خرائط القدس.. استكشاف التاريخ المُغيّب من باب الجغرافيا

  • الأربعاء 27, ديسمبر 2023 08:56 ص
  • خرائط القدس.. استكشاف التاريخ المُغيّب من باب الجغرافيا
رسمُ الخرائط والفنّ والتراث، هي التخصّصات الرئيسية الثلاثة التي يتحرّك عبرها كتاب “ريف بلا مدينة: القدس في خرائطية مُغايرة”، الصادر حديثاً عن “رواق – مركز المعمار الشعبي” في رام الله، لمجموعة من الباحثين الفلسطينيين، هُم: دانا عباس، وبنجي بويدجيان، ومحمد أبو الربّ، وآية طحّان، ورغد سقف الحيط، ووسن قرمان، وأريج الأشهب، وسرين علوي، وعبدو جولاني، ومن تحرير خلدون بشارة.
خرائط القدس.. استكشاف التاريخ المُغيّب من باب الجغرافيا
موطني 48
رسمُ الخرائط والفنّ والتراث، هي التخصّصات الرئيسية الثلاثة التي يتحرّك عبرها كتاب “ريف بلا مدينة: القدس في خرائطية مُغايرة”، الصادر حديثاً عن “رواق – مركز المعمار الشعبي” في رام الله، لمجموعة من الباحثين الفلسطينيين، هُم: دانا عباس، وبنجي بويدجيان، ومحمد أبو الربّ، وآية طحّان، ورغد سقف الحيط، ووسن قرمان، وأريج الأشهب، وسرين علوي، وعبدو جولاني، ومن تحرير خلدون بشارة.
يعتمد البحث على منهجيّة عابرة للتخصُّصات تجمع المعرفة الأكاديمية بالدِّراية المحلّية، وقد شكّل تأطير هذا الموضوع تحدّياً، حسب توصيف المُشاركين فيه، بحُكم أن خبراتهم ومعرفتهم ساهمت في ما يُشبه رسم الخريطة، من دون ادّعاء أن مشروع “الخريطة المغيّبة” يُصمّم خرائط مُضادّة للقدس وريفها، أمّا الخرائط الأُخرى القليلة التي تم إرفاقها، فكانت أدوات لمشاركة جوانب معيّنة من البحث مع جمهور عام.
وعلى عكس الأدوات البحثيّة التي يُستعان فيها عادةً عند رسم الخريطة التقليدية؛ تمّ الاعتماد على إجراءات أُخرى كالمشي، واستخراج الموادّ، والجدالات الجماعية، وغيرها. حيث انضمّ خمسةُ شباب ناشئين، وثلاثة مهندسين معماريّين، وفنّانان اثنان، وبعضهم لم يسبق له، ولن يتمكّنوا في المدى القريب، من الوصول إلى القدس، والبعض الآخر من المقدسيّين أنفسهم، ليرسموا أول خريطة بناءً على تجاربهم المتخيّلة عن المساحات التي سيتم استكشافُها.
كذلك تم تطوير المواد البحثّية في هذا الكتاب من خلال حوارات ونقاشات مع مثقّفين مُلهمين، ومؤرّخين، وقيِّمين وفنّانين، ساعدوا في وضع الأرضيّة المنهجيّة والفنّية لعمل الباحثين. بهدف تحويل المبادرات الفلسطينية في رسم الخرائط إلى محاولات جَمعية قاعدية تُناهض سلطة الخرائط التقليدية، بما هي ترسيمات استعمارية، وربّما تخطّ “خريطة جديدة” للجغرافيا الفلسطينية الحيّة؛ حيث يكون الفلسطينيُّون فاعلين في إنتاج المعرفة التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لحجبهم عنها، وممارسة تشويه متعمّد للجغرافيا المُحتلّة.
ومن خلال توثيق التدفّقات اليومية للمنتجات، والبذور، والسّلع، والمؤسسات، والروايات، يُحاول الكتاب تغيير مفهوم رسم الخرائط، من فعل إنشاء حدود صلبة غير نافذة، إلى فعل الكشف عن طبيعة الجغرافيا المَسامية والسائلة. وعلى مدار عام واحد من الاستكشافات، تمّ تفكيك الإسقاطات الاستعمارية حول ريف القدس، وتمّ توثيق الروايات الشفوية المحلّية ورسم خرائط لها، واستكشاف المناطق الجغرافية والتاريخ الغائب.