عدي التميمي.. فارس القدس المشتبك

  • الخميس 20, أكتوبر 2022 11:37 ص
  • عدي التميمي.. فارس القدس المشتبك
بطولة استثنائية أظهرها الفدائي المطارد عدي التميمي، وهو يشتبك من النقطة صفر للمرة الثانية خلال أيام مع قوات الاحتلال في القدس المحتلة قبل أن يرتقي شهيدًا.
عدي التميمي.. فارس القدس المشتبك
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام
بطولة استثنائية أظهرها الفدائي المطارد عدي التميمي، وهو يشتبك من النقطة صفر للمرة الثانية خلال أيام مع قوات الاحتلال في القدس المحتلة قبل أن يرتقي شهيدًا.
ارتقى الفارس، وبقي توثيق عمليتيه يشهد على بطولة استثنائية، لكنها ليست غريبة على شعب مقاوم مؤمن بعدالة قضيته، وعلى أهل بيت المقدس الأحرار المرابطين في خط الدفاع الأول عن الأقصى.
في الزمان مساء الأربعاء، والمكان مدخل مستوطنة معاليه أدوميم، المقامة عَنوة وقسرًا على أرض القدس المباركة، يتقدم الفارس عدي بملابسه السوداء، ليصنع ملحمة بطولية جديدة.
بعد 11 يومًا، من المطاردة، دوّخ فيها فارسنا الكيان الصهيوني، وأظهر فشلهم في الوصول إليه رغم الحصار وآلاف الجنود والقوات الخاصة، اختار هو أن يذهب إلى عقر دارهم ليواجههم من جديد بمسدسه، وصدى كلماته التي كتبها على صفحته على فيسبوك في 16 سبتمبر الماضي يتردد "لَم وَلَن نَخشى عَواقِب أَي شَيْء، الْوَيلُ لِمَن يَعْتَقِد أَننا انتَهَّينا".
وأظهر مقطع فيديو، بسالة استثنائية للبطل التميمي وهو يخوض اشتباكًا بمسدس مع جنود الاحتلال وحراس أمن المستوطنة.
وظهر البطل في الفيديو الذي تابعه مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، وهو يرتدي ملابس سوداء، ويطلق النار بجسارة تجاه قوات الاحتلال وحراس المستوطنة، ورغم إصابته بعدة رصاصات واصل إطلاق النار من مسدسه وخاض اشتباكًا ملحميًّا بطوليًّا، قبل أن تنفذ ذخيرته ويتمكن جنود الاحتلال من إعدامه.
ويعلق خبير الدعاية السياسية حيدر المصدر، على هذا المشهد بقوله: "يتلقى رصاصة ثم يقف، ثم أخرى وما زال يقف، فتنهال الرصاصات دون أن يتردد لحظة. لو كنت مكان الرقيب الإسرائيلي لتجنبت نشر مقطع الاشتباك، لأنه كشف إصرار تجاوز ألم الرصاصة، فالشجاعة معدية".
والبطل عدي الذي لم يتجاوز عمره 22 عامًا من سكان مخيم شعفاط، أحد أبطال القدس، شاب متأنق دومًا ويفيض بالقوة والإيمان.
وفي عمليته الأولى على حاجز شعفاط، مساء 8 أكتوبر الجاري، ترجل البطل عدي من سيارة الأجرة بكل هدوء على الحاجز، ومن ثم امتشق مسدسه ليوجه رصاصات الانتصار المقدس للقدس والأقصى ويصيب ثلاثة من جنود الاحتلال، منهم مجندة قتلت بعد ساعات، وبقي اثنان رهن العلاج، في حين تمكن هو من الانسحاب بكل هدوء، ليختفي بين أزقة وحواري القدس التي احتضنته، مباركة فعله البطولي، وقدم شباب القدس فعلا مقدرًا بحلق شعورهم ليشكلوا له حماية وغطاء للتحرك؛ لكونه اعتاد أن يكون حليق الشعر، في مبادرة أغاظت العدو.
ارتقى البطل عدي شهيدًا، وبقيت بطولته وفعاله شاهدة، ومعها كلماته على صفحته على فيسبوك تشهد على عزم وحمية "نَـرد الـصـاع صـاعـيـن إن كــان وداً أو حُـبـا أو حــربـا"، وكان القول المطبّق للفعل، حربًا على المحتل أجّجت نار الثورة.
وما إن ذاع تأكيد عائلة البطل التميمي نبأ استشهاده، حتى تفاعل الفلسطينيون في كل مكان مع الحدث، فخرًا وعزًّا وتقديرًا للشهيد وعائلته.
ففي الضفة انطلقت مسيرات عفوية تحيةً لروح الشهيد المشتبك عدي التميمي مرددين هتافات تشيد بالشهيد.
وفي القدس صدحت المآذن بنعي الشهيد المقاوم المشتبك.
أما غزة فتفاعلت مع الحدث وبلسان شبابها عهد ووعد على المضي في درب المقاومة والمواجهة حتى تحقيق ما سعى له البطل.
أيقونة وطنية
وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة "حماس"، مساء الأربعاء: إن الشهيد عدي التميمي سيبقى أيقونة وطنية فلسطينية، تمثل شجاعة الفلسطيني في نضاله ضد المحتل وبسالة المقاتل المستعد للتضحية بأغلى ما يملك.
وأضاف قاسم، في تصريح صحفي: "يتوهم الاحتلال بأن استشهاد البطل عدي التميمي منفذ عملية شعفاط، يمكن أن يوقف هذه الانتفاضة المتصاعدة".
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تفاعل الآلاف مع الحدث وتصدّر وسم #عدي_التميمي ليعكس النبض الفلسطيني المحب للشهداء والأبطال والثورة.
وترحم الكاتب ساري عرابي على الشهيد بطل عملية شعفاط، والساعي إلى الشهادة في عملية "معاليه أدوميم"، قائلاً: كل ما يمكن أن يقال يتهاوى على ساعدك يا عدي. إلى الحياة الحقة الكاملة مثلاً وهاديًا ونورًا وشاهدًا وشهيدًا.. وإنا لله وإنا إليه راجعون".
ويقول الكاتب رضوان الأخرس: "رغم الرصاصات التي أصابته ظل يقاتل حتى النفس الأخير.. إنه مشهد للتاريخ إنه موقف تهتز له الأبدان، هذا #عدي_التميمي لحظة اشتباكه مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في #القدس قبل قليل وهذه عمليته الثانية بعد #عملية_شعفاط التي نفذها قبل 10 أيام".
أما جهاد حلس فكتب قائلا: "ما أعظمها من نهاية تليق بالبطل، رحمك الله يا تميم يا فخر فلسطين، بل يا فخر أمة الإسلام أجمعين!!".