يَـا قـدس
أَيَا قُدْسُ، |
هَذَا مَخَاضٌ جَدِيدٌ، |
فَصَبْراً وَإنْ جَرَّحَتْكِ الْغِيَرْ. |
تَنَادَى لِنُصْرَتِك الْمُسْلِمُونَ، |
فَلاَ تَسْأَلِي، بَعْدُ، |
عَمّنْ حَضَرْ. |
كَفَى أَنّكِ تَسْمَعِينَ النّذِيرَ، |
بِشَرٍّ، |
عَلَى الْمُعْتَدِي، |
مُسْتَطِرْ ... |
فَبَكِّي عَلَى ذُلِّكِ الأَولِينَ، |
بَكِّي الْخلِيفَةَ، |
بَكِّي "عُمَر". |
وَقُولي: إلامَ تَنَامُ الْعُرُوبَةُ |
والْحَرْبُ دَائِرةٌ، |
تَسْتَعِرْ؟؟. |
وَفي مَعْمَعِ الْحَرْبِ، |
جُنْدُ الْفِدَاءِ، |
تَصُوغُ الْمَلاحِمَ، |
كَرٌّ وفَرْ؟. |
فأيْنَ "ربيعةُ"؟ |
أيْنَ "تَمِيمٌ"؟ |
وأَيْنَ "بَنُو بكرٍ، |
أَيُنَ "مُضَر"؟ |
تَهِبُّ سِراعاً لِمسَرْى النَّبِيِّ، تُحَرِّرُهُ، |
مِنْ طُغَاةِ الْبَشَرْ؟. |
أَيَا قُدْسُ، |
هذا نَذِيرٌ مُبِينٌ، |
لأُمَّةِ أَحْمَدَ.. خَيْرِ الْبَشَرْ. |
* * * |
أَقِليِّ الْمَلاَمَ، |
فَقَدْ أَكْثَرَ الْقَوْمُ في الْمَحْفِلَيْنِ، |
نَكِيراً وَشَجْباً. |
وَتوسُعِنُنَا طَائِراتُ الْعَدُوِّ، |
هُجُوماً، |
وَقَتْلاً، |
وَهَدْماً، |
وَضَرْباً. |
فُنُوسِعُهُمْ - نَحْنُ - عَبْرَ الأَثِيرِ، |
وَعَبْرَ الصَّحَافَةِ، |
قَذْفاً وَسَبّاً. |
وَنُرْغِي، ونُزْبِدُ، |
والْمُعْتَدُونَ، |
يَزِيدُونَ هُزْواً، |
فَنَزْدَادُ غُلْباً. |
نُوَاصِلُهُمْ تَحْتَ جُنْحِ الظَّلاَمِ، |
وَنَزْعُمُ: |
صِرنْا عَلَى الْخَصْمِ إِلْباً. |
وَنَزْعُمُ، نَزْعُمُ |
أَنَّ لأِبَاءَ |
أنْتَشَا مِنْ عُرُوبَتِنَا |
واشْرَأَبَّا |
تُنَادِي "خوَيْلَةُ"، |
أَيْنَ الرِّجَالُ؟، |
أغِيرُوا، |
وَشِنوُّا عَلَى الْبَغْيَ حَرْباً. |
* * * |
أَرِيحِي الْكُماَةَ، وَلاَ تُزْعِجِيهِمْ، |
فَفِيمَ النِّدا، |
يا "ابْنَهَ الأَزْورِ"؟ |
تَظُنِّينَ أَنّ "ضِراراً" هُنَا، |
وَعَمراً، |
وَقَعْقَاعَ، |
وَالأَشْعَري؟؟ |
أُولَئِكَ قَوْمٌ لَهُمْ شَأْنُهُمْ، |
وَنَحْــنُ، |
لَنَا شَأْنُنَا، |
فاسْتُرِي. |
وَلاَ تُنْبِئِيهِمْ بِأَنَّ بَنِيهِمْ، |
يتِيهُونَ في عَالَمٍ مُقْفرٍ. |
تُغِيرُ عَلَيْهِمْ نِسَاءُ الْيَهُودِ، |
بَغَايَا قُرَيْضَةَ، |
وَالنُضَّرِ. |
كَأَنَّهُم في الْبَرَايَا مَتَاعٌ، |
وَقَاعٌ، |
يُبَاعُ لِمَنْ يَشْتَرِي. |
فَهَانُوا، وَكانُوا كَما تَعْلِمينَ، |
يَا قُـدْسُ، |
مِنْ عِلْمِهِمْ، |
فَاصْبِري. |
* * * |
غَداً في الْمَسَاجِدِ يَعُلُو الأَذَانُ، |
يَعُمُّ الأَمانُ، |
جَمِيعَ الْبِلادْ. |
فَتِلْكَ الطَّلائِعُ تُنْبِي بِأَنَّ الْجمَاهِيرَ، |
قَدْ أَعْلَمَتْ لِلْجِهَادْ ... |
سَيُولَدُ فَجْرٌ، وَيَأْتِيكِ نَصْرٌ، |
بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ، رَبِّ الْعِبَادْ. |