الاحتلال يستفرد بالأسرى وينكل بهم ويقطع تواصلهم عن العالم
نابلس - نواف العامر- وكالة سند للأنباء
وكأن الأسر لا يكفي، حتى انهالت العذابات تباعًا على آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، كفاتورة مستحقة في كل مفصل من مفاصل القضية الفلسطينية، لا سيما مع تصاعد عمليات المقاومة، ليكون ذلك دليلًا بيّنًا على مدى هزيمة الاحتلال وعدم مقدرته على ردع المقاومة ووقف طوفانها، فيلجأ للاستفراد بالأسرى وتغييبهم عن العالم وما يحيط بهم.
ومنذ اندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين أول الجاري، والأسرى يواجهون أقسى ظروف التنكيل ومحاولات الإذلال والتجويع، بعد ان تبجحت إدارة السجون بعمليات القمع ضدهم، لا سيما في أقسام أسرى حركة حماس في مختلف السجون، فحرمتهم الماء والكهرباء والغذاء والدواء، وصادرت منهم مقتنياتهم.
وكاستعراض قوة زائفة، نشرت مصلحة السجون مشهدًا لحافة وهي تجمع مقتنيات الأسرى التي تمت مصادرتها، وتتلفها، تضمنت ملابس وأجهزة كهربائية بدائية كانوا يمتلكونها وصورًا وكتبًا وكل ما وقعت أيدي "النحشون" عليه، خلال اقتحامها للسجون.
أسير فقد صوته..
وللاقتراب أكثر من واقعهم خلال هذه الأيام، التقت "وكالة سند للأنباء" بالأسير المحرر جهاد الأقرع من مخيم عسكر شرق نابلس، والذي أفرج عنه مؤخرًا، حيث يروي شهادة مروعة للتفاصيل التي بات الأسرى يعيشوها.
ويحدثنا "الأقرع": "اقتحمت قوات النحشون وكاليماز زنازين الأسرى برفقة الكلاب، وسحبت كافة الأدوات الكهربائية منها، خلطوا المواد الغذائية ببعضها".
ويروي لنا ما تعرض له أحد الأسرى، الذي اعتقل جريحًا قبل شهور، حيث تم الاعتداء عليه قبل أيام، وحاولوا خنقه وتم ضربه بالسلاح على حنجرته، ما تسبب بقطع الأحبال الصوتية لديه وفقده للنطق.
وبألم يقول: "أصبح هذا الأسير الجريح يتحدث مع زملائه بالكتابة على الورق، ويبدأ كتابته دومًا بعبارة: استهدفوا كرامتي".
ووفق شهادة ضيفنا، تم استدعاء 30 أسيرًا للشاباك واستفزازهم بهدف ضربهم، مشيرًا إلى أن منهم من عاد الزنازين وعلامات الضرب والدماء لا زالت بادية علي ملامحه.
ويكمل: "هناك أسرى قدموا من معسكر حوارة لسجن مجدو وآثار بصاطير الجنود على وجوههم ومن الأسرى من لا يجد ما يأكله سوى البصل لوحده".
ويردد: "ممارسات الإذلال لا نظير لها، يتعمدون ذلك بإجبار الأسير على الركوع أمام الجنود، في حين يحرم الأسرى أيضًا من العلاج ولا يقدم لهم سوى الأكامول".
مشاهد مؤلمة
وفي شهادة مصورة، للمحرر صلاح فطين البرقاوي الذي أمضى خمس سنوات وشهرين خلف بالأسر، يروي فيها مشاهد مؤلمة لما يتعرض لها الأسرى داخل السجون منذ السابع من أكتوبر، حيث لم يسلم كبار السن والمرضى من التنكيل الوحشي واليومي.
ويقدّم فطين وقد أخلي سبيله من سجن جلبوع روايات مذهلة عن الواقع المعاش في الغرف والساحات وبوسطات نقل الأسرى ويقول إن بعضهم كسرت ضلوعه، على وقع نظام العدد اليومي لثلاث مرات يتعرض فيها الأسرى للإذلال والضرب دون حدود.
