محاولات "شيطنة" رمضان.. هكذا يستعد الاحتلال للشهر الفضيل في القدس
أسيل الجندي – الجزيلرة نت
القدس المحتلة - لا يترك الاحتلال الإسرائيلي فرصة للتضييق على الفلسطينيين إلا واستغلها، خاصة بمدينة القدس وفي المناسبات الدينية والوطنية، وهو ما يبدو أنه يستعد له مع قرب حلول شهر رمضان المبارك الذي من المتوقع أن تشتعل فيه المواجهات بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
وضمن الاستعدادات الاستثنائية أمر وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير باعتبار الألعاب النارية مواد متفجرة ومحاسبة كل من تُضبط بحوزته، ويرجع ذلك -حسب ادعائه- إلى استخدامها ضد أفراد الشرطة في منطقة باب العامود وخلال المواجهات في أحياء القدس.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، جندت الشرطة الإسرائيلية في صفوفها جنود احتياط للخدمة في وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود في القدس، مع تدهور الوضع الأمني، وفقا لما نقلته صحيفة "إسرائيل اليوم".
الضغط سيوّلد الانفجار
في هذا السياق، وردا على سؤال إذا كانت هذه الإجراءات الاستباقية ستكبح جماح غضب المقدسيين خلال الشهر الفضيل، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن الإجابة القصيرة هي لا، أما فحوى الإجابة الأطول فهو ضرورة أن يفهم الاحتلال أن هذه الإجراءات والضغط الذي يصاحبها يزيدان الغضب وحالة التحدي.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال الهدمي إن المقدسيين نجحوا في ضرب الاحتلال في سويداء القلب، فبعد سنوات طويلة من العناء للحصول على الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لدولته والتوقيع على اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، توقع الاحتلال أن ذلك سيؤدي إلى شرعنة وجوده في القدس لأنه يرى أن المدينة أيقونة السيادة ولا معنى لوجوده من دونها، لكنه تفاجأ ومنذ عام 2017 بالتحديد أنه يفقد السيطرة على المدينة وأهلها بشكل أكبر.
فقدان السيطرة المستمر يرعب السلطات الإسرائيلية في القدس ويدفعها لاتخاذ مزيد من الإجراءات التعسفية لكبت المقدسيين، وهذا لم ينجح سوى في تكبيدها مزيدا من الخسائر، لأن السياسات القمعية لم تُجدِ نفعا -وفقا لرئيس الهيئة- الذي توقع أن تشهد المدينة اشتعالا جديدا خلال شهر رمضان.
وأضاف الهدمي أن الفلسطينيين سيستمرون في طقوسهم الاحتفالية في الشهر الفضيل بباب العامود والمسجد الأقصى، وفي المقابل سيتحدى المتطرفون هذه المظاهر بتكثيف اقتحاماتهم للمسجد واستفزاز المقدسيين في باب العامود والبلدة القديمة، وهذا سيؤجج الأوضاع بلا شك.
"شيطنة" رمضان
بدروه، استهل الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد حديثه بالقول إن تكثيف التغطية الإعلامية الإسرائيلية حول شهر رمضان والإجراءات التي يتم الحديث عنها، تشعره بأن هناك محاولة إسرائيلية لـ"شيطنة وتجريم" شهر رمضان بهدف شرعنة السلوك والسياسات الإسرائيلية في هذا الشهر بالتحديد.
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار شديد إلى أن الأوضاع مرشحة للاشتعال في القدس خلال رمضان القادم لسببين: الأول تزامن عيد الفصح اليهودي مع الأسبوع الثالث من الشهر الفضيل، والثاني أن إيتمار بن غفير وجماعته لم يكونوا جزءا من الحكومة الإسرائيلية في رمضان الماضي.
وحول السيناريوهات التي تتهيأ لها إسرائيل من خلال التحضيرات الاستثنائية على الأرض، قال شديد إنها تريد أن تضرب عصفورين بحجر واحد: الأول يريد بن غفير اصطياده بمنع الوصول للمسجد الأقصى والصلاة فيه والتصعيد مع جبهة غزة ومحاولة استعادة الردع، لأن الصهيونية الدينية ترى أن هذا هو الوضع الطبيعي باستمرار الاشتباك وتوجيه الضربات للفلسطينيين.
أما العصفور الثاني الذي يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اصطياده، فهو -حسب شديد- افتعال أي مواجهة أو حرب للتأثير سلبا على الحراك والاحتجاجات في إسرائيل، التي يخشى تدحرجها وتطورها ضد ما يسميه هو الإصلاحات، ويسميه معارضوه الانقلاب القضائي.
وختم شديد حديثه بالقول إنه لا يستبعد دخول إجراءات وقرارات تعسفية جديدة إلى حيز التنفيذ في رمضان، كتجريم التجمهر في باب العامود ومنع تشغيل الأناشيد التي تصدح بها مكبرات الصوت من محلات البلدة القديمة والإنارة الخاصة بزينة رمضان.
والهدف من تجريم كل ذلك -وفقا للباحث الفلسطيني- "طمس الهوية العربية الفلسطينية للقدس لأنه يراد تمرير شهر رمضان كبقية أشهر العام من دون طقوس وملامح خاصة".
