بطن الهوى حي ملاصق للأقصى مهدد بالتحول إلى مستوطنة
الجزيرة نت- خاص
القدس المحتلة- بعد 4 أيام فقط من إقرار المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة إخلاء منزل المواطن المقدسي جواد أبو ناب في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، لصالح المستوطنين، استولت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية على هذا المنزل صباح الثلاثاء، ليتواصل مسلسل زرع البؤر الاستيطانية في أقرب أحياء المدينة المقدسة إلى المسجد الشريف.
وفي 11 يوليو/تموز الماضي، رفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية استئناف 4 عائلات مقدسية على قرارات إجلائها من منازلها لصالح المستوطنين، وهي عائلات: سالم غيث، جواد أبو ناب، عبد الفتاح الرجبي، ناصر الرجبي، مع إمهالها 3 أشهر للاعتراض في المحكمة العليا على قرارات الإخلاء.
ورغم ذلك، استبق المستوطنون المهلة القانونية للاعتراض، واقتحموا منزل عائلة أبو ناب بحماية شرطة وقوات الاحتلال، بعد أن اقتلعوا الباب وقضبان نوافذه الحديدية، ثم قاموا بتركيب كاميرات ومعدات الحصانة الخاصة بهم، واستقروا داخل البيت الذي ما زال يحوي أثاث العائلة المقدسية.
هروب من الجحيم
لم تتمكن الجزيرة نت من الحديث إلى أبو ناب، لكن مصادر محلية قالت إن العائلة خرجت من منزلها المهدد بالإخلاء قبل 5 سنوات، بسبب تشاركها في ذات الطريق مع عقار سكني مجاور استولى عليه مستوطنون عام 2015 وحولوه إلى كنيس، وحولوا معه حياة العائلة إلى جحيم.
وأثناء السيطرة على المنزل الذي تبلغ مساحته 100 متر مربع، لم يوجد صاحبه في محيطه، ولم يشهد الحي أي تجمهر للمقدسيين، حيث استغل المستوطنون ساعات الصباح الباكر التي يوجد خلالها المقدسيون في أعمالهم، وأكملوا الاستيلاء على المنزل.
ووقف المقدسي كايد الرجبي -الذي يجاور بيته المنزل المستولى عليه- يوزع نظره بين بيته المهدد بالإخلاء أيضا، وإطلالته المباشرة على المسجد الأقصى، ثم قال "عرضوا عليّ شيكا أبيض وأكتب الرقم اللي بدي إياه، إحنا نرفض التعويض أو التهجير، بس بدنا وقفة جدية من الأحرار والشرفاء في العالم، في أطفال ونساء رح ينزتوا (يلقوا) في الشارع".
وقال الرجبي تلك الكلمات وهو متوجس من ذات المصير الذي واجهه منزل عائلة أبو ناب، حيث سيطال قرار الإخلاء الوشيك -إلى جانب منزل أبو ناب- 9 وحدات سكنية تؤوي أكثر من 80 فردا بينهم كبار سن وأطفال ومرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبدأت القضية بعد أن رفعت الجمعية الاستيطانية دعوى قضائية عام 2015 ضد العائلات بدعوى أنها تسكن فوق أرض كان يملكها يهود من اليمن قبل احتلال فلسطين عام 1948.
أهمية الحي
يطل المنزل المستولى عليه، والمنازل المهددة الأخرى في حي بطن الهوى، على الزاوية الشرقية الجنوبية من سور القدس والمسجد الأقصى ولا يفصل بينهما إلا وادي قدرون بمسافة نحو 300 متر فقط، كما يهدد الإخلاء أيضا 87 عائلة في الحي مؤلفة من قرابة 680 نسمة وفق ما أكده -للجزيرة نت- رئيس لجنة الحي زهير الرجبي.
