تجميد أموال برامج التعليم.. هجمة إسرائيلية مسعورة ضد التعليم

  • السبت 12, أغسطس 2023 11:29 ص
  • تجميد أموال برامج التعليم.. هجمة إسرائيلية مسعورة ضد التعليم
استكمالًا لحلقات التضييق والخناق التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع التعليم في مدينة القدس المحتلة، ومحاولات أسرلته وصولًا إلى خلق جيل مقدسي جديد بفكر إسرائيلي، ذهب وزير المالية في حكومة الاحتلال المتطرفة بتسلئيل سموتريتش لتجميد الأموال المخصصة لبرامج التعليم الفلسطينية في القدس.
تجميد أموال برامج التعليم.. هجمة إسرائيلية مسعورة ضد التعليم والمناهج في القدس
فلسطين أونلاين
غزة/ نور الدين صالح:
استكمالًا لحلقات التضييق والخناق التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع التعليم في مدينة القدس المحتلة، ومحاولات أسرلته وصولًا إلى خلق جيل مقدسي جديد بفكر إسرائيلي، ذهب وزير المالية في حكومة الاحتلال المتطرفة بتسلئيل سموتريتش لتجميد الأموال المخصصة لبرامج التعليم الفلسطينية في القدس.
ويأتي قرار "سموتريتش" قبل أيام قليلة من انطلاق العام الدراسي الجديد، وهو ما ينذر بانعكاسات خطيرة على المدارس والطلبة، حسبما يقول مراقبون.
وتزامن ذلك أيضًا، مع إعلان ما تُسمى وزارة المعارف التابعة لبلدية الاحتلال افتتاح ثلاث مدارس تدرس المنهاج الإسرائيلي في مناطق مختلفة بالقدس.
وأكد مراقبون لصحيفة "فلسطين"، أن الهجمة الإسرائيلية ضد التعليم في القدس تصاعدت بوتيرة أعلى منذ تولي حكومة المستوطنين المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، وذلك ضمن سياساتها العنصرية القائمة على التهجير القسري ومحاولات إفراغ المدينة المقدسة من سكانها هجمة عنصرية وأوضح أمين سر اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس عادل غزاوي، أن الهجمة الإسرائيلية العنصرية ضد التعليم في القدس تزداد يومًا بعد آخر، مشيرًا إلى أن الهجمة بدأت تتضح معالمها أنها "دينية عنصرية".
وقال غزاوي لصحيفة "فلسطين": "توفير الميزانيات الخاصة بالمدارس والتعليم ليست مِنّة من الاحتلال، إنما هي حق لنا كشعب يعيش تحت الاحتلال، ولا سيما أننا ندفع كل المستحقات التي تفرضها بلدية الاحتلال ضدنا".
وشدد على أن "نتائج القرار الإسرائيلي ستكون سلبية، إذ سيتبعها ردة فعل فلسطينية من الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة"، مرجحًا أن يؤدي القرار إلى تأخير بدء العام الدراسي في القدس.
وبيّن أن الهجمة الإسرائيلية الشرسة والتضييق على المدارس التي تدرس المنهاج الفلسطيني تزداد بقوّة كبيرة، الأمر الذي يشكل تهديدًا ضدها وينذر بعام دراسي جديد صعب.
وأوضح غزاوي، أن سياسات الاحتلال ضد التعلم تدفع بإغلاق عددٍ من المدارس وتنذر بإغلاق المزيد، منبهًا إلى أن الهجمة الإسرائيلية ضد التعليم تضاعفت أكثر مع تولي حكومة الاحتلال المتطرفة سدة الحكم. بدوره، يرى المختص في شؤون أسرلة التعليم في القدس زيد القيق، أن القرار هو جزء من سلسلة قرارات تهدف إلى السيطرة على قطاع التعليم في القدس بذريعة الحد من التحريض في المناهج التعليمي.
وأوضح القيق لـ "فلسطين"، أن القرار يستهدف بالدرجة الأولى الطلبة الذين ينهون المرحلة المدرسية ويريدون الالتحاق بالتعليم العالي، عبر خفض الميزانيات المخصصة للبرامج التي تسعى لدمجهم في مؤسسات التعليم العالي.
وكشف أن الاحتلال استبق انطلاق العام الدراسي الجديد عبر إضافة بنود جديدة على ترخيص المدارس بالقدس تنص على أن أي مدرسة لا تلتزم بتوزيع المنهاج الفلسطيني المحرف الذي يُطبع في مطابع بلدية الاحتلال ستُسحب الرخصة منها.
وبيّن أن القرار المتعلق بترخيص المدرسة يعني عدم السماح لها باستقبال الطلبة، مشددًا على أن "هذا التصعيد الجديد نابع من إصرار وزارة المعارف الإسرائيلية على إبقاء المناهج المحرفة التابعة لها".
خطة خمسية
وسابقًا، جمد "سموتريتش" خطة خمسية للقدس المحتلة بمبلغ 2.5 مليار شيقل، بادعاء معارضته تحويل مبلغ 200 مليون شيكل لبرنامج سنة تحضيرية في الجامعة العبرية بهدف جذب الفلسطينيين المقدسيين للدراسة في الجامعات.
وبحسب القيق، فإن الخطة الخمسية تهدف إلى دمج المقدسي في المجتمع الإسرائيلي عبر دمجه في التعليم والاقتصاد، ما يعني توسيع عدد المدارس التي تدرس المناهج الإسرائيلية وتسهيل إجراءات الالتحاق بها.
وقال: "عندما استلم اليمين المتطرف مقاليد المالية في حكومة الاحتلال الجديدة لم ترق له فكرة الدمج، فهو لا يريد المقدسي أصلًا كجزء من دولة الاحتلال".
ومنذ عام 2018 يضخ الاحتلال في القدس أكثر من 25 مليون دولار أميركي سنويًا بادعاء تطوير منظومة التربية والتعليم والنشاطات اللامنهجية.
وتتوزع الميزانية على بناء المدارس التي توفر التعليم المجاني وتطبق المنهاج الصهيوني، وينفذ في أروقتها وفي أروقة المراكز الجماهيرية نشاطات لا منهجية ضخمة تسمح بالتغلغل الناعم في عقول شباب وأطفال القدس بهدف كي وعيهم وسلخهم عن هويتهم الوطنية الفلسطينية.
وكان الإعلام العبري، كشف أن قرار "سموتريتش" بإلغاء الموازنة نابع من توترات مع رئيس بلدية الاحتلال في القدس "موشيه ليون"، على خلفية سياسة مكافحة التحريض في القدس وفي ظل التنافس على الانتخابات البلدية المتوقع إجراؤها بداية تشرين أول/ أكتوبر المقبل.