أسيل الجندي – الجزيلرة نت
القدس المحتلة - لا يترك الاحتلال الإسرائيلي فرصة للتضييق على الفلسطينيين إلا واستغلها، خاصة بمدينة القدس وفي المناسبات الدينية والوطنية، وهو ما يبدو أنه يستعد له مع قرب حلول شهر رمضان المبارك الذي من المتوقع أن تشتعل فيه المواجهات بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
وضمن الاستعدادات الاستثنائية أمر وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير باعتبار الألعاب النارية مواد متفجرة ومحاسبة كل من تُضبط بحوزته، ويرجع ذلك -حسب ادعائه- إلى استخدامها ضد أفراد الشرطة في منطقة باب العامود وخلال المواجهات في أحياء القدس.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، جندت الشرطة الإسرائيلية في صفوفها جنود احتياط للخدمة في وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود في القدس، مع تدهور الوضع الأمني، وفقا لما نقلته صحيفة "إسرائيل اليوم".
الضغط سيوّلد الانفجار
في هذا السياق، وردا على سؤال إذا كانت هذه الإجراءات الاستباقية ستكبح جماح غضب المقدسيين خلال الشهر الفضيل، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن الإجابة القصيرة هي لا، أما فحوى الإجابة الأطول فهو ضرورة أن يفهم الاحتلال أن هذه الإجراءات والضغط الذي يصاحبها يزيدان الغضب وحالة التحدي.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال الهدمي إن المقدسيين نجحوا في ضرب الاحتلال في سويداء القلب، فبعد سنوات طويلة من العناء للحصول على الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لدولته والتوقيع على اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، توقع الاحتلال أن ذلك سيؤدي إلى شرعنة وجوده في القدس لأنه يرى أن المدينة أيقونة السيادة ولا معنى لوجوده من دونها، لكنه تفاجأ ومنذ عام 2017 بالتحديد أنه يفقد السيطرة على المدينة وأهلها بشكل أكبر.
فقدان السيطرة المستمر يرعب السلطات الإسرائيلية في القدس ويدفعها لاتخاذ مزيد من الإجراءات التعسفية لكبت المقدسيين، وهذا لم ينجح سوى في تكبيدها مزيدا من الخسائر، لأن السياسات القمعية لم تُجدِ نفعا -وفقا لرئيس الهيئة- الذي توقع أن تشهد المدينة اشتعالا جديدا خلال شهر رمضان.
وأضاف الهدمي أن الفلسطينيين سيستمرون في طقوسهم الاحتفالية في الشهر الفضيل بباب العامود والمسجد الأقصى، وفي المقابل سيتحدى المتطرفون هذه المظاهر بتكثيف اقتحاماتهم للمسجد واستفزاز المقدسيين في باب العامود والبلدة القديمة، وهذا سيؤجج الأوضاع بلا شك.
"شيطنة" رمضان
بدروه، استهل الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد حديثه بالقول إن تكثيف التغطية الإعلامية الإسرائيلية حول شهر رمضان والإجراءات التي يتم الحديث عنها، تشعره بأن هناك محاولة إسرائيلية لـ"شيطنة وتجريم" شهر رمضان بهدف شرعنة السلوك والسياسات الإسرائيلية في هذا الشهر بالتحديد.
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار شديد إلى أن الأوضاع مرشحة للاشتعال في القدس خلال رمضان القادم لسببين: الأول تزامن عيد الفصح اليهودي مع الأسبوع الثالث من الشهر الفضيل، والثاني أن إيتمار بن غفير وجماعته لم يكونوا جزءا من الحكومة الإسرائيلية في رمضان الماضي.
وحول السيناريوهات التي تتهيأ لها إسرائيل من خلال التحضيرات الاستثنائية على الأرض، قال شديد إنها تريد أن تضرب عصفورين بحجر واحد: الأول يريد بن غفير اصطياده بمنع الوصول للمسجد الأقصى والصلاة فيه والتصعيد مع جبهة غزة ومحاولة استعادة الردع، لأن الصهيونية الدينية ترى أن هذا هو الوضع الطبيعي باستمرار الاشتباك وتوجيه الضربات للفلسطينيين.
أما العصفور الثاني الذي يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اصطياده، فهو -حسب شديد- افتعال أي مواجهة أو حرب للتأثير سلبا على الحراك والاحتجاجات في إسرائيل، التي يخشى تدحرجها وتطورها ضد ما يسميه هو الإصلاحات، ويسميه معارضوه الانقلاب القضائي.
وختم شديد حديثه بالقول إنه لا يستبعد دخول إجراءات وقرارات تعسفية جديدة إلى حيز التنفيذ في رمضان، كتجريم التجمهر في باب العامود ومنع تشغيل الأناشيد التي تصدح بها مكبرات الصوت من محلات البلدة القديمة والإنارة الخاصة بزينة رمضان.
والهدف من تجريم كل ذلك -وفقا للباحث الفلسطيني- "طمس الهوية العربية الفلسطينية للقدس لأنه يراد تمرير شهر رمضان كبقية أشهر العام من دون طقوس وملامح خاصة".