القدس موعدنا
وا قُدْسَاهُ !
بَـيْـنِـيْ و بَـيْـنَــكِ يَا قُـدْسَــاهُ أسْــوَارُ
مَـكْــرُ ضَــرُوْسٌ وطُـغْـيَـانٌ و أشْــرَارُ
بَـيْـنِـيْ و بَـيْـنَــكِ نَــيْــرَانُ مُـؤجَّـجَـةٌ
فِيْ القَـلْـبِ جَـمْـرٍ و بُرْكَـانٌ و إعْـصَـارُ
بَـيْـنِـيْ و بَـيْـنَــكِ أهْــوَالٌ مُـزَلْــزِلَــةٌ
جُــبْــنٌ مُـــذِلُّ و إذْعَـــانٌ و إذْعَــارُ
الـقُــدْسُ تُـدْمَـيْ و أقْـصَـانَـا يُـقَــيِّـدُهُ
بِالـنَّـارِ بِـالـحِـقْــدِ طَـاغُــوْتٌ و جَـبَّــارُ
تَـرْنُـوْ و تَـبْكِيْ صَـلاحَ الـدِّيْنِ تَنْـشُـدُهُ
تَـخْـبُـوْ حَـضَـــارَتُـنَـا و الـدَّهْـــرُ دَوَّارُ
فِيْ كُلِّ يَوْمٍ نَرَيْ فِيْ القُـدْسِ مَذْبَحَـةً
تُدْمِيْ الأبِـيَّ لـهَـا فِي القَـلْـبِ مِسْعَـارُ
الشَّرْقُ و الغَـرْبُ حِلْـفٌ جَـاءَ يَسْلُـبُـهَا
للحِلْـفِ جُـنْـدٌ مِنِ الأعْــرَابِ أنْـصَــارُ!
القُـدْسُ تَشْكُـوْ لِرَبِّ العَـرْشِ غُـرْبَـتَـهَا
عَـجْــزَاً مُـشِـيـنـاً لـه لَـفْـحٌ و إصْـغَــارُ
لـلــهِ تَـشْكُوْ و جُـنْـدُ العُــرْبِ عُـدَّتُـهُمْ
عَــزْمٌ كـَسِـيْـحٌ بَـلِـيْـدُ الـحِـسِّ خَـوَّارُ
تَـبْـدُوْ هُــنَــاكَ و قَـوْمِـيْ لا يُـؤَرِقُـهُـمْ
قُـدْسٌ جَـرِيْـحٌ غَــزِيْـرُ الـدَّمْـعِ هَـمَّــارُ
يَوْمَاً تَذُوْقِيْنَ كَأسَ الـيُـتْـمِ فِيْ زَمَـنٍ
لا القَـوْمُ تَـفْـدِيْ و لا الأحْـرَارُ أحْــرَارُ
للـعُـــرْبِ عَـجْــزٌ و إحْـجَــامٌ يُـدْمِّــرُنَا
مَـجْــدُ الأوائِــلِ بِـالإحْـجَــامِ يَـنْـهَــارُ
بَاعُـوْا الضَّـمـِيْـرَ و قَدْ خَانُـوْا أوَائِـلَـنَـا
" جُـنْــدٌ هُـنَــالِـكَ مَـهْــزُوْمٌ " و فَــرَّارُ
الـظُّـلْـمُ خِـزْيٌ و يَـا الـلــهُ مَـوْطِـنُـهُ!
أرْضٌ الـعُــرُوْبَـةِ لـلـطُّـغْــيَـانِ أوْكَــارُ!
تَسْعَىْ المَنَـايَا بِأرْضِ القُـدْسِ سَـافِـرَةً
تَـرْمِـيْ بِـمَـكْــرٍ لـهَـا كَــيْــدٌ و إنْــذَارُ
تَسْـعَىْ بِـحِـقْـدٍ إلَىْ الأحْـلامِ بَـاطِشَـةً
وَحْـشَــاً أكُـــوْلاً لَــهُ نَـابٌ و أظْـفَــارُ
لَكِـنِّـهَـا القُـدْسُ فِيْ الوَجْـدَانِ مَلْحَمَـةٌ
زَادُ الـمَـعَــالِـيْ لـنَـا بـِالـعَـــزْمِ فَــوَّارُ
فِي القُـدْسِ جِيْـلٌ مِنِ الإيْمَـانِ مُنْطَلِقٌ
غَــرْسُ الـفِــدَاءِ لَــهُ بَـأسٌ و مِـغْــوَارُ
جِــيْــلٌ أبِّــيٌّ صَـــلَاحُ الـدِّيْـنِ قُـدوَتُـهُ
و الـلَّـــهُ غَــايَـتُـهُ ، بـِالـحَـقِّ بَــتَّــارُ
جِــيْــلٌ تَـكَـحَّــلَ بالإقْــدَامِ مُـتَّـقِــدَاً
و الظُّـلْـمُ عِـنْـدَ شَـفَـا الإقْـدَامِ يَـنْـهَـارُ
جِـيْـلٌ جَـسُـوْرٌ و لـلـطُّـغْـيَـانِ أعْلَـنَـهَـا
لا القُدْسُ قُدْسُكَ .. فَالأقْصَىْ لَنَا الدَارُ
المَجْدُ لِلقُـدْسِ و ابْنِ القُـدْسِ مَسْجدِنَا
لـلــصَّــامِـــديْـنَ لَـهُـمْ عَــزْمٌ و إصِــرارُ
مَنْ رَامَ طُهْرَاً هُـنَـا فِيْ القُدْسِ مَوْطِنُهُ
مِـنْ بَـطْـنِـهَـا يَـنْـبُـتُ الأطْهَـارُ و الـغَـارُ
مَهْـدُ النَّـقَـاءِ تُضِـيْـئُ النَّفْـسَ بَسْمَـتُـهَـا
قُـدْسِيْ لـهَـا فِي عُـيُـوْنِ الخَلْـقِ إبْـهَـارُ
أمُّ الـمَــدَائــن لـلـطُّـغْــيَـــانِ مَـقْــبَــرَةٌ
مَأوَىْ الـرِّجَـالِ لـهَـا فِي القَـلْـبِ إكْـبَـارُ
الـلــهُ أكْـبَــرُ إنَّ الـقُـــدْسَ مُـنْـتَـصِـــرٌ
نَـصْــرَاً عَـزيْـزَاً و فِـيْ الـقُـرآنِ إخْـبَـارُ
شعر/ عبد الحافظ السيد