عندي من الشعرِ ما يَكْفي لِيَجْعلَني
أقــــولُ لـلـمـتـنبي لــسْــتُ مُـحـتـاجـا
أرضـــيْ الـقـصيدةُ إنْ أبــدَتْ مـفـاتنَها
أطــيــرُ بــالـشـوقِ إســــراءً ومِـعْـراجـا
مـا زلـتُ أسـرجُ فـي محبَتِها
قـنـديـلَ بـــوحٍ عــزيـز ِالــضـوءِ وهّــاجـا
كـيـفَ الـمـواويلُ فــي أوطـانِنا جـعلَتْ
مــــن الـتـغـاريـدِ لـلـمـحتلِ إزعــاجـا؟!
كـيـفَ الـعروشُ بـعينِ الـجرحِ نـبصرُها
مـثلَ الـزجاجِ ولا نخشى بها التاجا؟!
وخيمةٌ في ضواحي القدسِ تمنعُني
مــــن أنّ أحــــبَّ وراء الـبـحْـرِ أبــراجـا.
أمَــا سَـمِـعْتَ غــرامَ الـجـرحِ يـطلبُهمْ
وهـــمْ يـجـيـبونَ نـبـضَ الأرضِ أفـواجـا
روحٌ إلــى الـثـأر قــد طــارتْ. وأمـزجـةٌ
عـلى الـظنونِ مـعَ الـخوف الـذي راجا
قواربُ الوهمِ في بحرِ الدجى جَهلتْ
حــيـنَ الـنـزولِ بــأنّ الـبـحرَ قــدْ مـاجـا
كـلُّ الـذينَ أذاعـوا الـجبنَ عـن وطني
لــم يـقرأوا الـثأرَ فـي الـتاريخ مـنهاجا
(لــيــلــى , دلالُ..) , وآلافٌ مــؤلّــفَــةٌ
حـقّـقـنَ بـالـموتِ بـعـدَ الـقـهرَ إفـراجـا
وخـضْـنَ بـالحربِ دربَـاً لـيسَ يـسلُكُها
إلا الـــذيــنَ ارتـــــدَوا لــلــعـزّ ديــبــاجـا
فـــــأي دربٍ نـــــراك الـــيــوم مــتـخـذا
هـل بـعد مـا كـان مـنك ازددْتَ إدلاجا