"شريان الحياة".. مشروع استيطاني يلتهم القدس ويحولها لـ"تل أبيب"

  • الأحد 07, مايو 2023 09:59 ص
  • "شريان الحياة".. مشروع استيطاني يلتهم القدس ويحولها لـ"تل أبيب"
تحت مسمّى "شريان الحياة"، تواصل آلة الاستيطان الإسرائيلية العبث بأراضي الفلسطينيين ونهشها والاستيلاء عليها، بهدف فصل مدينة القدس عن الضفة الغربية بشكل كامل، وعزلها عن الكثافة السكانية الفلسطينية في العيزرية وأبو ديس.
"شريان الحياة".. مشروع استيطاني يلتهم القدس ويحولها لـ"تل أبيب" الجديدة
القدس - وكالة سند للأنباء
تحت مسمّى "شريان الحياة"، تواصل آلة الاستيطان الإسرائيلية العبث بأراضي الفلسطينيين ونهشها والاستيلاء عليها، بهدف فصل مدينة القدس عن الضفة الغربية بشكل كامل، وعزلها عن الكثافة السكانية الفلسطينية في العيزرية وأبو ديس.
تختلف المسيميات، لكن الهدف واحد، فـ "شريان الحياة" المزعوم، يقطع آخر أمل بولادة الدولة الفلسطينية، ويقطع أوصال الضفة الغربية جنوبها عن شمالها إلا عبر طريق واحد لا يتعدى عرضه 16 مترًا.
هذا المخطط الذي يسير تزامنًا مع التهديد بإخلاء تجمّع "الخان الأحمر" البدوي شرقي القدس، ومشروع "طريق السيادة"، ضمن مشروع استيطاني كبير يحمل "القدس الكبرى"، والمعلن عنه منذ 10 سنوات، تحاول فيه "إسرائيل" إقامة العاصمة المزعومة لها، وتبدأ فيه مرحلة الفصل النهائي للقدس عن محيطها.
وتعتبر "إسرائيل" الأراضي المقام عليها التجمع البدوي "أراضي دولة"، وتدعي إنه "بني من دون ترخيص"، وهو ما ينفيه السكان.
ويحيط بالتجمع مستوطنات إسرائيلية ويقع ضمن الأراضي التي يستهدفها الاحتلال لتنفيذ مشروع "E1" الذي يتضمن إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية لربط مستوطنة "معاليه أدوميم" مع القدس وعزل المدينة عن محيطها، وتقسيم الضفة إلى قسمين، بما يؤدي إلى القضاء على خيار "حل الدولتين" وفق مراقبين فلسطينيين.
حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، حذّرت بدورها من أن شق طريق الفصل العنصري شرق القدس، ليربط العيزرية والزعيم، سيؤدي فعليًا إلى ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى "إسرائيل"، وتنفيذ المخطط الاستيطاني "E1"، وإخلاء تجمع الخان الأحمر.
وتابعت: أن "إنشاء نظام طريق منفصل للإسرائيليين والفلسطينيين، سيسمح للنظام الأمني بإغلاق منطقة معاليه أدوميم في وجه الفلسطينيين دون بناء جدار الفصل المخطط له هناك".
وحذرت من أنه "سيكون لشق الطريق أثر مميت على الدولة الفلسطينية المستقبلية والمنطقة بأكملها في قلب الضفة، كما سيكون له تأثير قاتل ومباشر على الفلسطينيين الذين يعيشون بالقرب من المنطقة أو داخلها".
وبحسب شخصيات مقدسية تحدثت لـ "وكالة سند للأنباء"، فإنّ المشروع يفتح الباب واسعا أمام ضمّ المستوطنات الكبرى في الضفة، وعلى رأسها معاليه أدوميم، وتسهيل التواصل الجغرافي بين هذه المستوطنات.
ويقضّم مشروع الطريق لوحدة قرابة 16 ألف دونم من أراضي المقدسيين، ويفصل القدس عن محيطها في الضفة المحتلة جنوبا وشرقا وغربا وشمالا.
