مختصان: عيد العرش وسيلة للاحتلال لشرعنة الاستيطان في القدس
القدس - وكالة سند للأنباء
قال مختصان في الشأن المقدسي، إن عيد العرش يستخدمه الاحتلال كفرصة لتكثيف الاستيطان وتعزيز السيطرة على المقدسات، مما يؤثر سلبًا على حياة الفلسطينيين ويزيد من حدة التوتر في المدينة.
واقتحم 374 مستوطنين باحات المسجد الأقصى، صباح اليوم الخميس، في أول أيام "عيد العرش" اليهودي، عقب تأمين شرطة الاحتلال، والقوات الخاصة المسلحة التابعة لها، الحماية المُشددة والكاملة لهم.
وكان عيد العُرش اليهودي قد بدأ صباح اليوم الخميس 17 أكتوبر الجاري ويستمر حتى 23 من ذات الشهر، ويتميز بتكثيف الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين، لا سيما بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك؛ بينما يتخلله إقامة طقوس تلمودية بشكل لافت في ساحات الأقصى وقرب حائط البراق، وجددت جماعات الهيكل المتطرفة دعواتها هذا العام لدخول الأقصى طيلة أيام عيد العُرش.
وعادة ما يُحوّل الاحتلال حياة المقدسيين إلى جحيم خلال فترة الأعياد اليهودية، وتفرض عليهم إغلاق محالهم وتضيّق حركتهم في أزقة وشوارع البلدة القديمة، لا سيما أن جماعات "الهيكل" المزعوم، توعّدت بتحطيم أرقام قياسية من حيث عدد المقتحمين هذا العام.
"سيناريوهات متوقعة"..
قال الباحث في شؤون القدس جمال عمرو إن السيناريوهات المتوقعة خلال ما يسمى بعيد العرش، الذي هو في الأصل مناسبة كنعانية فلسطينية، تتضمن دعوات واسعة للمستوطنين والمتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، مع التركيز على المنطقة الشرقية في محيط باب الرحمة، حيث يؤدون الصلوات ويرتدون ملابس دينية، وينفخون في الأبواق، ويمارسون طقوسًا لا أصل لها.
وأضاف "عمرو" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن المتطرفين يحظون بدعم رسمي وحماية معززة، مما يتيح لهم حرية التصرف، بينما يتم منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى وأداء صلواتهم فيه، وهو ما يجعل الأقصى مستباحًا للمستوطنين، في حين يبقى المسلمون خارجه.
وأشار إلى أن الدعوات تتواصل لحث أبناء فلسطين، وخاصة المقدسيين وأبناء الداخل الفلسطيني، على شد الرحال إلى المسجد الأقصى والمكوث فيه على مدار الساعة، لمواجهة مخططات المستوطنين التي تحظى بدعم حكومي وبتسهيلات للوصول إلى الأقصى.
وأوضح "عمرو" أن هذه الممارسات تهدف إلى إعطاء انطباع خاطئ للمشاهدين وللإعلام بأن المسجد الأقصى هو مكان مقدس لليهود وأنه مكتظ بهم، ما يثير تساؤلات حول غياب المسلمين.
وأكد أن الدعوات للحضور والمكوث في المسجد الأقصى تصدر عن الهيئات المقدسية، الجهات الرسمية الفلسطينية، ومنظمات المجتمع المدني، مشددًا على ضرورة تعزيز وجود المسلمين في الأقصى لقطع الطريق على المستوطنين.
وفي معرض حديثه عن الصعوبات التي تواجه المسلمين للوصول إلى المسجد الأقصى، قال عمرو إن الاحتلال يعمد إلى اعتقال الزوار ومصادرة هوياتهم ومنعهم من دخول الأقصى، مستغلًا إجراءات الطوارئ التي يتخذها.
ولفت إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية تتواجد بكثافة عند بوابات المسجد وفي ساحاته، حيث تستولي على أماكن معينة مثل صحن قبة الصخرة.
