الاعتقال والحبس المنزلي والإبعاد: ثلاث وسائل يستهدف بها الاحتلال الأطفال المقدسيين
مدينة القدس
يشكّل الاحتلال وسياساته عبئًا ثقيلاً على الأطفال الفلسطينيين عمومًا، وفي شرق القدس يتضاعف عبء الاحتلال وضغط سياساته وتداعياتها حيث تنفذ قوات الاحتلال عمليات دهم يومية في أحياء القدس وبلداتها، وتعتقل الأطفال بذريعة مشاركتهم في المواجهات التي تندلع ضدّ قوات الاحتلال، علاوة على سياسة الإبعاد والحبس المنزلي التي ينتهجها الاحتلال بحقّهم.
ويواصل الاحتلال اعتقال 160 طفلاً في سجونه إلى اليوم، في سجون "الدامون" و"مجدو"، و"عوفر"، في ظروف اعتقال صعبة وفي ظلّ حرمانهم من أبسط الحقوق التي كفلتها لهم المواثيق والعهود الدولية. ويتعرّض الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال لسياسات تنكيل ممنهجة، منها اعتقالهم ليلًا والاعتداء عليهم أمام ذويهم، وإبقاؤهم مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين قبل نقلهم إلى مراكز التّحقيق، واحتجازهم في ظروف اعتقال قاسية.
9300 حالة اعتقال بحقّ أطفال منذ عام 2015 والاعتقالات في القدس هي الأعلى
قال نادي الأسير إنّ الاحتلال يستهدف جيلاً كاملاً باعتقال العشرات منهم واحتجازهم بشكل غير قانوني، وإطلاق سراحهم وإعادة استدعائهم للتحقيق مرة أخرى.
واعتقل الاحتلال أكثر من 9300 طفل فلسطيني (دون 18 عامًا) منذ عام 2015، وكانت أعلى نسبة اعتقال طالت الأطفال عام 2015 حين وصل عدد حالات الاعتقال إلى 2000، وفق معطيات نادي الأسير الفلسطيني.
وبحسب نادي الأسير، تشكّل عمليات الاعتقال اليومية بحق الأطفال المقدسيين النسبة العليا من الاعتقالات بحقّ الأطفال الفلسطينيين، فيما تتركز عمليات الاعتقال في البلدات والمخيمات.
750 طفلًا اعتقلهم الاحتلال منذ مطلع عام 2022
اعتقلت قوات الاحتلال منذ مطلع العام الجاري 750 طفلًا فلسطينيًا من بينهم مرضى، وجرحى تعرضوا لإطلاق نار قبل وأثناء الاعتقال.
ومن بين الأطفال الأسرى 5 معتقلين إداريًا هم: أنس أبو الرب من جنين، وعبد الرحمن الخطيب من بلدة حزما شرق القدس، وعبادة خليل حمّاد من سلواد شرق رام الله، وجهاد بني جابر من بلدة عقربا شرق نابلس، وصهيب سلامة من جنين.
ومن بين الأطفال الأسرى ثلاث فتيات،هنّ: نفوذ حمّاد (16 عامًا) من القدس، وزمزم القواسمة (17 عامًا) من الخليل، وجنات زيدات (16 عامًا) من الخليل.
