" من النفق المظلم انتزعنا النور".. حكاية المحرّر فيراوي بعد 8 سنوات من الأسر
القدس المحتلة- القسطل:
"شعور الحرية لا يمكن وصفه، ولادة من جديد.. لكل إنسان ولادة واحدة إلا الفلسطيني وتحديداً الأسير له ولادتين؛ إحداهما معانقته الحرية والخروج من الأسر"، بهذه الكلمات بدأ الأسير المحرّر محمد الفيرواي وصف شعوره بعد عدّة أيام من الإفراج عنه.
المحرّر فيراوي من سكان البلدة القديمة بالقدس، تم اعتقاله خلال شهر حزيران من العام 2014، ووجهت له محكمة الاحتلال تهمة "الضلوع بأعمال مقاومة"، وحكمت عليه بالسجن مدة 8 سنوات.
في لقاءٍ معه ضمن برنامج “بروفايل أسير” الذي يُعرض عبر شبكة “القسطل“، وتقدمه الإعلامية لمى غوشة، روى فيراوي كيف اعتُقل طفلاً صغيراً، وخرج من سجون الاحتلال شاباً صلباً مثقفاً، متحدياً لكافة العقبات التي يحاول الاحتلال استخدامها لكسر الأسرى.
وقال إن : "شعور الحرية جميلٌ جداً، لكنه ممزوج بغصّة أن هناك أكثر من 4500 أسير يعانون من ظلم السجان، ومن الحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية وهي الحريّة".
وبيّن أن حفل استقباله كان جميلاً جداً ويعكس الهوية الفلسطينية العربية للمدينة المقدّسة، حيث ارتدين نساء الجالية الإفريقية الأثواب الفلسطينية، وعانقته والدته في رحاب المسجد الأقصى بعد ثماني سنوات عجاف، ثمّ علت أصوات الأهازيج الوطنية داخل أسوار البلدة القديمة.
في هذه السنوات الطويلة خلف القضبان تحدى فيراوي الاحتلال، وتمكّن من حصد نجاحاتٍ عديدة على المستوى الأكاديمي، حيثُ اعتُقل وهو على مقاعد الثانوية العامة وحُرم من إكمال تعليمه قبل اعتقاله.
وأضاف: "موضوع التعليم كان تحدياً كبيراً، الاحتلال يحاول دائماً تجهيل الشعب الفلسطيني وحرمانه من إكمال التعليم، لكن الحمدلله تمكّنت من اجتياز الثانوية العامة خلف القضبان بنجاح".
واصل فيراوي مسيرته التعليمية وحصل على شهادة البكالوريوس من تخصص الاجتماعيات في جامعة القدس المفتوحة، مردداً "نحن بفضل إرادتنا وإيماننا بعدالة قضيتنا نحاول قهر الاحتلال من خلال جلب وحصد أكبر علامات وشهادات".
وحول مخططاته في الأيام القادمة، أشار إلى أنه سيكمل مسيرته التعليمية في الدراسات العليا، مؤكداً أن "السجن ممر إجباري.. ومن هذا النفق المظلم انتزعنا النور".
"غصةٌ في القلب وشخصيةٌ جديدة"..
يضيف فيراوي لـ "القسطل" بنبرةٍ حزينة أنه خلال فترة اعتقاله استُشهد أكثر من 10 أسرى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذي ترتكبه إدارة السجون بحقهم، وأن هذا ترك غصةً في قلبه ستبقى مهما مرّت السنين.
لكن فيراوي الذي "عاش في السجن ولم يعش السجن فيه" كما وصف، تعلّم خلال هذه السنوات الثمانية كيف يُعزز الروح الاجتماعية في داخله، أصبح معطاءً ولديه روح المسؤولية والتضحية، كما أدرك طبيعة المُحتل والثورة الفلسطينية والنضال، وطبيعة تواجد الفلسطينيين في القدس.
وقال إن: "الاحتلال كان يعتقد أن جذورنا إفريقية وأننا لن نكون مع مسيرة النضال، لكنه واهم؛ نحن منخرطون مع عملية النضال الوطني الفلسطيني منذ عام 1917، فالجالية الإفريقية قدمت جرحى وأسرى وشهداء.. ولنا الشرف أن نسكن قرب الأقصى وأن ندافع عنه".
وفي حديثه أكد المحرّر فيراوي أن الاحتلال يحكم الأسرى بأحكامٍ عالية ويفرض عليهم غرامات مالية باهظة فقط لأنهم أبناء المدينة المقدّسة. مضيفاً أن: "الاحتلال يريد أن يكسر ويردع المقدسي ويجعله عبرةً لغيره، ولكن نقول لهم "خسئتم.. شعبنا لا يُردع.. شعبنا شعب جِكِر.. يُصمم على التحرر وإنهاء الاحتلال من كل فلسطين".
واسترجع في ذاكرته التي تحمل الكثير من الذكريات والقصص، ما حصل بعد عملية "نفق الحريّة"، وكيف تعاملت إدارة السجون في حينها مع الأسرى الذين غمرتهم الفرحة وشعروا كأنهم هم من تحرروا.
وقال إن: "الأسرى الستة استخدموا أدوات بسيطة جداً من أجل معانقة حريتهم وعمّت في حينها فرحة النصر في كافة السجون.. أما إدارة السجون فقد هاجمت الأسرى وحرمتهم من كافة حقوقهم وإنجازاتهم، واستهدفت بشكلٍ كبير أسرى حركة "الجهاد الإسلامي"، لكن وحدتنا استطاعت إفشال ذلك".
