تقرير الباشورة.. مقهى مقدسي يزيد عمره على ألفي عام
فلسطين أونلاين
في منتصف البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة يقع مقهى الباشورة الذي يحظى بمكانة تاريخية وجغرافية، حيث يتوسط موقعه بين كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، وتمتد جذوره إلى نحو ألفي عام، ولا يزال حتى اليوم يستقبل ضيوفه من شتى أنحاء العالم. الباشورة" تعني "القلعة"، وفق الفلسطيني المقدسي حلمي السلايمة، الذي يملك المقهى ويديره، منذ خروجه من سجون الاحتلال قبل سنوات طويلة، ففي عامه الجامعي الأخير اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي وحُرم إكمال دراسته في كلية الحقوق.
يقول لصحيفة "فلسطين": "هذا المكان الأثري العظيم تم توارثه أبًا عن جد، وهو من أقدم المباني في القدس، بل أقدم مباني فلسطين، ويمكن القول إنه على مستوى الدول العربية، ويقع هذا المكان والذي يمكن أن أطلق عليه صرح عظيم يطل على حارة الشرف، ودكاكين، وسوق الحصر".
ويلفت إلى أن عمر المقهى يناهز 2000 عام، حيث يعود إلى العهد الروماني، واستخدم كمركز للمدينة الرومانية القديمة.
ويوضح السلايمة أن الرومان اعتمدوا في بنائهم العمراني للشوارع بأن تبدأ بمساحة ضيقة وثم تتوسع لتنتهي بهم في الوصول إلى مركز المدينة، وبالتالي يتفرع منه أربعة شوارع لذلك تمت تسميته حينها بمركز المدينة.
تعاقبت الحضارات على المكان، ففي عهد المماليك بني فيه أربعة أعمدة، وأربعة أقواس، وزاوية في الجهة اليسار من المقهى، وقبة أيضًا، وكان هذا المقهى مقرًا للحكام المماليك.
ويشير السلايمة إلى أن هذا المكان كونه يتوسط البلدة القديمة فهو يعد مركز الجبهة في مواجهة المستوطنين وسلطات الاحتلال، "فلو لا سمح الله سقط هذا المحل لسقطت البلدة القديمة".
على أحد حوائط المقهى يوجد صورة لرجال مدينة القدس بزيهم الفلسطيني التقليدي داخل المقهى. التقطت الصورة في عام 1936، كما يبين السلايمة، "ففي الماضي كان المقهى هو متنفس الفلسطينيين يرتادونه يوميًا لقضاء أوقات فراغهم، وعمل مناسباتهم فيه، فكان يمثل مكانًا لأفراحهم وأتراحهم، ولحل المشاكل التي تنشأ بين بعض العائلات".
ويذكر أنه في ذلك الوقت كان المقهى لا يخلو من الزبائن، حيث كان عدد سكان البلدة القديمة يتجاوز 10 أضعاف عدد سكانها الحاليين. كما كان "الباشورة" مضيفًا لمسرح دمى الكراكوز والحكواتي في المساء، وحيث يلعب الزبائن الدومينو ويتسامرون في ليالي الصيف، ومع ظهور التلفاز جلب والده واحدًا، وكان من يريد الجلوس في المقهى لمشاهدته يدفع المزيد من القروش.
عمل السلايمة على تطوير المقهى وتحويله إلى مطعم يقدم الأكلات الفلسطينية والعربية لتأكيد هويته.
كانت آخر وصية لوالد حلمي السلايمة وهو على فراش المرض، الحفاظ على المقهى وعدم التنازل عنه لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، "وقد حاولوا مساومتي وتقديم العديد من العروض المغرية، خاصة أن المسؤول عن شراء العقارات للاحتلال في القدس يسكن على سطح المقهى، قدم لي عروضًا مالية وصل آخرها إلى عشرة ملايين دولار، وكنت ما زلت أرد عليه : يفتح الله"، وهي كلمة فلسطينية تعني : اذهب في طريقك لن أبيع.
ويتابع حديثه : "وبكل تواضع وشفافية لدي انتماء لا يقاس لهذا الوطن، والموت يسبق في حال فكرت أن أفرط بأي حجر بهذا المقهى، والله لو يدفعوا لي ملايين الدنيا لن أقبل، أريد أن يرفع أبنائي رأسهم من بعدي في حمل أمانة هذا المقهى".
