الأسير المريض أيمن سدر.. صمودُ 27 عامًا وابنٌ وحيدٌ في انتظاره

  • الثلاثاء 05, يوليو 2022 11:34 ص
  • الأسير المريض أيمن سدر.. صمودُ 27 عامًا وابنٌ وحيدٌ في انتظاره
حتى رُغم مرضه جرّاء الظروف الاعتقالية القاسية التي يُحتجز فيها منذ عام 1995 في قلاع الأسْر، ينبضُ قلب الأسير المقدسي أيمن سدر حبًا وتضحيًة لوطنه، وتُؤكّد عائلته أنه "مصدر قوّتهم رغم آلامه ومعاناته".
الأسير المريض أيمن سدر.. صمودُ 27 عامًا وابنٌ وحيدٌ في انتظاره
القدس المحتلة- القسطل:
حتى رُغم مرضه جرّاء الظروف الاعتقالية القاسية التي يُحتجز فيها منذ عام 1995 في قلاع الأسْر، ينبضُ قلب الأسير المقدسي أيمن سدر حبًا وتضحيًة لوطنه، وتُؤكّد عائلته أنه "مصدر قوّتهم رغم آلامه ومعاناته".
55 عامًا مرّت من عمر الأسير سدر، أمضى منها 27 عامًا في السجون، بعيدًا عن عائلته وقُدسه وأقصاه، حيثُ اعتُقل في الـ13 من شهر أيار عام 1995، أثناء عبوره من حاجز “إيرز الإسرائيلي” بعد زيارته لقطاع غزة، سبقها اعتقال استمر لمدّة ستة أشهر في العام 1991.
حكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن مدى الحياة، كما تم إغلاق منزله في بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة بالإسمنت المسلح.
سدر متزوج ولديه ابنٌ واحد وهو “محمد” الذي لم يتجاوز عمره عند اعتقال والده في المرة الثانية أربعة أشهر، أصبح اليوم شابًا، وفخورًا بوالده الذي حُرم منه في معظم خطوات حياته.
آلامٌ وإهمالٌ طبي..
تعرّض سدر لتحقيقاتٍ مطولة وقاسية لمدة خمسة شهور في مركز “المسكوبية” التابع للاحتلال غرب القدس، تسببت له بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية.
يقول نجله محمد لـ "القسطل" إن: "والدي يُعاني من آلامٍ في المفاصل والرُّكب؛ حيث أجرى أكثر من عملية في رُكبته، ويُعاني من إلتهاب الجيوب الأنفية، وعندما يريد مراجعة الطبيب أو يطلب الدواء، تُماطل إدارة السجون في ذلك لأكثر من 3 أشهر، وهذا يُؤثر سلبًا على صحته".
يستعيد محمد ذكرياتٍ مؤلمة وصعبة قبل أكثر من عام، يتحدّث عنها كأنها حصلت للتوّ واللحظة، يَذكُر كيف أُصيب والده بفيروس "كورونا"، وكانوا قلقين جداً عليه، حيث وصلت حالته "حد الموت"، كما وصف.
ويضيف: "مطلع العام الماضي، عندما أُصيب والدي بفيروس "كورونا" تأثّر سلبًا، ومكث في المستشفى ما يقارب الـ15 يومًا ولم نكن نعلم عنه أيّ شيء، وبحسب الأخبار التي وصلتنا كُنا ننتظر سماع خبر وفاته، لا سمح الله".
صمودٌ رُغم القيد..
27 عامًا لم تجتمع فيها عائلة الأسير سدر مع نجلها، مرّت أفراحهم وأتراحهم دون وجوده بحانبهم، وكل يومٍ يزداد الشوق له، لكن لسانهم لا يُردد سوى الدعاء، وقلوبهم صابرة وصامدة.
وقال بغصّة: "الله يكون في عونهم، فهو وحده يعلم في حالهم ومعاناتهم.. حتى نحن أبناء الأسرى نعاني كثيرًا، هذه سنوات طويلة وليست يومًا أو يومين، حتى الزيارة تكون من شروق الشمس حتى غروبها يتخللها تعب كبير وتفتيش وغيره، ومرةً واحدة فقط خلال الشهر".
لكن الأسير سدر لا يعرف سوى الصمود، القوّة والعزيمة، رغم سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحقه هو ونحو 600 أسير مريض، من بينهم 200 يعانون من أمراضٍ مزمنة.
ويصفُ محمد ذلك، مرددًا: "وضعه الحالي الحمد لله أفضل، لكن فيروس "كورونا" ترك أثرًا سلبيًا عليه، حيثُ عانى من ضيقٍ في التنفس لفترةٍ من الوقت إضافةً لمشاكل صحية أخرى.. الأسرى معنوياتهم مرتفعة، ونحن من نستمد منهم التفاؤل والقوّة".
وعن رسالة الأسرى، يُبيّن أنهم يطالبون بالوقوف الجديّ إلى جانبهم، ومساندتهم، ودعمهم في قضيتهم.