"فلنشعل قناديل صمودها".. حملة أردنية تواصل دعمها للقدس

  • السبت 15, أبريل 2023 10:28 ص
  • "فلنشعل قناديل صمودها".. حملة أردنية تواصل دعمها للقدس
يشتعل حبَ المسجد الأقصى والمدينة المقدسة في قلوب الشباب الأردني، ليس حبًّا بالكلام والشعارات فقط، بل تترجمه حملة "لنشعل قناديل صمودها" المستمرة منذ 13 عامًا، متخذين هذا العمل حبًا وعقيدة ودفاعًا عن القدس والأقصى.
"فلنشعل قناديل صمودها".. حملة أردنية تواصل دعمها للقدس
غزة/ عمّان- فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء
يشتعل حبَ المسجد الأقصى والمدينة المقدسة في قلوب الشباب الأردني، ليس حبًّا بالكلام والشعارات فقط، بل تترجمه حملة "لنشعل قناديل صمودها" المستمرة منذ 13 عامًا، متخذين هذا العمل حبًا وعقيدة ودفاعًا عن القدس والأقصى.
وانطلقت حملة "فلنشعل" في المملكة الأردنية بهدف ترميم البيوت المهددة بالانهيار في البلدة القديمة بمدينة القدس؛ بسبب قِدمها وتضييقات الاحتلال الإسرائيلي لمنع ترميمها وكلفتها المرتفعة، كذلك تثبيت أهل البلدة القديمة حماة الأقصى والمرابطين فيه، ومنع الاحتلال الإسرائيلي من الاستيلاء على منازلهم بحجة أنها غير مؤهلة للسكن.
وتقوم لجنة "مهندسون من أجل فلسطين والقدس" في نقابة المهندسين الأردنيين منذ عام 2010، على برنامج إعمار البلدة القديمة في القدس بشكل سنوي؛ لتثبيت المقدسيين فيها ودعم صمودهم ضمن حملة "فلنشعل قناديل صمودها".
يقول عضو اللجنة المهندس رباح زلوم في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إن البرنامج أمضى تسعة مراحل من الإعمار شملت ترميم 383 وحدة سكنية، واستفادة أكثر من 1947 شخصاً من ترميم البنية التحتية في البلدة القديمة.
ويضيف "زلوم" أن تكلفة المشروع وصلت إلى 8 مليون و646 ألف و82 دينار أردني، حيث يأتي هذا الإنجاز ضمن خطة عمل وضعتها اللجنة على مدار سنوات، وبمساعدة من أبناء الشعب الأردني.
ويشير ضيفنا إلى أن تفاعل الشباب الأردني مع هذه القضية المقدسة هو ما أسهم في هذا الإنجاز، لا سيما الجهود المبذولة من طلبة الجامعات، ضمن "لجان القدس".
لجان القدس..
تُعتبر لجان القدس من الظواهر التي ساهمت في دعم صمود المدينة المقدسة بين فئة الشباب خاصة في الجامعات، وتقوم فكرتها على مجموعات تطوعية في مختلف الكليات تعمل ضمن هيكل وخطة سنوية للتعريف بقضية القدس ومواكبة أحداثها والمساهمة في مشاريع تدعم المقدسيين، وكانت أول انطلاقة لواحدة من هذه اللجان في الجامعة الأردنية بالعاصمة عمّان عام 2013.
وفي حديث "وكالة سند للأنباء" مع المسؤولة في لجنة القدس زينة نافع، تلفت إلى أن دور لجان القدس يكون في أكثر من 20 جامعة وكلية حكومية وخاصة في الأردن، من ضمنها الجامعة الهاشمية في محافظة الزرقاء وجامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا في محافظة إربد، إضافة إلى جامعة البلقاء في السلط.
وتصف "نافع" دور اللجان بـ"التراكمي"، موضحةً أن الوصول إلى هذا القبول والتفاعل بين الشباب والمشاركين، يكون بخطة محكمة منذ بداية العام وأنشطة وفعاليات تنظمها اللجنة؛ لرفع الوعي بحيثيات قضية المدينة المقدسة، حسب تعبيرها.