القدس المحتلة- القسطل:
"شعور الحرية لا يمكن وصفه، ولادة من جديد.. لكل إنسان ولادة واحدة إلا الفلسطيني وتحديداً الأسير له ولادتين؛ إحداهما معانقته الحرية والخروج من الأسر"، بهذه الكلمات بدأ الأسير المحرّر محمد الفيرواي وصف شعوره بعد عدّة أيام من الإفراج عنه.
المحرّر فيراوي من سكان البلدة القديمة بالقدس، تم اعتقاله خلال شهر حزيران من العام 2014، ووجهت له محكمة الاحتلال تهمة "الضلوع بأعمال مقاومة"، وحكمت عليه بالسجن مدة 8 سنوات.
في لقاءٍ معه ضمن برنامج “بروفايل أسير” الذي يُعرض عبر شبكة “القسطل“، وتقدمه الإعلامية لمى غوشة، روى فيراوي كيف اعتُقل طفلاً صغيراً، وخرج من سجون الاحتلال شاباً صلباً مثقفاً، متحدياً لكافة العقبات التي يحاول الاحتلال استخدامها لكسر الأسرى.
وقال إن : "شعور الحرية جميلٌ جداً، لكنه ممزوج بغصّة أن هناك أكثر من 4500 أسير يعانون من ظلم السجان، ومن الحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية وهي الحريّة".
وبيّن أن حفل استقباله كان جميلاً جداً ويعكس الهوية الفلسطينية العربية للمدينة المقدّسة، حيث ارتدين نساء الجالية الإفريقية الأثواب الفلسطينية، وعانقته والدته في رحاب المسجد الأقصى بعد ثماني سنوات عجاف، ثمّ علت أصوات الأهازيج الوطنية داخل أسوار البلدة القديمة.
في هذه السنوات الطويلة خلف القضبان تحدى فيراوي الاحتلال، وتمكّن من حصد نجاحاتٍ عديدة على المستوى الأكاديمي، حيثُ اعتُقل وهو على مقاعد الثانوية العامة وحُرم من إكمال تعليمه قبل اعتقاله.
وأضاف: "موضوع التعليم كان تحدياً كبيراً، الاحتلال يحاول دائماً تجهيل الشعب الفلسطيني وحرمانه من إكمال التعليم، لكن الحمدلله تمكّنت من اجتياز الثانوية العامة خلف القضبان بنجاح".
واصل فيراوي مسيرته التعليمية وحصل على شهادة البكالوريوس من تخصص الاجتماعيات في جامعة القدس المفتوحة، مردداً "نحن بفضل إرادتنا وإيماننا بعدالة قضيتنا نحاول قهر الاحتلال من خلال جلب وحصد أكبر علامات وشهادات".
وحول مخططاته في الأيام القادمة، أشار إلى أنه سيكمل مسيرته التعليمية في الدراسات العليا، مؤكداً أن "السجن ممر إجباري.. ومن هذا النفق المظلم انتزعنا النور".
"غصةٌ في القلب وشخصيةٌ جديدة"..
يضيف فيراوي لـ "القسطل" بنبرةٍ حزينة أنه خلال فترة اعتقاله استُشهد أكثر من 10 أسرى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذي ترتكبه إدارة السجون بحقهم، وأن هذا ترك غصةً في قلبه ستبقى مهما مرّت السنين.
لكن فيراوي الذي "عاش في السجن ولم يعش السجن فيه" كما وصف، تعلّم خلال هذه السنوات الثمانية كيف يُعزز الروح الاجتماعية في داخله، أصبح معطاءً ولديه روح المسؤولية والتضحية، كما أدرك طبيعة المُحتل والثورة الفلسطينية والنضال، وطبيعة تواجد الفلسطينيين في القدس.
وقال إن: "الاحتلال كان يعتقد أن جذورنا إفريقية وأننا لن نكون مع مسيرة النضال، لكنه واهم؛ نحن منخرطون مع عملية النضال الوطني الفلسطيني منذ عام 1917، فالجالية الإفريقية قدمت جرحى وأسرى وشهداء.. ولنا الشرف أن نسكن قرب الأقصى وأن ندافع عنه".
وفي حديثه أكد المحرّر فيراوي أن الاحتلال يحكم الأسرى بأحكامٍ عالية ويفرض عليهم غرامات مالية باهظة فقط لأنهم أبناء المدينة المقدّسة. مضيفاً أن: "الاحتلال يريد أن يكسر ويردع المقدسي ويجعله عبرةً لغيره، ولكن نقول لهم "خسئتم.. شعبنا لا يُردع.. شعبنا شعب جِكِر.. يُصمم على التحرر وإنهاء الاحتلال من كل فلسطين".
واسترجع في ذاكرته التي تحمل الكثير من الذكريات والقصص، ما حصل بعد عملية "نفق الحريّة"، وكيف تعاملت إدارة السجون في حينها مع الأسرى الذين غمرتهم الفرحة وشعروا كأنهم هم من تحرروا.
وقال إن: "الأسرى الستة استخدموا أدوات بسيطة جداً من أجل معانقة حريتهم وعمّت في حينها فرحة النصر في كافة السجون.. أما إدارة السجون فقد هاجمت الأسرى وحرمتهم من كافة حقوقهم وإنجازاتهم، واستهدفت بشكلٍ كبير أسرى حركة "الجهاد الإسلامي"، لكن وحدتنا استطاعت إفشال ذلك".