الاحتلال يواصل مصادرة أراضي القدس و الهدف تحويلها إلى بيئة طاردة

  • السبت 22, فبراير 2025 08:49 ص
  • الاحتلال يواصل مصادرة أراضي القدس و الهدف تحويلها إلى بيئة طاردة
بدأت طواقم بلدية "معاليه أدوميم" الاستيطانية بتنفيذ مشروع جديد يهدف إلى تغيير مسار مدخل بلدة العيزرية شرقي القدس المحتلة، وذلك في خطوة تهدف إلى تسهيل حركة المستوطنين وفرض مزيد من التضييق على الفلسطينيين المقدسيين.
الاحتلال يواصل مصادرة أراضي القدس و الهدف تحويلها إلى بيئة طاردة للمقدسيين
خاص- الرسالة نت
بدأت طواقم بلدية "معاليه أدوميم" الاستيطانية بتنفيذ مشروع جديد يهدف إلى تغيير مسار مدخل بلدة العيزرية شرقي القدس المحتلة، وذلك في خطوة تهدف إلى تسهيل حركة المستوطنين وفرض مزيد من التضييق على الفلسطينيين المقدسيين.
المشروع الذي يطال دوار مستوطنة "معاليه أدوميم" يقضي بتخصيص المسلك الأيمن للمسافرين إلى بلدة العيزرية، بينما سيخصص المسلك الأيسر للمستوطنين المتجهين إلى مستوطنتي "معاليه أدوميم" و"كيدار". وذكرت جريدة "أخبار معاليه أدوميم" العبرية أن العمل في المشروع قد بدأ مؤخرًا.
تعتبر هذه المسارات ضرورية للأهالي الفلسطينيين من بلدة العيزرية وأبو ديس والسواحرة الشرقية وبدو عرب الجهالين والشيخ سعد، فضلاً عن سكان الخليل وبيت لحم. لكن تغيير مسار المدخل سيؤدي إلى زيادة الازدحام المروري على الطرق، مما يعمق معاناة الفلسطينيين ويضاعف تحدياتهم اليومية في التنقل بين مناطقهم، وهو جزء من سياسة الاحتلال الرامية إلى تحويل القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين وفرض سيطرة المستوطنين بشكل أكبر.
خلق بيئة طاردة
أكد مدير التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، أمير داوود، في مقابلة خاصة مع "الرسالة"، أن الاحتلال يواصل تضييق الحياة على الفلسطينيين في قرى القدس خارج حدود البلدية، من خلال إغلاق الطرق أمامهم في مسعى لتحويل المنطقة إلى بيئة طاردة لهم.
وأوضح داوود أن الطريق بين معاليه أدوميم وكيذار الذي يتشاركه الفلسطينيون والمستوطنون يشكل شريانًا حيويًا للفلسطينيين في بلدة العيزرية وأبو ديس، لكن إغلاقه أمام الفلسطينيين سيجعلهم يواجهون صعوبة بالغة في التنقل، حيث سيقتصر المدخل الوحيد على أهالي المنطقة، مما يزيد من معاناتهم. وأضاف أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة الاحتلال في تضييق سبل الحياة على الفلسطينيين في تلك المناطق، إلى جانب تضييقات أكبر داخل حدود بلدية القدس.
وأشار داوود إلى أن الادعاءات الاحتلالية بشأن شق طرق بديلة للفلسطينيين هي مجرد "ادعاءات فارغة"، إذ لا توجد أي خطط ملموسة لتوفير بنية تحتية حقيقية للفلسطينيين في المناطق المستهدفة. بل على العكس، يتجه الاحتلال إلى تخصيص البنية التحتية للمستوطنين فقط، في محاولة لاستكمال مساعيه لإبعاد الفلسطينيين من أراضيهم.
والحقيقة أن الموضوع ليس مجرد تغيير مسار، فوفقا للمختص بقضايا الاستيطان.
آلاف الدونمات
صلاح الخواجا وفي مقابلة خاصة مع الرسالة قال:" الخطة تقول أن هناك منع على دوار العيزرية لأي فلسطيني يدخل المنطقة وتبدأ من أول العيزرية شرق أبو ديس والسواحرة وصولا الى جنوب السواحرة ستكون خالية من أي فلسطيني، وتوجد فيها مستوطنة معاليه أدوميم، كل هذه الأراضي من شرق العيزرية حتى منطقة البحر الميت سيتم السيطرة عليها سيطرة كاملة "
ويضيف الخواجا : هذا ليس تغيير مسار، دوار العيزرية يتجه شمالا الى رام الله واليمين إلى بيت لحم، وهذه أراضي تقدر بآلاف الدونمات تمتد لمنطقة البحر الميت، ومنع الاحتلال الفلسطيني من دخولها باستثناء المستوطنين، وها هي الآن فارغة وبدأ الاحتلال بمصادرة الأراضي، وتعتبر من أكبر الأراضي المصنف كمحميات طبيعية "
صادر الاحتلال هذا العام ومن نفس المنطقة 2400 دونم ثم صادر أكثر من 300 دونم هذا غير مناطق المحميات الطبيعية وما يسميه أملاك الغائبين وفقا لما قاله الخواجا.
واصل الاحتلال الإسرائيلي تسريع وتيرة بناء المستوطنات في مدينة القدس المحتلة بشكل ملحوظ بعد السابع من أكتوبر 2023. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية في 17 أبريل 2024، شهدت الأشهر الأخيرة تسارعًا غير مسبوق في المخططات الاستيطانية في القدس، حيث استمرت سلطات التخطيط في دفع هذه المشاريع قدمًا، بينما كانت المؤسسات الحكومية الإسرائيلية قد أغلقت أو قلصت عملها بشكل ملحوظ في أعقاب الأحداث.
وأشار تقرير آخر نشرته صحيفة "هآرتس" إلى أن اللجنة المحلية في القدس، وبعد يومين فقط من أحداث السابع من أكتوبر، وافقت على توسيع مستوطنة "كيدمات تصيون" المقامة على أراضي الفلسطينيين في حي رأس العامود. التوسعة تشمل بناء 384 وحدة استيطانية في مراحلها الأولى على مساحة 79 دونمًا، مع إمكانية توسيع المشروع في المستقبل ليشمل 1200 وحدة.
وفي 3 ديسمبر 2023، وافقت ما تسمى اللجنة اللوائية على خطة لبناء حي استيطاني جديد على أراضي صور باهر، أُطلق عليه اسم "القناة السفلى"، ويشمل بناء 1792 وحدة استيطانية جديدة. لأول مرة، تقوم ما تسمى بـ( سلطة أراضي إسرائيل) بتقديم هذا المخطط، مما يعكس تعزيز خطط الاستيطان في المناطق الفلسطينية بشكل مستمر.
هذه التحركات الاستيطانية تأتي في سياق سياسة الاحتلال الهادفة إلى تغيير معالم القدس بشكل تدريجي، وتكريس سيطرة المستوطنين على المزيد من الأراضي الفلسطينية، مما يعزز من ممارسات التهجير القسري ويعمق معاناة الفلسطينيين في المدينة