الدور المطلوب عربيًا لنصرة القدس
ماجد الزبدة
أيام عصيبة وخطر شديد يتهدد المسجد الأقصى المبارك منذ أيام مع بدء موسم الأعياد اليهودية منتصف شهر أيلول الحالي وتشديد جيش الاحتلال الخناق على المسجد الأقصى، وتصعيد اعتداءاته على المرابطين في باحاته، وحرمان الفلسطينيين من المرور عبر بوابات المسجد لأداء الصلاة، واعتقال بعضهم، والاعتداء على كبار السن منهم رجالًا ونساءً على حد سواء، واستباحة المسجد من قِبَل المتطرفين الصهاينة ليعيثوا فيه فسادًا، وسط صمت عربي وإسلامي مُطبق إلا من بعض بيانات الشجب والاستنكار التي باتت تعبر عن حالة العجز العربي والإسلامي عن الدفاع عن مقدسات المسلمين ونصرة قضاياهم العادلة.
الاقتحامات المكثفة التي يقوم بها المستوطنون الصهاينة للمسجد الأقصى تحت حراسة عسكرية مشددة، وتحويل مدينة القدس وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية مع دخول الأعياد اليهودية يعبر بوضوح عن حالة الخوف والذعر التي يعيشها المحتل الصهيوني من الفلسطيني الصامد فوق أرضه، المتمسك بحقوقه، المدافع عن إسلامية القدس وعروبتها رغم مرور خمسة وسبعين سنة على احتلالها، واستخدام الاحتلال جميع وسائل القمع وأدوات التهويد لإرهاب أهلها وتغيير معالمها.
واليوم وفي ظل ما يشهده المسجد الأقصى المبارك من مخاطر التهويد، وتجاوز المحتلين جميع الخطوط الحمراء في محاولة مستميتة لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد المبارك بين المسلمين واليهود، وإدخالهم أدوات جديدة تُنذر بخطر كبير بات يتهدد المسجد، مثل اقتحامه بمجموعات كبيرة تصل المئات من المستوطنين في كل مرة، ولبس المقتحمين ملابس الكهنوت اليهودية، ونفخهم بالبوق اليهودي داخل المسجد إيذانًا بفرض السيادة الدينية اليهودية على المسجد المبارك، وتعمدهم إدخال قرابين نباتية، وأدائهم صلوات تلمودية جماعية بشكل علني داخل باحات المسجد، وغيرها من الاستفزازات اليهودية التي يتضح من خلالها أننا نعيش فصول حرب دينية تشنها حكومة نتنياهو المتطرفة على الفلسطينيين ومقدساتهم بشكل غير مسبوق.
وإزاء ما يحدث من عدوان صهيوني غير مسبوق ضد المسجد الأقصى شهدنا عبر وسائل الإعلام بعض بيانات الإدانة والشجب والاستنكار التي صدرت عن خارجية السلطة الفلسطينية، وعدد من الدول العربية الشقيقة، مثل الأردن ومصر والسعودية وقطر والكويت والامارات والمغرب، إضافة إلى البرلمان العربي ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من الدول والمنظمات التي اعتادت طيلة السنوات الماضية على إصدار بيانات الإدانة والشجب والاستنكار رفضًا لاعتداءات الاحتلال، دون أن تفكر في يوم من الأيام في القيام بخطوة حقيقية لمحاسبة كيان الاحتلال، أو تهديده باتخاذ إجراءات عقابية ضده، أو رفع قضايا أمام المحاكم الدولية لملاحقة قادة الاحتلال، أو حتى استثمار المنابر الدولية لفضح جرائم الاحتلال وردعه عن مواصلة عدوانه ضد المسجد الأقصى المبارك.
