خواطر نبوية دعوية
(والله في عون الذين يقضون حوائج الناس)
الدكتور مروح نصار
(عضو لجنة القدس في الاتحاد العالمي وهيئة علماء فلسطين)..
عضو الإدارة العامة لمؤسسة معاً نحو القدس
عضو الإدارة العامة لمؤسسة معاً نحو القدس
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))؛ (مسلم، حديث رقم 2699).
هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فقد تضمن معاني متكاملة يصلح قاعدة بيانية لاصلاح الفرد والمجتمع ومما تضمنه الحديث من المعاني ما يلي :
١-دعوة لتنفيس الكربات عن المكروبين . (اصلاح اجتماعي)
٢-دعوة للتيسير على المعسرين . (تكافل اجتماعى نفسي)
٣-الدعوة للستر على المسلمين . (اصلاح اخلاقي مجتمعي ).
٤-وختم ببشارة لكل مسلم تخيل ان الله معك وعونا لك ما دمت تعين وتساعد عباده فهي بشارة نبوية دائمة لا تنقطع إنها معية الله لك ومن كان الله معه ومعينه فلا خوف عليه.
والثمرة التي تجنيها إذا ما التزمت بهذه الدعوات الثلاثة:
١-ينفس الله عليك من كرب يوم القيامة وما احوجنا لها .
٢-ييسر الله عليك عسرة من عسر الدنيا وعسر يوم القيامة .
والدليل هذا الحديث العظيم ...
فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى عليه وسلم قال:((أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ،وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ،أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا،و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ)) الحديث صحيح فقد صححه الالباني في السلسلة الصحيحة برقم (٩٠٦) .
وأخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6026)، وغيره.
٣-ان سترت مسلما سترك الله في الدنيا في مواقف تتمنى ان تستر فيها واعظم من ذلك سترك الله في الاخرة امام الخلائق في امر لا تحب ان يطلع عليه احد وفي المقابل احذر اخي ان تفضح مسلما لان الله سيفضحك في الدنيا والاخرة فالحديث بشارة ونذارة فاحذر اخي واختي ان تكون عونا للشيطان على اخيك فيعافيه الله وبتليك .
وإياك اخي واختي من تتبع عورات اخوانك واخواتك واسمع هذا التحذير النبوي الشديد في تحذيره ،وهذا تحذير للعملاء والجواسيس في كل مكان وخاصة في فلسطين ممن يتعاملون مع الصهاينة ويكشفون اسرار اخوانهم لصالح الصهاينة واذنابهم فسوف يفضحهم الله في الدنيا والاخرة.
ودليل ذلك ما أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته». صحيح الجامع والحديث حسن لغيره .
فاحذر اخي واياك من تتبع عورات الناس فان الله يسترك ان سترك المسلمين ويفضحك ان كشفت عوراتهم وفضحتهم والمقصود بكشف عوراتهم الاخلاقية والسياسة وغيرها فالمطلوب التناصح والنصيحة وليس كشف العورات ..
٤-واعظم مما سبق (معية الله لك) المعين الحافظ الميسر الرحيم اذا ما كنت معينا رحيما لعباده... فيا له من كلام جامع مانع وبشارة نبوية مستمرة في الدنيا والاخرة فأي كلام وأي دعوة وأي بشارة أعظم وأجزل وابلغ من هذا الكلام النبوي الذي أوتي جوامع الكلم .. (وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى)...
واختم بقوله تعالى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَويَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوأَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)سورة طه..
معية الله (اني معكما اسمع وارى) ومن كانت معية الله معه فلا خوف عليه ....
د.مروح نصار