثوذكسية، بعد الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، بدأت ببيع أراضٍ كانت تملكها في منطقة الطالبية للمسيحيين الفلسطينيين.
فدأب المسيحيون، وفق التكفجي، على البناء والسكن في الناحيتين الجنوبية والغربية من البلدة القديمة قريبًا من مدينة بيت لحم، أما المسلمون فقد بنوا منازلهم إلى الشمال باتجاه مدينة نابلس.
ويعدد أسماء عائلات مسلمة ومسيحية كانت تسكن في أحياء غربي القدس قبل عام 48، ومن تلك العائلات: الحسيني، النشاشيبي، سلامة، بشارات، القطان، كاملة، النمري، الجاعوني، السكاكيني، الجمل".
أملاك وعقارات وتفيد المراجع التاريخية أن تلك العائلات كانت تمتلك ما نسبته 40% من عقارات غربي القدس قبل النكبة، مقابل 26% يمتلكها اليهود، الذين جاؤوا في موجات الهجرة لفلسطين في عهد الاحتلال البريطاني، واشتروا الأراضي في تلك المنطقة بثمن زهيد جدًا.
ويقول التكفجي: "ظلت محاولات اليهود مستمرة للسيطرة على الأراضي والعقارات بشرائها والسكن فيها إلى أن وصل عدد اليهود في غربي القدس قبل عام 48 إلى 100 ألف يهودي مقابل 60 ألف فلسطيني، وهو ما قُسمت القدس بناءً عليه، فأصبحت المنطقة الغربية منها لليهود والشرقية للفلسطينيين".
ويضيف: "قوات الاحتلال طردت السكان العرب من أملاكهم، وتم الاستيلاء عليها لاحقًا من قبل ما يسمى بـ"حارس أملاك الغائبين الإسرائيلي"، الذي تحولها بدوره إلى ملكيات يهودية. هندسة عربية أصيلة وفي صور للأملاك الفلسطينية الموجودة إلى اليوم في غربي القدس، تظهر فخامة هذه العقارات المكونة من طابق أو طابقين أو ثلاثة طوابق، وتحيط بمعظمها حدائق صغيرة، بمداخل ذات هندسة راقية وتصاميم تعكس الطابع العربي الأصيل لها.
فخامة المنازل هذه جعلتها موقعًا للعديد من القنصليات الغربية والعربية والإسلامية، وحول ذلك يذكر التكفجي أن مصر، والعراق، ولبنان، وإيران والأردن، اتخذت من عقارات في هذه الأحياء مقرًّا لقنصلياتها حتى 1948، ونقلت تلك الدول مقر قنصلياتها بعد النكبة إلى شرقي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وبقيت فيها.
ويعدد التكفجي أهم المنازل الموجودة في الأحياء الغربية بالقدس: "سكن هذه الأحياء مجموعة من المثقفين وأصحاب الدرجات العلمية والذين بقيت منازلهم إلى هذا اليوم، ومنها منزل الأديب الفلسطيني خليل السكاكيني والذي يستخدمه الاحتلال كروضة للأطفال، ومنزل الفيلسوف إدوارد سعيد وهو مقر للقنصلية اليونانية حاليًا".
ويُذكر أن وزير حكومة الاحتلال يائير لابيد، انتقل خلال شهر يوليو/ تموز المنصرم، للسكن مؤقتًا في "فيلا سلامة" وهو منزل مسروق في حي الطالبية، تعود ملكيته للفلسطيني حنا سلامة الذي طرده الاحتلال من منزله عام 48، وذلك حسب تقرير نشره موقع الهدف الإخباري.
أسكن الاحتلال يهودًا في الأحياء الغربية للقدس في محاولة لفرض الهيمنة على المدينة وصبغها بالصبغة اليهودية، لكنه لا يعلم أن حجارة المنازل وواجهات المباني وجوانب الطرقات ستظل تنطق بأصلها العربي وبأسماء أصحابها الأصليين، لتذكر الغرباء أنهم يعشون في بيوت مسروقة.
فلسطين أونلاين
في غربي مدينة القدس المحتلة لا تزال أحياء فلسطينية تقف بانتظار من بنَوها، وسكنوها لعقود من الزمن، تحافظ على هويتها التاريخية العربية بعد الاستيلاء عليها ضمن أكبر عملية سرقة جماعية نفذها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
استطاع الاحتلال أن يطرد السكان الفلسطينيين من منازلهم في غربي القدس ويستبدل بهم مستوطنين يهودًا جمعهم من مختلف دول العالم، لكنه لم يستطع أن يغير أسماءها العربية وعمارتها الدالة على هويتها، ومن تلك الأحياء: حي البقعة الفوقا، البقعة التحتا، الطالبية، القطمون، الحي الألماني، الحي اليوناني، الوعرية، الدجانية، نمامرة، مأمن الله، الراتسبون، الثوري (أبو طور).
ويروي إسحق البديري أن جده عاش في حي القطمون، أكثر أحياء غربي القدس جمالًا، حتى عام 1941، ثم أقام فيه والده وعمه وعماته حتى عام 1948، قبل أن يضطروا إلى مغادرته بسبب ظروف الحرب حينها التي حوّلت حي القطمون إلى ميدان معركة اندلعت بين قوات الجهاد المقدس، وعصابات "الهاغانا" التي حاولت نصب فخ للقائد عبد القادر الحسيني لاغتياله داخل فندق.
ويؤكد أن المنزل مسجل باسم جده في دائرة الطابو الإنكليزية التي أسسها العثمانيون، وأن العائلة ظلت تطالب باسترداده رغم تلقيها إجابات بأن كل شيء انتهى، وأنه بات في قبضة ما يسمى "حارس أملاك الغائبين الإسرائيلي".