وتتعمّد قوات الاحتلال أسلوبًا وحشيًا حيال الأطفال منذ اعتقالهم حتى نقلهم إلى التحقيق، وطوال مدة الاعتقال. وفي هذا السياق، وثقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين شهادة لاعتقال الطفل محمد رشدي النتشة (16 عامًا) من مخيم شعفاط الذي اعتقلته قوات الاحتلال من القدس القديمة في 2022/9/26، هو وصديقه وائل دينو، بعد قيام عدد من رجال حرس الحدود بتوقيفهما وسحبهما إلى منطقة حاجز البراق، حيث ألقوا بهما على الأرض، وقيدوا أيديهما إلى الخلف بمرابط بلاستيكية، وبعد ربع ساعة نقلوهما إلى مركز الشرطة في القشلة، حيث فتشوهما وأخذوا بصماتهما ثم نقلوهما إلى التحقيق في غرف 4 المسكوبية. وتنقل الهيئة عن محمد ما تعرّض له منذ اعتقاله حتى نقله إلى سجن "الدامون": "قبل إدخالي لغرفة التحقيق، وضعوني في غرفة صغيرة ودخل شخصان اعتديا عليّ بالضرب المبرح، ثم حمل أحدهما دبوسًا وهددني بإدخاله في رأسي إذا لم أعترف، والآخر سحب سلك التلفزيون وأخذ يضربه على الطاولة لإخافتي ثم ضربني على رجلي. وبعدما أشبعاني ضربًا أخذاني لغرفة التحقيق، وبعد انتهاء التحقيق نقلت إلى غرف سجن المسكوبية حيث أبقوني 22 يومًا، ثم نقلوني إلى مجدو، وأخيرًا إلى قسم الأشبال في الدامون".
وعلى الرغم من مرض محمد، رفضت إدارة السجن نقله للعيادة وعرضه على الطبيب، أو إعطاءه أيّ مسكّن لخفض الحرارة والألم الذي سيطر على جسده.
الإبعاد والحبس المنزلي
لا يكتفي الاحتلال باعتقال الأطفال في سجونه، بل يعتمد بحقّهم سياسة الحبس المنزلي، بحيث يتحول منزل العائلة إلى سجن للطفل، ويتحوّل الأهل إلى سجانين يراقبون طفلهم ويمنعونه من تخطّي حدود المنزل، ناهيك عن حالات الحبس المنزلي التي يفرض فيها الاحتلال على الطفل مغادرة منزل ذويه وقضاء الحكم في منزل فرد آخر من العائلة.
وأصدرت سلطات الاحتلال 2200 قرار بالحبس المنزلي بين كانون الثاني/يناير 2018 وآذار/مارس 2022، بحق أطفال قصّر، 114 طفلاً منهم كانت أعمارهم تقل عن 12 عامًا، مقارنة بنحو 228 قرارًا بالحبس المنزلي ما بين 2015 و2017.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني، فإنّ سياسة الحبس المنزلي والإبعاد عن القدس كعقوبة بديلة، أخطر السياسات التي خرج بها الاحتلال، وتركت آثارًا واضحة في مصير الأطفال، وكذلك عائلاتهم، وحولت بيت العائلة إلى سجن للأطفال.
وإلى جانب الحبس المنزلي، تعتمد سلطات الاحتلال سياسة الإبعاد بحق الأطفال المقدسيين، ومن الأمثلة في هذا السياق، الطفل المقدسي محمد دعاس الذي اعتقلته قوات الاحتلال في تشرين الأول/أكتوبر 2022 وأفرجت عنه شرط الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام، وإبعاده عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس لمدة أسبوعين.
وفي الشهر ذاته، أبعدت قوات الاحتلال أربعة أطفال (16-17 عامًا) عن المسجد الأقصى مدة 15 يومًا.
الاعتداء على الأطفال وإيذاؤهم جسديًا
لا تتوانى قوات الاحتلال ومستوطنوه عن الاعتداء على الأطفال المقدسيين، وإلحاق الأذى الجسدي بهم.
ففي 2022/10/20، اعتدت قوات الاحتلال على طفل مقدسي، في أثناء سيره في شارع رقم "1" بالقدس. ولاحقت قوات الاحتلال الطفل واعتدت عليه بالضرب ورش غاز الفلفل، في أثناء تجمع عشرات المستوطنين الذين وجّهوا الشتائم ضده.
ولا تكترث قوات الاحتلال للنتائج التي يسببها استعمالها قنابل الغاز السام في الأحياء المقدسية، لا سيما حالات الاختناق التي تصيب الأطفال بسبب هذه القنابل. ففي 2022/10/13، أصيب ثلاثة أطفال بالاختناق بينهم رضيعة عمرها 7 أيام، جرّاء استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال، في أثناء مواجهات اندلعت في حي رأس العامود ببلدة سلوان. ونقلت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الأطفال للعلاج.
