أسرلة التعليم في القدس.. ابتزاز صهيوني وتقصير وإهمال فلسطيني
موطني 48
لا يكتفي الاحتلال في مدينة القدس بمحاولات تهويد المدينة ومقدساتها ومعالمها الإسلامية والمسيحية فحسب، بل يعمل وفق استراتيجية واضحة على أسرلة عقول النشء المقدسي، من خلال استهدافهم بعدة أنماط من أجل استدراجهم نحو فخ أسرلة التعليم، وبالتالي الوصول لأسرلة العقول.
ويسهل عملهم في هذا الجانب، القصور الكبير والفراغ الذي تتركه السلطة الفلسطينية والمؤسسات الداعمة للقدس سواء بإهمال هذا الملف، أو عدم تطويره على الأقل، ليستطيع منافسة ما يتم تقديمه من ميزات وإغراءات في المدارس الصهيونية أو تلك التي تخضع لأجنداتها.
وبهذا فإن الاحتلال يقتل تدريجياً ذلك الفلسطيني الذي يتمسك بأرضه وينظر له كمعتدي وسارق لمستقبله، ويحوله إلى شخص ينظر إليه على أنه قدوة في تطوره وتقدمه وتحضره، علاوة على أنه الأحق في السيطرة على الأرض وتطويعها لخدمة أجندته الاحتلالية الاستعمارية الإحلالية، وبذلك فإنه يحقق ما يصبو إليه منذ الأزل بأن يموت الجيل السابق ليخرج جيل ينسى الاحتلال وصنيعه وجرائمه.
ولهذا فإن الاحتلال يبذل جهودًا متزايدة لاعتماد منهاجه في مدارس القدس المحتلة كلها، كجزء من سياساته في تغيير الهوية والسردية التاريخية الفلسطينية والثقافة الوطنية.
ويبلغ عدد الطلبة الفلسطينيين في الجزء الشرقي من مدينة القدس، 115 ألف طالب وطالبة موزعين على 4 مظلات تعليمية، وهي مدارس تابعة لوزارة المعارف الصهيونية وبلدية الاحتلال، وأخرى تابعة للأوقاف الإسلامية تحت إشراف السلطة الفلسطينية، والمدارس الأهلية والخاصة والتي تخضع غالبيتها للأجندة الصهيونية، و6 مدارس تابعة لأونروا تضم 900 طالب فقط.
اهتمام صهيوني وقصور فلسطيني
رئيس لجنة أولياء الأمور في القدس زياد شمالي، قال إن الاحتلال افتتح هذا العام 3 مدارس في كفر عقب وشعفاط وجبل المكبر، وتعمل فقط على تدريس المنهج الإسرائيلي.
وبيّن شمالي، في تصريحات صحفية، أن سلطات الاحتلال تفتتح تقريبا 4 مدارس و4 رياض أطفال سنويا، تعلم المنهاج الإسرائيلي فقط.
وأكدّ أن الملتحقين بهذه المدارس، هم الطلبة الذين لا يستطيعون دفع الرسوم المرتفعة في المدارس الخاصة، مشيرا إلى أن المدارس الفلسطينية التابعة للسلطة لا يتغير عددها حيث لا يتم افتتاح أي مدارس جديدة.
وبين شمالي، أنه يوجد 40 مدرسة فقط تابعة للأوقاف تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وهي صغيرة ولا تستطيع استيعاب أعداد الطلبة، مشيراً إلى أن جميع هذه المدارس تخلو من المختبرات والحواسيب، ولا تتضمن ملاعب، وهي مستأجرة، وموازناتها مجتمعة لا تبلغ نصف ميزانية مدرسة واحدة تابعة للاحتلال، وفق تعبيره.
وقال إن “أقل مدرسة من المدارس التابعة لبلدية الاحتلال لا تقل ميزانيتها عن مليون شيقل سنويا”.
ومقابل ذلك، ذكر أن مدارس بلديات الاحتلال، جديدة ويتوفر فيها كل الإمكانات من غرف حاسوب وملاعب ومختبرات، وهي قادرة على إغراء الطلاب وذويهم للالتحاق بها.
وأوضح أن المدارس الأهلية تتقاضى أيضا ميزانيات من وزارة المعارف الصهيونية، وتصل ميزانيتها لـ800 ألف شيقل، “لهذا خضعت غالبيتها للأجندات الإسرائيلية، وتفرض على الطلبة دراسة منهاج فلسطيني محرف، وهو لا يقل خطرا عن المنهاج الإسرائيلي”.