ويسرد فطين تفاصيل النقل اليومي لثلاثين أسيرا بشكل يومي من مجدو لجلبوع، ويجري استقبالهم في قاعة انتظار يتعرضون فيها للضرب والتنكيل والإذلال، حتى أنه شاهد يوم الإفراج عنه آثار الدماء في ممرات السجن.
وفي حديثه عن الطعام المقدم للأسرى، يكشف فطين في شهادته، أن صحن أرز هو حصة ستة أسرى ،وتم تقليص كميات الطعام للحد الأدنى، حتى أن الأمر وصل في أيام طوفان الأقصى الثلاثة الأولى لوقف تقديم الطعام بتاتا، رغم وجود حالات مرضية ومصابين بين الأسرى.
ويسترسل: "دخل مدير السجن بسلاحه للأقسام، مهددا الأسرى، وصياحه بعبارة أنا دموي سأقتلكم، بينما يتم استخدام الكلاب المدربة لغرف الأسرى الذي يجبرون على الاستلقاء على الأرض وأيديهم فوق رؤوسهم لأكثر من ساعتين ويتم توجيه الضرب نحو الرأس والعين والوجه والصدر".
ويختم فطين شهادته بالمطالبة بتدخل جدي من العالم ومؤسساته لوقف مسلسل انتهاك حق الأسرى حتى لا يرتقي المزيد منهم شهداء.
من ناحيته، يقول مدير هيئة الأسرى قدورة فارس، إن التفسير الوحيد لما يجري في سجون الإحتلال هو الانتقام، في ظل غياب الرؤية، وإلحاق الأذى الفردي والقهر المتعمد للأسرى، وكل ذلك يعكس وحشيتهم دليل إحباط وتخبط".
ويضيف "فارس"، في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء": "دولة الاحتلال لم تعد تحسب حسابا لصورتها، وغير عابئة بها وبما نراه ونسمعه من معطيات، وما ينقله الأسرى دليل على ذلك".
ويشير "ضيف سند": "يوميا أتلقى اتصالات من السجون ينقلون فيه تفاصيل الاعتداء عليهم بوحشية، بينما تداولت وسائل الإعلام عن وزير الحرب الإسرائيلي قراره بفتح معسكر غوانتنامو رقم 2 في قاعدة حقل اليمن العسكرية بين بئر السبع والنقب؛ ليكون موقعا اعتقال أسرى غزة وتسميتهم بأسرى حرب".
وويلفت "فارس" خلال حديثه لتفاصيل جديدة عن سبب استشهاد الأسير عمر دراغمة من طوباس في سجن مجدو قبل أيام، مشيرًا لوجود نزيف داخلي حاد، والذي ينجم عادة عن الضرب والاعتداء، بينما يؤكد محاميه سلامة وضعه الصحي في المحكمة قبل ساعتين من الإعلان عن استشهاده.
لا خيار سوى الصبر والصمود..
من جهته، يقول مسؤول اللجنة العليا للأسرى في محافظة نابلس نظفر ذوقان، إن ما يجري بحق الأسرى، يتم في ظل انشغال العالم والحالة الفلسطينية بالحرب على غزة، وينقضون عليهم كأنهم فريسة".
ويرى "ذوقان"، في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن ذلك يتم تحت غطاء قانون الطوارئ والحرب، ويتم تنفيذ ما يرغبون به في إطار الانتقام، مشيرًا إلى أن عائلات أسرى يقدمون شهادات مماثلة لأبنائهم تمثلت بالضرب الوحشي وقطع الكهرباء وتخريب الأدوات والملابس والمواد الغذائية والحرمان من الفورة.
ويوضح، أن الأسرى وقيادات الحركة الأسيرة، لا يقدرون حاليا على مواجهة مخططات مصلحة السجون التي جاءت استجابة لـ "بن غفير"، وأن الخيار الوحيد أمام الأسرى الصبر وتعزيز الصمود حتى تنقشع الغمة، وفق تعبيره.
أعلنت هئية الأسرى ونادي الأسير استشهاد أسيرين في سجون الاحتلال خلال 24 ساعة، قبل يومين، خما الأسير عمر دراغمة من طوباس 53 عامًا، والأسير عرفات حمدان (26 عامًا) من بيت سيرا قرب رام الله.
