أحرف أمويّة
يمَّمتُ شَطرَكِ حين غمَّ الأليلُ
علّي أَصُوغُكِ أنجُماً لا تُوصَلُ
ولقد أتيتكِ حين ناداني الهوى
وَأتيتُ ألثُمُ ما أرى وأقبِّلُ
أبحرتُ فيك وَمَا رَسوْتُ بِشاطئٍ
إذْ إنَّ بحرَكِ شاطِئاً لا يقبلُ
يمَّمتُ شطرَكِ والأسى في مهجتي
وشُجُونُ قلبي في الهوى لا تُحْمَلُ
سافرتُ فيكِ فَعُدْتُ منكِ بِنشْوَةٍ
أُمويَّة الأنفاسِ لَيْسَ تُبدَّلُ
أنا من رُبا الشَّامِ الأبيَّةِ قادِمٌ
وعلى المُحيَّا مِنْ هَواكِ قرنفُلُ
وأتيْتُ أجري والحرُوفُ بِجُعبَتِي
لَكِنْ بَدَتْ وكأنَّها تَتَملمَلُ
وإذا بِها قدْ أطرَقَتْ ياخجْلَتي
إنَّ المعاني حينَ وصفِكِ تَخْجَلُ
ياقُدسُ يا أرض الطَّهارةِ إنَّني
آتٍ إليكِ بما حَمَلْتُ وَأحمِلُ
آتٍ إليْكِ ولَيْسَ يُثني همَّتي
قَيْدٌ وإنْ في المعصَمَيْنِ يُسَلْسَلُ
يادمعة الأطفالِ يا ألَمَ الجَوى
ياصيحة الأحرارِ حينَ تُولوِلُ
سطَّرْتُمُ المجْدَ العَظِيمَ بأحرُفٍ
النُّور منْ ألحاظِها يَتسلَّلُ
وبَنَيْتُمُ الصَّرْحَ العظِيمَ بِهمَّةٍ
فالصَّرْحُ فيكمْ ليْسَ فيهِ تَقَلْقُلُ
ولبستمُ للموْتِ دونَ مهابَةٍ
ودِماكمُ للْثَّوْبِ راحَ تُكلِّلُ
فَغَدا بِكم ثوب المنيَّةِ مُخمَلاً
وَبِكمْ تَباهى يا أحبَّة مُخمَلُ
وبِكُم تَسامى كلُّ طَوْدٍ شامِخٍ
وَبِكم تغنَّى يا كرامُ البُلْبلُ
أنتُمْ رَسَمتُمْ لِلْإباءِ طريقَهُ
فَزُهورُ عزِّ فِعالِكمْ لا تَذْبُلُ
أنتم سلكْتُمْ خيْرَ دربٍ في الحيا
وَدُرُوب منْ سَلَكَ الخَنَا تَتَزَلْزَلُ
طوبى لكُمْ فُزتُمْ بِها وأنا الَّذي
عنكُم وأيم اللَّهِ لا أتحوَّلُ ......
.....................
إبراهيم دغيم/سوريا