إن ما يتهدد المسجد الأقصى اليوم من مخاطر التهويد، وصل إلى مرحلة خطيرة، وباتت لا تجدي معه بيانات الشجب والاستنكار، وإن مخطط حكومة نتنياهو لتهويد المسجد الأقصى وإقامة معبد يهودي مكانه باتت معالمه وإرهاصاته واضحة للعيان، ولم يُعد مقبولًا استمرار حالة العجز والصمت العربي والإسلامي المُطبق تجاه ما يحدث من اعتداءات خطيرة في المسجد الأقصى المبارك، وآن لنا أن نرفع الصوت عاليًا لنصرة المسجد الأقصى، ونرفض بيانات الشجب والاستنكار الباهتة، ونجرم أي تطبيع عربي أو إقامة علاقات اقتصادية أو سياسية أو عسكرية وأمنية مع كيان الاحتلال، فحكومة نتنياهو المتطرفة باتت تعيش نشوة وهي ترى العجز العربي تجاه نصرة مدينة القدس، بل وتجرؤ البعض علنًا ودون خجل على خذلان المسجد الأقصى من خلال إقامة علاقات علنية، وتحالفات أمنية وعسكرية مع كيان الاحتلال.
إن الدور العربي والإسلامي ينبغي أن يرتقي لحجم المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى ومدينة القدس اليوم، وكان ينبغي على الأنظمة العربية التي أقامت علاقات ووقعت اتفاقيات سياسية مع الاحتلال أن تتراجع فورًا عن جريمة التطبيع مع الاحتلال، فالنظام العربي الذي تحالف مع كيان الاحتلال هو عدو لمدينة القدس وأهلها، وهو مشارك فعلي في جريمة تهويد المسجد الأقصى، والنظام العربي الذي يمنع وصول المساعدات للمقدسيين هو مشارك حقيقي في خنق المدينة المقدسة وتهجير أهلها الصامدين فوق ترابها.
إن نداء القدس الذي أطلقه خطيب المسجد الأقصى المبارك فضيلة الشيح عكرمة صبري، والذي أكد فيه وجوب الرباط في المسجد الأقصى، وإعماره للدفاع عنه نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء يستوجب من الجميع القيام بدور فاعل على كافة الصعد لنصرة قضية القدس والمسجد الأقصى، وعدم النكوص عن القيام بواجب تقديم الدعم والإسناد لأهل القدس وفلسطين.
إننا نطالب الأشقاء العرب بتقديم ما يستطيعون نصرة لمدينة القدس والمسجد الأقصى، بدءًا من إطلاق حملة رسمية لجمع التبرعات في كافة الدول العربية والإسلامية إسنادًا لأهل القدس وفلسطين، وإقامة الفعاليات الجماهيرية الداعمة لعروبة وإسلامية المسجد الأقصى المبارك، وإعادة تفعيل الصناديق والوقفيات العربية والإسلامية لدعم صمود المدينة المقدسة، وتعزيز الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك.
كما نطالب بضرورة إدخال قضية القدس ومعاناة المقدسيين ضمن مناهج التعليم العربية والإسلامية، فليس من المنطق أن يقوم الاحتلال بإعلان الخطط الحكومية وآخرها الخطة الخمسية التي أقرتها حكومة نتنياهو قبل أسابيع، وخصصت من ضمنها أكثر من مئتي مليون دولار لتهويد المناهج التعليمية في مدينة القدس، وفرضت فيها المناهج التعليمية الإسرائيلية على الفلسطينيين المقدسيين، فيما يُحجم العرب والمسلمون عن ذكر عروبة وإسلامية مدينة القدس، ومعاناة المسجد الأقصى في كتبهم ومناهجهم التعليمية!!