وأضاف "عمرو" أن هذه الإجراءات تعكس الدعم الحكومي الذي يتلقاه المتطرفون، مما يعزز التساؤلات حول دور الدول العربية والإسلامية ومنظمات التعاون الإسلامي في دعم المسجد الأقصى وحمايته.
وأشار عمرو إلى أن الدعوات للمسلمين بضرورة الحضور في المسجد الأقصى هي في معظمها دعوات شعبية تصدر عن منظمات المجتمع المدني والهيئة الإسلامية العليا والأوقاف الإسلامية.
ورأى أن الاحتلال لا يلتفت لهذه الدعوات، بل يعمل على قمع من يستجيبون لها من المسلمين، ويحدّ من عدد الحاضرين، مستخدمًا سياسة البطش والترهيب لمنعهم من الوصول إلى الأقصى.
وتطرق "عمرو" إلى القيود المفروضة على الإعلام، حيث أكد أن الاحتلال يفرض تعتيمًا إعلاميًا ولا يسمح بنقل الأحداث الجارية في المسجد الأقصى ومحيطه بحرية، متذرعًا بقوانين الطوارئ والحرب.
وأوضح أن قوات الاحتلال تستغل هذه الظروف لممارسة القمع ضد الفلسطينيين، حتى عند وجود انتقادات دولية أو عتاب من جهات مختلفة، مما يظهر سيطرتها المتزايدة على الأقصى.
وشدد ضيفنا أن الأقصى يمر بمرحلة دقيقة وخطيرة تتطلب تضافر الجهود لحمايته والحفاظ على إسلاميته.
وفي ختام حديثه، قال عمرو إن الاحتلال يسعى لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال السماح للمستوطنين بأداء شعائرهم بشكل علني داخل الأقصى بعد أن كانت تتم سرًا، مما يعكس مرحلة خطيرة وغير مسبوقة في التعامل مع المسجد الأقصى.
"إقامة العرائش"..
قال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والباحث المتخصص في شؤون القدس، محمود الشجراوي، إن هذا العيد يمثل أحد أعياد الحج الثلاثة عند اليهود، ويُعرف بإقامة العرائش التي تحاكي فترة التيه في صحراء سيناء.
وبيّن "الشجراوي" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن عيد العرش يشهد عادةً اعتداءات واقتحامات للمسجد الأقصى، حيث يعتبر أحد المواسم الرئيسية لهذه الاعتداءات، وتستغل الجماعات المتطرفة العيد لتنفيذ اقتحامات واسعة النطاق، كما حدث في العام الحالي مع اقتحام 309 مستوطنين للمسجد الأقصى.
وأشار إلى أن الأعياد اليهودية، مثل عيد العرش، تعتمد على التاريخ العبري القمري، ما يجعلها غير ثابتة بالنسبة للتاريخ الميلادي، حيث يُضاف شهر إضافي كل ثلاث سنوات لتحقيق التوازن بين السنة الشمسية والشهور القمرية.
وأوضح أن الصهاينة أدخلوا الطقوس التوراتية، مثل تقديم القرابين النباتية واقتحام المسجد الأقصى، ضمن تقاليدهم الدينية، ويعتبرون هذه الاقتحامات جزءًا من إظهار السيادة على المسجد الأقصى.
وأكد "ضيف سند"، على أهمية وجود المرابطين داخل المسجد الأقصى، مشددًا على أن الدعوات لشد الرحال من قبل المقدسيين وسكان الداخل المحتل تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على المسجد الأقصى وإفشال مخططات التهويد.
وحثّ الأوقاف الإسلامية على استعادة دورها في إدارة المسجد وعدم ترك مسؤولية حمايته بيد الشرطة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن تكثيف الوجود الفلسطيني داخل الأقصى يعتبر وسيلة فعّالة لمواجهة محاولات السيطرة والتغيير الديمغرافي.
وأكد أن أبرز التحديات التي تواجه الوجود الفلسطيني في المسجد الأقصى هي الإجراءات الإسرائيلية، مثل منع وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية، وإقامة الجدار العازل الذي يمنع المقدسيين من الوصول للمسجد.