ويقطن هذا الحي نحو 10 آلاف مقدسي، ويتلقى المستوطنون فيه دعما حكوميا كبيرا تحت غطاء مشاريع الثقافة والتراث والسياحة، حيث بدأت جمعية "عطيرت كوهنيم" عام 2001 بتحويل الحي إلى مستوطنة بشكل تدريجي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المستوطنين استولوا عام 2004 على بنايتين سكنيتين في حي بطن الهوى وحولوهما إلى بؤر استيطانية تتضمن "بيت جوناثان" و"بيت العسل" و8 وحدات سكنية أخرى.
وبين عامي 2014 و2016، أجلى الاحتلال 20 عائلة فلسطينية من الحي نفسه لصالح المستوطنين، كما وافقت بلدية الاحتلال عامي 2021 و2022 على طرد 20 أسرة أخرى.
ما بعد طوفان الأقصى
تتركز عمليات الإخلاء والاستيلاء على البيوت بالقدس المحتلة في بلدة سلوان وأحيائها، وذلك لأنها الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، والبلدة الفلسطينية الأقرب إليه بعد البلدة القديمة.
وهذه أبرز عمليات الاستيلاء التي وثقتها الجزيرة نت في سلوان وحي بطن الهوى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى:
نهاية مايو/أيار الماضي، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بإجلاء عائلة شحادة من منازلها في بطن الهوى، دون انتظار رأي المستشار القضائي أو السماح لمحامي العائلة بمتابعة هذا الإجراء، مما يعني إخلاء وشيكا لـ3 شقق يسكنها 15 فردا من عائلة شحادة منذ عام 1967.
في 19 فبراير/شباط الماضي، سيطر المستوطنون بحماية قوات الاحتلال على أرض فلسطينية بمساحة دونمين (الدونم= ألف متر مربع) في حي بطن الهوى تعود ملكيتها لعائلتي السلوادي وأبو دياب ويستخدمها المقدسيون موقفا لمركباتهم، بالإضافة لهدم جزء من منزل زياد الرجبي والسيطرة على الأرض المقام عليها بعد الاعتداء على أفراد العائلة.
الجزيرة نت- خاص
القدس المحتلة- بعد 4 أيام فقط من إقرار المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة إخلاء منزل المواطن المقدسي جواد أبو ناب في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، لصالح المستوطنين، استولت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية على هذا المنزل صباح الثلاثاء، ليتواصل مسلسل زرع البؤر الاستيطانية في أقرب أحياء المدينة المقدسة إلى المسجد الشريف.
وفي 11 يوليو/تموز الماضي، رفضت المحكمة المركزية الإسرائيلية استئناف 4 عائلات مقدسية على قرارات إجلائها من منازلها لصالح المستوطنين، وهي عائلات: سالم غيث، جواد أبو ناب، عبد الفتاح الرجبي، ناصر الرجبي، مع إمهالها 3 أشهر للاعتراض في المحكمة العليا على قرارات الإخلاء.
ورغم ذلك، استبق المستوطنون المهلة القانونية للاعتراض، واقتحموا منزل عائلة أبو ناب بحماية شرطة وقوات الاحتلال، بعد أن اقتلعوا الباب وقضبان نوافذه الحديدية، ثم قاموا بتركيب كاميرات ومعدات الحصانة الخاصة بهم، واستقروا داخل البيت الذي ما زال يحوي أثاث العائلة المقدسية.
هروب من الجحيم
لم تتمكن الجزيرة نت من الحديث إلى أبو ناب، لكن مصادر محلية قالت إن العائلة خرجت من منزلها المهدد بالإخلاء قبل 5 سنوات، بسبب تشاركها في ذات الطريق مع عقار سكني مجاور استولى عليه مستوطنون عام 2015 وحولوه إلى كنيس، وحولوا معه حياة العائلة إلى جحيم.
وأثناء السيطرة على المنزل الذي تبلغ مساحته 100 متر مربع، لم يوجد صاحبه في محيطه، ولم يشهد الحي أي تجمهر للمقدسيين، حيث استغل المستوطنون ساعات الصباح الباكر التي يوجد خلالها المقدسيون في أعمالهم، وأكملوا الاستيلاء على المنزل.