من ناحية أخرى فإن حالة العجز المصطنعة التي تُبديها بعض الأنظمة العربية تجاه نصرة القدس تكذبها هرولة تلك الأنظمة لنسج علاقات سياسية واقتصادية وأمنية مع كيان الاحتلال، فالقادة العرب الذين يشدون رحالهم اليوم إلى واشنطن للمشاركة في الاجتماعات الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيلقون خلالها خطابات رنانة أمام هذا المنبر الدولي، لماذا لا يستثمرون خطاباتهم ولقاءاتهم الدبلوماسية لنصرة المسجد الأقصى ومدينة القدس؟ وما الذي يمنعهم عن فضح جرائم الاحتلال ونصرة المقدسيين العزّل الذي يواجهون وحدهم حكومة نتنياهو الفاشية المتطرفة التي أعلنت عزمها وخططها لتهويد المدينة المقدسة؟
ربما أكثر ما يثير الغرابة هو عزوف الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها المملكة الأردنية عن رفع قضايا أمام المحاكم الدولية نصرة لمدينة القدس ورفضًها لتهويدها، فالمملكة بحسب القانون الدولي هي الوصية على المقدسات في مدينة القدس، وهي تدرك جيدًا مآرب حكومة نتنياهو من إقصائها وفرض السيادة اليهودية على المسجد الأقصى، فما الذي يحول دون إقدام المملكة عن الدفاع عن وصايتها عن المقدسات والمسجد الأقصى؟؟
أما السلطة الفلسطينية التي تدّعي تمثيل الشعب الفلسطيني، فلماذا لا تهدد الاحتلال بإيقاف تنسيقها وتعاونها الأمني وحراستها لمستوطنات الاحتلال في الضفة في حال استمر عدوانه على المسجد الأقصى ومدينة القدس؟ ولماذا لا تقوم بواجبها الوطني في دعم صمود أهل القدس أمام هجمة الاحتلال؟ ولماذا لا تكف يدها عن ملاحقة المقاومين الفلسطينيين الذي يرفعون شعار الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى؟ ولماذا تستمر في استجداء عودة المفاوضات مع الاحتلال وفي المقابل ترفض الاستجابة لجموع الشعب الفلسطيني بضرورة إتمام الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام كخطوة ملموسة لمواجهة جرائم الاحتلال في القدس؟
إن تقاعس السلطة الفلسطينية، والأنظمة العربية عن القيام بواجب الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، والاكتفاء في كثير من الأحيان بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار دون القيام بخطوات ملموسة لردع حكومة الاحتلال عن جرائمها في القدس سيدفع حكومة نتنياهو واليمين المتطرف إلى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق القدس والمسجد الأقصى، فمخاطر التهويد اليوم باتت على أشدها، وبات لزامًا علينا تلبية نداءات المسجد الأقصى.
ماجد الزبدة
أيام عصيبة وخطر شديد يتهدد المسجد الأقصى المبارك منذ أيام مع بدء موسم الأعياد اليهودية منتصف شهر أيلول الحالي وتشديد جيش الاحتلال الخناق على المسجد الأقصى، وتصعيد اعتداءاته على المرابطين في باحاته، وحرمان الفلسطينيين من المرور عبر بوابات المسجد لأداء الصلاة، واعتقال بعضهم، والاعتداء على كبار السن منهم رجالًا ونساءً على حد سواء، واستباحة المسجد من قِبَل المتطرفين الصهاينة ليعيثوا فيه فسادًا، وسط صمت عربي وإسلامي مُطبق إلا من بعض بيانات الشجب والاستنكار التي باتت تعبر عن حالة العجز العربي والإسلامي عن الدفاع عن مقدسات المسلمين ونصرة قضاياهم العادلة.
الاقتحامات المكثفة التي يقوم بها المستوطنون الصهاينة للمسجد الأقصى تحت حراسة عسكرية مشددة، وتحويل مدينة القدس وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية مع دخول الأعياد اليهودية يعبر بوضوح عن حالة الخوف والذعر التي يعيشها المحتل الصهيوني من الفلسطيني الصامد فوق أرضه، المتمسك بحقوقه، المدافع عن إسلامية القدس وعروبتها رغم مرور خمسة وسبعين سنة على احتلالها، واستخدام الاحتلال جميع وسائل القمع وأدوات التهويد لإرهاب أهلها وتغيير معالمها.
