مهرجان القدس للتسوق.. بوابة تُشرَع لإنعاش اقتصاد أسواق البلدة القديمة
غزة| القدس – فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء
افتتحت البلدة القديمة في القدس أبوابها صباح أمس السبت مشرعة أمام أكثر من خمسة آلاف فلسطيني من مدن الداخل المحتل، الذين تسابقوا مسرعين مقبلين للتزوّد باحتياجات عيد الأضحى المبارك من البلدة، بنِيَّة الدعم والتمكين لأهل وتجّار المدينة.
وانطلقت فعاليات مهرجان القدس للتسوّق، بتنظيم من جمعيّة الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية، ومؤسسة "مسلمات" كلَّ عام؛ ليكون هذه المرة استعدادًا واستقبالًا لعيد الأضحى وتثبيتًا ودعمًا وتمكينًا لأهل المدينة المقدسة وأسواقها.
وبدأت فعاليات المهرجان عند الساعة التاسعة والنصف صباحاً وانتهت بعد صلاة الظهر، وتشمل التسوق للعيد من البلدة القديمة، وتكثيف التواجد في المسجد الأقصى، كذلك التعرف على أسواق جديدة في القدس، ناهيك عن الامتيازات المقدمة كالحصول على كوبونات وتخفيضات للأسعار من المحال التجارية المشاركة، وكوبونات للعائلات المتعففة المشاركة في المهرجان.
يقول مسؤول قوافل الأقصى أحمد أبو الهيجا لـ "وكالة سند للأنباء"، إن أكثر من 70 حافلة تضم الواحدة منها 50 راكباً، بالإضافة إلى مئات السيارات انطلقت من بلدات الداخل المحتل؛ لدعم أسواق البلدة القديمة والشراء منها، وتكثيف التواجد في المسجد الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي.
ويستدرك: "مهرجان التسوق لا يقتصر على الكبار فحسب، بل تشجع جمعية الأقصى حضور الأطفال؛ لما له من أهمية في التعريف بمدينة القدس، كما سيحظون بورشات فنية وثقافية وألعاب، تليها جولات تعليمية في البلدة القديمة والمسجد الأقصى والتعرف على الأماكن الفلسطينية المقدسة".
وفي إطار الاستعدادات يبيِّن "أبو الهيجا" أن كلاً من رعاة المهرجان شرعوا بتنظيم استقبال المشاركين من مدن الداخل المحتل، مُستهدفين جميع الفئات.
أجواء مبهجة..
ويضعنا "أبو الهيجا" أمام مُجريات الأحداث في هذا المهرجان قائلاً، إن البداية ستكون عند انطلاق القوافل من الداخل إلى أن تصل باب العامود في البلدة القديمة، حيث ستتواجد نقاط استقبال وتوجيه للحافلات، بينما سيشرع النشطاء بتوزيع البالونات على الأطفال.
وستنطلق محطات التسوق الحر في كلٍ من سوق باب خان الزيت، سوق طريق الواد، سوق القطانين، وغيرها من الأسواق، حيث سترافقها جولة في البلدة القديمة بمشاركة قيادات الحركة الإسلامية.
بينما سيحظى الأطفال بمحطات ثقافية وترفيهية عند مفترق سوق باب خان الزيت وطريق الواد، ومفترق باب المجلس، كذلك مدخل باب القطانين، ومحطة داخل سوق باب خان الزيت.
وأبدى عدد من المشاركين في حديثهم لـ "وكالة سند للأنباء" استعدادهم للمضي في قوافل القدس، للمساهمة في إنعاش اقتصاد البلدة القديمة وتعزيز التواجد في المسجد الأقصى، لافتين إلى أنهم يعتزمون قضاء ما يخص حوائج العيد من أسواق القدس.
وترى الحاجة "أم جبر" من بلدة طمرة في الداخل المحتل، زيارة أسواق البلدة القديمة ضرورة ملحة لمساعدة التجار المقدسيين، لكنها واجب ديني في المقام الأول لمجابهة الاحتلال ضد جرائمه المتصاعدة في القدس والأقصى.
واقع صعب..
ومن زاوية أخرى، تعاني البلدة القديمة في مدينة القدس من ركود اقتصادي صعب، إلى جانب تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانياً، ما يشعل فتيل المواجهة بين التجار المقدسيين، وعدم إتاحة الفرصة للاحتلال ومستوطنيه أن يعيثوا الفساد فيها.
يقول التاجر وعضو لجنة التجار في مدينة القدس أحمد دنديس، إن ما يسعى إليه المقدسيون هو ربط الكل الفلسطيني سواء في الداخل المحتل والضفة الغربية بالمسجد الأقصى، وإبقائهم متواجدين بشكل دوري ومستمر في القدس خاصة البلدة القديمة لتفويت فرصة الاختلاء بالأقصى على المستوطنين.
