النائب عطون: أُبعدتُ عن القدس جسدًا لكنّ الرّوح معلّقةً بها ولا بديل عنها
القدس المحتلة – القسطل:
لم يكن الإبعاد عن القدس يومًا أمرًا عاديًا، أو يُمكن لهذا الإجراء الاحتلاليّ العقابي أن يصبح أمرًا روتينيًا، فالسنوات الطويلة التي أُبعد فيها النائب المقدسي أحمد عطون عن المدينة التي عاش عمره فيها جعلته أكثر حبًّا وعشقًا لهذه المدينة.
النائب عطون، وعبر برنامج "بروفايل أسير" الذي عُرض مساء أمس السبت على صفحة شبكة القسطل الإخبارية على فيسبوك، أكد أن لا بديل عن القدس، فهو الذي عاش فيها طفولته وشبابه ودرس فيها وترعرع بين أزقّتها، فقد تركها قسرًا جسدًا لكنّ الروح هناك، متعلقة بها.
وبيّن النائب أن الإبعاد سلوك ممنهج من قبل الاحتلال منذ أن احتل أرض فلسطين ومدينة القدس، مضيفًا أن أهالي المدينة يعلمون خير علم هذا الإجراء "العقابي" من خلال الإبعاد الداخلي أو عن الأقصى أو عن المدينة المقدسة داخليًا أو خارجيًا.
وعن بداية إبعاده والنواب الآخرين ووزير القدس السابق، أشار إلى أن إبعادهم جاء بعد انتخابهم أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، حيث صدر قرار من حكومة الاحتلال بطردهم من المدينة، تحت حجة عدم الولاء لكيان الاحتلال.
ولفت إلى أن النواب المقدسيين المبعدين رفضوا هذا الإجراء ولجأوا في حينه إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليؤكدوا على رفضهم لهذه الحالة وإبرازها دوليًا، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته، ومكثوا مدة عام ونصف بشكل احتجاز داخل مقر الصليب الأحمر لا يخرجون منه لإدراكهم أن هناك إبعاد واعتقال لهم.
وعمّا يفعله الإبعاد في الترابط الأسري، قال عطون إن الإبعاد عن بلده هو من أقسى العقوبات التي يمكن أن يعاقب بها الإنسان، ولم يتخيّل يومًا أن يستنشق غير هواء القدس وأن يُبعد عن المسجد الأقصى وأهله.
وبيّن النائب المقدسي أنه وحتى يحافظ على وجود عائلته في القدس فقد بقيت زوجته وأبناؤه في منزله في المدينة يزورونه نهاية الأسبوع وفي المناسبات في مكان إبعاده برام الله.
ورغم مشاعر تشتيت الأسرة الصعبة، فإن خيار بقاء العائلة في القدس يزورونه مبعدًا أفضل لديه من اجتماع شمل العائلة بعيدًا عن منزله وترك العائلة للمدينة المقدسة، كما قال.
وذكر أنه ونجله مبعدين عن القدس، في حين أن أحد أشقائه مبعد إلى خارج فلسطين بعد تحرره في صفقة "وفاء الأحرار"، مضيفًا "نعيش حالة اغتراب حقيقية، رغم أن رام الله والضفة وغزة وكل بقاع فلسطين هي جزء غالي على قلوبنا".
وأردف أنه وإلى جانب النواب المبعدين عن القدس فإنهم يعيشون في الضفة الغربية بحالة من الإقامة الجبرية، حيث أن الاحتلال سحب منهم كل الوثائق، ورفضوا أخذ وثائق فلسطينية بديلة، حتى لا يشرعنوا هذا السلوك من الاحتلال.
أما على صعيد السجون، فشدد عطون على أنه ومنذ أن بدأت الاعتقالات لديه منذ عام 1988 وحتى اليوم ما بين ذهاب وإياب، لم ير سوى الصمود والتحدي أمام الاحتلال وسجانيه.
وأضاف: "خلقنا أحرارًا، ولأننا كذلك نرفض الاحتلال وندفع الثمن على رفضنا له، لكن سنظل مؤكدين على أننا رافضين لوجوده".
وأكد لـ"القسطل" أن الأسرى الفلسطينيين في معركة مفتوحة ومتواصلة مع الاحتلال بشكل يومي لا تهدأ أبدًا، وإدارة السجون فرضت في الآونة الأخيرة عقوبات كبيرة على الأسرى وضيّقت عليهم وسحبت منجزاتهم، ووضعت البوابات الإلكترونية وفرضت عقوبات في التعليم والفورة اليومية ضمن أكثر من 15 إجراءً عقابيًا بحقهم.
ولفت إلى أنه بالوحدة النضالية لكافة الأسرى في التصدي للاحتلال ورفضهم للعقوبات بما هو متاح أمامهم، استطاعوا أن يكونوا ندًا له ولإدارة سجونه، فيما يهددون بالتوجه للإضراب الجماعي.
ودعا عطون إلى إسناد الحركة الأسيرة في معركتهم مع الاحتلال، مؤكدًا وجود قصور عام في دعم الأسرى على الصعيد الرسمي الذي يملك القنصليات والسفارات ويستطيع أن تجعل هذه القضية حية في المحافل الدولية.
وعلى صعيد النخب والقيادات والمفكرين والسياسيين، دعا لجعل القضية حية، وأن لا تكون قضيتهم موسمية، وشدد على أنه "من العار على الأمة أن تشاهد أسرانا وأسيراتنا وهم يعانون ولا يجدون من ينصرهم، وبينهم المرضى مثل ناصر أبو حميد وإسراء الجعابيص وأحمد مناصرة وغيرهم الكثير".
