أنا و القدس و طائر الحناء .. الشاعرة عنان الدجاني

  • الثلاثاء 01, مارس 2022 09:29 م
  • أنا و القدس و طائر الحناء .. الشاعرة عنان الدجاني
ليت شعري في مدى الأشواق يسري واصفا للقدس تكبيلي و أسْري
أنا و القدس و طائر الحناء

ليت شعري في مدى الأشواق يسري
واصفا للقدس تكبيلي و أسْري
مُسمعا أنّاتِ سجعي والأسى
حاملا سفرا لإخلاصي و بِرّي
ففلسطينُ هواها قد ربا
في وريدي مثل إدمانٍ و خمرِ
ماسة الأكوان بالحسنِ استوت
فوق هام البدرِ تكسوه بِدُرِّ
بلدةُ الإسراءِ جادت بالهدى
سائر الأديانِ ضمتهم لصدرِ 
أنبياء الله فيها قنتوا
ليلةَ المعراج في شفعٍ و وَترِ
بعد عينٍ أصبحت قيد الدجى
تركوها لاحتلالٍ دون عذرِ
ألف بابٍ بيننا وا لوعتي
وعدوّي جاس في ثوب التعري
ابنةُ الجرّاح ألقاها النوى
في اغترابٍ أو فناءٍ لست أدري
حيث طول الحزن أبلى مهجتي
وتنامى في ظلام اليأس يُزري
أجج الإعصارُ أمواجَ الجوى
مَدُّ موجي هائجٌ من غيرِ جزرِ
فأنا يا قدس لا أقوى على
ما دها الأقوامَ من ضعفٍ و قهرِ
أن أرى الإذلالَ يبلونا و أن
تخلوَ البلدانُ من ليثٍ و حُرِّ
قالتِ الأعرابُ آمنا ولمْ
يُحسنوا الإيمان بل مالوا لغدرِ
مذ كبا الفرسانُ و الأقصى ذوى
طال عُسْرٌ و هَذى الكلُّ بسُكرِ
يا أخًا للخسرِ يرضيه الشقا
سطّرِ الخذلانَ واستخفِ بخسرِ
إن صحوتَ اليوم من عمق الكرى
هاك بوحي لاهبَ البركانِ يُجري
سائلا عمن تصدى للعدى
مَن رُبى الفردوسِ نادته و تُغري؟
أين رجع الصوتِ أوقاتَ الندا؟
أين أجراسٌ صداها ملء بَرّ؟
قبلةُ الإسلام تشكو هجرها
فمتى الرجعى إليها بعد هجر؟ 
مهْد عيسى من له يا أمتي؟
ومتى القدّاسُ يتلو لحنَ شكرِ؟
ومتى الأعلامُ تعلو والدنى
تعلنُ التحريرَ إيذانا بِبِشْرِ؟
ومتى يا قدسُ يدنينا اللقا
و خلاصٌ من عذابٍ مستمرّ؟
ليت سطري بالقوافي يرتوي
ليت سكنى الحرف إيناسٌ لصبري
طائرَ الحنّاءِ غِثْ جمرَ الدما
وائتني من دار جَدي غصنَ زهرِ

عنان محمود  الدجاني