القدس - وكالة سند للأنباء
قال مختصان في الشأن المقدسي، إن عيد العرش يستخدمه الاحتلال كفرصة لتكثيف الاستيطان وتعزيز السيطرة على المقدسات، مما يؤثر سلبًا على حياة الفلسطينيين ويزيد من حدة التوتر في المدينة.
واقتحم 374 مستوطنين باحات المسجد الأقصى، صباح اليوم الخميس، في أول أيام "عيد العرش" اليهودي، عقب تأمين شرطة الاحتلال، والقوات الخاصة المسلحة التابعة لها، الحماية المُشددة والكاملة لهم.
وكان عيد العُرش اليهودي قد بدأ صباح اليوم الخميس 17 أكتوبر الجاري ويستمر حتى 23 من ذات الشهر، ويتميز بتكثيف الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين، لا سيما بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك؛ بينما يتخلله إقامة طقوس تلمودية بشكل لافت في ساحات الأقصى وقرب حائط البراق، وجددت جماعات الهيكل المتطرفة دعواتها هذا العام لدخول الأقصى طيلة أيام عيد العُرش.
وعادة ما يُحوّل الاحتلال حياة المقدسيين إلى جحيم خلال فترة الأعياد اليهودية، وتفرض عليهم إغلاق محالهم وتضيّق حركتهم في أزقة وشوارع البلدة القديمة، لا سيما أن جماعات "الهيكل" المزعوم، توعّدت بتحطيم أرقام قياسية من حيث عدد المقتحمين هذا العام.
"سيناريوهات متوقعة"..
قال الباحث في شؤون القدس جمال عمرو إن السيناريوهات المتوقعة خلال ما يسمى بعيد العرش، الذي هو في الأصل مناسبة كنعانية فلسطينية، تتضمن دعوات واسعة للمستوطنين والمتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، مع التركيز على المنطقة الشرقية في محيط باب الرحمة، حيث يؤدون الصلوات ويرتدون ملابس دينية، وينفخون في الأبواق، ويمارسون طقوسًا لا أصل لها.
وأضاف "عمرو" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن المتطرفين يحظون بدعم رسمي وحماية معززة، مما يتيح لهم حرية التصرف، بينما يتم منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى وأداء صلواتهم فيه، وهو ما يجعل الأقصى مستباحًا للمستوطنين، في حين يبقى المسلمون خارجه.
وأشار إلى أن الدعوات تتواصل لحث أبناء فلسطين، وخاصة المقدسيين وأبناء الداخل الفلسطيني، على شد الرحال إلى المسجد الأقصى والمكوث فيه على مدار الساعة، لمواجهة مخططات المستوطنين التي تحظى بدعم حكومي وبتسهيلات للوصول إلى الأقصى.
وأوضح "عمرو" أن هذه الممارسات تهدف إلى إعطاء انطباع خاطئ للمشاهدين وللإعلام بأن المسجد الأقصى هو مكان مقدس لليهود وأنه مكتظ بهم، ما يثير تساؤلات حول غياب المسلمين.
وأكد أن الدعوات للحضور والمكوث في المسجد الأقصى تصدر عن الهيئات المقدسية، الجهات الرسمية الفلسطينية، ومنظمات المجتمع المدني، مشددًا على ضرورة تعزيز وجود المسلمين في الأقصى لقطع الطريق على المستوطنين.
وفي معرض حديثه عن الصعوبات التي تواجه المسلمين للوصول إلى المسجد الأقصى، قال عمرو إن الاحتلال يعمد إلى اعتقال الزوار ومصادرة هوياتهم ومنعهم من دخول الأقصى، مستغلًا إجراءات الطوارئ التي يتخذها.
ولفت إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية تتواجد بكثافة عند بوابات المسجد وفي ساحاته، حيث تستولي على أماكن معينة مثل صحن قبة الصخرة.