فلسطين أونلاين
في منتصف البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة يقع مقهى الباشورة الذي يحظى بمكانة تاريخية وجغرافية، حيث يتوسط موقعه بين كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، وتمتد جذوره إلى نحو ألفي عام، ولا يزال حتى اليوم يستقبل ضيوفه من شتى أنحاء العالم. الباشورة" تعني "القلعة"، وفق الفلسطيني المقدسي حلمي السلايمة، الذي يملك المقهى ويديره، منذ خروجه من سجون الاحتلال قبل سنوات طويلة، ففي عامه الجامعي الأخير اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي وحُرم إكمال دراسته في كلية الحقوق.
يقول لصحيفة "فلسطين": "هذا المكان الأثري العظيم تم توارثه أبًا عن جد، وهو من أقدم المباني في القدس، بل أقدم مباني فلسطين، ويمكن القول إنه على مستوى الدول العربية، ويقع هذا المكان والذي يمكن أن أطلق عليه صرح عظيم يطل على حارة الشرف، ودكاكين، وسوق الحصر".
ويلفت إلى أن عمر المقهى يناهز 2000 عام، حيث يعود إلى العهد الروماني، واستخدم كمركز للمدينة الرومانية القديمة.
ويوضح السلايمة أن الرومان اعتمدوا في بنائهم العمراني للشوارع بأن تبدأ بمساحة ضيقة وثم تتوسع لتنتهي بهم في الوصول إلى مركز المدينة، وبالتالي يتفرع منه أربعة شوارع لذلك تمت تسميته حينها بمركز المدينة.
تعاقبت الحضارات على المكان، ففي عهد المماليك بني فيه أربعة أعمدة، وأربعة أقواس، وزاوية في الجهة اليسار من المقهى، وقبة أيضًا، وكان هذا المقهى مقرًا للحكام المماليك.
ويشير السلايمة إلى أن هذا المكان كونه يتوسط البلدة القديمة فهو يعد مركز الجبهة في مواجهة المستوطنين وسلطات الاحتلال، "فلو لا سمح الله سقط هذا المحل لسقطت البلدة القديمة".
على أحد حوائط المقهى يوجد صورة لرجال مدينة القدس بزيهم الفلسطيني التقليدي داخل المقهى. التقطت الصورة في عام 1936، كما يبين السلايمة، "ففي الماضي كان المقهى هو متنفس الفلسطينيين يرتادونه يوميًا لقضاء أوقات فراغهم، وعمل مناسباتهم فيه، فكان يمثل مكانًا لأفراحهم وأتراحهم، ولحل المشاكل التي تنشأ بين بعض العائلات".
ويذكر أنه في ذلك الوقت كان المقهى لا يخلو من الزبائن، حيث كان عدد سكان البلدة القديمة يتجاوز 10 أضعاف عدد سكانها الحاليين. كما كان "الباشورة" مضيفًا لمسرح دمى الكراكوز والحكواتي في المساء، وحيث يلعب الزبائن الدومينو ويتسامرون في ليالي الصيف، ومع ظهور التلفاز جلب والده واحدًا، وكان من يريد الجلوس في المقهى لمشاهدته يدفع المزيد من القروش.
عمل السلايمة على تطوير المقهى وتحويله إلى مطعم يقدم الأكلات الفلسطينية والعربية لتأكيد هويته.
كانت آخر وصية لوالد حلمي السلايمة وهو على فراش المرض، الحفاظ على المقهى وعدم التنازل عنه لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، "وقد حاولوا مساومتي وتقديم العديد من العروض المغرية، خاصة أن المسؤول عن شراء العقارات للاحتلال في القدس يسكن على سطح المقهى، قدم لي عروضًا مالية وصل آخرها إلى عشرة ملايين دولار، وكنت ما زلت أرد عليه : يفتح الله"، وهي كلمة فلسطينية تعني : اذهب في طريقك لن أبيع.
ويتابع حديثه : "وبكل تواضع وشفافية لدي انتماء لا يقاس لهذا الوطن، والموت يسبق في حال فكرت أن أفرط بأي حجر بهذا المقهى، والله لو يدفعوا لي ملايين الدنيا لن أقبل، أريد أن يرفع أبنائي رأسهم من بعدي في حمل أمانة هذا المقهى".