مدينة القدس
يشكّل الاحتلال وسياساته عبئًا ثقيلاً على الأطفال الفلسطينيين عمومًا، وفي شرق القدس يتضاعف عبء الاحتلال وضغط سياساته وتداعياتها حيث تنفذ قوات الاحتلال عمليات دهم يومية في أحياء القدس وبلداتها، وتعتقل الأطفال بذريعة مشاركتهم في المواجهات التي تندلع ضدّ قوات الاحتلال، علاوة على سياسة الإبعاد والحبس المنزلي التي ينتهجها الاحتلال بحقّهم.
ويواصل الاحتلال اعتقال 160 طفلاً في سجونه إلى اليوم، في سجون "الدامون" و"مجدو"، و"عوفر"، في ظروف اعتقال صعبة وفي ظلّ حرمانهم من أبسط الحقوق التي كفلتها لهم المواثيق والعهود الدولية. ويتعرّض الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال لسياسات تنكيل ممنهجة، منها اعتقالهم ليلًا والاعتداء عليهم أمام ذويهم، وإبقاؤهم مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين قبل نقلهم إلى مراكز التّحقيق، واحتجازهم في ظروف اعتقال قاسية.
9300 حالة اعتقال بحقّ أطفال منذ عام 2015 والاعتقالات في القدس هي الأعلى
قال نادي الأسير إنّ الاحتلال يستهدف جيلاً كاملاً باعتقال العشرات منهم واحتجازهم بشكل غير قانوني، وإطلاق سراحهم وإعادة استدعائهم للتحقيق مرة أخرى.
واعتقل الاحتلال أكثر من 9300 طفل فلسطيني (دون 18 عامًا) منذ عام 2015، وكانت أعلى نسبة اعتقال طالت الأطفال عام 2015 حين وصل عدد حالات الاعتقال إلى 2000، وفق معطيات نادي الأسير الفلسطيني.
وبحسب نادي الأسير، تشكّل عمليات الاعتقال اليومية بحق الأطفال المقدسيين النسبة العليا من الاعتقالات بحقّ الأطفال الفلسطينيين، فيما تتركز عمليات الاعتقال في البلدات والمخيمات.
750 طفلًا اعتقلهم الاحتلال منذ مطلع عام 2022
اعتقلت قوات الاحتلال منذ مطلع العام الجاري 750 طفلًا فلسطينيًا من بينهم مرضى، وجرحى تعرضوا لإطلاق نار قبل وأثناء الاعتقال.
ومن بين الأطفال الأسرى 5 معتقلين إداريًا هم: أنس أبو الرب من جنين، وعبد الرحمن الخطيب من بلدة حزما شرق القدس، وعبادة خليل حمّاد من سلواد شرق رام الله، وجهاد بني جابر من بلدة عقربا شرق نابلس، وصهيب سلامة من جنين.
ومن بين الأطفال الأسرى ثلاث فتيات،هنّ: نفوذ حمّاد (16 عامًا) من القدس، وزمزم القواسمة (17 عامًا) من الخليل، وجنات زيدات (16 عامًا) من الخليل.
