المقدسي سليمان الجهالين يتذوق كأس التهجير مرتيْن

  • الخميس 27, أكتوبر 2022 12:00 م
  • المقدسي سليمان الجهالين يتذوق كأس التهجير مرتيْن
برباطة جأش وإرادة صلبة قابَل المقدسي سليمان إبراهيم الجهالين قرار الاحتلال الإسرائيلي هدم بيته للمرة الثانية، بفارق زمني عشرة أعوام، قائلًا: "هما يهدّوا واحنا نبني، وين بدنا نروح؟ هذه أرضنا وبلادنا، سنبقى بها رغم محاولاتهم لتهجيرنا منها".
المقدسي سليمان الجهالين يتذوق كأس التهجير مرتيْن
فلسطين أونلاين
برباطة جأش وإرادة صلبة قابَل المقدسي سليمان إبراهيم الجهالين قرار الاحتلال الإسرائيلي هدم بيته للمرة الثانية، بفارق زمني عشرة أعوام، قائلًا: "هما يهدّوا واحنا نبني، وين بدنا نروح؟ هذه أرضنا وبلادنا، سنبقى بها رغم محاولاتهم لتهجيرنا منها".
هدموا حلم العمر والجهالين (34 عامًا) أبٌ لسبعة أبناء، يقطن في تجمّع أبو النوار شرقي القدس المحتلة، عاش نكبتيْن بفعل ملاحقة الاحتلال له بالطرد والتهجير والهدم، حيث شرع الاحتلال في هدم بيته الذي يؤويه وعائلته في المرة الأولى عام 2011 وعاود الكرّة في 2021م.
يعود بذاكرته إلى أكثر من عشر سنوات مضت للحديث عن النكبة الأولى له ولعائلته عندما هدم الاحتلال البيت الذي كان يؤويهم فجأة دون توجيه أي إخطار بالهدم له أو وجود قضايا في المحاكم بينه وبين الاحتلال، فقد اقتحمت قوات من جيش الاحتلال مكان سكنه وأبعدته عن المكان وحوّلت منزله إلى ركام.
يقول لصحيفة "فلسطين": "مع أول ضربةٍ لآليات الاحتلال وهي تنخر جدران البيت تشعر بأن حلم عمرك قد هُدم، وبأن مصيرك الضياع والتشتت، وكأن نكبة حلت عليك، ناهيك بالتساؤلات والهواجس التي تدور برأسك عن مصيرك أنتَ وأبنائك".
وما يزيد الطين بلة من وجهة نظر الجهالين أن آليات الاحتلال وعماله يعيثون فسادًا في أثاث البيت، فيصبح غير صالح للاستخدام ما يزيد الخسائر المادية.
ويضيف: "لا يوجد تفسير لأفعالهم سوى رغبتهم في تهجير أهالي القدس الأصليين وتفريغها من سكانها، بطرق مختلفة من هدم وتهجير قسري، وفرض غرامات مالية باهظة".
ويلفت إلى أن كثيرًا من المقدسيين يجدون أنفسهم مضطرين إلى هدم بيوتهم بأيديهم لتجنب الغرامات الباهظة إذا هدمت قوات الاحتلال البيت، "وبعد أن يهدم منزله، يضطر إلى أن يعيش مشردًا أو في منزل بعيد عن القدس، أو فوق ركام منزله".
ذريعة عدم الترخيص والذريعة التي تتخذها قوات الاحتلال لهدم بيت الجهالين هي ذاتها التي تتحجج بها لهدم بيوت كثيرٍ من المقدسيين منذ عام 1967م وهي "عدم الترخيص".
لم يستسلم الجهالين لهدم الاحتلال منزله، فأعاد بناءه مرة ثانية في البقعة ذاتها ليؤكد تمسّكه بأرضه وصموده رغم إجراءات القمع.
ويستدرك بالقول: "عاد الاحتلال ليحاربني مرة ثانية في المأوى الذي يحميني من حر الصيف وبرد الشتاء، وشرع في هدمه لتحل نكبةٌ ثانية عليَّ وعلى عائلتي الذين لم ينسوا بعدُ ما حل بهم في المرة الأولى".
لم يكن الوضع سهلًا البتة على أطفال الجهالين الذين لا ينفكون عن سؤاله "يابا وين بدنا نروح؟" "وين بدنا نسكن؟" "كيف بدنا نام؟" وغيرها من التساؤلات البديهية التي لا يجد لها جوابًا.
ولكنهم رغم صغر سنهم فإنهم احتذوا بوالدهم في صموده وإصراره على البقاء في القدس، وبات لديهم الحرص ذاته على الصمود في المدينة، غير آبهين بما يفعله الاحتلال بحقهم.
اضطر الجهالين هذه المرة للبناء في مكان آخر بعيد عن بقعة السكن الأصلية، فهدم "بركسًا" قديمًا خاصًّا به وبنى بدلًا منه بيتًا صغيرًا ليؤوي عائلته به، في انتظار أن تلوح له فرصة لإعادة بناء منزله المهدوم.
ويقع تجمع أبو النوار على مساحة 500 دونم من أراضي قرية أبو ديس، بعد أن هُجروا عام 1948م من "تل عراد" في بئر السبع. ومنذ عام 1967م اتبعت سلطات الاحتلال سياسة عدوانية ممنهجة تجاه المقدسيين؛ بهدف تهجيرهم من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية؛ أبرزها: هدم المنازل والمنشآت، وحرمانهم تراخيص البناء.