خاطر: حرب غير مسبوقة على الأسيرات والضرب هو التطور الأخطر
رام الله – وكالة سند للأنباء
أكدت الكاتبة والأسيرة المحررة الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر، أن حربا غير مسبوقة يمارسها الاحتلال "الإسرائيلي" على الأسيرات الفلسطينيات، وبشكل خاص الأسيرات من قطاع غزة.
وقالت المحررة خاطر، لـ "وكالة سند للأنباء" إن وضع الأسيرات تغير للأسوأ بعد الحرب على غزة، من تنكيل واعتداءات ومساس خطير بخصوصياتهن، مبينة أن الانتهاكات الإسرائيلية بحقهن شهدت تصعيدا غير مسبوق، وأن التطور الأخطر هو الاعتداء بالضرب المبرح عليهن.
والمحررة خاطر (48 عاما) أسيرة سابقة عدة مرات، وكان اعتقالها الأخير في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأفرج عنها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني ضمن الدفعة السادسة من اتفاقية التهدئة وتبادل الأسرى بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت خاطر إلى إن التضييق على الأسيرات بدأ منذ وصول وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير لسدة الحكم وتوليه مسؤولية مصلحة السجون، ومعها بدأ تهديده بالتضييق على الأسرى والأسيرات، وتعهده بأن "تصبح السجون جحيما".
وأضافت أن بن غفير وجد في الحرب فرصة لتنفيذ مخططاته، فمسّ بشكل خطير خصوصية المرأة الأسيرة، وتعمد المساس بها.
وتحدثت خاطر عن أبرز الاعتداءات والانتهاكات التي تعرضت لها الأسيرات، كالتفتيش العاري، والتهديد بالاغتصاب، وغيرها من الإجراءات التي تتعمد المساس بخصوصية المرأة، وتعمد إذلالها واهانتها بشتمها أمام أطفالها وأهلها.
وأوضحت أن سلطات الاحتلال عزلت بشكل كامل الأسيرات في سجن "الدامون"، وأبقتهن حبيسات داخل الغرف على مدار الساعة، وسمحت لهن بالخروج نصف ساعة فقط كل يومين بغرض الاستحمام، لكن تبقي الأسيرات في حالة عزلة كاملة.
وبينت خاطر أن الأسيرة منقطعة تماما عن أخبار الخارج، ولا تعرف شيئا عما يجري في الخارج إلا بإحدى طريقتين؛ أولهما وصول أسيرة جديدة، وثانيهما الانتقال للمحكمة، فيسمح لها بنصف ساعة للحديث مع محاميها عبر برنامج "زوم".
كما صادرت سلطات الاحتلال الأجهزة والأغراض التي تستخدمها الأسيرات من السجون، بغرض التنغيص عليهن، كما تتعمد إحداث تضييق كبير على الأسيرات، خاصة الأمهات منهن، في ظل انقطاعهن عن أخبار أبنائهن.
وأشارت إلى أسيرة من نابلس، تعرضت للضرب المبرح ما أدّى لحدوث نزيف لها وتسمم في الرحم، و"لولا خروجها في الصفقة لربما توفيت، نتيجة لتدهور حالتها الصحية".
كما تعاني غرف الأسيرات من اكتظاظ كبير بسبب العدد الكبير من الأسيرات القابعات في الغرفة الواحدة، بالترافق مع نقص حاد لأبسط مقومات الحياة الأساسية، ومصادرة جميع الكتب والمصاحف وتمزيقها.
وتضيف خاطر: "منعوا الأسيرات من الكانتينا، في الوقت الذي تقدم إدارة السجون أصناف سيئة جدا من الطعام، مع وقفها لأرصدة الأسرى في البنوك".
أسيرات غزة
ووصفت خاطر واقع أسيرات قطاع غزة، بالأخطر والأفظع، وقالت: "يتعرضن للضرب والتحقيق والتفتيش منذ اللحظة الأولى لاعتقالهن، ويتركن لفترة طويلة في العراء دون أي غطاء، ويتم نزع حجابهن".
وأضافت: "أكبر ما يضيق في صدر الأسيرة من غزة إجبارها على نزع الغطاء عن شعرها، وتعرضها للتفتيش العاري على أيدي المجندات".
وذكرت أن عمليات الاعتقال للنساء تتم بشكل عشوائي، وأغلبهن أمهات، موضحة أن الهدف تنغيص الحياة على نساء غزة والتسبب في إيذاء عوائلهن.
كما تترك طريقة الاعتقال أثرها على معاصم الأسيرات نتيجة القيود البلاستيكية، مشيرة إلى أن آثار تلك القيود لا تزال واضحة لهذه اللحظة.