وبيّن أنّ عدد هذه المدارس الخاصة 83 مدرسة، ويلتحق فيها قرابة 41 ألف طالب وطالبة بالقدس، وهو عدد ليس بسيطاً.
وأكدّ أن رغم اتساع مدارس “أونروا” لاستيعاب آلاف الطلبة؛ لكن مع ذلك ونتيجة تقليص الميزانيات والإضرابات، هرب المعلمون من ذوي الكفاءات ليعملوا في المدارس التابعة للاحتلال.
وبناء على ما سبق من معطيات، فإن المدارس التابعة لبلدية الاحتلال تضم قرابة 52% من الطلبة، ثم تليها المدارس الأهلية والخاصة وتضم قرابة 40%، ثم مدارس الأوقاف ولا يتجاوز عدد الملتحقين بها 7% ثم الأونروا 1%، تبعا لشمالي.
ويرى أن الحل الوحيد يكمن في بناء مدارس جديدة إما أهلية خاصة غير تابعة لوزارة المعارف الصهيونية، ولا تحصل على تمويل منها، أو تابعة للأوقاف الإسلامية؛ لتغذيتها بالطلبة الفلسطينيين لدراسة المنهاج الفلسطيني.
مدارس فلسطينية تعاني
الباحث في شؤون التعليم بالقدس زيد القيق قال، إن المدارس التي تشرف عليها الأوقاف تعاني من أوضاع قاسية جدا، في ظل ضعف الموازنات وعدم حصول المدرسين على حقوقهم.
ويشير، في تصريحات، إلى أن بعض مدارس القدس التابعة للأوقاف تضم 60 طالبا فقط، بسبب عزوف الأهالي نظرا لضعف التعليم ولعدم أهلية المدارس، وفوق هذا فإن رواتب معلمي القدس نصف رواتب المعلمين التابعين لبلدية الاحتلال، على حد قول القيق.
وطالب القيق بضرورة التعامل بخصوصية مع معلمي القدس، لأن هذا الواقع يجعل المعلم يحارب على جبهات كثيرة، أولها محاربة الأسرلة، وتشجيع الطلاب للدخول في المدارس الفلسطينية، والإبقاء على نفسه في هذه المعركة ورفض مغريات مدارس الاحتلال التي تستقطب المعلمين برواتب أكبر.
ابتزاز وتضييق
من جهته، أوضح رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أنّ الاحتلال تغلغل قبل 15 عامًا في المدارس الخاصة بالقدس، من باب التمويل الذي بات سيفا مسلطا يبتز عبره هذه المدراس؛ لفرض أسرلة التعليم عليها.
وقال الهدمي، إنّ هذه المعونات أصبحت جزءا أساسا من ميزانية هذه المدارس، وتعتمد عليها بشكل كبير، وأصبح أداة لابتزاز مالكيها بقطعها في حال لم تستجيبوا لتغيير المنهاج؛ الأمر الذي دفع بعضهم لفرض منهاج محرف لا يقل بشاعة عن منهاج الاحتلال.
وأوضح أنّ تعدد مرجعيات التعليم في القدس، أثر عليه بشكل كبير، منبها إلى أن الاحتلال يحاول فرض المنهاج الإسرائيلي، في ظل محاولات التصدي المستمرة.
ولفت إلى أنّ الاحتلال يمارس طرقاً عدة للتضييق على التعليم في القدس منها إغلاق المدارس ومنع صيانة بنيتها التحتية وتجريم أي محاولات لتوسيعها.
وبين أن المدارس تعاني من نقص كبير في الكوادر الإدارية والفنية بسبب محدودية الموارد المالية.
وبناء على ما سبق فإن الواضح أن القدس تحتاج إلى ترجمة الشعارات التي يطلقها القادة السياسيون والمؤسسات التي تدعي دعمها للقدس، إلى أفعال، من خلال ضخ الميزانيات والدعم الكافي للمدارس التي تدرس المناهج الفلسطينية وتحافظ على الهوية الوطنية، وتطويرها ورفع كفاءتها وتعزيز صمود معلميها من أجل الصمود والبقاء.
وفوق ذلك تعزيز حالة الرفض المقدسي لكل محاولات الاحتلال أسرلة التعليم وفرض المنهاج الصهيوني في محاولة لغسل أدمغة الجيل الفلسطيني المقدسي الصاعد، وتعزيز الوعي بأهمية إبعاد أبناء فلسطين عن مراكز تدمير الوعي والهوية الوطنية (المدارس الصهيونية)، مهما كانت المبررات.
