الحوض المقدّس.. مشروع تهويدي يستهدف قلب القدس من بوابة سلوان!

  • الأربعاء 02, يوليو 2025 11:57 ص
  • الحوض المقدّس.. مشروع تهويدي يستهدف قلب القدس من بوابة سلوان!
في قلب القدس المحتلة، تقع بلدة سلوان كخط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك، وهي واحدة من أكثر المناطق المقدسية استهدافًا بالهدم من قبل الاحتلال خلال السنوات الأخيرة.
الحوض المقدّس.. مشروع تهويدي يستهدف قلب القدس من بوابة سلوان!
الرسالة نت_ خاص
في قلب القدس المحتلة، تقع بلدة سلوان كخط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك، وهي واحدة من أكثر المناطق المقدسية استهدافًا بالهدم من قبل الاحتلال خلال السنوات الأخيرة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023 استغل الاحتلال حرب الإبادة على غزة لتصعيد سياسة الهدم والإخلاء القسري للعائلات المقدسية من خلال هدم منازلهم بشكل ممنهج تحت ذريعة "البناء دون ترخيص"، لتحول البلدة إلى مسرح مفتوح للتهجير والتطهير العرقي.
ولا يعود تركيز الاحتلال على سلوان إلى موقعها الجغرافي فحسب، بل لأنها تمثل امتدادًا مباشرًا للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، وهو ما يجعلها هدفًا مركزيًا في المشاريع التهويدية، خصوصًا مخطط ما يُعرف بـ"الحوض المقدس"، الذي تسعى سلطات الاحتلال من خلاله إلى تطويق المسجد الأقصى بالأحياء الاستيطانية والمتاحف التلمودية والحدائق التوراتية.
تطهير عرقي صامت!
يقول الباحث فخري أبو دياب والمتحدث باسم لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان: "إن هناك مخطط مبيت لهدم كل منازل حي سلوان، والاحتلال يستغل الحرب الجارية على قطاع غزة لتنفيذ سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، وتحديدًا ضد أهلنا في القدس".
ويضيف الباحث أبو دياب، في حديث لـ"الرسالة": "إن هدف سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) الأساسي هو تفريغ الأحياء القريبة من المسجد الأقصى وخاصة بلدة سلوان ومحيطها، لتهيئة محيطه لمشاريع التهويد".
وتابع: "إن ما يجري اليوم ليس مجرد تنفيذ عشوائي لقرارات هدم، بل هو جزء من مشروع أكبر يُعرف باسم 'الحوض المقدس'، والذي يستهدف السيطرة الكاملة على محيط البلدة القديمة عبر تهجير الفلسطينيين وإحلال مستوطنين مكانهم، تحت غطاء الحدائق التوراتية والمواقع الأثرية المزعومة".
ويشير الباحث أبو دياب، إلى أن الاحتلال يستخدم القضاء والإدارة كأدوات تهجير ناعمة، فيرفض إصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، ثم يصف منازلهم بغير القانونية ويهدمها بالجرافات، وهذا تطهير عرقي صامت يجري على مرأى العالم.
ويختم المتحدث باسم لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان لكننا نؤكد "أن الاحتلال يستطيع أن يهدم البيوت، لكنه لا يستطيع أن يهدم إرادتنا ولا رباطنا.. لن نترك الأرض، ولن نتخلى عن حقنا فيها، مهما كانت الأثمان".
مشروع استيطاني خبيث!
والهجمة على سلوان ليست منعزلة، بل جزء من مشروع استيطاني شامل يُعرف باسم "مخطط الحوض المقدس"، الذي يهدف لإحاطة البلدة القديمة والمسجد الأقصى بحزام من الحدائق التلمودية والمستوطنات.
ويشمل المشروع الاستيطاني مناطق سلوان والشيخ جراح وجبل الزيتون، ويُستخدم غطاء "المواقع الأثرية" و"الحدائق الوطنية" لشرعنة السيطرة على الأراضي وطرد سكانها الأصليين.
الباحث والمختص في الشأن المقدسي أحمد الصفدي، يقول: "إن سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) تخطط لتنفيذ متسارع لخطة تهويد ضخمة تُعرف بـ'مخطط الحوض المقدس"، وهي الأخطر على الإطلاق".
ويشير الباحث الصفدي في حديث لـ"الرسالة"، إلى أن الاحتلال عبر أذرعه الاستيطانية يريد أن يهدم التاريخ الإسلامي وينسف الذاكرة الحية لمدينة القدس وعروبتها الفلسطينية، حيث تشكل سلوان خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وكل بيت يهدم فيها يعزز عزل المسجد المبارك وتطويقه بالمستوطنات والحدائق التوراتية.
ويؤكد أن هذه السياسة ليست وليدة اللحظة، لكنها تتسارع اليوم مستغلة انشغال العالم بما يحدث في غزة، لتنفيذ تطهير عرقي صامت، حيث يسعى الاحتلال لتفريغ سلوان من سكانها الأصليين، واستبدالهم ببؤر استيطانية متطرفة.
وينبه إلى أن ما يُحاك في سلوان ليس تفصيلاً صغيرًا، بل مشروع يستهدف تغيير وجه المدينة بالكامل، وتحويلها من مدينة فلسطينية إلى متحف تلمودي يخدم الرواية الصهيونية.
ما هو "مخطط الحوض المقدس"؟
و"الحوض المقدس" هو مصطلح يستخدمه الاحتلال للإشارة إلى منطقة واسعة تحيط بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى من جهاتها الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية، وتضم أحياء فلسطينية رئيسية أبرزها، سلوان (أهمها وادي حلوة، البستان، عين اللوزة، جبل الزيتون، الطور، واد الجوز)
ويهدف المخطط الاستيطاني إلى تفريغ الأحياء المقدسية من سكانها الفلسطينيين بحجج "البناء غير المرخص"، وإقامة ما يسمى "الحدائق التوراتية" والمواقع الأثرية اليهودية مكانها، وتطويق المسجد الأقصى بسياج ديمغرافي استيطاني لخنق وجوده الفلسطيني.
إضافة إلى خلق تواصل جغرافي بين البؤر الاستيطانية المنتشرة في سلوان وشرق القدس مع البلدة القديمة، حيث ينفذ هذا المشروع بدعم من جمعيات استيطانية مثل "إلعاد" و"عطيرت كوهنيم"، وبمظلة بلدية الاحتلال ووزارة شؤون القدس.
فوراء كل منزل يُهدم في سلوان، قصة تهويد تكتمل فالاحتلال لا يهدم فقط بالجرافات، بل يعيد رسم معالم المكان والتاريخ والهوية، في محاولة لتفريغ البلدة من سكانها الأصليين وتثبيت روايته الأسطورية حول "الهيكل المزعوم" الذي يدّعي أنه بُني في تلك المنطقة.