المحرّر مراد عطيّة .. حرمه الاحتلال من التعليم في مدارس القدس

  • الإثنين 23, مايو 2022 03:12 م
  • المحرّر مراد عطيّة .. حرمه الاحتلال من التعليم في مدارس القدس
بعد عام من السّجن، وتغييبه عن العائلة والأهل والأصدقاء، في سجون الاحتلال، تحرّر المقدسي مراد عطية، ابن الشيخ جراح الذي كان يُخاطب العالم ويوصل رسالةً واضحة في أن الاحتلال يسعى لتطهير الحي وطرد أهله من منازلهم قسرًا.
المحرّر مراد عطيّة .. حرمه الاحتلال من التعليم في مدارس القدس وجامعته تضع شروطًا لعودته
القدس المحتلة – القسطل:
بعد عام من السّجن، وتغييبه عن العائلة والأهل والأصدقاء، في سجون الاحتلال، تحرّر المقدسي مراد عطية، ابن الشيخ جراح الذي كان يُخاطب العالم ويوصل رسالةً واضحة في أن الاحتلال يسعى لتطهير الحي وطرد أهله من منازلهم قسرًا.
أفرج الاحتلال عنه، في العاشر من أيار الجاري، لكنه حرمه من عدّة أمور بسبب سجنه، من بينها وظيفته “معلم في مدارس القدس”، ويقول عطية لـ”القسطل” ضمن برنامج “بروفايل أسير”: “تم الإفراج عني، وفصلوني من وظيفتي في التربية والتعليم، حيث كنت معلمًا للغة العربية في إحدى مدارس القدس التابعة للاحتلال، وتم التعميم على عدم عودتي للتعليم كوني “إرهابيًا”.
كان يحضّر عطية لرسالة الماجستير في إحدى جامعات الاحتلال، وتم اعتقاله قبل أيام من مناقشة الرسالة، حيث اعتقلته قوات الاحتلال في العاشر من شهر آب/ أغسطس 2021، وموعد المناقشة كان في الـ13 من الشهر ذاته.
ويضيف لـ”القسطل”: “أحاول العودة إلى تعليمي الآن، واجهت ضغطًا كبيرًا للعودة، حيث تم وضع بعض الشروط لاستكمال التعليم، من بينها عدم الحديث في السياسة داخل حرم الجامعة، ولا قضية الشيخ جراح والهبّة الشعبية التي كانت أصلًا موضوع رسالتي في البداية، ويُريدون مني فقط أن أتناول قضية تعليمية أكاديمية بحتة”.
وتعقيبًا على ذلك، أكد أن الاحتلال يسعى لتكميم الأفواه والأصوات، وعدم إيصال الرسالة في القدس للعالم أجمع.
وبالعودة إلى تعليمه، قال أحد المحققين لـ”عطية”: “أنتم المعلمون أخطر أُناس على المجتمع”، لم؟، يُجيب مراد لأن المعلم بنظرهم هو الذي يعلّم الطلاب على حب البلاد والوطن والدفاع عنه، وأن فلسطين لنا، وأن علينا مواجهة الاحتلال وأن نقول “لا” في وجهه.
وتابع: “علمًا بأن المعلم ليس من يقوم بذلك، هم يعتقدون ذلك، كل مولود على أرض فلسطين يولد على حب الوطن والبلاد، لكن الاحتلال لا يقتنع بذلك، نحن جيل لا ينسى”.
حاول الاحتلال خلال فترة سجن عطية، تلفيق عدة تهم له، من بينها ”مسؤول خلية”، لكنه أنكر كل ما وُجّه إليه، وصمد في وجه التحقيق ومحققي الاحتلال إلى نال الحرية بشكل مفاجئ للعائلة والأصدقاء.
يقول عطية إن تجربة السجن كانت قاسية ومُهينة ومُذلّة، لكنها لا تُضعفك بل تجعلك أقوى، فاعتقاله كما يوضح لنا، كان بمثابة رسالة لأهالي الشيخ جراح “انظروا.. من يتحدث باسمكم قمنا باعتقاله.. اصمتوا ولا تتحدثوا بدلًا من أن تُزجّوا في السجن مثله”.
ويُلفت إلى أنه اعتُقل على مبدأ وقضية فلسطينية وهو غير نادم أبدًا على ذلك، وأن بداخله ما يُعطيه القوة والأمل والصبر على الحرب النفسية داخل السجون والتحقيقات والأساليب المستخدمة ضد الأسرى.
ويقول: “حتى أن الأسرى داخل السجون ممن قابلتهم كانوا يُعطونني الأمل، فيسألون عن قضية الشيخ جراح، وأين وصلت الأمور، وكيف يُمكن تجاوزها، وهل يُمكن للمستوطنين حقًا انتزاع حقّنا في منازلنا.. ينسون أنفسهم وهمّهم وسجنهم ويسألون عن الشيخ جراح”.
قضى عطية فترة سجنه تزامنًا مع أسرى جلبوع الستة الذين تحرّروا من نفق الحرية، وشهد على القمع والتنكيل الذي تعرّض له الأسرى، وحدّث “القسطل” عن هذه الفترة وقال: “حُرمنا من الزيارات، وعدم التواصل مع ذوينا، قمع وضرب يومي، عقوبات جماعية في كافة السجون”.
وأشار إلى أن الاحتلال نفّذ عقوبات داخلية وخارجية بحق الأسرى في السجون، داخلية عليهم، وخارجية على ذويهم.
يقول عطية إن الموقف الذي لا يُمكن أن ينساه أبدًا خلال فترة اعتقاله، لقاؤه بأسير اعتُقل منذ عام 2000 وحُكم بالسجن لمدة 650 عامًا، حيث وجّه مراد له سؤالًا وقال له: “هل أنت نادم على ما جرى؟”، فأجابه الأسير على الفور: “طبعًا لا”.
ويضييف: “كيف يُمكن لي أن أندم على هكذا اعتقال، اعتُقلت على قضية ومبدأ ومنزلي اللي أُحاربه فيه المستوطن الذي يحاول سلبي إياه، وكلمة الأسير كانت بمثابة قوّة لي ونَفَس للمضي قدمًا والاستمرار”.