نابلس - نواف العامر- وكالة سند للأنباء
وكأن الأسر لا يكفي، حتى انهالت العذابات تباعًا على آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، كفاتورة مستحقة في كل مفصل من مفاصل القضية الفلسطينية، لا سيما مع تصاعد عمليات المقاومة، ليكون ذلك دليلًا بيّنًا على مدى هزيمة الاحتلال وعدم مقدرته على ردع المقاومة ووقف طوفانها، فيلجأ للاستفراد بالأسرى وتغييبهم عن العالم وما يحيط بهم.
ومنذ اندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين أول الجاري، والأسرى يواجهون أقسى ظروف التنكيل ومحاولات الإذلال والتجويع، بعد ان تبجحت إدارة السجون بعمليات القمع ضدهم، لا سيما في أقسام أسرى حركة حماس في مختلف السجون، فحرمتهم الماء والكهرباء والغذاء والدواء، وصادرت منهم مقتنياتهم.
وكاستعراض قوة زائفة، نشرت مصلحة السجون مشهدًا لحافة وهي تجمع مقتنيات الأسرى التي تمت مصادرتها، وتتلفها، تضمنت ملابس وأجهزة كهربائية بدائية كانوا يمتلكونها وصورًا وكتبًا وكل ما وقعت أيدي "النحشون" عليه، خلال اقتحامها للسجون.
أسير فقد صوته..
وللاقتراب أكثر من واقعهم خلال هذه الأيام، التقت "وكالة سند للأنباء" بالأسير المحرر جهاد الأقرع من مخيم عسكر شرق نابلس، والذي أفرج عنه مؤخرًا، حيث يروي شهادة مروعة للتفاصيل التي بات الأسرى يعيشوها.
ويحدثنا "الأقرع": "اقتحمت قوات النحشون وكاليماز زنازين الأسرى برفقة الكلاب، وسحبت كافة الأدوات الكهربائية منها، خلطوا المواد الغذائية ببعضها".
ويروي لنا ما تعرض له أحد الأسرى، الذي اعتقل جريحًا قبل شهور، حيث تم الاعتداء عليه قبل أيام، وحاولوا خنقه وتم ضربه بالسلاح على حنجرته، ما تسبب بقطع الأحبال الصوتية لديه وفقده للنطق.
وبألم يقول: "أصبح هذا الأسير الجريح يتحدث مع زملائه بالكتابة على الورق، ويبدأ كتابته دومًا بعبارة: استهدفوا كرامتي".
ووفق شهادة ضيفنا، تم استدعاء 30 أسيرًا للشاباك واستفزازهم بهدف ضربهم، مشيرًا إلى أن منهم من عاد الزنازين وعلامات الضرب والدماء لا زالت بادية علي ملامحه.
ويكمل: "هناك أسرى قدموا من معسكر حوارة لسجن مجدو وآثار بصاطير الجنود على وجوههم ومن الأسرى من لا يجد ما يأكله سوى البصل لوحده".
ويردد: "ممارسات الإذلال لا نظير لها، يتعمدون ذلك بإجبار الأسير على الركوع أمام الجنود، في حين يحرم الأسرى أيضًا من العلاج ولا يقدم لهم سوى الأكامول".
مشاهد مؤلمة
وفي شهادة مصورة، للمحرر صلاح فطين البرقاوي الذي أمضى خمس سنوات وشهرين خلف بالأسر، يروي فيها مشاهد مؤلمة لما يتعرض لها الأسرى داخل السجون منذ السابع من أكتوبر، حيث لم يسلم كبار السن والمرضى من التنكيل الوحشي واليومي.
ويقدّم فطين وقد أخلي سبيله من سجن جلبوع روايات مذهلة عن الواقع المعاش في الغرف والساحات وبوسطات نقل الأسرى ويقول إن بعضهم كسرت ضلوعه، على وقع نظام العدد اليومي لثلاث مرات يتعرض فيها الأسرى للإذلال والضرب دون حدود.