ويُعبّر "دنديس" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" عن رغبته بالوجود الدائم للفلسطينيين في البلدة القديمة دون الاقتصار على المهرجانات فحسب، خاصة في ظل المظاهر الإسرائيلية القاسية التي ينتهجها المستوطنون في الأعياد اليهودية، والاقتحامات اليومية وما يرافقها من رفع للأعلام الإسرائيلية والاعتداء على المرابطين، وتكسير المركبات والمحلات، والتهجم على السكان.
وتوجهت لجنة التجار في مدينة القدس بنداء رسمي لأهل الداخل المحتل للتعاون من أجل تحشيد الفلسطينيين للبلدة القديمة وتسيير رحلات دورية، والشراء من البلدة، ما يساعد في تمكين ودعم أهل القدس أمام مخططات التهجير والتهويد.
ويصف "دنديس" معاناة التاجر المقدسي الذي يقاسي الحصار المكثف، قائلاً: "كنا نعتمد على الضفة الغربية وقطاع غزة في عملية التجارة، إلا أن جدار الفصل العنصري حال دون ذلك، فبقي المنفذ الوحيد الداخل المحتل".
ضرائب وقيود..
ولم يَسلم التجار من معاناة فرض الضرائب بشكل كبير مثل ضريبة الأملاك " الأرنونا" العامة، وهي ضريبة مفروضة بموجب قانون بلديات الاحتلال على أصحاب الممتلكات، حيث تفرض ما قيمته 370 شيكلاً على المتر الواحج من المحل التجاري، في حين يضطر صاحب المحل المكون من 100 متر بدفع 37 ألف شيكل في العام.
بالإضافة إلى ضريبة الدخل، وضريبة 18% وما يسمى التأمين الوطني والصحي، ما أدى لضعف اقتصاد البلدة القديمة بفعل الحصار موجود.
في سؤالنا "ماذا عن إغلاق الأسواق؟" يرد دنديس إن عواقب وخيمة ألمَّت بأسواق القدس جراء الضرائب المفروضة والحصار المتواصل وقلة المتسوقين، إذ بلغ عدد أسواق البلدة القديمة أكثر من 1400 محل تجاري، 365 محلاً منهم أغلقوا بالكامل، مثل سوق اللحامين، سوق الخواجات، كذلك نصف سوق العطارين، والكثير.
"لا نريد للخراب أن يزداد".. بنبرة أمل قالها "دنديس"، ويختم حديثه: "صمود التاجر المقدسي من صمود البلدة القديمة، يجب دعمه بكل الوسائل مادياً ومعنوياً، والمحافظة على هذه الشريحة من المجتمع؛ لتفويت الفرصة على الاحتلال الاستفراد بمدينة القدس".
غزة| القدس – فاتن عياد الحميدي – وكالة سند للأنباء
افتتحت البلدة القديمة في القدس أبوابها صباح أمس السبت مشرعة أمام أكثر من خمسة آلاف فلسطيني من مدن الداخل المحتل، الذين تسابقوا مسرعين مقبلين للتزوّد باحتياجات عيد الأضحى المبارك من البلدة، بنِيَّة الدعم والتمكين لأهل وتجّار المدينة.
وانطلقت فعاليات مهرجان القدس للتسوّق، بتنظيم من جمعيّة الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية، ومؤسسة "مسلمات" كلَّ عام؛ ليكون هذه المرة استعدادًا واستقبالًا لعيد الأضحى وتثبيتًا ودعمًا وتمكينًا لأهل المدينة المقدسة وأسواقها.
وبدأت فعاليات المهرجان عند الساعة التاسعة والنصف صباحاً وانتهت بعد صلاة الظهر، وتشمل التسوق للعيد من البلدة القديمة، وتكثيف التواجد في المسجد الأقصى، كذلك التعرف على أسواق جديدة في القدس، ناهيك عن الامتيازات المقدمة كالحصول على كوبونات وتخفيضات للأسعار من المحال التجارية المشاركة، وكوبونات للعائلات المتعففة المشاركة في المهرجان.
يقول مسؤول قوافل الأقصى أحمد أبو الهيجا لـ "وكالة سند للأنباء"، إن أكثر من 70 حافلة تضم الواحدة منها 50 راكباً، بالإضافة إلى مئات السيارات انطلقت من بلدات الداخل المحتل؛ لدعم أسواق البلدة القديمة والشراء منها، وتكثيف التواجد في المسجد الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي.
ويستدرك: "مهرجان التسوق لا يقتصر على الكبار فحسب، بل تشجع جمعية الأقصى حضور الأطفال؛ لما له من أهمية في التعريف بمدينة القدس، كما سيحظون بورشات فنية وثقافية وألعاب، تليها جولات تعليمية في البلدة القديمة والمسجد الأقصى والتعرف على الأماكن الفلسطينية المقدسة".
وفي إطار الاستعدادات يبيِّن "أبو الهيجا" أن كلاً من رعاة المهرجان شرعوا بتنظيم استقبال المشاركين من مدن الداخل المحتل، مُستهدفين جميع الفئات.
أجواء مبهجة..