وأضاف "عمرو" أن هذه الإجراءات تعكس الدعم الحكومي الذي يتلقاه المتطرفون، مما يعزز التساؤلات حول دور الدول العربية والإسلامية ومنظمات التعاون الإسلامي في دعم المسجد الأقصى وحمايته.
وأشار عمرو إلى أن الدعوات للمسلمين بضرورة الحضور في المسجد الأقصى هي في معظمها دعوات شعبية تصدر عن منظمات المجتمع المدني والهيئة الإسلامية العليا والأوقاف الإسلامية.
ورأى أن الاحتلال لا يلتفت لهذه الدعوات، بل يعمل على قمع من يستجيبون لها من المسلمين، ويحدّ من عدد الحاضرين، مستخدمًا سياسة البطش والترهيب لمنعهم من الوصول إلى الأقصى.
وتطرق "عمرو" إلى القيود المفروضة على الإعلام، حيث أكد أن الاحتلال يفرض تعتيمًا إعلاميًا ولا يسمح بنقل الأحداث الجارية في المسجد الأقصى ومحيطه بحرية، متذرعًا بقوانين الطوارئ والحرب.
وأوضح أن قوات الاحتلال تستغل هذه الظروف لممارسة القمع ضد الفلسطينيين، حتى عند وجود انتقادات دولية أو عتاب من جهات مختلفة، مما يظهر سيطرتها المتزايدة على الأقصى.
وشدد ضيفنا أن الأقصى يمر بمرحلة دقيقة وخطيرة تتطلب تضافر الجهود لحمايته والحفاظ على إسلاميته.
وفي ختام حديثه، قال عمرو إن الاحتلال يسعى لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال السماح للمستوطنين بأداء شعائرهم بشكل علني داخل الأقصى بعد أن كانت تتم سرًا، مما يعكس مرحلة خطيرة وغير مسبوقة في التعامل مع المسجد الأقصى.
"إقامة العرائش"..
قال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والباحث المتخصص في شؤون القدس، محمود الشجراوي، إن هذا العيد يمثل أحد أعياد الحج الثلاثة عند اليهود، ويُعرف بإقامة العرائش التي تحاكي فترة التيه في صحراء سيناء.
وبيّن "الشجراوي" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن عيد العرش يشهد عادةً اعتداءات واقتحامات للمسجد الأقصى، حيث يعتبر أحد المواسم الرئيسية لهذه الاعتداءات، وتستغل الجماعات المتطرفة العيد لتنفيذ اقتحامات واسعة النطاق، كما حدث في العام الحالي مع اقتحام 309 مستوطنين للمسجد الأقصى.
وأشار إلى أن الأعياد اليهودية، مثل عيد العرش، تعتمد على التاريخ العبري القمري، ما يجعلها غير ثابتة بالنسبة للتاريخ الميلادي، حيث يُضاف شهر إضافي كل ثلاث سنوات لتحقيق التوازن بين السنة الشمسية والشهور القمرية.
وأوضح أن الصهاينة أدخلوا الطقوس التوراتية، مثل تقديم القرابين النباتية واقتحام المسجد الأقصى، ضمن تقاليدهم الدينية، ويعتبرون هذه الاقتحامات جزءًا من إظهار السيادة على المسجد الأقصى.
وأكد "ضيف سند"، على أهمية وجود المرابطين داخل المسجد الأقصى، مشددًا على أن الدعوات لشد الرحال من قبل المقدسيين وسكان الداخل المحتل تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على المسجد الأقصى وإفشال مخططات التهويد.
وحثّ الأوقاف الإسلامية على استعادة دورها في إدارة المسجد وعدم ترك مسؤولية حمايته بيد الشرطة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن تكثيف الوجود الفلسطيني داخل الأقصى يعتبر وسيلة فعّالة لمواجهة محاولات السيطرة والتغيير الديمغرافي.
وأكد أن أبرز التحديات التي تواجه الوجود الفلسطيني في المسجد الأقصى هي الإجراءات الإسرائيلية، مثل منع وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية، وإقامة الجدار العازل الذي يمنع المقدسيين من الوصول للمسجد.