القدس المحتلة – القسطل:
لم يكن الإبعاد عن القدس يومًا أمرًا عاديًا، أو يُمكن لهذا الإجراء الاحتلاليّ العقابي أن يصبح أمرًا روتينيًا، فالسنوات الطويلة التي أُبعد فيها النائب المقدسي أحمد عطون عن المدينة التي عاش عمره فيها جعلته أكثر حبًّا وعشقًا لهذه المدينة.
النائب عطون، وعبر برنامج "بروفايل أسير" الذي عُرض مساء أمس السبت على صفحة شبكة القسطل الإخبارية على فيسبوك، أكد أن لا بديل عن القدس، فهو الذي عاش فيها طفولته وشبابه ودرس فيها وترعرع بين أزقّتها، فقد تركها قسرًا جسدًا لكنّ الروح هناك، متعلقة بها.
وبيّن النائب أن الإبعاد سلوك ممنهج من قبل الاحتلال منذ أن احتل أرض فلسطين ومدينة القدس، مضيفًا أن أهالي المدينة يعلمون خير علم هذا الإجراء "العقابي" من خلال الإبعاد الداخلي أو عن الأقصى أو عن المدينة المقدسة داخليًا أو خارجيًا.
وعن بداية إبعاده والنواب الآخرين ووزير القدس السابق، أشار إلى أن إبعادهم جاء بعد انتخابهم أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، حيث صدر قرار من حكومة الاحتلال بطردهم من المدينة، تحت حجة عدم الولاء لكيان الاحتلال.
ولفت إلى أن النواب المقدسيين المبعدين رفضوا هذا الإجراء ولجأوا في حينه إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليؤكدوا على رفضهم لهذه الحالة وإبرازها دوليًا، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته، ومكثوا مدة عام ونصف بشكل احتجاز داخل مقر الصليب الأحمر لا يخرجون منه لإدراكهم أن هناك إبعاد واعتقال لهم.
وعمّا يفعله الإبعاد في الترابط الأسري، قال عطون إن الإبعاد عن بلده هو من أقسى العقوبات التي يمكن أن يعاقب بها الإنسان، ولم يتخيّل يومًا أن يستنشق غير هواء القدس وأن يُبعد عن المسجد الأقصى وأهله.
وبيّن النائب المقدسي أنه وحتى يحافظ على وجود عائلته في القدس فقد بقيت زوجته وأبناؤه في منزله في المدينة يزورونه نهاية الأسبوع وفي المناسبات في مكان إبعاده برام الله.
ورغم مشاعر تشتيت الأسرة الصعبة، فإن خيار بقاء العائلة في القدس يزورونه مبعدًا أفضل لديه من اجتماع شمل العائلة بعيدًا عن منزله وترك العائلة للمدينة المقدسة، كما قال.
وذكر أنه ونجله مبعدين عن القدس، في حين أن أحد أشقائه مبعد إلى خارج فلسطين بعد تحرره في صفقة "وفاء الأحرار"، مضيفًا "نعيش حالة اغتراب حقيقية، رغم أن رام الله والضفة وغزة وكل بقاع فلسطين هي جزء غالي على قلوبنا".
وأردف أنه وإلى جانب النواب المبعدين عن القدس فإنهم يعيشون في الضفة الغربية بحالة من الإقامة الجبرية، حيث أن الاحتلال سحب منهم كل الوثائق، ورفضوا أخذ وثائق فلسطينية بديلة، حتى لا يشرعنوا هذا السلوك من الاحتلال.
أما على صعيد السجون، فشدد عطون على أنه ومنذ أن بدأت الاعتقالات لديه منذ عام 1988 وحتى اليوم ما بين ذهاب وإياب، لم ير سوى الصمود والتحدي أمام الاحتلال وسجانيه.
وأضاف: "خلقنا أحرارًا، ولأننا كذلك نرفض الاحتلال وندفع الثمن على رفضنا له، لكن سنظل مؤكدين على أننا رافضين لوجوده".
وأكد لـ"القسطل" أن الأسرى الفلسطينيين في معركة مفتوحة ومتواصلة مع الاحتلال بشكل يومي لا تهدأ أبدًا، وإدارة السجون فرضت في الآونة الأخيرة عقوبات كبيرة على الأسرى وضيّقت عليهم وسحبت منجزاتهم، ووضعت البوابات الإلكترونية وفرضت عقوبات في التعليم والفورة اليومية ضمن أكثر من 15 إجراءً عقابيًا بحقهم.
ولفت إلى أنه بالوحدة النضالية لكافة الأسرى في التصدي للاحتلال ورفضهم للعقوبات بما هو متاح أمامهم، استطاعوا أن يكونوا ندًا له ولإدارة سجونه، فيما يهددون بالتوجه للإضراب الجماعي.
ودعا عطون إلى إسناد الحركة الأسيرة في معركتهم مع الاحتلال، مؤكدًا وجود قصور عام في دعم الأسرى على الصعيد الرسمي الذي يملك القنصليات والسفارات ويستطيع أن تجعل هذه القضية حية في المحافل الدولية.
وعلى صعيد النخب والقيادات والمفكرين والسياسيين، دعا لجعل القضية حية، وأن لا تكون قضيتهم موسمية، وشدد على أنه "من العار على الأمة أن تشاهد أسرانا وأسيراتنا وهم يعانون ولا يجدون من ينصرهم، وبينهم المرضى مثل ناصر أبو حميد وإسراء الجعابيص وأحمد مناصرة وغيرهم الكثير".