موطني 48
لا يكتفي الاحتلال في مدينة القدس بمحاولات تهويد المدينة ومقدساتها ومعالمها الإسلامية والمسيحية فحسب، بل يعمل وفق استراتيجية واضحة على أسرلة عقول النشء المقدسي، من خلال استهدافهم بعدة أنماط من أجل استدراجهم نحو فخ أسرلة التعليم، وبالتالي الوصول لأسرلة العقول.
ويسهل عملهم في هذا الجانب، القصور الكبير والفراغ الذي تتركه السلطة الفلسطينية والمؤسسات الداعمة للقدس سواء بإهمال هذا الملف، أو عدم تطويره على الأقل، ليستطيع منافسة ما يتم تقديمه من ميزات وإغراءات في المدارس الصهيونية أو تلك التي تخضع لأجنداتها.
وبهذا فإن الاحتلال يقتل تدريجياً ذلك الفلسطيني الذي يتمسك بأرضه وينظر له كمعتدي وسارق لمستقبله، ويحوله إلى شخص ينظر إليه على أنه قدوة في تطوره وتقدمه وتحضره، علاوة على أنه الأحق في السيطرة على الأرض وتطويعها لخدمة أجندته الاحتلالية الاستعمارية الإحلالية، وبذلك فإنه يحقق ما يصبو إليه منذ الأزل بأن يموت الجيل السابق ليخرج جيل ينسى الاحتلال وصنيعه وجرائمه.
ولهذا فإن الاحتلال يبذل جهودًا متزايدة لاعتماد منهاجه في مدارس القدس المحتلة كلها، كجزء من سياساته في تغيير الهوية والسردية التاريخية الفلسطينية والثقافة الوطنية.
ويبلغ عدد الطلبة الفلسطينيين في الجزء الشرقي من مدينة القدس، 115 ألف طالب وطالبة موزعين على 4 مظلات تعليمية، وهي مدارس تابعة لوزارة المعارف الصهيونية وبلدية الاحتلال، وأخرى تابعة للأوقاف الإسلامية تحت إشراف السلطة الفلسطينية، والمدارس الأهلية والخاصة والتي تخضع غالبيتها للأجندة الصهيونية، و6 مدارس تابعة لأونروا تضم 900 طالب فقط.
اهتمام صهيوني وقصور فلسطيني
رئيس لجنة أولياء الأمور في القدس زياد شمالي، قال إن الاحتلال افتتح هذا العام 3 مدارس في كفر عقب وشعفاط وجبل المكبر، وتعمل فقط على تدريس المنهج الإسرائيلي.
وبيّن شمالي، في تصريحات صحفية، أن سلطات الاحتلال تفتتح تقريبا 4 مدارس و4 رياض أطفال سنويا، تعلم المنهاج الإسرائيلي فقط.
وأكدّ أن الملتحقين بهذه المدارس، هم الطلبة الذين لا يستطيعون دفع الرسوم المرتفعة في المدارس الخاصة، مشيرا إلى أن المدارس الفلسطينية التابعة للسلطة لا يتغير عددها حيث لا يتم افتتاح أي مدارس جديدة.
وبين شمالي، أنه يوجد 40 مدرسة فقط تابعة للأوقاف تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وهي صغيرة ولا تستطيع استيعاب أعداد الطلبة، مشيراً إلى أن جميع هذه المدارس تخلو من المختبرات والحواسيب، ولا تتضمن ملاعب، وهي مستأجرة، وموازناتها مجتمعة لا تبلغ نصف ميزانية مدرسة واحدة تابعة للاحتلال، وفق تعبيره.
وقال إن “أقل مدرسة من المدارس التابعة لبلدية الاحتلال لا تقل ميزانيتها عن مليون شيقل سنويا”.
ومقابل ذلك، ذكر أن مدارس بلديات الاحتلال، جديدة ويتوفر فيها كل الإمكانات من غرف حاسوب وملاعب ومختبرات، وهي قادرة على إغراء الطلاب وذويهم للالتحاق بها.
وأوضح أن المدارس الأهلية تتقاضى أيضا ميزانيات من وزارة المعارف الصهيونية، وتصل ميزانيتها لـ800 ألف شيقل، “لهذا خضعت غالبيتها للأجندات الإسرائيلية، وتفرض على الطلبة دراسة منهاج فلسطيني محرف، وهو لا يقل خطرا عن المنهاج الإسرائيلي”.