ويضعنا "أبو الهيجا" أمام مُجريات الأحداث في هذا المهرجان قائلاً، إن البداية ستكون عند انطلاق القوافل من الداخل إلى أن تصل باب العامود في البلدة القديمة، حيث ستتواجد نقاط استقبال وتوجيه للحافلات، بينما سيشرع النشطاء بتوزيع البالونات على الأطفال.
وستنطلق محطات التسوق الحر في كلٍ من سوق باب خان الزيت، سوق طريق الواد، سوق القطانين، وغيرها من الأسواق، حيث سترافقها جولة في البلدة القديمة بمشاركة قيادات الحركة الإسلامية.
بينما سيحظى الأطفال بمحطات ثقافية وترفيهية عند مفترق سوق باب خان الزيت وطريق الواد، ومفترق باب المجلس، كذلك مدخل باب القطانين، ومحطة داخل سوق باب خان الزيت.
وأبدى عدد من المشاركين في حديثهم لـ "وكالة سند للأنباء" استعدادهم للمضي في قوافل القدس، للمساهمة في إنعاش اقتصاد البلدة القديمة وتعزيز التواجد في المسجد الأقصى، لافتين إلى أنهم يعتزمون قضاء ما يخص حوائج العيد من أسواق القدس.
وترى الحاجة "أم جبر" من بلدة طمرة في الداخل المحتل، زيارة أسواق البلدة القديمة ضرورة ملحة لمساعدة التجار المقدسيين، لكنها واجب ديني في المقام الأول لمجابهة الاحتلال ضد جرائمه المتصاعدة في القدس والأقصى.
واقع صعب..
ومن زاوية أخرى، تعاني البلدة القديمة في مدينة القدس من ركود اقتصادي صعب، إلى جانب تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانياً، ما يشعل فتيل المواجهة بين التجار المقدسيين، وعدم إتاحة الفرصة للاحتلال ومستوطنيه أن يعيثوا الفساد فيها.
يقول التاجر وعضو لجنة التجار في مدينة القدس أحمد دنديس، إن ما يسعى إليه المقدسيون هو ربط الكل الفلسطيني سواء في الداخل المحتل والضفة الغربية بالمسجد الأقصى، وإبقائهم متواجدين بشكل دوري ومستمر في القدس خاصة البلدة القديمة لتفويت فرصة الاختلاء بالأقصى على المستوطنين.
ويُعبّر "دنديس" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" عن رغبته بالوجود الدائم للفلسطينيين في البلدة القديمة دون الاقتصار على المهرجانات فحسب، خاصة في ظل المظاهر الإسرائيلية القاسية التي ينتهجها المستوطنون في الأعياد اليهودية، والاقتحامات اليومية وما يرافقها من رفع للأعلام الإسرائيلية والاعتداء على المرابطين، وتكسير المركبات والمحلات، والتهجم على السكان.
وتوجهت لجنة التجار في مدينة القدس بنداء رسمي لأهل الداخل المحتل للتعاون من أجل تحشيد الفلسطينيين للبلدة القديمة وتسيير رحلات دورية، والشراء من البلدة، ما يساعد في تمكين ودعم أهل القدس أمام مخططات التهجير والتهويد.
ويصف "دنديس" معاناة التاجر المقدسي الذي يقاسي الحصار المكثف، قائلاً: "كنا نعتمد على الضفة الغربية وقطاع غزة في عملية التجارة، إلا أن جدار الفصل العنصري حال دون ذلك، فبقي المنفذ الوحيد الداخل المحتل".
ضرائب وقيود..
ولم يَسلم التجار من معاناة فرض الضرائب بشكل كبير مثل ضريبة الأملاك " الأرنونا" العامة، وهي ضريبة مفروضة بموجب قانون بلديات الاحتلال على أصحاب الممتلكات، حيث تفرض ما قيمته 370 شيكلاً على المتر الواحج من المحل التجاري، في حين يضطر صاحب المحل المكون من 100 متر بدفع 37 ألف شيكل في العام.
بالإضافة إلى ضريبة الدخل، وضريبة 18% وما يسمى التأمين الوطني والصحي، ما أدى لضعف اقتصاد البلدة القديمة بفعل الحصار موجود.
في سؤالنا "ماذا عن إغلاق الأسواق؟" يرد دنديس إن عواقب وخيمة ألمَّت بأسواق القدس جراء الضرائب المفروضة والحصار المتواصل وقلة المتسوقين، إذ بلغ عدد أسواق البلدة القديمة أكثر من 1400 محل تجاري، 365 محلاً منهم أغلقوا بالكامل، مثل سوق اللحامين، سوق الخواجات، كذلك نصف سوق العطارين، والكثير.
"لا نريد للخراب أن يزداد".. بنبرة أمل قالها "دنديس"، ويختم حديثه: "صمود التاجر المقدسي من صمود البلدة القديمة، يجب دعمه بكل الوسائل مادياً ومعنوياً، والمحافظة على هذه الشريحة من المجتمع؛ لتفويت الفرصة على الاحتلال الاستفراد بمدينة القدس".