واليوم وفي ظل ما يشهده المسجد الأقصى المبارك من مخاطر التهويد، وتجاوز المحتلين جميع الخطوط الحمراء في محاولة مستميتة لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد المبارك بين المسلمين واليهود، وإدخالهم أدوات جديدة تُنذر بخطر كبير بات يتهدد المسجد، مثل اقتحامه بمجموعات كبيرة تصل المئات من المستوطنين في كل مرة، ولبس المقتحمين ملابس الكهنوت اليهودية، ونفخهم بالبوق اليهودي داخل المسجد إيذانًا بفرض السيادة الدينية اليهودية على المسجد المبارك، وتعمدهم إدخال قرابين نباتية، وأدائهم صلوات تلمودية جماعية بشكل علني داخل باحات المسجد، وغيرها من الاستفزازات اليهودية التي يتضح من خلالها أننا نعيش فصول حرب دينية تشنها حكومة نتنياهو المتطرفة على الفلسطينيين ومقدساتهم بشكل غير مسبوق.
وإزاء ما يحدث من عدوان صهيوني غير مسبوق ضد المسجد الأقصى شهدنا عبر وسائل الإعلام بعض بيانات الإدانة والشجب والاستنكار التي صدرت عن خارجية السلطة الفلسطينية، وعدد من الدول العربية الشقيقة، مثل الأردن ومصر والسعودية وقطر والكويت والامارات والمغرب، إضافة إلى البرلمان العربي ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من الدول والمنظمات التي اعتادت طيلة السنوات الماضية على إصدار بيانات الإدانة والشجب والاستنكار رفضًا لاعتداءات الاحتلال، دون أن تفكر في يوم من الأيام في القيام بخطوة حقيقية لمحاسبة كيان الاحتلال، أو تهديده باتخاذ إجراءات عقابية ضده، أو رفع قضايا أمام المحاكم الدولية لملاحقة قادة الاحتلال، أو حتى استثمار المنابر الدولية لفضح جرائم الاحتلال وردعه عن مواصلة عدوانه ضد المسجد الأقصى المبارك.
إن ما يتهدد المسجد الأقصى اليوم من مخاطر التهويد، وصل إلى مرحلة خطيرة، وباتت لا تجدي معه بيانات الشجب والاستنكار، وإن مخطط حكومة نتنياهو لتهويد المسجد الأقصى وإقامة معبد يهودي مكانه باتت معالمه وإرهاصاته واضحة للعيان، ولم يُعد مقبولًا استمرار حالة العجز والصمت العربي والإسلامي المُطبق تجاه ما يحدث من اعتداءات خطيرة في المسجد الأقصى المبارك، وآن لنا أن نرفع الصوت عاليًا لنصرة المسجد الأقصى، ونرفض بيانات الشجب والاستنكار الباهتة، ونجرم أي تطبيع عربي أو إقامة علاقات اقتصادية أو سياسية أو عسكرية وأمنية مع كيان الاحتلال، فحكومة نتنياهو المتطرفة باتت تعيش نشوة وهي ترى العجز العربي تجاه نصرة مدينة القدس، بل وتجرؤ البعض علنًا ودون خجل على خذلان المسجد الأقصى من خلال إقامة علاقات علنية، وتحالفات أمنية وعسكرية مع كيان الاحتلال.
إن الدور العربي والإسلامي ينبغي أن يرتقي لحجم المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى ومدينة القدس اليوم، وكان ينبغي على الأنظمة العربية التي أقامت علاقات ووقعت اتفاقيات سياسية مع الاحتلال أن تتراجع فورًا عن جريمة التطبيع مع الاحتلال، فالنظام العربي الذي تحالف مع كيان الاحتلال هو عدو لمدينة القدس وأهلها، وهو مشارك فعلي في جريمة تهويد المسجد الأقصى، والنظام العربي الذي يمنع وصول المساعدات للمقدسيين هو مشارك حقيقي في خنق المدينة المقدسة وتهجير أهلها الصامدين فوق ترابها.
إن نداء القدس الذي أطلقه خطيب المسجد الأقصى المبارك فضيلة الشيح عكرمة صبري، والذي أكد فيه وجوب الرباط في المسجد الأقصى، وإعماره للدفاع عنه نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء يستوجب من الجميع القيام بدور فاعل على كافة الصعد لنصرة قضية القدس والمسجد الأقصى، وعدم النكوص عن القيام بواجب تقديم الدعم والإسناد لأهل القدس وفلسطين.