وبيّن أنّ عدد هذه المدارس الخاصة 83 مدرسة، ويلتحق فيها قرابة 41 ألف طالب وطالبة بالقدس، وهو عدد ليس بسيطاً.
وأكدّ أن رغم اتساع مدارس “أونروا” لاستيعاب آلاف الطلبة؛ لكن مع ذلك ونتيجة تقليص الميزانيات والإضرابات، هرب المعلمون من ذوي الكفاءات ليعملوا في المدارس التابعة للاحتلال.
وبناء على ما سبق من معطيات، فإن المدارس التابعة لبلدية الاحتلال تضم قرابة 52% من الطلبة، ثم تليها المدارس الأهلية والخاصة وتضم قرابة 40%، ثم مدارس الأوقاف ولا يتجاوز عدد الملتحقين بها 7% ثم الأونروا 1%، تبعا لشمالي.
ويرى أن الحل الوحيد يكمن في بناء مدارس جديدة إما أهلية خاصة غير تابعة لوزارة المعارف الصهيونية، ولا تحصل على تمويل منها، أو تابعة للأوقاف الإسلامية؛ لتغذيتها بالطلبة الفلسطينيين لدراسة المنهاج الفلسطيني.
مدارس فلسطينية تعاني
الباحث في شؤون التعليم بالقدس زيد القيق قال، إن المدارس التي تشرف عليها الأوقاف تعاني من أوضاع قاسية جدا، في ظل ضعف الموازنات وعدم حصول المدرسين على حقوقهم.
ويشير، في تصريحات، إلى أن بعض مدارس القدس التابعة للأوقاف تضم 60 طالبا فقط، بسبب عزوف الأهالي نظرا لضعف التعليم ولعدم أهلية المدارس، وفوق هذا فإن رواتب معلمي القدس نصف رواتب المعلمين التابعين لبلدية الاحتلال، على حد قول القيق.
وطالب القيق بضرورة التعامل بخصوصية مع معلمي القدس، لأن هذا الواقع يجعل المعلم يحارب على جبهات كثيرة، أولها محاربة الأسرلة، وتشجيع الطلاب للدخول في المدارس الفلسطينية، والإبقاء على نفسه في هذه المعركة ورفض مغريات مدارس الاحتلال التي تستقطب المعلمين برواتب أكبر.
ابتزاز وتضييق
من جهته، أوضح رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أنّ الاحتلال تغلغل قبل 15 عامًا في المدارس الخاصة بالقدس، من باب التمويل الذي بات سيفا مسلطا يبتز عبره هذه المدراس؛ لفرض أسرلة التعليم عليها.
وقال الهدمي، إنّ هذه المعونات أصبحت جزءا أساسا من ميزانية هذه المدارس، وتعتمد عليها بشكل كبير، وأصبح أداة لابتزاز مالكيها بقطعها في حال لم تستجيبوا لتغيير المنهاج؛ الأمر الذي دفع بعضهم لفرض منهاج محرف لا يقل بشاعة عن منهاج الاحتلال.
وأوضح أنّ تعدد مرجعيات التعليم في القدس، أثر عليه بشكل كبير، منبها إلى أن الاحتلال يحاول فرض المنهاج الإسرائيلي، في ظل محاولات التصدي المستمرة.
ولفت إلى أنّ الاحتلال يمارس طرقاً عدة للتضييق على التعليم في القدس منها إغلاق المدارس ومنع صيانة بنيتها التحتية وتجريم أي محاولات لتوسيعها.
وبين أن المدارس تعاني من نقص كبير في الكوادر الإدارية والفنية بسبب محدودية الموارد المالية.
وبناء على ما سبق فإن الواضح أن القدس تحتاج إلى ترجمة الشعارات التي يطلقها القادة السياسيون والمؤسسات التي تدعي دعمها للقدس، إلى أفعال، من خلال ضخ الميزانيات والدعم الكافي للمدارس التي تدرس المناهج الفلسطينية وتحافظ على الهوية الوطنية، وتطويرها ورفع كفاءتها وتعزيز صمود معلميها من أجل الصمود والبقاء.
وفوق ذلك تعزيز حالة الرفض المقدسي لكل محاولات الاحتلال أسرلة التعليم وفرض المنهاج الصهيوني في محاولة لغسل أدمغة الجيل الفلسطيني المقدسي الصاعد، وتعزيز الوعي بأهمية إبعاد أبناء فلسطين عن مراكز تدمير الوعي والهوية الوطنية (المدارس الصهيونية)، مهما كانت المبررات.