فصل القدس كليًّا..
الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، يقول إن المشروع من الناحية العملية يفصل القدس عن الضفة بشكل كامل، وفصل منطقة "جفعات إيتام"؛ لتغلق بشكل نهائي وتام عن جسم الضفة الغربية.
ويوضح "حنتش" أن الضفة بموجب المشروع تصبح جزئين شمالي وجنوبي، لا يربط أي منهما سوى طريق رقم 40، الذي لا يتجاوز عرضه 16 مترًا.
ويشير إلى أنّ القدس أصبحت ضمن مخططات الاحتلال خارج جسم الضفة ويجعلها منطقة واحدة، يضم إليها أيضا منطقة غور الأردن، ليحقق مشروعه الاستراتيجي في اعتبار القدس عاصمة موحدة لكيانه.
ويبيّن "حنتش"، أن الاحتلال يخطط منذ سنوات لتحويل القدس لـ "تل أبيب ثانية"، وبدأ بحفر أنفاق تصل لغوش عتصيون التي يعتبرها الاحتلال جزءًا لا يتجزأ من القدس الكبرى التي تصل للد والرملة.
من جهته، يرى الباحث في شؤون الاستيطان محمد عواد، أنّ مشروع "القدس الكبرى"، محاولة لربط شمال القدس بجنوبها، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال بدأت بجملة من المشاريع التي تحسمها بشكل نهائي، وفي المقدمة منها إزالة الخان الأحمر.
ويقول "عواد" إن السكك الحديدية، وإنشاء الأنفاق، والاستحواذ على الأراضي، تشير لحسم إسرائيلي لمشروع وضعته في أول يوم احتلت به مدينة القدس، وتطمح بإنهائه عام 2035م، مبينًا أن المشروع الذي يسمى بـ (2020) نسبة للخطة التنفيذية التي أقرّت في ذلك العام، ينتهي بعام 2035م.
ويلفت إلى أنّ المخطط الهيكلي للمشروع، يمتد جنوبا من أراضي بيت لحم، ويفصل طريق المسيح تماما، ويعزل القدس عن المدينة وعن الخليل كذلك، ويشمل سلسلة كبيرة من المستوطنات (افراكا وعتصيون)، ويمتد شمالا لبوابة رام الله والبيرة.
ويهدف المشروع بشكل أساسي عزل القدس عن محيط الكثافة السكانية في العيزرية وأبو ديس، إلى جانب عزلها جغرافيا عن الضفة، بحسب "عواد".
ويكمل: "سيصادر المشروع أكثر من 16 ألف دونم من أراضي المقدسيين، وسيطرد ويهجّر أكثر من 1500 شخص من البدو بمنطقة جبل البابا (الجهالين) والخان الأحمر، وفي جانب آخر تسعى سلطات الاحتلال إلى عزل المقدسيين بالكامل ومنع اختلاطهم في الطريق مع المستوطنين".
من جانبه، يقول المختص في الشأن الاستيطاني عبد الله أبو رحمة، إن المشروع يهدف لفصل القدس بشكل نهائي عن محيطها وضواحيها، لافتًا إلى أن الاحتلال يتحدث عن رصد ميزانية هائلة لفتح طرق، بينهما طريقين كبيرين بمحيط القدس وبالقرب من العيسوية.
ويضم المخطط "معاليه أدوميم"، إلى جانب ضم مشروع "إيوان" الذي يربط مستوطنات جنوب الضفة مع وسطها، إضافة لزيادة الوحدات الاستيطانية التي يجري تنفيذها حاليا والمصادقة عليها.
كما يشمل المشروع مطار القدس وأراض واسعة جدا في المنطقة، ثم يتمد غربا نحو وادي الأردن، شاملا سلسلة كبيرة من المستوطنات في مقدمتها معاليه ادوميم، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في محيط مطار القدس، وأخرى بين القدس وبيت لحم بهدف الفصل بينهما.