وتطرح اللجنة مخططات برامجية، يتم فيها عرض المواضيع المهمة على الساحة الفلسطينية كاقتحام المسجد الأقصى، واعتقال المقدسيين، ودور الشباب في نصرة هذه القضية، والتركيز على أبرز فكرة وهي "ماذا يمكن أن يقدم الشباب للمسجد الأقصى"؟.
آلية عمل اللجان..
وفي بعض التفاصيل حول آلية عمل اللجان، تبيِّن "نافع" أن فريق "لجنة القدس" في الجامعات يقوم بالتعريف عن الحملة للطلبة، وبيعهم بعض المنتجات بحيث يذهب العائد المادي إلى التبرعات المُقدمة، في حين يقوم البعض بالدفع بدون مقابل أو من خلال التبرع بقطع من الذهب؛ حباً للأقصى.
وبهذا الصدد تم الإعلان عن عروض لجلسات تصوير يذهب ريعها لصالح الحملة، وكذلك إصدار العديد من المنتجات مثل المفكرات والدفاتر، التي يتم تسويقها داخل الجامعة بالتعاون مع المتطوعين ويذهب ربحها لصندوق الحملة.
وتضم التفاعلات أنشطة ميدانية تشمل الكليات الأردنية، وأنشطة إلكترونية على المنصات الأربعة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة باللجنة.
تجديد للعهد..
من جهته، يقول مسؤول لجنة القدس في جامعة اليرموك بمدينة إربد حمزة العضايلة لـ "وكالة سند للأنباء"، إنه يتم جمع التبرعات بشكل أساسي عبر إيداع المتبرعين أموالهم في حساب اللجنة، إضافة إلى توزيع حصالات تحمل شعار الحملة على مؤسسات تجارية ومحال يرتادها الناس بحيث يتبرعون عبر وضعهم النقود في الحصالة.
بينما يتم إيداع حصيلة هذا الدعم في حساب خاص بتبرعات الحملة، ومن ثم تتكفل الحملة ونقابة المهندسين الأردنيين بباقي عملية وصول الدعم للبلدة القديمة، وفقاً لما ذكره "العضايلة".
ويوضح أن هذه المشاركة السادسة للجنة القدس في حملة "فلنشعل" بجامعة اليرموك، حيث جمعت منذ عام 2015 ما يقارب 84.300 ألف دينار أردني.
ويرى أن ما يميز هذه الحملة أنها مثال مداومة الشعب الأردني على وقوفه مع إخوته الفلسطينيين في القدس، ومثال تجديد العهد على المؤازرة التي توصل رسالة للاحتلال الإسرائيلي أنه "مهما كثرت المحددات أمامنا في نصرة أهلنا لن نبرح ثغرنا في الدفاع عنهم، وسنسخر كل ما نستطيعه في خدمة هذا الغرض الشريف".
شحذ الهمم..
أما الشاب براء يعقوب وهو أحد المسؤولين ضمن لجان القدس، يؤكد لـ"وكالة سند للأنباء" أنَّ اللجنة بالجامعة الأردنية بمشاركاتها السبعة، جمَّعت ما يزيد عن 733 ألف دينار؛ حيث تجاوزت المليون دولار مع آخر حملة، عن طريق التبرع المباشر أو "الأونلاين".
وبحسب "يعقوب" فإن دور لجان القدس يستمر في الجامعات الأردنية بكونهم امتداد أساسي لا يتجزأ في دعم صمود المقدسيين وتثبيتهم بالبلدة القديمة، فحظيت المبالغ المشاركة من الجامعات في كل عام بالحصة الأكبر من مجموع ما يتم جمعه في الحملة سنوياً.
وفي سؤالنا عن مدى تأثير هذه الحملة على الشباب الأردني، يقول "يعقوب" بكل حب: "تؤثر هذه الحملة على الشباب الأردني بشكل أو بآخر، كونهم خط الدفاع الثاني، وأكبر تجمع شبابي مقدسي طلابي لفلسطين".
ويردف: "في كل حملة يكون لشباب الأردن أثر يسبقهم للقدس بأموالهم وتُشحذ الهمم في كل عام بهاد التوقيت، كما يُنشر الوعي بينهم على أوسع نطاق وينقلون الرسالة لكل الشباب الأردني".