"خلف السور".. قصة "مريم" لتوعية الأطفال المقدسيين

  • الخميس 29, ديسمبر 2022 11:13 ص
  • "خلف السور".. قصة "مريم" لتوعية الأطفال المقدسيين
داخل المسجد الأقصى تدور أحداث قصة "خلف السور" لتتخللها إجابات لأسئلة الأطفال باستخدام أسلوب شائق يعتمد على زرع قيم الرباط لدى الأطفال المقدسيين، وتوعيتهم بما يدور حولهم، فالقصة هي محاكاة لأحداث حقيقية تحدث يوميًّا في المدينة المحتلة.
"خلف السور".. قصة "مريم" لتوعية الأطفال المقدسيين
فلسطين أونلاين
داخل المسجد الأقصى تدور أحداث قصة "خلف السور" لتتخللها إجابات لأسئلة الأطفال باستخدام أسلوب شائق يعتمد على زرع قيم الرباط لدى الأطفال المقدسيين، وتوعيتهم بما يدور حولهم، فالقصة هي محاكاة لأحداث حقيقية تحدث يوميًّا في المدينة المحتلة.
شغفي بالقصص وتبنّت كاتبة القصة المقدسية مريم أبو سنينة في أثناء تأليفها لها، مبدأً يقوم على ألا يألف الطفل مشهد الاحتلال الإسرائيلي في يومه في المدينة المقدسة كأيِّ مشهد عادي ويمر عليه مرور الكرام. فمؤلفة قصة "خلف السور" هي المقدسية مريم أبو سنينة، التي أطلقت مؤخرًا سلسلتها القصصية للأطفال عن المسجد الأقصى، وافتتحتها بقصة "خلف السور" التي خرجت للنور مطبوعة.
وأبو سنينة وُلدت وترعرعت في بلدة سلوان في القدس المحتلة، وحاصلة على شهادة بكالوريوس التربية والشريعة الإسلامية من جامعة القدس المفتوحة، لكنها اتجهت لتعمل في مجال شغفها وهو الفنون. افتتحت مشروعها الخاص، فريق Eve Art الذي تُنظّم من خلاله دورات لتعليم رسم الأكريليك والجداريات، كما ترسم للزبائن لوحات البورتريه بالرصاص وفق طلبهم. تقول لصحيفة "فلسطين": "اكتشفتُ شغفي بالقصص في أثناء روايتي الحكايات يوميًّا لابنَيَّ أمير وبيبرس، وعزّزتُ ذلك بالناحية العلمية من خلال دراسة الببلوترابيا (العلاج العاطفي بالقصة) في كلية القاسمي".
وطوَّرت "أبو سنينة" هذه المهارة عبر برنامج "تفعيل القصص" في مكتبة المسجد الأقصى المبارك (حيث تعمل)، ورياض الأطفال، مشيرةً إلى أنّ التفعيل يقوم على عقد فعاليات للأطفال قبل وبعد رواية القصة.
الوعي بما يحدث انتقلت مريم من رواية القصص لكتابتها مع بداية انتشار جائحة كورونا، التي ألهمتها بأنه من الأجدر بالفلسطينيين قبل أن يواجهوا فيروس كورونا أن يواجهوا فيروس الاحتلال الإسرائيلي، فبدأت بكتابة سلسلة قصصية هدفت من خلالها لأن يكبر الأطفال المقدسيون بوعيٍ تامٍّ لما يحدث حولهم، بحيث لا يألفون الغرباء "الاحتلال"، ويُميّزون أيّ تلوث بصري في المكان.
وتُضيف أبو سنينة: "ونظرًا للتكلفة العالية لإنتاج القصة وشروط دور النشر التي لا تتماشى مع نوع قصتي، تأخرتُ في إصدارها قصة "خلف السور" كانت البداية، وستتبعها قصص أخرى تُكمل السلسلة، وخروجها للنور بات قريبًا ".
وتشير إلى أنّ أدب الطفل الفلسطيني يفتقر لقصص تُعزّز الوعي الخاص بهويته وارتباطه بمقدساته خاصة المسجد الأقصى، على الرغم من أنّ الأطفال الفلسطينيين يُعايشون أحداث الاحتلال يوميًّا.
وتمضي بالقول: "لذلك ارتأيتُ أنّ مهمتي كمربية وكاتبة أن أُعزّز قيم الرباط من خلال الأسلوب القصصي المُحبّب للأطفال، وتوعيتهم بقضيتهم، وتعزيز حبهم للأقصى".
فـ"خلف السور" تبين الحجم الزمني الحقيقي لكلّ احتلال وأنه إلى زوال مهما طال، "من المهم توعية الأطفال والناشئين بهذه الحقيقة وألا يألفوا المشهد المظلم للاحتلال ويعتادوه".
وتُضيف: "فلا بد أن يدركوا أنّ هذا الواقع مؤقت، وسيأتي يومًا وينتهي، والطفل جزء من تغيير هذا الواقع، فقد راهن الاحتلال منذ نشأته على نسيان الأجيال الجديدة للقضية الفلسطينية، لذلك شعاري في القصة كان لن يموت الكبار إذا ما غُرست القضية في ذاكرة الأطفال".
وتتابع حديثها: "خلف السور ليست مجرد قصة أطفال عادية، بل تركت للأطفال أن يطلقوا عنان خيالهم بربط العنوان بالأحداث، وللمربين بتعزيز القيم الدينية وتوضيح بعض المفاهيم الغائبة عن تنشئة أطفالنا، لننعم بمستقبل حافل بالقدوات التي يُحتذى بها".
وستُصدر أبو سنينة العديد من القصص التي تتناول جوانب الطفولة المقدسية، وتطمح من خلال كتاباتها القصصية إلى أن تنقذ طفليْها وغيرهم من الأطفال المقدسيين من التهويد المُمنهج لهذا الجيل، وأن يعلموا تمامًا ما الذي يجري خلف سور القدس وصولًا لرحيل الاحتلال منه إلى حيث أتى.