ويمكّن القانون، الصادر عام 1950 والمؤلف من 39 فصلًا، سلطات الاحتلال من الاستيلاء على أملاك فلسطينية، وأوقاف مسيحية وإسلامية داخل فلسطين المحتلة غاب سكانها عنها عام 1948 بفعل الحرب، في حين ظل تطبيقه في شرقي القدس بين التفعيل والتجميد منذ احتلال المدينة عام 1967.
ويصنف هذا القانون من حيث المبدأ أملاك الفلسطينيين بأنهم "غائبون" حتى لو كانوا موجودين في البلاد أو يحملون الهوية الإسرائيلية.
تاريخ الأحياء الغربية وعن تاريخ الأحياء الفلسطينية في غربي القدس، يقول مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التكفجي لـ"فلسطين": "يعود تاريخ هذه الأحياء إلى أواخر عهد الدولة العثمانية، تحديدًا منذ عام 1908، عندما انتقل فلسطينيون من الطبقة المتوسطة والعليا من بيوتهم في البلدة القديمة واتجهوا لشراء الأراضي وبناء البيوت ذات الطابع المدني الحديث في غربي القدس".
ويُرجع التكفجي أسباب انتقال السكان إلى الجزء الغربي من مدينة القدس لعدة أسباب منها، السكة الحديدية العثمانية التي ساهم في نشر الأمن، وعززت حركة التجارة في المنطقة ما دفع أغنياء البلدة القديمة لاستثمار أموالهم وبناء العقارات فيها.
ومن تلك الأسباب أيضًا أن الكنيسة الأرثوذكسية، بعد الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، بدأت ببيع أراضٍ كانت تملكها في منطقة الطالبية للمسيحيين الفلسطينيين.
فدأب المسيحيون، وفق التكفجي، على البناء والسكن في الناحيتين الجنوبية والغربية من البلدة القديمة قريبًا من مدينة بيت لحم، أما المسلمون فقد بنوا منازلهم إلى الشمال باتجاه مدينة نابلس.
ويعدد أسماء عائلات مسلمة ومسيحية كانت تسكن في أحياء غربي القدس قبل عام 48، ومن تلك العائلات: الحسيني، النشاشيبي، سلامة، بشارات، القطان، كاملة، النمري، الجاعوني، السكاكيني، الجمل".
أملاك وعقارات وتفيد المراجع التاريخية أن تلك العائلات كانت تمتلك ما نسبته 40% من عقارات غربي القدس قبل النكبة، مقابل 26% يمتلكها اليهود، الذين جاؤوا في موجات الهجرة لفلسطين في عهد الاحتلال البريطاني، واشتروا الأراضي في تلك المنطقة بثمن زهيد جدًا.
ويقول التكفجي: "ظلت محاولات اليهود مستمرة للسيطرة على الأراضي والعقارات بشرائها والسكن فيها إلى أن وصل عدد اليهود في غربي القدس قبل عام 48 إلى 100 ألف يهودي مقابل 60 ألف فلسطيني، وهو ما قُسمت القدس بناءً عليه، فأصبحت المنطقة الغربية منها لليهود والشرقية للفلسطينيين".
ويضيف: "قوات الاحتلال طردت السكان العرب من أملاكهم، وتم الاستيلاء عليها لاحقًا من قبل ما يسمى بـ"حارس أملاك الغائبين الإسرائيلي"، الذي تحولها بدوره إلى ملكيات يهودية. هندسة عربية أصيلة وفي صور للأملاك الفلسطينية الموجودة إلى اليوم في غربي القدس، تظهر فخامة هذه العقارات المكونة من طابق أو طابقين أو ثلاثة طوابق، وتحيط بمعظمها حدائق صغيرة، بمداخل ذات هندسة راقية وتصاميم تعكس الطابع العربي الأصيل لها.
فخامة المنازل هذه جعلتها موقعًا للعديد من القنصليات الغربية والعربية والإسلامية، وحول ذلك يذكر التكفجي أن مصر، والعراق، ولبنان، وإيران والأردن، اتخذت من عقارات في هذه الأحياء مقرًّا لقنصلياتها حتى 1948، ونقلت تلك الدول مقر قنصلياتها بعد النكبة إلى شرقي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وبقيت فيها.
ويعدد التكفجي أهم المنازل الموجودة في الأحياء الغربية بالقدس: "سكن هذه الأحياء مجموعة من المثقفين وأصحاب الدرجات العلمية والذين بقيت منازلهم إلى هذا اليوم، ومنها منزل الأديب الفلسطيني خليل السكاكيني والذي يستخدمه الاحتلال كروضة للأطفال، ومنزل الفيلسوف إدوارد سعيد وهو مقر للقنصلية اليونانية حاليًا".
ويُذكر أن وزير حكومة الاحتلال يائير لابيد، انتقل خلال شهر يوليو/ تموز المنصرم، للسكن مؤقتًا في "فيلا سلامة" وهو منزل مسروق في حي الطالبية، تعود ملكيته للفلسطيني حنا سلامة الذي طرده الاحتلال من منزله عام 48، وذلك حسب تقرير نشره موقع الهدف الإخباري.
أسكن الاحتلال يهودًا في الأحياء الغربية للقدس في محاولة لفرض الهيمنة على المدينة وصبغها بالصبغة اليهودية، لكنه لا يعلم أن حجارة المنازل وواجهات المباني وجوانب الطرقات ستظل تنطق بأصلها العربي وبأسماء أصحابها الأصليين، لتذكر الغرباء أنهم يعشون في بيوت مسروقة.