ويسرد فطين تفاصيل النقل اليومي لثلاثين أسيرا بشكل يومي من مجدو لجلبوع، ويجري استقبالهم في قاعة انتظار يتعرضون فيها للضرب والتنكيل والإذلال، حتى أنه شاهد يوم الإفراج عنه آثار الدماء في ممرات السجن.
وفي حديثه عن الطعام المقدم للأسرى، يكشف فطين في شهادته، أن صحن أرز هو حصة ستة أسرى ،وتم تقليص كميات الطعام للحد الأدنى، حتى أن الأمر وصل في أيام طوفان الأقصى الثلاثة الأولى لوقف تقديم الطعام بتاتا، رغم وجود حالات مرضية ومصابين بين الأسرى.
ويسترسل: "دخل مدير السجن بسلاحه للأقسام، مهددا الأسرى، وصياحه بعبارة أنا دموي سأقتلكم، بينما يتم استخدام الكلاب المدربة لغرف الأسرى الذي يجبرون على الاستلقاء على الأرض وأيديهم فوق رؤوسهم لأكثر من ساعتين ويتم توجيه الضرب نحو الرأس والعين والوجه والصدر".
ويختم فطين شهادته بالمطالبة بتدخل جدي من العالم ومؤسساته لوقف مسلسل انتهاك حق الأسرى حتى لا يرتقي المزيد منهم شهداء.
من ناحيته، يقول مدير هيئة الأسرى قدورة فارس، إن التفسير الوحيد لما يجري في سجون الإحتلال هو الانتقام، في ظل غياب الرؤية، وإلحاق الأذى الفردي والقهر المتعمد للأسرى، وكل ذلك يعكس وحشيتهم دليل إحباط وتخبط".
ويضيف "فارس"، في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء": "دولة الاحتلال لم تعد تحسب حسابا لصورتها، وغير عابئة بها وبما نراه ونسمعه من معطيات، وما ينقله الأسرى دليل على ذلك".
ويشير "ضيف سند": "يوميا أتلقى اتصالات من السجون ينقلون فيه تفاصيل الاعتداء عليهم بوحشية، بينما تداولت وسائل الإعلام عن وزير الحرب الإسرائيلي قراره بفتح معسكر غوانتنامو رقم 2 في قاعدة حقل اليمن العسكرية بين بئر السبع والنقب؛ ليكون موقعا اعتقال أسرى غزة وتسميتهم بأسرى حرب".
وويلفت "فارس" خلال حديثه لتفاصيل جديدة عن سبب استشهاد الأسير عمر دراغمة من طوباس في سجن مجدو قبل أيام، مشيرًا لوجود نزيف داخلي حاد، والذي ينجم عادة عن الضرب والاعتداء، بينما يؤكد محاميه سلامة وضعه الصحي في المحكمة قبل ساعتين من الإعلان عن استشهاده.
لا خيار سوى الصبر والصمود..
من جهته، يقول مسؤول اللجنة العليا للأسرى في محافظة نابلس نظفر ذوقان، إن ما يجري بحق الأسرى، يتم في ظل انشغال العالم والحالة الفلسطينية بالحرب على غزة، وينقضون عليهم كأنهم فريسة".
ويرى "ذوقان"، في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن ذلك يتم تحت غطاء قانون الطوارئ والحرب، ويتم تنفيذ ما يرغبون به في إطار الانتقام، مشيرًا إلى أن عائلات أسرى يقدمون شهادات مماثلة لأبنائهم تمثلت بالضرب الوحشي وقطع الكهرباء وتخريب الأدوات والملابس والمواد الغذائية والحرمان من الفورة.
ويوضح، أن الأسرى وقيادات الحركة الأسيرة، لا يقدرون حاليا على مواجهة مخططات مصلحة السجون التي جاءت استجابة لـ "بن غفير"، وأن الخيار الوحيد أمام الأسرى الصبر وتعزيز الصمود حتى تنقشع الغمة، وفق تعبيره.
أعلنت هئية الأسرى ونادي الأسير استشهاد أسيرين في سجون الاحتلال خلال 24 ساعة، قبل يومين، خما الأسير عمر دراغمة من طوباس 53 عامًا، والأسير عرفات حمدان (26 عامًا) من بيت سيرا قرب رام الله.