ووقف المقدسي كايد الرجبي -الذي يجاور بيته المنزل المستولى عليه- يوزع نظره بين بيته المهدد بالإخلاء أيضا، وإطلالته المباشرة على المسجد الأقصى، ثم قال "عرضوا عليّ شيكا أبيض وأكتب الرقم اللي بدي إياه، إحنا نرفض التعويض أو التهجير، بس بدنا وقفة جدية من الأحرار والشرفاء في العالم، في أطفال ونساء رح ينزتوا (يلقوا) في الشارع".
وقال الرجبي تلك الكلمات وهو متوجس من ذات المصير الذي واجهه منزل عائلة أبو ناب، حيث سيطال قرار الإخلاء الوشيك -إلى جانب منزل أبو ناب- 9 وحدات سكنية تؤوي أكثر من 80 فردا بينهم كبار سن وأطفال ومرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبدأت القضية بعد أن رفعت الجمعية الاستيطانية دعوى قضائية عام 2015 ضد العائلات بدعوى أنها تسكن فوق أرض كان يملكها يهود من اليمن قبل احتلال فلسطين عام 1948.
أهمية الحي
يطل المنزل المستولى عليه، والمنازل المهددة الأخرى في حي بطن الهوى، على الزاوية الشرقية الجنوبية من سور القدس والمسجد الأقصى ولا يفصل بينهما إلا وادي قدرون بمسافة نحو 300 متر فقط، كما يهدد الإخلاء أيضا 87 عائلة في الحي مؤلفة من قرابة 680 نسمة وفق ما أكده -للجزيرة نت- رئيس لجنة الحي زهير الرجبي.
ويقطن هذا الحي نحو 10 آلاف مقدسي، ويتلقى المستوطنون فيه دعما حكوميا كبيرا تحت غطاء مشاريع الثقافة والتراث والسياحة، حيث بدأت جمعية "عطيرت كوهنيم" عام 2001 بتحويل الحي إلى مستوطنة بشكل تدريجي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المستوطنين استولوا عام 2004 على بنايتين سكنيتين في حي بطن الهوى وحولوهما إلى بؤر استيطانية تتضمن "بيت جوناثان" و"بيت العسل" و8 وحدات سكنية أخرى.
وبين عامي 2014 و2016، أجلى الاحتلال 20 عائلة فلسطينية من الحي نفسه لصالح المستوطنين، كما وافقت بلدية الاحتلال عامي 2021 و2022 على طرد 20 أسرة أخرى.
ما بعد طوفان الأقصى
تتركز عمليات الإخلاء والاستيلاء على البيوت بالقدس المحتلة في بلدة سلوان وأحيائها، وذلك لأنها الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، والبلدة الفلسطينية الأقرب إليه بعد البلدة القديمة.
وهذه أبرز عمليات الاستيلاء التي وثقتها الجزيرة نت في سلوان وحي بطن الهوى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى:
نهاية مايو/أيار الماضي، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بإجلاء عائلة شحادة من منازلها في بطن الهوى، دون انتظار رأي المستشار القضائي أو السماح لمحامي العائلة بمتابعة هذا الإجراء، مما يعني إخلاء وشيكا لـ3 شقق يسكنها 15 فردا من عائلة شحادة منذ عام 1967.
في 19 فبراير/شباط الماضي، سيطر المستوطنون بحماية قوات الاحتلال على أرض فلسطينية بمساحة دونمين (الدونم= ألف متر مربع) في حي بطن الهوى تعود ملكيتها لعائلتي السلوادي وأبو دياب ويستخدمها المقدسيون موقفا لمركباتهم، بالإضافة لهدم جزء من منزل زياد الرجبي والسيطرة على الأرض المقام عليها بعد الاعتداء على أفراد العائلة.