وتتعمّد قوات الاحتلال أسلوبًا وحشيًا حيال الأطفال منذ اعتقالهم حتى نقلهم إلى التحقيق، وطوال مدة الاعتقال. وفي هذا السياق، وثقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين شهادة لاعتقال الطفل محمد رشدي النتشة (16 عامًا) من مخيم شعفاط الذي اعتقلته قوات الاحتلال من القدس القديمة في 2022/9/26، هو وصديقه وائل دينو، بعد قيام عدد من رجال حرس الحدود بتوقيفهما وسحبهما إلى منطقة حاجز البراق، حيث ألقوا بهما على الأرض، وقيدوا أيديهما إلى الخلف بمرابط بلاستيكية، وبعد ربع ساعة نقلوهما إلى مركز الشرطة في القشلة، حيث فتشوهما وأخذوا بصماتهما ثم نقلوهما إلى التحقيق في غرف 4 المسكوبية. وتنقل الهيئة عن محمد ما تعرّض له منذ اعتقاله حتى نقله إلى سجن "الدامون": "قبل إدخالي لغرفة التحقيق، وضعوني في غرفة صغيرة ودخل شخصان اعتديا عليّ بالضرب المبرح، ثم حمل أحدهما دبوسًا وهددني بإدخاله في رأسي إذا لم أعترف، والآخر سحب سلك التلفزيون وأخذ يضربه على الطاولة لإخافتي ثم ضربني على رجلي. وبعدما أشبعاني ضربًا أخذاني لغرفة التحقيق، وبعد انتهاء التحقيق نقلت إلى غرف سجن المسكوبية حيث أبقوني 22 يومًا، ثم نقلوني إلى مجدو، وأخيرًا إلى قسم الأشبال في الدامون".
وعلى الرغم من مرض محمد، رفضت إدارة السجن نقله للعيادة وعرضه على الطبيب، أو إعطاءه أيّ مسكّن لخفض الحرارة والألم الذي سيطر على جسده.
الإبعاد والحبس المنزلي
لا يكتفي الاحتلال باعتقال الأطفال في سجونه، بل يعتمد بحقّهم سياسة الحبس المنزلي، بحيث يتحول منزل العائلة إلى سجن للطفل، ويتحوّل الأهل إلى سجانين يراقبون طفلهم ويمنعونه من تخطّي حدود المنزل، ناهيك عن حالات الحبس المنزلي التي يفرض فيها الاحتلال على الطفل مغادرة منزل ذويه وقضاء الحكم في منزل فرد آخر من العائلة.
وأصدرت سلطات الاحتلال 2200 قرار بالحبس المنزلي بين كانون الثاني/يناير 2018 وآذار/مارس 2022، بحق أطفال قصّر، 114 طفلاً منهم كانت أعمارهم تقل عن 12 عامًا، مقارنة بنحو 228 قرارًا بالحبس المنزلي ما بين 2015 و2017.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني، فإنّ سياسة الحبس المنزلي والإبعاد عن القدس كعقوبة بديلة، أخطر السياسات التي خرج بها الاحتلال، وتركت آثارًا واضحة في مصير الأطفال، وكذلك عائلاتهم، وحولت بيت العائلة إلى سجن للأطفال.
وإلى جانب الحبس المنزلي، تعتمد سلطات الاحتلال سياسة الإبعاد بحق الأطفال المقدسيين، ومن الأمثلة في هذا السياق، الطفل المقدسي محمد دعاس الذي اعتقلته قوات الاحتلال في تشرين الأول/أكتوبر 2022 وأفرجت عنه شرط الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام، وإبعاده عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس لمدة أسبوعين.
وفي الشهر ذاته، أبعدت قوات الاحتلال أربعة أطفال (16-17 عامًا) عن المسجد الأقصى مدة 15 يومًا.
الاعتداء على الأطفال وإيذاؤهم جسديًا
لا تتوانى قوات الاحتلال ومستوطنوه عن الاعتداء على الأطفال المقدسيين، وإلحاق الأذى الجسدي بهم.
ففي 2022/10/20، اعتدت قوات الاحتلال على طفل مقدسي، في أثناء سيره في شارع رقم "1" بالقدس. ولاحقت قوات الاحتلال الطفل واعتدت عليه بالضرب ورش غاز الفلفل، في أثناء تجمع عشرات المستوطنين الذين وجّهوا الشتائم ضده.
ولا تكترث قوات الاحتلال للنتائج التي يسببها استعمالها قنابل الغاز السام في الأحياء المقدسية، لا سيما حالات الاختناق التي تصيب الأطفال بسبب هذه القنابل. ففي 2022/10/13، أصيب ثلاثة أطفال بالاختناق بينهم رضيعة عمرها 7 أيام، جرّاء استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال، في أثناء مواجهات اندلعت في حي رأس العامود ببلدة سلوان. ونقلت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الأطفال للعلاج.