إننا نطالب الأشقاء العرب بتقديم ما يستطيعون نصرة لمدينة القدس والمسجد الأقصى، بدءًا من إطلاق حملة رسمية لجمع التبرعات في كافة الدول العربية والإسلامية إسنادًا لأهل القدس وفلسطين، وإقامة الفعاليات الجماهيرية الداعمة لعروبة وإسلامية المسجد الأقصى المبارك، وإعادة تفعيل الصناديق والوقفيات العربية والإسلامية لدعم صمود المدينة المقدسة، وتعزيز الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك.
كما نطالب بضرورة إدخال قضية القدس ومعاناة المقدسيين ضمن مناهج التعليم العربية والإسلامية، فليس من المنطق أن يقوم الاحتلال بإعلان الخطط الحكومية وآخرها الخطة الخمسية التي أقرتها حكومة نتنياهو قبل أسابيع، وخصصت من ضمنها أكثر من مئتي مليون دولار لتهويد المناهج التعليمية في مدينة القدس، وفرضت فيها المناهج التعليمية الإسرائيلية على الفلسطينيين المقدسيين، فيما يُحجم العرب والمسلمون عن ذكر عروبة وإسلامية مدينة القدس، ومعاناة المسجد الأقصى في كتبهم ومناهجهم التعليمية!!
من ناحية أخرى فإن حالة العجز المصطنعة التي تُبديها بعض الأنظمة العربية تجاه نصرة القدس تكذبها هرولة تلك الأنظمة لنسج علاقات سياسية واقتصادية وأمنية مع كيان الاحتلال، فالقادة العرب الذين يشدون رحالهم اليوم إلى واشنطن للمشاركة في الاجتماعات الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيلقون خلالها خطابات رنانة أمام هذا المنبر الدولي، لماذا لا يستثمرون خطاباتهم ولقاءاتهم الدبلوماسية لنصرة المسجد الأقصى ومدينة القدس؟ وما الذي يمنعهم عن فضح جرائم الاحتلال ونصرة المقدسيين العزّل الذي يواجهون وحدهم حكومة نتنياهو الفاشية المتطرفة التي أعلنت عزمها وخططها لتهويد المدينة المقدسة؟
ربما أكثر ما يثير الغرابة هو عزوف الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها المملكة الأردنية عن رفع قضايا أمام المحاكم الدولية نصرة لمدينة القدس ورفضًها لتهويدها، فالمملكة بحسب القانون الدولي هي الوصية على المقدسات في مدينة القدس، وهي تدرك جيدًا مآرب حكومة نتنياهو من إقصائها وفرض السيادة اليهودية على المسجد الأقصى، فما الذي يحول دون إقدام المملكة عن الدفاع عن وصايتها عن المقدسات والمسجد الأقصى؟؟
أما السلطة الفلسطينية التي تدّعي تمثيل الشعب الفلسطيني، فلماذا لا تهدد الاحتلال بإيقاف تنسيقها وتعاونها الأمني وحراستها لمستوطنات الاحتلال في الضفة في حال استمر عدوانه على المسجد الأقصى ومدينة القدس؟ ولماذا لا تقوم بواجبها الوطني في دعم صمود أهل القدس أمام هجمة الاحتلال؟ ولماذا لا تكف يدها عن ملاحقة المقاومين الفلسطينيين الذي يرفعون شعار الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى؟ ولماذا تستمر في استجداء عودة المفاوضات مع الاحتلال وفي المقابل ترفض الاستجابة لجموع الشعب الفلسطيني بضرورة إتمام الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام كخطوة ملموسة لمواجهة جرائم الاحتلال في القدس؟
إن تقاعس السلطة الفلسطينية، والأنظمة العربية عن القيام بواجب الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، والاكتفاء في كثير من الأحيان بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار دون القيام بخطوات ملموسة لردع حكومة الاحتلال عن جرائمها في القدس سيدفع حكومة نتنياهو واليمين المتطرف إلى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق القدس والمسجد الأقصى، فمخاطر التهويد اليوم باتت على أشدها، وبات لزامًا علينا تلبية نداءات المسجد الأقصى.