يَـا قـدس .. للشاعر الفلسطيني د. سليم ارزيقات

الدكتور سليم سعيد ارزيقات

  • الإثنين 10, يناير 2022 10:38 م
  • يَـا قـدس  .. للشاعر الفلسطيني د. سليم ارزيقات
أَيَا قُدْسُ، هَذَا مَخَاضٌ جَدِيدٌ، فَصَبْراً وَإنْ جَرَّحَتْكِ الْغِيَرْ. تَنَادَى لِنُصْرَتِك الْمُسْلِمُونَ، فَلاَ تَسْأَلِي، بَعْدُ، عَمّنْ حَضَرْ.

يَـا قـدس

 

أَيَا قُدْسُ،

هَذَا مَخَاضٌ جَدِيدٌ،

فَصَبْراً وَإنْ جَرَّحَتْكِ الْغِيَرْ.

تَنَادَى لِنُصْرَتِك الْمُسْلِمُونَ،

فَلاَ تَسْأَلِي، بَعْدُ،

عَمّنْ حَضَرْ.

كَفَى أَنّكِ تَسْمَعِينَ النّذِيرَ،

بِشَرٍّ،

عَلَى الْمُعْتَدِي،

مُسْتَطِرْ ...

فَبَكِّي عَلَى ذُلِّكِ الأَولِينَ،

بَكِّي الْخلِيفَةَ،

بَكِّي "عُمَر".

وَقُولي: إلامَ تَنَامُ الْعُرُوبَةُ

والْحَرْبُ دَائِرةٌ،

تَسْتَعِرْ؟؟.

وَفي مَعْمَعِ الْحَرْبِ،

جُنْدُ الْفِدَاءِ،

تَصُوغُ الْمَلاحِمَ،

كَرٌّ وفَرْ؟.

فأيْنَ "ربيعةُ"؟

أيْنَ "تَمِيمٌ"؟

وأَيْنَ "بَنُو بكرٍ،

أَيُنَ "مُضَر"؟

تَهِبُّ سِراعاً لِمسَرْى النَّبِيِّ، تُحَرِّرُهُ،

مِنْ طُغَاةِ الْبَشَرْ؟.

أَيَا قُدْسُ،

هذا نَذِيرٌ مُبِينٌ،

لأُمَّةِ أَحْمَدَ.. خَيْرِ الْبَشَرْ.

* * *

أَقِليِّ الْمَلاَمَ،

فَقَدْ أَكْثَرَ الْقَوْمُ في الْمَحْفِلَيْنِ،

نَكِيراً وَشَجْباً.

وَتوسُعِنُنَا طَائِراتُ الْعَدُوِّ،

هُجُوماً،

وَقَتْلاً،

وَهَدْماً،

وَضَرْباً.

فُنُوسِعُهُمْ - نَحْنُ - عَبْرَ الأَثِيرِ،

وَعَبْرَ الصَّحَافَةِ،

قَذْفاً وَسَبّاً.

وَنُرْغِي، ونُزْبِدُ،

والْمُعْتَدُونَ،

يَزِيدُونَ هُزْواً،

فَنَزْدَادُ غُلْباً.

نُوَاصِلُهُمْ تَحْتَ جُنْحِ الظَّلاَمِ،

وَنَزْعُمُ:

صِرنْا عَلَى الْخَصْمِ إِلْباً.

وَنَزْعُمُ، نَزْعُمُ

أَنَّ لأِبَاءَ

أنْتَشَا مِنْ عُرُوبَتِنَا

واشْرَأَبَّا

تُنَادِي "خوَيْلَةُ"،

أَيْنَ الرِّجَالُ؟،

أغِيرُوا،

وَشِنوُّا عَلَى الْبَغْيَ حَرْباً.

* * *

أَرِيحِي الْكُماَةَ، وَلاَ تُزْعِجِيهِمْ،

فَفِيمَ النِّدا،

يا "ابْنَهَ الأَزْورِ"؟

تَظُنِّينَ أَنّ "ضِراراً" هُنَا،

وَعَمراً،

وَقَعْقَاعَ،

وَالأَشْعَري؟؟

أُولَئِكَ قَوْمٌ لَهُمْ شَأْنُهُمْ،

وَنَحْــنُ،

لَنَا شَأْنُنَا،

فاسْتُرِي.

وَلاَ تُنْبِئِيهِمْ بِأَنَّ بَنِيهِمْ،

يتِيهُونَ في عَالَمٍ مُقْفرٍ.

تُغِيرُ عَلَيْهِمْ نِسَاءُ الْيَهُودِ،

بَغَايَا قُرَيْضَةَ،

وَالنُضَّرِ.

كَأَنَّهُم في الْبَرَايَا مَتَاعٌ،

وَقَاعٌ،

يُبَاعُ لِمَنْ يَشْتَرِي.

فَهَانُوا، وَكانُوا كَما تَعْلِمينَ،

يَا قُـدْسُ،

مِنْ عِلْمِهِمْ،

فَاصْبِري.

* * *

غَداً في الْمَسَاجِدِ يَعُلُو الأَذَانُ،

يَعُمُّ الأَمانُ،

جَمِيعَ الْبِلادْ.

فَتِلْكَ الطَّلائِعُ تُنْبِي بِأَنَّ الْجمَاهِيرَ،

قَدْ أَعْلَمَتْ لِلْجِهَادْ ...

سَيُولَدُ فَجْرٌ، وَيَأْتِيكِ نَصْرٌ،

بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ، رَبِّ الْعِبَادْ.