وأضافت: "يتم وضعها ترك الأسيرات لفترة طويلة مقيدات اليدين، والاعتداء عليهن بالضرب المبرح الذي يؤدي الى تدهور صحتهن"، مشيرة إلى أن إحدى الأسيرات مكثت لأيام في غيبوبة بالسجن نتيجة لهذا التعدي.
وأكدّت أن الأخطر في قضية أسرى غزة بشكل عام هو عمليات القتل لعدد منهم دون معرفة اسمائهم، وفقا لما نشرته وكشفت عنه وسائل الإعلام العبرية.
وقالت إنّ بعض الاسيرات يتم اعتقالهن مع أزواجهن وأطفالهن، ولا يعرفن شيئا عن مصيرهم، ما يضعهن في حالة خوف وقلق كبيرة.
قمعان
وتحدثت خاطر عن عمليتي قمع نفذتهما سلطات الاحتلال ضد الأسيرات؛ الأولى كانت في السابع من أكتوبر، والثانية في التاسع عشر من أكتوبر، إذ تم قمع الأسيرات بطريقة وحشية في سجن "الدامون"، وتخلل ذلك رشهن بخراطيم الغاز، وضربهن بصورة وحشية غير مسبوقة.
وقالت إن سلطات السجون كانت تتحاشى سابقا الاعتداء على الأسيرات، خشية من رد فعل الأسرى؛ "لكنهم تجرؤوا بقوة في طريقة تشبه الاستفراد بهن"، وتسبب ذلك في حدوث حروق لدى الأسيرات.
وأضافت: تجرؤ جنود الاحتلال بضرب الأسيرات هو التطور الأخطر في هذه المرحلة".
كما يتعمد الاحتلال فرض إجراءات عقابية فورية ضد أي أسيرة يصدر عنها أي احتجاج على أي شيء، "لو احتجت على صنف الطعام تُعزل فورا عزلا خارجيا لأيام، أو تحرم من الاستحمام لأيام".
ورغم كل ذلك، تقول خاطر: "هذا كله لا ينفي أن الأسيرات لديهن عزيمة كبيرة في مواجهة هذه الإجراءات، وجميعنا نقول إن هذه الحرب المسعورة التي تشنها سلطات الاحتلال ضد غزة تجعل من تضحيات الأسيرات متواضعة أمام تضحيات شعبنا هناك، وتدفعنا دائما للصبر والاحتساب".
رام الله – وكالة سند للأنباء
أكدت الكاتبة والأسيرة المحررة الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر، أن حربا غير مسبوقة يمارسها الاحتلال "الإسرائيلي" على الأسيرات الفلسطينيات، وبشكل خاص الأسيرات من قطاع غزة.
وقالت المحررة خاطر، لـ "وكالة سند للأنباء" إن وضع الأسيرات تغير للأسوأ بعد الحرب على غزة، من تنكيل واعتداءات ومساس خطير بخصوصياتهن، مبينة أن الانتهاكات الإسرائيلية بحقهن شهدت تصعيدا غير مسبوق، وأن التطور الأخطر هو الاعتداء بالضرب المبرح عليهن.
والمحررة خاطر (48 عاما) أسيرة سابقة عدة مرات، وكان اعتقالها الأخير في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأفرج عنها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني ضمن الدفعة السادسة من اتفاقية التهدئة وتبادل الأسرى بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت خاطر إلى إن التضييق على الأسيرات بدأ منذ وصول وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير لسدة الحكم وتوليه مسؤولية مصلحة السجون، ومعها بدأ تهديده بالتضييق على الأسرى والأسيرات، وتعهده بأن "تصبح السجون جحيما".
وأضافت أن بن غفير وجد في الحرب فرصة لتنفيذ مخططاته، فمسّ بشكل خطير خصوصية المرأة الأسيرة، وتعمد المساس بها.
وتحدثت خاطر عن أبرز الاعتداءات والانتهاكات التي تعرضت لها الأسيرات، كالتفتيش العاري، والتهديد بالاغتصاب، وغيرها من الإجراءات التي تتعمد المساس بخصوصية المرأة، وتعمد إذلالها واهانتها بشتمها أمام أطفالها وأهلها.
وأوضحت أن سلطات الاحتلال عزلت بشكل كامل الأسيرات في سجن "الدامون"، وأبقتهن حبيسات داخل الغرف على مدار الساعة، وسمحت لهن بالخروج نصف ساعة فقط كل يومين بغرض الاستحمام، لكن تبقي الأسيرات في حالة عزلة كاملة.
وبينت خاطر أن الأسيرة منقطعة تماما عن أخبار الخارج، ولا تعرف شيئا عما يجري في الخارج إلا بإحدى طريقتين؛ أولهما وصول أسيرة جديدة، وثانيهما الانتقال للمحكمة، فيسمح لها بنصف ساعة للحديث مع محاميها عبر برنامج "زوم".
كما صادرت سلطات الاحتلال الأجهزة والأغراض التي تستخدمها الأسيرات من السجون، بغرض التنغيص عليهن، كما تتعمد إحداث تضييق كبير على الأسيرات، خاصة الأمهات منهن، في ظل انقطاعهن عن أخبار أبنائهن.
وأشارت إلى أسيرة من نابلس، تعرضت للضرب المبرح ما أدّى لحدوث نزيف لها وتسمم في الرحم، و"لولا خروجها في الصفقة لربما توفيت، نتيجة لتدهور حالتها الصحية".
كما تعاني غرف الأسيرات من اكتظاظ كبير بسبب العدد الكبير من الأسيرات القابعات في الغرفة الواحدة، بالترافق مع نقص حاد لأبسط مقومات الحياة الأساسية، ومصادرة جميع الكتب والمصاحف وتمزيقها.
وتضيف خاطر: "منعوا الأسيرات من الكانتينا، في الوقت الذي تقدم إدارة السجون أصناف سيئة جدا من الطعام، مع وقفها لأرصدة الأسرى في البنوك".
أسيرات غزة
ووصفت خاطر واقع أسيرات قطاع غزة، بالأخطر والأفظع، وقالت: "يتعرضن للضرب والتحقيق والتفتيش منذ اللحظة الأولى لاعتقالهن، ويتركن لفترة طويلة في العراء دون أي غطاء، ويتم نزع حجابهن".
وأضافت: "أكبر ما يضيق في صدر الأسيرة من غزة إجبارها على نزع الغطاء عن شعرها، وتعرضها للتفتيش العاري على أيدي المجندات".
وذكرت أن عمليات الاعتقال للنساء تتم بشكل عشوائي، وأغلبهن أمهات، موضحة أن الهدف تنغيص الحياة على نساء غزة والتسبب في إيذاء عوائلهن.
كما تترك طريقة الاعتقال أثرها على معاصم الأسيرات نتيجة القيود البلاستيكية، مشيرة إلى أن آثار تلك القيود لا تزال واضحة لهذه اللحظة.
وأضافت: "يتم وضعها ترك الأسيرات لفترة طويلة مقيدات اليدين، والاعتداء عليهن بالضرب المبرح الذي يؤدي الى تدهور صحتهن"، مشيرة إلى أن إحدى الأسيرات مكثت لأيام في غيبوبة بالسجن نتيجة لهذا التعدي.
وأكدّت أن الأخطر في قضية أسرى غزة بشكل عام هو عمليات القتل لعدد منهم دون معرفة اسمائهم، وفقا لما نشرته وكشفت عنه وسائل الإعلام العبرية.
وقالت إنّ بعض الاسيرات يتم اعتقالهن مع أزواجهن وأطفالهن، ولا يعرفن شيئا عن مصيرهم، ما يضعهن في حالة خوف وقلق كبيرة.
قمعان
وتحدثت خاطر عن عمليتي قمع نفذتهما سلطات الاحتلال ضد الأسيرات؛ الأولى كانت في السابع من أكتوبر، والثانية في التاسع عشر من أكتوبر، إذ تم قمع الأسيرات بطريقة وحشية في سجن "الدامون"، وتخلل ذلك رشهن بخراطيم الغاز، وضربهن بصورة وحشية غير مسبوقة.
وقالت إن سلطات السجون كانت تتحاشى سابقا الاعتداء على الأسيرات، خشية من رد فعل الأسرى؛ "لكنهم تجرؤوا بقوة في طريقة تشبه الاستفراد بهن"، وتسبب ذلك في حدوث حروق لدى الأسيرات.
وأضافت: تجرؤ جنود الاحتلال بضرب الأسيرات هو التطور الأخطر في هذه المرحلة".
كما يتعمد الاحتلال فرض إجراءات عقابية فورية ضد أي أسيرة يصدر عنها أي احتجاج على أي شيء، "لو احتجت على صنف الطعام تُعزل فورا عزلا خارجيا لأيام، أو تحرم من الاستحمام لأيام".
ورغم كل ذلك، تقول خاطر: "هذا كله لا ينفي أن الأسيرات لديهن عزيمة كبيرة في مواجهة هذه الإجراءات، وجميعنا نقول إن هذه الحرب المسعورة التي تشنها سلطات الاحتلال ضد غزة تجعل من تضحيات الأسيرات متواضعة أمام تضحيات شعبنا هناك، وتدفعنا دائما للصبر والاحتساب".